مشاركة ونشر

تفسير الآية المئة والسادسة عشرة (١١٦) من سورة هُود

الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئة والسادسة عشرة من سورة هُود ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴿١١٦

الأستماع الى الآية المئة والسادسة عشرة من سورة هُود

إعراب الآية 116 من سورة هُود

(فَلَوْ لا) الفاء استئنافية ولو لا حرف تحضيض (كانَ) ماض ناقص والجملة مستأنفة (مِنَ الْقُرُونِ) متعلقان بمحذوف حال (مِنْ قَبْلِكُمْ) متعلقان بمحذوف حال والكاف مضاف إليه (أُولُوا) اسم كان مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم (بَقِيَّةٍ) مضاف إليه (يَنْهَوْنَ) مضارع وفاعله والجملة خبر كان (عَنِ الْفَسادِ) متعلقان بينهون (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بالفساد (إِلَّا) أداة استثناء (قَلِيلًا) مستثنى بإلا (مِمَّنْ) اسم موصول متعلقان بصفة محذوفة لقليلا (أَنْجَيْنا) ماض وفاعله والجملة صلة (مِنْهُمْ) متعلقان بأنجينا (وَاتَّبَعَ) ماض وجملته معطوفة (الَّذِينَ) اسم موصول فاعل (ظَلَمُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (ما) موصولية مفعول به (أُتْرِفُوا) ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة (فِيهِ) متعلقان بأترفوا (وَكانُوا مُجْرِمِينَ) كان واسمها وخبرها المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة معطوفة.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (116) من سورة هُود تقع في الصفحة (234) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (12)

مواضيع مرتبطة بالآية (7 مواضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 116 من سورة هُود

القرون : الأمم ، أولوا بقية : أصحاب فضل و خير ، ما أُترفوا فيه : ما أنعموا فيه من الخصب و السّعة

الآية 116 من سورة هُود بدون تشكيل

فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ﴿١١٦

تفسير الآية 116 من سورة هُود

فهلاَّ وُجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير والصلاح، ينهون أهل الكفر عن كفرهم، وعن الفساد في الأرض، لم يوجد من أولئك الأقوام إلا قليل ممن آمن، فنجَّاهم الله بسبب ذلك مِن عذابه حين أخذ الظالمين. واتَّبع عامتهم من الذين ظلموا أنفسهم ما مُتِّعوا فيه من لذات الدنيا ونعيمها، وكانوا مجرمين ظالمين باتباعهم ما تنعموا فيه، فحقَّ عليهم العذاب.

(فلولا) فهلا (كان من القرون) الأمم الماضية (من قبلكم أولو بقية) أصحاب دين وفضل (ينهون عن الفساد في الأرض) المراد به النفي: أي ما كان فيهم ذلك (إلا) لكن (قليلا ممن أنجينا منهم) نهوا فنجوا ومن للبيان (واتبع الذين ظلموا) بالفساد وترك النهي (ما أترفوا) نعموا (فيه وكانوا مجرمين).

لما ذكر تعالى، إهلاك الأمم المكذبة للرسل، وأن أكثرهم منحرفون، حتى أهل الكتب الإلهية، وذلك كله يقضي على الأديان بالذهاب والاضمحلال، ذكر أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير يدعون إلى الهدى، وينهون عن الفساد والردى، فحصل من نفعهم ما بقيت به الأديان، ولكنهم قليلون جدا.وغاية الأمر، أنهم نجوا، باتباعهم المرسلين، وقيامهم بما قاموا به من دينهم، وبكون حجة الله أجراها على أيديهم، ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيا من حيَّ عن بيِّنة( و ْ) لكن ( اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ ْ) أي: اتبعوا ما هم فيه من النعيم والترف، ولم يبغوا به بدلا.( وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ْ) أي: ظالمين، باتباعهم ما أترفوا فيه، فلذلك حق عليهم العقاب، واستأصلهم العذاب. وفي هذا، حث لهذه الأمة، أن يكون فيهم بقايا مصلحون، لما أفسد الناس، قائمون بدين الله، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصرونهم من العمى.وهذه الحالة أعلى حالة يرغب فيها الراغبون، وصاحبها يكون, إماما في الدين، إذا جعل عمله خالصا لرب العالمين.

قول تعالى : فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ، ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض . وقوله : ( إلا قليلا ) أي : قد وجد منهم من هذا الضرب قليل ، لم يكونوا كثيرا ، وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غيره ، وفجأة نقمه; ولهذا أمر تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، كما قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) ( آل عمران : 104 )


وفي الحديث : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك أن يعمهم الله بعقاب " ; ولهذا قال تعالى : ( فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم ) . وقوله : ( واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه ) أي : استمروا على ما هم فيه من المعاصي والمنكرات ، ولم يلتفتوا إلى إنكار أولئك ، حتى فجأهم العذاب ، ( وكانوا مجرمين ) .

القول في تأويل قوله تعالى : فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: فهلا كان من القرون الذين قصصت عليك نبأهم في هذه السورة ، الذين أهلكتهم بمعصيتهم إياي ، وكفرهم برسلي (64) من قبلكم.(أولو بقية) ، يقول: ذو بقية من الفهم والعقل، (65) يعتبرون مواعظَ الله ويتدبرون حججه، فيعرفون ما لهم في الإيمان بالله ، وعليهم في الكفر به (66) ، (ينهون عن الفساد في الأرض) ، يقول: ينهون أهل المعاصي عن معاصيهم ، وأهل الكفر بالله عن كفرهم به ، في أرضه (67) ، (إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، يقول: لم يكن من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض ، إلا يسيرًا، فإنهم كانوا ينهون عن الفساد في الأرض، فنجاهم الله من عذابه، حين أخذ من كان مقيمًا على الكفر بالله عذابُه ، وهم اتباع الأنبياء والرسل.


ونصب " قليلا " لأن قوله: (إلا قليلا) استثناء منقطع مما قبله، كما قال: إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا ، (سورة يونس: 98) . وقد بينا ذلك في غير موضع ، بما أغنى عن إعادته. (68)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك : 18690- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: اعتذر فقال: (فلولا كان من القرون من قبلكم) ، حتى بلغ: (إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، فإذا هم الذين نجوا حين نـزل عذاب الله. وقرأ: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه). 18691- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية) ، إلى قوله: (إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، قال: يستقلَّهم الله من كل قوم. 18692- حدثنا محمد بن المثني قال ، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود قال: سألني بلال عن قول الحسن في القدر، (69) قال: فقال: سمعت الحسن يقول: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ، قال: بعث الله هودًا إلى عاد، فنجى الله هودًا والذين آمنوا معه وهلك المتمتعون. وبعث الله صالحًا إلى ثمود، فنجى الله صالحًا وهلك المتمتعون. فجعلت أستقريه الأمم، فقال: ما أراه إلا كان حسن القول في القَدر . (70) 18693- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم) ، أي : لم يكن من قبلكم من ينهى عن الفساد في الأرض ، (إلا قليلا ممن أنجينا منهم).
وقوله: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه) ، يقول تعالى ذكره: واتبع الذين ظلموا أنفسهم فكفروا بالله ما أترفوا فيه. *ذكر من قال ذلك : 18694- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه) ، قال: ما أُنْظروا فيه. 18695- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه)، من دنياهم. ، وكأنّ هؤلاء وجَّهوا تأويل الكلام: واتبع الذين ظلموا الشيء الذي أنظرهم فيه ربُّهم من نعيم الدنيا ولذاتها، إيثارًا له على عمل الآخرة وما ينجيهم من عذاب الله.
وقال آخرون: معنى ذلك: واتبع الذين ظلَموا ما تجبَّروا فيه من الملك ، وعتَوْا عن أمر الله. *ذكر من قال ذلك : 18696- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه)، قال: في ملكهم وتجبُّرهم، وتركوا الحق. 18697- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه، إلا أنه قال: وتركِهم الحق. 18698- حدثني القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثل حديث محمد بن عمرو سواء.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر تعالى ذكره: أن الذين ظلموا أنفسهم من كل أمة سلفت فكفروا بالله، اتبعوا ما أنظروا فيه من لذات الدنيا ، فاستكبروا وكفروا بالله ، واتبعوا ما أنظروا فيه من لذات الدنيا، فاستكبروا عن أمر الله وتجبروا وصدوا عن سبيله .
، وذلك أن المترف في كلام العرب: هو المنعم الذي قد غُذِّي باللذات، ومنه قول الراجز: (71) نُهْــدِي رُءُوسَ المُــتْرَفينَ الصُّـدَّادْ إلــى أمِــير المُــؤْمِنِينَ المُمْتَـادْ (72)
وقوله: (وكانوا مجرمين)، يقول: وكانوا مكتسبي الكفر بالله. (73) -------------------- الهوامش : (64) انظر تفسير " القرن " فيما سلف 11 : 263 / 15 : 37 . (65) انظر تفسير " البقية " فيما سلف ص : 447 - 449 . (66) في المطبوعة والمخطوطة : " وعليهم " بإسقاط " ما " ، والأجود إثباتها . (67) انظر تفسير " الفساد في الأرض " فيما سلف من فهارس اللغة ( فسد ) . (68) انظر فهارس مباحث العربية والنحو وغيرهما . (69) في المطبوعة والمخطوطة هنا : " في العذر " ، والصواب ما أثبت ، وانظر التعليق التالي . (70) في المطبوعة وحدها : " في العذر ، والصواب من المخطوطة . ويعني أنه أمر قد فرغ منه ، لقول الله سبحانه لنوح : " وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم " ، وذلك قبل أن يكونوا ، وهو قول أهل الإثبات ، من أهل الحق . (71) هو رؤبة . (72) سلف البيت وتخريجه وشرح فيما سلف 11 : 223 ، تعليق : 1 . ، " الممتاد " ، الذي نسأله العطاء فيعطي . (73) انظر تفسير " الإجرام " فيما سلف من فهارس اللغة (جرم) .

الآية 116 من سورة هُود باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (116) - Surat Hud

So why were there not among the generations before you those of enduring discrimination forbidding corruption on earth - except a few of those We saved from among them? But those who wronged pursued what luxury they were given therein, and they were criminals

الآية 116 من سورة هُود باللغة الروسية (Русский) - Строфа (116) - Сура Hud

Если бы только среди поколений, живших до вас, были мудрые люди, которые выступали бы против нечестия на земле. Такими были лишь немногие из числа тех, кого Мы спасли. А беззаконники последовали за тем, что было даровано им, и стали грешниками

الآية 116 من سورة هُود باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (116) - سوره هُود

پھر کیوں نہ اُن قوموں میں جو تم سے پہلے گزر چکی ہیں ایسے اہل خیر موجود رہے جو لوگوں کو زمین میں فساد برپا کرنے سے روکتے؟ ایسے لوگ نکلے بھی تو بہت کم، جن کو ہم نے ان قوموں میں سے بچا لیا، ورنہ ظالم لوگ تو انہی مزوں کے پیچھے پڑے رہے جن کے سامان انہیں فراوانی کے ساتھ دیے گئے تھے اور وہ مجرم بن کر رہے

الآية 116 من سورة هُود باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (116) - Ayet هُود

Sizden önceki nesillerin ileri gelenleri, yeryüzünde bozgunculuğa engel olmalı değil miydiler? Onlardan kurtardıklarımız pek azdır. Kendilerine verilen nimete karşı haksızlık edenlere uyanlar ise suçlu oldular

الآية 116 من سورة هُود باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (116) - versículo هُود

En las generaciones que los precedieron hubo solo unos pocos piadosos que se opusieron a la corrupción en la Tierra, a quienes salvé [junto a sus Profetas]. En cambio, los injustos [que eran la mayoría] permanecieron cegados por los placeres [de la vida mundanal] y terminaron siendo criminales