مشاركة ونشر

تفسير الآية الثامنة والخمسين (٥٨) من سورة التوبَة

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثامنة والخمسين من سورة التوبَة ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ ﴿٥٨

الأستماع الى الآية الثامنة والخمسين من سورة التوبَة

إعراب الآية 58 من سورة التوبَة

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ) إعرابه كقوله تعالى ومنهم من يقول ائذن لي في الآية 50. (فَإِنْ) شرطية والفاء استئنافية. (أُعْطُوا) فعل ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعل، وهو في محل جزم فعل الشرط والجملة لا محل لها ابتدائية. (مِنْها) متعلقان بمحذوف هو مفعول به ثان أي أعطوا بعضا منها. ونائب الفاعل الواو هو المفعول الأول. (رَضُوا) فعل ماض وفاعله والجملة لا محل لها جواب شرط جازم لم يقترن بالفاء أو إذا. (وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا) منها مثل إن أعطوا.. (إِذا) الفجائية. (هُمْ) مبتدأ وجملة (يَسْخَطُونَ) خبر. والجملة الاسمية (إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ) في محل جزم جواب الشرط. وجملة وإن لم يعطوا معطوفة.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (58) من سورة التوبَة تقع في الصفحة (196) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (10)

مواضيع مرتبطة بالآية (4 مواضع) :

الآية 58 من سورة التوبَة بدون تشكيل

ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ﴿٥٨

تفسير الآية 58 من سورة التوبَة

ومن المنافقين مَن يعيبك في قسمة الصدقات، فإن نالهم نصيب منها رضوا وسكتوا، وإن لم يصبهم حظ منها سخطوا عليك وعابوك.

(ومنهم من يلمزك) يعيبك (في) قَسْم (الصدقات فإن أُعطوا منها رضوا وإن لم يُعْطوْا منها إذا هم يسخطون).

أي‏:‏ ومن هؤلاء المنافقين من يعيبك في قسمة الصدقات، وينتقد عليك فيها، وليس انتقادهم فيها وعيبهم لقصد صحيح، ولا لرأي رجيح، وإنما مقصودهم أن يعطوا منها‏


(‏فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ‏)‏ وهذه حالة لا تنبغي للعبد أن يكون رضاه وغضبه، تابعا لهوى نفسه الدنيوي وغرضه الفاسد، بل الذي ينبغي أن يكون هواه تبعا لمرضاة ربه، كما قال النبي ـ ﷺ ـ ‏:‏ ‏(‏لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به‏)

يقول تعالى : ( ومنهم ) أي ومن المنافقين ( من يلمزك ) أي : يعيب عليك ) في ) قسم ) الصدقات ) إذا فرقتها ، ويتهمك في ذلك ، وهم المتهمون المأبونون ، وهم مع هذا لا ينكرون للدين ، وإنما ينكرون لحظ أنفسهم ؛ ولهذا إن ( أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) أي : يغضبون لأنفسهم . قال ابن جريج : أخبرني داود بن أبي عاصم قال : أتي النبي - ﷺ - بصدقة ، فقسمها هاهنا وهاهنا حتى ذهبت


قال : ووراءه رجل من الأنصار فقال : ما هذا بالعدل ؟ فنزلت هذه الآية . وقال قتادة في قوله : ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) يقول : ومنهم من يطعن عليك في الصدقات
وذكر لنا أن رجلا من ( أهل ) البادية حديث عهد بأعرابية ، أتى رسول الله - ﷺ - وهو يقسم ذهبا وفضة ، فقال : يا محمد ، والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ، ما عدلت
فقال نبي الله - ﷺ - : ويلك فمن ذا يعدل عليك بعدي
ثم قال نبي الله : احذروا هذا وأشباهه ، فإن في أمتي أشباه هذا ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، فإذا خرجوا فاقتلوهم ، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم
وذكر لنا أن نبي الله - ﷺ - كان يقول : والذي نفسي بيده ما أعطيكم شيئا ولا أمنعكموه ، إنما أنا خازن . وهذا الذي ذكره قتادة شبيه بما رواه الشيخان من حديث الزهري ، عن أبي سلمة عن أبي سعيد في قصة ذي الخويصرة - واسمه حرقوص - لما اعترض على النبي - ﷺ - حين قسم غنائم حنين ، فقال له : اعدل ، فإنك لم تعدل
فقال : لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل
ثم قال رسول الله - ﷺ - وقد رآه مقفيا : إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإنهم شر قتلى تحت أديم السماءوذكر بقية الحديث .

القول في تأويل قوله : وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ومن المنافقين الذين وصفت لك، يا محمد، صفتهم في هذه الآيات =(من يلمزك في الصدقات)، يقول: يعيبك في أمرها، ويطعُنُ عليك فيها.


يقال منه: " لمز فلان فلانًا يَلْمِزُه, ويَلْمُزُه " إذا عابه وقرصه, وكذلك " همزه "، ومنه قيل: " فلان هُمَزَةً لُمَزَة, ومنه قول رؤبة: قَــارَبْتُ بَيْــنَ عَنَقِــي وَجَـمْزِي فِـي ظِـلِّ عَصْـرَيْ بَـاطِلي وَلَمْزِي (8) ومنه قول الآخر: (9) إِذَا لَقَيْتُــكَ تُبْــدِي لِــي مُكَاشَـرَةً وَإِنْ أُغَيَّـبْ, فَـأَنْتَ العَـائِبُ اللُّمَـزَهْ (10) =(فإن أعطوا منها رضوا)، يقول: ليس بهم في عيبهم إياك فيها، وطعنهم عليك بسببها، الدِّينُ, ولكن الغضب لأنفسهم, فإن أنت أعطيتهم منها ما يرضيهم رضوا عنك, وإن أنت لم تعطهم منهم سخطوا عليك وعابوك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 16813- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: (ومنهم من يلمزك في الصدقات)، قال: يروزك. (11) 16814- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قوله: (ومنهم من يلمزك في الصدقات)، يروزك ويسألك، (12) قال ابن جريج: وأخبرني داود بن أبي عاصم قال: قال أتي النبي ﷺ بصدقة فقسمها ههنا وههنا حتى ذهبت. قال: ورآه رجل من الأنصار فقال: ما هذا بالعدل؟ فنـزلت هذه الآية. 16815- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (ومنهم من يلمزك في الصدقات)، يقول: ومنهم من يطعُنُ عليك في الصدقات. وذكر لنا أن رجلا من أهل البادية حديثَ عهدٍ بأعرابيّةٍ, أتى نبي الله ﷺ وهو يقسم ذهبًا وفضة, فقال: يا محمد, والله لئن كان الله أمرك أن تعدل، ما عدلت ! فقال نبي الله ﷺ: ويلك! فمن ذا يعدل عليك بعدي! ثم قال نبي الله ﷺ: احذروا هذا وأشباهه فإن في أمتي أشباه هذا، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم, فإذا خرجوا فاقتلوهم, ثم إذا خرجوا فاقتلوهم, ثم إذا خرجوا فاقتلوهم. وذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول: " والذي نفسي بيده ما أعطيكم شيئا ولا أمنعكموه، إنما أنا خازن. 16816- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (ومنهم من يلمزك في الصدقات)، قال: يطعن. 16817-...... قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن, عن أبي سعيد قال: بينما رسول الله ﷺ يقسم قَسْمًا, إذ جاءه ابن ذي الخُوَيْصِرَة التميمي, (13) فقال: اعدل، يا رسول الله ! فقال: ويلك، ومن يعدل إن لم أعدل ! فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه ! قال: دَعْه, فإن له أصحابًا يحتقر أحدكم صلاته مع صَلاتهم، (14) وصيامه مع صيامهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميَّة, (15) فينظر في قُذَذَه فلا ينظر شيئًا, (16) ثم ينظر في نَصْله، فلا يجد شيئًا, ثم ينظر في رِصَافه فلا يجد شيئًا, (17) قد سبق الفَرْثَ والدم, (18) آيتهم رجل، أسود، (19) إحدى يده = أو قال: يديه = مثل ثدي المرأة، أو مثل البَضْعَة تَدَرْدَرُ, (20) يخرجون على حين فترة من الناس. قال: فنـزلت: (ومنهم من يلمزك في الصدقات) = قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت هذا من رسول الله ﷺ, وأشهد أن عليًّا رحمة الله عليه حين، قتلهم جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله ﷺ. (21) 16817م- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)، قال: هؤلاء المنافقون, قالوا: والله ما يعطيها محمد إلا من أحبَّ, ولا يؤثر بها إلا هواه ! فأخبر الله نبيه, وأخبرهم أنه إنما جاءت من الله, وإن هذا أمر من الله ليس من محمد: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ، الآية. --------------------- الهوامش : (8) ديوانه : 64 ، من رجزه في أبان بن الوليد البجلي ، ثم ذكر فيها نفسه ، فقال : فَــإن تــرَيْنِي الْيَــوْمَ أُمَّ حَــمْزِ قَــارَبْتُ بَيْــنَ عَنَقِــي وجَـمْزِي مِـنْ بَعْـدِ تَقْمَـاص الشَّـبَابِ الأَبْـزِ فِـي ظِـلِّ عَصْـرَيْ بـاطِلِي وَلَمْزِي فَكُـــلُّ بَــدْءِ صَــالحٍ أَوْ نِقْــزِ لاقٍ حِمَـــامَ الأَجَـــلِ المُجْــتَزِّ "أم حمز" ، يعني "أم حمزة". و "العنق" ضرب من العدو، و "الجمز" فوق العنق، ودون الحضر، وهو العدو الشديد. يعني ما تقارب من جريه لما كبر، "تقماص الشباب" ، من "القمص"، "قمص الفرس"، إذا نفر واستن، وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معًا، ويعجن برجليه. و "التقماص" مصدر لم تذكره كتب اللغة. و "الأبز": الشديد الوثب، المتطلق في عدوه، يقال: "ظبي أبوز ، وأباز" ، ولم يذكروا في الصفات "الأبز"، وهو هنا صفة بالمصدر. و "البدء": السيد الشاب المقدم المستجاد الرأي. و "النقز" (بكسرالنون): الخسيس الرذال من الناس. (9) هو زياد الأعجم. (10) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 263 ، إصلاح المنطق : 475 ، والجمهرة لابن دريد 3 : 18، والمقاييس 6 : 66 ، واللسان (همز)، وسيأتي في التفسير 30 : 188 (بولاق) بغير هذه الرواية، وهي: تُــدْلِي بِــوُدٍّ إذَا لاقَيْتَنِــي كَذِبًـا وَإِنْ أُغَيِّــبْ فـأنت الهَـامِزُ اللُّمَـزَهْ وهي رواية ابن السكيت، وابن فارس، والطبري بعد، ورواية ابن دريد، وصاحب اللسان، وابن دريد. إذَا لَقِيتُــكَ عـن شَـحْطٍ تُكَاشِـرُني وقوله: "وإن أغيب" بالبناء للمجهول، لا كما ضبط في مجاز القرآن. (11) "رازه يروزه روزًا" ، اختبره وامتحنه، وقد ذكر هذا الخبر في المعاجم من كلام مجاهد، وفسروه فقالوا: "يقال: رزت ما عند فلان ، إذا اختبرته وامتحنته. والمعنى: يمتحنك ويذوق أمرك ، هل تخاف لائمته أم لا". (12) "رازه يروزه روزًا" ، اختبره وامتحنه، وقد ذكر هذا الخبر في المعاجم من كلام مجاهد، وفسروه فقالوا: "يقال: رزت ما عند فلان ، إذا اختبرته وامتحنته. والمعنى: يمتحنك ويذوق أمرك ، هل تخاف لائمته أم لا". (13) في مسلم والبخاري "ذو الخويصرة" ، ليس فيها (ابن) ، وهذا هو المعروف المشهور. (14) في المطبوعة : " يحقر " ، وهي كذلك في رواية الخبر في الصحيحين ، ولكن هكذا جاءت في المخطوطة. (15) "مرق السهم من الرمية"، خرج من الجانب الآخر خروجًا سريعًا. و "الرمية"، المرمية ، يعني الصيد المرمي بالسهم ونحوه. (16) "القذذ" جمع "قذة" (بضم القاف)، وهي ريش السهم. (17) "الرصاف" جمع "رصفة" (بفتحات)، وهي العقبة التي تلوى على موضع الفوق من السهم. (18) "الفرث" ، سرجين الدابة، ما دام في كرشها. (19) "الآية"، العلامة. (20) "البضعة" القطعة من اللحم. "تدردر"، "تتدردر"، أي: تضطرب. (21) الأثر : 16817 - هذا حديث صحيح الإسناد، رواه البخاري في صحيحه (الفتح 6 : 455) ومسلم في صحيحه 7 : 165 ، من طريق الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. وجاء الخبر من طرق صحاح كثيرة، انظر شرح البخاري، وصحيح مسلم.

الآية 58 من سورة التوبَة باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (58) - Surat At-Tawbah

And among them are some who criticize you concerning the [distribution of] charities. If they are given from them, they approve; but if they are not given from them, at once they become angry

الآية 58 من سورة التوبَة باللغة الروسية (Русский) - Строфа (58) - Сура At-Tawbah

Среди них есть такие, которые обвиняют тебя из-за милостыни. Если им достается что-либо из милостыни, то они остаются довольными, если же им ничего не достается, то они приходят в ярость

الآية 58 من سورة التوبَة باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (58) - سوره التوبَة

اے نبیؐ، ان میں سے بعض لوگ صدقات کی تقسیم میں تم پر اعتراضات کرتے ہیں اگر اس مال میں سے انہیں کچھ دے دیا جائے تو خو ش ہو جائیں، اور نہ دیا جائے تو بگڑنے لگتے ہیں

الآية 58 من سورة التوبَة باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (58) - Ayet التوبَة

Sadakalar hakkında sana dil uzatanlar vardır. Onlara verilirse hoşnut olurlar, verilmezse, hemen öfkeleniverirler