مشاركة ونشر

تفسير الآية الثامنة والأربعين (٤٨) من سورة القَلَم

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثامنة والأربعين من سورة القَلَم ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ ﴿٤٨

الأستماع الى الآية الثامنة والأربعين من سورة القَلَم

إعراب الآية 48 من سورة القَلَم

(فَاصْبِرْ) الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر (لِحُكْمِ) متعلقان بالفعل (رَبِّكَ) مضاف إليه والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها (وَلا تَكُنْ) الواو حرف عطف ومضارع ناقص مجزوم بلا الناهية واسمه مستتر (كَصاحِبِ) متعلقان بمحذوف خبر تكن (الْحُوتِ) مضاف إليه وهو يونس عليه السلام والجملة معطوفة على ما قبلها (إِذْ) ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكر (نادى) ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة (وَهُوَ مَكْظُومٌ) مبتدأ وخبره والجملة حال.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (48) من سورة القَلَم تقع في الصفحة (566) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (29)

مواضيع مرتبطة بالآية (9 مواضع) :

الآية 48 من سورة القَلَم بدون تشكيل

فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ﴿٤٨

تفسير الآية 48 من سورة القَلَم

فاصبر -أيها الرسول- لما حكم به ربك وقضاه، ومن ذلك إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم، ولا تكن كصاحب الحوت، وهو يونس -عليه السلام- في غضبه وعدم صبره على قومه، حين نادى ربه، وهو مملوء غمًّا طالبًا تعجيل العذاب لهم، لولا أن تداركه نعمة مِن ربه بتوفيقه للتوبة وقَبولها لَطُرِح مِن بطن الحوت بالأرض الفضاء المهلكة، وهو آتٍ بما يلام عليه، فاصطفاه ربه لرسالته، فجعله من الصالحين الذين صلحت نياتهم وأعمالهم وأقوالهم.

(فاصبر لحكم ربك) فيهم بما يشاء (ولا تكن كصاحب الحوت) في الضجر والعجلة وهو يونس عليه السلام (إذ نادى) دعا ربه (وهو مكظوم) مملوء غما في بطن الحوت.

فلم يبق إلا الصبر لأذاهم، والتحمل لما يصدر منهم، والاستمرار على دعوتهم، ولهذا قال: ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ) أي: لما حكم به شرعًا وقدرًا، فالحكم القدري، يصبر على المؤذي منه، ولا يتلقى بالسخط والجزع، والحكم الشرعي، يقابل بالقبول والتسليم، والانقياد التام لأمره.وقوله: ( وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) وهو يونس بن متى، عليه الصلاة والسلام أي: ولا تشابهه في الحال، التي أوصلته، وأوجبت له الانحباس في بطن الحوت، وهو عدم صبره على قومه الصبر المطلوب منه، وذهابه مغاضبًا لربه، حتى ركب في البحر، فاقترع أهل السفينة حين ثقلت بأهلها أيهم يلقون لكي تخف بهم، فوقعت القرعة عليه فالتقمه الحوت وهو مليم (وقوله) ( إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ) أي: وهو في بطنها قد كظمت عليه، أو نادى وهو مغتم مهتم بأن قال ( لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) فاستجاب الله له، وقذفته الحوت من بطنها بالعراء وهو سقيم، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.

يقول تعالى : ( فاصبر ) يا محمد على أذى قومك لك وتكذيبهم ; فإن الله سيحكم لك عليهم ، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة ، ( ولا تكن كصاحب الحوت ) يعني : ذا النون ، وهو يونس بن متى عليه السلام حين ذهب مغاضبا على قومه ، فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر والتقام الحوت له ، وشرود الحوت به في البحار وظلمات غمرات اليم ، وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير ، الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير ، فحينئذ نادى في الظلمات


( أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ( الأنبياء : 87 )
قال الله ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) ( الأنبياء : 88 ) ، وقال تعالى : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) ( الصافات : 143 ، 144 ) وقال هاهنا : ( إذ نادى وهو مكظوم ) قال ابن عباس ومجاهد والسدي : وهو مغموم
وقال عطاء الخراساني وأبو مالك : مكروب
وقد قدمنا في الحديث أنه لما قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) خرجت الكلمة تحف حول العرش ، فقالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة ، فقال الله : أما تعرفون هذا ؟ قالوا : لا
قال : هذا يونس
قالوا : يا رب ، عبدك الذي لا يزال يرفع له عمل صالح ودعوة مجابة ؟ قال : نعم
قالوا : أفلا ترحم ما كان يعمله في الرخاء فتنجيه من البلاء ؟ فأمر الله الحوت فألقاه بالعراء ; ولهذا قال تعالى : ( فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ) وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ : " لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى " . ورواه البخاري من حديث سفيان‌ الثوري وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة‌ .

القول في تأويل قوله تعالى : فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ : فاصبر يا محمد لقضاء ربك وحكمه فيك، وفي هؤلاء المشركين بما أتيتهم به من هذا القرآن، وهذا الدين، وامض لما أمرك به ربك، ولا يثنيك عن تبليغ ما أمرت بتبليغه تكذيبهم إياك وأذاهم لك. وقوله: (وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) الذي حبسه في بطنه، وهو يونس بن مَتَّى ﷺ فيعاقبك ربك على تركك تبليغ ذلك، كما عاقبه فحبسه في بطنه: (إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ) يقول: إذ نادى وهو مغموم، قد أثقله الغمّ وكظمه. كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ) يقول: مغموم. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (مَكْظُومٌ ) قال: مغموم. وكان قتادة يقول في قوله: (وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) : لا تكن مثله في العجلة والغضب. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ) يقول: لا تعجل كما عَجِل، ولا تغضب كما غضب. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

الآية 48 من سورة القَلَم باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (48) - Surat Al-Qalam

Then be patient for the decision of your Lord, [O Muhammad], and be not like the companion of the fish when he called out while he was distressed

الآية 48 من سورة القَلَم باللغة الروسية (Русский) - Строфа (48) - Сура Al-Qalam

Потерпи же до решения твоего Господа и не уподобляйся человеку в рыбе (Йунусу), который обратился с мольбой вслух, сдерживая свою печаль

الآية 48 من سورة القَلَم باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (48) - سوره القَلَم

پس اپنے رب کا فیصلہ صادر ہونے تک صبر کرو اور مچھلی والے (یونس علیہ اسلام) کی طرح نہ ہو جاؤ، جب اُس نے پکارا تھا اور وہ غم سے بھرا ہوا تھا

الآية 48 من سورة القَلَم باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (48) - Ayet القَلَم

Sen Rabbinin hükmüne kadar sabret; balık sahibi (Yunus) gibi olma, o, pek üzgün olarak Rabbine seslenmişti

الآية 48 من سورة القَلَم باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (48) - versículo القَلَم

Ten paciencia ante el designio de tu Señor y no seas como el que fue tragado por la ballena, que Me imploró angustiado