مشاركة ونشر

تفسير الآية المئة والثانية والخمسين (١٥٢) من سورة البَقَرَة

الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئة والثانية والخمسين من سورة البَقَرَة ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ ﴿١٥٢

الأستماع الى الآية المئة والثانية والخمسين من سورة البَقَرَة

إعراب الآية 152 من سورة البَقَرَة

(فَاذْكُرُونِي) الفاء هي الفصيحة اذكروني فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. (أَذْكُرْكُمْ) فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والفاعل أنا والكاف مفعول به والجملة لا محل لها. (وَاشْكُرُوا) الواو عاطفة اشكروا مثل اذكروا السابقة. (لِي) جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة معطوفة. (وَلا) الواو عاطفة لا ناهية جازمة. (تَكْفُرُونِ) فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل والنون للوقاية والياء المحذوفة في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (152) من سورة البَقَرَة تقع في الصفحة (23) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (2)

مواضيع مرتبطة بالآية (5 مواضع) :

الآية 152 من سورة البَقَرَة بدون تشكيل

فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ﴿١٥٢

تفسير الآية 152 من سورة البَقَرَة

أمر تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره، وخصوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم.

(فاذكروني) بالصلاة والتسبيح ونحوه (أذكركم) قيل معناه أجازيكم وفي الحديث عن الله (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه) (واشكروا لي) نعمتي بالطاعة (ولا تكفرون) بالمعصية.

( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) فأمر تعالى بذكره, ووعد عليه أفضل جزاء, وهو ذكره لمن ذكره, كما قال تعالى على لسان رسوله: ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي, ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) وذكر الله تعالى, أفضله, ما تواطأ عليه القلب واللسان, وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته, وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر, فلهذا أمر به خصوصا, ثم من بعده أمر بالشكر عموما فقال: ( وَاشْكُرُوا لِي ) أي: على ما أنعمت عليكم بهذه النعم، ودفعت عنكم صنوف النقم، والشكر يكون بالقلب, إقرارا بالنعم, واعترافا, وباللسان, ذكرا وثناء, وبالجوارح, طاعة لله وانقيادا لأمره, واجتنابا لنهيه, فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة, وزيادة في النعم المفقودة، قال تعالى: ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) وفي الإتيان بالأمر بالشكر بعد النعم الدينية, من العلم وتزكية الأخلاق والتوفيق للأعمال, بيان أنها أكبر النعم, بل هي النعم الحقيقية؟ التي تدوم, إذا زال غيرها وأنه ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل, أن يشكروا الله على ذلك, ليزيدهم من فضله, وليندفع عنهم الإعجاب, فيشتغلوا بالشكر. ولما كان الشكر ضده الكفر, نهى عن ضده فقال: ( وَلَا تَكْفُرُونِ ) المراد بالكفر هاهنا ما يقابل الشكر, فهو كفر النعم وجحدها, وعدم القيام بها، ويحتمل أن يكون المعنى عاما, فيكون الكفر أنواعا كثيرة, أعظمه الكفر بالله, ثم أنواع المعاصي, على اختلاف أنواعها وأجناسها, من الشرك, فما دونه.

فقال : ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) . قال مجاهد في قوله : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم ) يقول : كما فعلت فاذكروني . قال عبد الله بن وهب ، عن هشام بن سعيد ، عن زيد بن أسلم : أن موسى ، عليه السلام ، قال : يا رب ، كيف أشكرك ؟ قال له ربه : تذكرني ولا تنساني ، فإذا ذكرتني فقد شكرتني ، وإذا نسيتني فقد كفرتني . وقال الحسن البصري ، وأبو العالية ، والسدي ، والربيع بن أنس ، إن الله يذكر من ذكره ، ويزيد من شكره ويعذب من كفره . وقال بعض السلف في قوله تعالى : ( اتقوا الله حق تقاته ) ( آل عمران : 102 ) قال : هو أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا عمارة الصيدلاني ، حدثنا مكحول الأزدي قال : قلت لابن عمر : أرأيت قاتل النفس ، وشارب الخمر والسارق والزاني يذكر الله ، وقد قال الله تعالى : ( فاذكروني أذكركم ) ؟ قال : إذا ذكر الله هذا ذكره الله بلعنته ، حتى يسكت . وقال الحسن البصري في قوله : ( فاذكروني أذكركم ) قال : اذكروني ، فيما افترضت عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي . وعن سعيد بن جبير : اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي ، وفي رواية : برحمتي . وعن ابن عباس في قوله ( فاذكروني أذكركم ) قال : ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه . وفي الحديث الصحيح : " يقول الله تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " . قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ : " قال الله عز وجل : يا ابن آدم ، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك ، في ملأ من الملائكة أو قال : ( في ) ملأ خير منهم ، وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا ، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا ، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول " صحيح الإسناد : أخرجه البخاري من حديث قتادة


وعنده قال قتادة : الله أقرب بالرحمة . وقوله تعالى : ( واشكروا لي ولا تكفرون ) أمر الله تعالى بشكره ، ووعده على شكره بمزيد الخير ، فقال : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) ( إبراهيم : 7 ) . وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا شعبة ، عن الفضيل بن فضالة رجل من قيس حدثنا أبو رجاء العطاردي ، قال : خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف من خز لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده ، فقال : إن رسول الله ﷺ قال : " من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه "
وقال روح مرة : " على عبده " .

القول في تأويل قوله تعالى : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: فاذكروني أيها المؤمنون بطاعتكم إياي فيما آمركم به وفيما أنهاكم عنه, أذكرْكم برحمتي إياكم ومغفرَتي لكم، كما:- 2312- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا ابن المبارك, عن ابن لهيعة, عن عطاء بن دينار, عن سعيد بن جبير: " فاذكروني أذكركم " قال، اذكروني بطاعتي, أذكركم بمغفرتي.


وقد كان بعضهم يتأوّل ذلك أنه من الذكر بالثناء والمدح. * ذكر من قال ذلك: 1313- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع في قوله: " فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون "، إن الله ذاكرُ من ذكره, وزَائدُ من شكره, ومعذِّبُ من كفَره. 2314- حدثني موسى قال، حدثني عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " اذكروني أذكركم " قال، ليس من عبد يَذكر الله إلا ذكره الله. لا يذكره مؤمن إلا ذكره برَحمةٍ, ولا يذكره كافر إلا ذكره بعذاب.
القول في تأويل قوله تعالى : وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152) قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: اشكروا لي أيها المؤمنون فيما أنعمت عليكم من الإسلام، والهداية للدين الذي شرعته لأنبيائي وأصفيائي،" ولا تكفرون "، يقول: ولا تجحدوا إحساني إليكم, فأسلبكم نعمتي التي أنعمت عليكم, ولكن اشكروا لي عليها, وأزيدكم فأتمم نعمتي عليكم, وأهديكم لما هديت له من رَضيت عنه من عبادي, فإنّي وعدت خلقي أنّ من شكر لي زدته, ومن كفرني حَرمته وسلبته ما أعطيتُه.
والعرب تقول: " نَصحتُ لك وشكرتُ لك ", ولا تكاد تقول: " نصحتك ", وربما قالت: " شكرتك ونصحتك ", من ذلك قول الشاعر: (57) هُـمُ جَـمَعُوا بُؤْسَـى ونُعْمَـى عَلَيْكُـمُ فَهَــلا شَـكَرْتَ القَـوْمَ إذْ لَــمْ تُقَـاتِلِ (58) وقال النابغة في" نصحتك ": نَصَحْـتُ بَنِـي عَـوَفٍ فَلَـمْ يَتَقَبَّلُـوا رَسُـولِي ولَـمْ تَنْجَـحْ لَـدَيْهِمْ وسَـائِلِي (59)
وقد دللنا على أن معنى " الشكر "، الثناء على الرجل بأفعاله المحمودة, وأن معنى " الكفر " تغطية الشيء, فيما مضى قبل، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا. (60) ------------------ الهوامش : (57) نسبه أبو حيان في تفسيره 1 : 447 لعمر بن لجأ ، ولم أجد الشعر في مكان . (58) معاني القرآن للفراء : 1 : 92 . وكان في المطبوعة : "إن لم تقاتل" ، وأثبت ما في الفراء والبؤسى والبأساء : البؤس . والنعمى والنعماء : النعمة . (59) ديوانه : 89 ، ومعاني القرآن للفراء 1 : 92 ، وأمالي ابن الشجري 1 : 362 ، وهي في غزو عمرو بن الحارث الأصغر لبني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان . ورواية ديوانه : "فلم يتقبلوا وصاتي" . الوصاة : الوصية . وقوله : "رسولي" . الرسول : الرسالة . والوسائل جمع وسيلة : وهي ما يتقرب به المرء إلى غيره من حرمة أو آصرة . (60) معنى"الشكر" 1 : 135-138 وتفسير معنى"الكفر" فيما سلف 1 : 255 ، 382 ، 522 ، ومواضع كثيرة . اطلبها في فهرس اللغة .

الآية 152 من سورة البَقَرَة باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (152) - Surat Al-Baqarah

So remember Me; I will remember you. And be grateful to Me and do not deny Me

الآية 152 من سورة البَقَرَة باللغة الروسية (Русский) - Строфа (152) - Сура Al-Baqarah

Поминайте Меня, и Я буду помнить о вас. Благодарите Меня и не будьте неблагодарны Мне

الآية 152 من سورة البَقَرَة باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (152) - سوره البَقَرَة

لہٰذا تم مجھے یاد رکھو، میں تمہیں یاد رکھوں گا اور میرا شکر ادا کرو، کفران نعمت نہ کرو

الآية 152 من سورة البَقَرَة باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (152) - Ayet البَقَرَة

Artık Beni anın, Ben de sizi anayım; Bana şükredin, nankörlük etmeyin

الآية 152 من سورة البَقَرَة باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (152) - versículo البَقَرَة

Recuérdenme que Yo los recordaré; agradézcanme y no sean ingratos