مشاركة ونشر

تفسير الآية السادسة والخمسين (٥٦) من سورة الأعرَاف

الأستماع وقراءة وتفسير الآية السادسة والخمسين من سورة الأعرَاف ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴿٥٦

الأستماع الى الآية السادسة والخمسين من سورة الأعرَاف

إعراب الآية 56 من سورة الأعرَاف

(وَلا تُفْسِدُوا) فعل مضارع مجزوم بحذف النون لسبقه بلا الناهية الجازمة والواو فاعله والجملة معطوفة. (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بالفعل قبلهما وكذلك الظرف (بَعْدَ) متعلق بالفعل. (إِصْلاحِها) مضاف إليه. (وَادْعُوهُ) فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة (خَوْفاً وَطَمَعاً) حالان، (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ) إن واسمها وخبرها ولفظ الجلالة مضاف إليه، (مِنَ الْمُحْسِنِينَ) متعلقان بقريب. وجملة (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ) تعليلية لا محل لها.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (56) من سورة الأعرَاف تقع في الصفحة (157) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (8) ، وهي الآية رقم (1010) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم

مواضيع مرتبطة بالآية (11 موضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 56 من سورة الأعرَاف

رحمة الله : إحسانه وإنعامه أو ثوابه

الآية 56 من سورة الأعرَاف بدون تشكيل

ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ﴿٥٦

تفسير الآية 56 من سورة الأعرَاف

ولا تُفْسدوا في الأرض بأيِّ نوع من أنواع الفساد، بعد إصلاح الله إياها ببعثة الرسل -عليهم السلام- وعُمْرانها بطاعة الله، وادعوه -سبحانه- مخلصين له الدعاء؛ خوفًا من عقابه ورجاء لثوابه. إن رحمة الله قريب من المحسنين.

(ولا تُفسدوا في الأرض) بالشرك والمعاصي (بعد إصلاحها) ببعث الرسل (وادعوه خوفا) من عقابه (وطمعا) في رحمته (إن رحمة الله قريب من المحسنين) المطيعين وتذكير قريب المخبر به عن رحمة لإضافتها إلى الله.

( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) بعمل المعاصي ( بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ) بالطاعات، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق، كما قال تعالى: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) كما أن الطاعات تصلح بها الأخلاق، والأعمال، والأرزاق، وأحوال الدنيا والآخرة. ( وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ) أي: خوفا من عقابه، وطمعا في ثوابه، طمعا في قبولها، وخوفا من ردها، لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه، ونزل نفسه فوق منزلته، أو دعاء من هو غافل لاَهٍ. وحاصل ما ذكر اللّه من آداب الدعاء: الإخلاص فيه للّه وحده، لأن ذلك يتضمنه الخفية، وإخفاؤه وإسراره، وأن يكون القلب خائفا طامعا لا غافلا، ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة، وهذا من إحسان الدعاء، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، ولهذا قال: ( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) في عبادة اللّه، المحسنين إلى عباد اللّه، فكلما كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى.

وقوله تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض ، وما أضره بعد الإصلاح ! فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ، ثم وقع الإفساد بعد ذلك ، كان أضر ما يكون على العباد


فنهى الله تعالى عن ذلك ، وأمر بعبادته ودعائه والتضرع إليه والتذلل لديه ، فقال : ( وادعوه خوفا وطمعا ) أي : خوفا مما عنده من وبيل العقاب ، وطمعا فيما عنده من جزيل الثواب . ثم قال : ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) أي : إن رحمته مرصدة للمحسنين ، الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره ، كما قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ) ( الأعراف : 156 ، 157 ) . وقال : ( قريب ) ولم يقل : " قريبة " ; لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب ، أو لأنها مضافة إلى الله ، فلهذا قال : قريب من المحسنين . وقال مطر الوراق : تنجزوا موعود الله بطاعته ، فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين ، رواه ابن أبي حاتم .

القول في تأويل قوله : وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " ، لا تشركوا بالله في الأرض ولا تعصوه فيها، وذلك هو الفساد فيها.


وقد ذكرنا الرواية في ذلك فيما مضى، وبينا معناه بشواهده. (27)
=" بعد إصلاحها " يقول: بعد إصلاح الله إياها لأهل طاعته، بابتعاثه فيهم الرسل دعاة إلى الحق، وإيضاحه حججه لهم (28) =" وادعوه خوفًا وطمعًا " ، يقول: وأخلصوا له الدعاء والعمل، ولا تشركوا في عملكم له شيئًا غيره من الآلهة والأصنام وغير ذلك، وليكن ما يكون منكم في ذلك خوفًا من عقابه، وطمعًا في ثوابه. وإنّ مَن كان دعاؤه إياه على غير ذلك، فهو بالآخرة من المكذبين، لأنّ من لم يخف عقابَ الله ولم يرجُ ثوابه، لم يبال ما ركب من أمر يسخَطه الله ولا يرضاه =" إن رحمة الله قريب من المحسنين " ، يقول تعالى ذكره: إن ثواب الله الذي وعد المحسنين على إحسانهم في الدنيا، قريب منهم، وذلك هو رحمته، (29) لأنه ليس بينهم وبين أن يصيروا إلى ذلك من رحمته وما أعدّ لهم من كرامته إلا أن تفارق أرواحهم أجسادهم.
ولذلك من المعنى ذُكِّر قوله: " قريب " ، وهو من خبر " الرحمة " ، و " الرحمة " مؤنثة، لأنه أريد به القرب في الوقت لا في النَّسب، والأوقات بذلك المعنى إذا وقعت أخبارًا للأسماء، (30) أجرتها العرب مجرى الحال، فوحّدتها مع الواحد والاثنين والجميع، وذكَّرتها مع المؤنث، فقالوا: " كرامة الله بعيد من فلان "، و " هي قريب من فلان "، كما يقولون: " هند قريب منا "، و " الهندان منا قريب "، و " الهندات منا قريب "، لأن معنى ذلك: هي في مكان قريب منا. فإذا حذفوا المكان وجعلوا " القريب " خلفًا منه، ذكَّروه ووحَّدوه في الجمع، كما كان المكان مذكرًا وموحدًا في الجمع. وأما إذا أنثوه، أخرجوه مثنى مع الاثنين، ومجموعًا مع الجميع، فقالوا: " هي قريبة منا "، و " هما منّا قريبتان "، كما قال عروة (بن الورد) : (31) عَشِــيَّةَ لا عَفْــرَاءُ مِنْـكَ قَرِيبَـةٌ فَتَدْنُــو, وَلا عَفْــرَاءُ مِنْـكَ بَعِيـدُ (32) فأنث " قريبة "، وذكّر " بعيدًا "، على ما وصفت. ولو كان " القريب "، من " القرابة " في النسب، لم يكن مع المؤنث إلا مؤنثًا، ومع الجميع إلا مجموعًا. (33) وكان بعض نحويي البصرة يقول: ذكَّر " قريب " وهو صفة لـ" الرحمة "، وذلك كقول العرب: " ريح خريق "، (34) و " ملحفَة جديد "، (35) و " شاة سديس ". (36) قال: وإن شئت قلت: تفسير " الرحمة " هاهنا، المطر ونحوه، فلذلك ذكَّر، كما قال: وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا ، ( سورة الأعراف : 87 )، فذكَّر، لأنه أراد الناس. وإن شئت جعلته كبعض ما يذكرون من المؤنث، كقول الشاعر: (37) وَلا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا (38)
وقد أنكر ذلك من قِيله بعضُ أهل العربية، ورأى أنه يلزمه إن جاز أن يذكِّر " قريبًا "، توجيهًا منه للرحمة إلى معنى المطر، أن يقول: " هند قام "، توجيهًا منه لـ" هند " وهي امرأة، إلى معنى: " إنسان "، ورأى أن ما شبَّه به قوله: " إن رحمة الله قريب من المحسنين " ، بقوله: وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا ، غير مُشْبِهِه. وذلك أن " الطائفة " فيما زعم مصدر، بمعنى " الطيف "، كما " الصيحة " و " الصياح "، بمعنًى، ولذلك قيل: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ، ( سورة هود: 67 ). ------------------ الهوامش : (27) انظر تفسير"الفساد في الأرض" فيما سلف 1: 287 ، 416 ، ومواضع أخرى آخرها 10: 461 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (28) انظر تفسير"الإصلاح" فيما سلف من فهارس اللغة (صلح). (29) انظر تفسير"الرحمة" فيما سلف من فهارس اللغة (رحم). = وتفسير"الإحسان" فيما سلف من فهارس اللغة (حسن). (30) في المطبوعة: "إذا رفعت أخبارًا" ، لم يحسن قراءة المخطوطة. (31) هكذا جاء في المخطوطة والمطبوعة ، والصواب أنه"عروة بن حزام" ، كما سترى في التخريج ، وكأنه سهو من الناسخ وزيادة منه ، فإن هذا كله تابع فيه أبو جعفر ، الفراء في معاني القرآن ، والفراء لم يذكر سوى"عروة" ، فزاد الناسخ سهوًا"بن الورد". (32) معاني القرآن للفراء 1: 381 ، على ما ذكره أبو جعفر ، وهو نقله عنه. والبيت في ديوان عروة بن حزام ، وفي تزيين الأسواق 1: 84 ، والبكري في شرح الأمالي: 401 ، من شعر له صواب إنشاده على الباء : عَشِــيَّة لا عَفْــرَاءُ مِنْــكَ بَعِيـدَةٌ فَتَسْــلُو ، وَلا عَفْـرَاءُ مِنْـكَ قَـرِيبُ وَإنِّــي لَتَغْشَــانِي لِذِكْـرَاكِ فَــتْرَةٌ لَهَــا بَيْـنَ جِـلْدِي وَالْعِظَـامِ دَبيـبُ (33) انظر معاني القرآن للفراء 1: 381 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 216 ، 217.. (34) "ريح خريق": شديدة ، وقيل: لينة سهلة. ضد. (35) في المطبوعة: "وساحفة حديد" ، وفي المخطوطة: "وماحقه جديد" ، غير منقوطة والصواب ما أثبت ، وهو المثل الذي ضرب في هذا الباب. قال ابن سيده: "ملحفة جديد ، وجديدة" ، وقال سيبويه: وقد قالوا ملحفة جديدة ، وهو قليلة. (36) "شاة سديس": أتت عليها السنة السادسة. (37) عامر بن جوين الطائي. (38) مضى البيت وتخريجه فيما سلف 1: 432 ، ونسيت أن أذكر هناك أنه سيأتي في هذا الموضع من التفسير ، ثم في 18: 118 (بولاق) ، وصدر البيت: فَـــلا مُزْنَــةٌ وَدَقَــتْ وَدْقَهَــا

الآية 56 من سورة الأعرَاف باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (56) - Surat Al-A'raf

And cause not corruption upon the earth after its reformation. And invoke Him in fear and aspiration. Indeed, the mercy of Allah is near to the doers of good

الآية 56 من سورة الأعرَاف باللغة الروسية (Русский) - Строфа (56) - Сура Al-A'raf

Не распространяйте нечестия на земле после того, как она приведена в порядок. Взывайте к Нему со страхом и надеждой. Воистину, милость Аллаха близка к творящим добро

الآية 56 من سورة الأعرَاف باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (56) - سوره الأعرَاف

زمین میں فساد برپا نہ کرو جبکہ اس کی اصلاح ہو چکی ہے اور خدا ہی کو پکارو خوف کے ساتھ اور طمع کے ساتھ، یقیناً اللہ کی رحمت نیک کردار لوگوں سے قریب ہے

الآية 56 من سورة الأعرَاف باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (56) - Ayet الأعرَاف

Düzeltilmişken, yeryüzünde bozgunculuk yapmayın. Allah'a korkarak ve umutla yalvarın. Doğrusu Allah'ın rahmeti iyi davrananlara yakındır

الآية 56 من سورة الأعرَاف باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (56) - versículo الأعرَاف

No siembren corrupción en la Tierra después de que se haya establecido en ella el orden, e invóquenlo con temor y esperanza. La misericordia de Dios está cerca de los que hacen el bien