تفسير الآية المئة والثالثة عشرة (١١٣) من سورة الأنعَام
الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئة والثالثة عشرة من سورة الأنعَام ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم
(وَلِتَصْغى) فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام، والجار والمجرور معطوفان على غرورا. (إِلَيْهِ) متعلقان بتصغى قبلهما (أَفْئِدَةُ) فاعل (الَّذِينَ) اسم موصول في محل جر بالإضافة (لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها. (وَلِيَرْضَوْهُ) مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والمصدر المؤول معطوف على ما قبله وهو في محل جر باللام. ومثلها (وَلِيَقْتَرِفُوا). (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به (هُمْ) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (مُقْتَرِفُونَ) خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. والجملة صلة الموصول لا محل لها.
موضعها في القرآن الكريم
هي الآية رقم (113) من سورة الأنعَام تقع في الصفحة (142) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (8) ، وهي الآية رقم (902) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ﴿١١٣﴾
تفسير الآية 113 من سورة الأنعَام
ولِتميل إليه قلوب الكفار الذين لا يصدقون بالحياة الآخرة ولا يعملون لها، ولتحبَّه أنفسهم، وليكتسبوا من الأعمال السيئة ما هم مكتسبون. وفي هذا تهديد عظيم لهم.
(ولتصغى إليه) عطف على غرورا أي الزخرف (أفئدة) قلوب (الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا) يكتسبوا (ما هم مقترفون) من الذنوب فيعاقبوا عليه.
( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ ) أي: ولتميل إلى ذلك الكلام المزخرف ( أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ) لأن عدم إيمانهم باليوم الآخر وعدم عقولهم النافعة، يحملهم على ذلك، ( وَلِيَرْضَوْهُ ) بعد أن يصغوا إليه، فيصغون إليه أولا، فإذا مالوا إليه ورأوا تلك العبارات المستحسنة، رضوه، وزين في قلوبهم، وصار عقيدة راسخة، وصفة لازمة، ثم ينتج من ذلك، أن يقترفوا من الأعمال والأقوال ما هم مقترفون، أي: يأتون من الكذب بالقول والفعل، ما هو من لوازم تلك العقائد القبيحة، فهذه حال المغترين بشياطين الإنس والجن، المستجيبين لدعوتهم، وأما أهل الإيمان بالآخرة، وأولو العقول الوافية والألباب الرزينة، فإنهم لا يغترون بتلك العبارات، ولا تخلبهم تلك التمويهات، بل همتهم مصروفة إلى معرفة الحقائق، فينظرون إلى المعاني التي يدعو إليها الدعاة، فإن كانت حقا قبلوها، وانقادوا لها، ولو كسيت عبارات ردية، وألفاظا غير وافية، وإن كانت باطلا ردوها على من قالها، كائنا من كان، ولو ألبست من العبارات المستحسنة، ما هو أرق من الحرير. ومن حكمة الله تعالى، في جعله للأنبياء أعداء، وللباطل أنصارا قائمين بالدعوة إليه، أن يحصل لعباده الابتلاء والامتحان، ليتميز الصادق من الكاذب، والعاقل من الجاهل، والبصير من الأعمى. ومن حكمته أن في ذلك بيانا للحق، وتوضيحا له، فإن الحق يستنير ويتضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه. فإنه -حينئذ- يتبين من أدلة الحق، وشواهده الدالة على صدقه وحقيقته، ومن فساد الباطل وبطلانه، ما هو من أكبر المطالب، التي يتنافس فيها المتنافسون.
وقوله تعالى : ( ولتصغى إليه ) أي : ولتميل إليه - قاله ابن عباس - ( أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ) أي : قلوبهم وعقولهم وأسماعهم . وقال السدي : قلوب الكافرين ، ( وليرضوه ) أي : يحبوه ويريدوه
وإنما يستجيب لذلك من لا يؤمن بالآخرة ، كما قال تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم )( الصافات : 161 - 163 ) ، وقال تعالى : ( إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك )( الذاريات : 8 ، 9 )وليقترفوا ما هم مقترفون قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( وليكتسبوا ما هم مكتسبون وقال السدي ، وابن زيد : وليعملوا ما هم عاملون .
القول في تأويل قوله تعالى : وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا =(ولتصغى إليه)، يقول جل ثناؤه: يوحي بعض هؤلاء الشياطين إلى بعض المزيَّن من القول بالباطل, ليغرّوا به المؤمنين من أتباع الأنبياء فيفتنوهم عن دينهم=(ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة)، يقول: ولتميل إليه قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة .
= وهو من " صغَوْت تَصْغَى وتصغُو "= والتنـزيل جاء بـ " تصغَى " =" صَغْوًا، وصُغُوًّا "، وبعض العرب يقول: " صغيت "، بالياء، حكي عن بعض بني أسد: " صَغيت إلى حديثه, فأنا أصغَى صُغِيًّا " بالياء, وذلك إذا ملت. يقال: " صَغْوِي معك "، إذا كان هواك معه وميلك, مثل قولهم: " ضِلَعِي معك ". ويقال: " أصغيت الإناء " إذا أملته ليجتمع ما فيه، ومنه قول الشاعر: (14) تَـرَى السَّـفِيهَ بِـهِ عَـنْ كُـلِّ مُحْكَمَةٍ زَيْـغٌ, وفيـهِ إلَـى التَّشْـبِيهِ إصْغَـاءُ (15) ويقال للقمر إذا مال للغيوب: " صغا " و " أصغى " . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . * ذكر من قال ذلك: 13781- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن على بن أبي طلحة, عن ابن عباس: (ولتصغى إليه أفئدة)، يقول: تزيغ إليه أفئدة . 13782- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال ابن عباس في قوله: (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة)، قال: لتميل . 13783- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة)، يقول: تميل إليه قلوبُ الكفار، ويحبونه، ويرضون به . 13784- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة )، قال: " ولتصغى "، وليهووا ذلك وليرضوه. قال: يقول الرجل للمرأة: " صَغَيْت إليها "، هويتها . القول في تأويل قوله : وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وليكتسبوا من الأعمال ما هم مكتسبون . حكي عن العرب سماعًا منها: " خرج يقترف لأهله ", بمعنى يكسب لهم. ومنه قيل: " قارف فلان هذا الأمر "، إذا واقعه وعمله . وكان بعضهم يقول: هو التهمة والادعاء. يقال للرجل: " أنت قَرَفْتَنِي"، أي اتهمتني. ويقال: " بئسما اقترفتَ لنفسك " ، وقال رؤبة: أَعْيَــا اقْـتِرَافُ الكَـذِبِ المَقْـرُوفِ تَقْــوَى التَّقِــي وعِفَّــةَ العَفِيـفِ (16) وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: (وليقترفوا)، قال أهل التأويل . * ذكر من قال ذلك: 13785- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: (وليقترفوا ما هم مقترفون)، وليكتسبوا ما هم مكتسبون . 13786- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (وليقترفوا ما هم مقترفون)، قال: ليعملوا ما هم عاملون . 13787- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وليقترفوا ما هم مقترفون)، قال: ليعملوا ما هم عاملون . --------------------------- الهوامش : (14) لم أعرف قائله . (15) اللسان ( صغا ) ، وأيضًا في تفسير أبي حيان 4 : 205 ، والقرطبي 7 : 69 ، وفي اللسان والقرطبي : (( عن كل مكرمة )) ، وكأن الصواب ما تفسير ابن جرير ، وأبي حيان ، وكأن الشاعر يريد الذين يتبعون ما تشابه من آيات كتاب الله ، ويعرضون عن المحكم من آياته . (16) ليسا في ديوانه ، وهما في مجاو القرآن 1 : 205 .
الآية 113 من سورة الأنعَام باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (113) - Surat Al-An'am
And [it is] so the hearts of those who disbelieve in the Hereafter will incline toward it and that they will be satisfied with it and that they will commit that which they are committing
الآية 113 من سورة الأنعَام باللغة الروسية (Русский) - Строфа (113) - Сура Al-An'am
Мы сделали так, чтобы к этим словам склонялись сердца тех, которые не верят в Последнюю жизнь, и чтобы они довольствовались ими и совершали то, что они совершают
الآية 113 من سورة الأنعَام باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (113) - سوره الأنعَام
(یہ سب کچھ ہم انہیں اسی لیے کرنے دے رہے ہیں کہ) جو لوگ آخرت پر ایمان نہیں رکھتے اُن کے دل اِس (خوشنما دھوکے) کی طرف مائل ہوں اور وہ اس سے راضی ہو جائیں اور اُن برائیوں کا اکتساب کریں جن کا اکتساب وہ کرنا چاہتے ہیں
الآية 113 من سورة الأنعَام باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (113) - Ayet الأنعَام
Aldatmak için birbirlerine cazip sözler fısıldayan cin ve insan şeytanlarını her peygambere düşman yaptık. Bu şeytanlar ahirete inanmayanların kalblerinin o sözlere yönelmesi, ondan hoşnut olması ve kendilerinin işledikleri suçları işlemeleri için böyle yaparlar. Rabbin dileseydi bunu yapamazlardı, sen onları iftiraları ile başbaşa bırak
الآية 113 من سورة الأنعَام باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (113) - versículo الأنعَام
Para que los corazones de quienes no creen en la otra vida se inclinen hacia esos engaños, para que se complazcan de eso y así obtengan su merecido