مشاركة ونشر

تفسير الآية المئة والسابعة والثمانين (١٨٧) من سورة الأعرَاف

الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئة والسابعة والثمانين من سورة الأعرَاف ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّيۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقۡتِهَآ إِلَّا هُوَۚ ثَقُلَتۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا تَأۡتِيكُمۡ إِلَّا بَغۡتَةٗۗ يَسۡـَٔلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنۡهَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴿١٨٧

الأستماع الى الآية المئة والسابعة والثمانين من سورة الأعرَاف

إعراب الآية 187 من سورة الأعرَاف

(يَسْئَلُونَكَ) مضارع مرفوع بثبوت النون تعلق به الجار والمجرور (عَنِ السَّاعَةِ) والواو فاعله والكاف مفعوله، والجملة مستأنفة. (أَيَّانَ) اسم استفهام في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر (مُرْساها) مبتدأ والهاء مضاف إليه، والجملة الاسمية بدل من الساعة. (قُلْ) الجملة مستأنفة. (إِنَّما) كافة ومكفوفة. (عِلْمُها) مبتدأ والهاء في محل جر بالإضافة. (عِنْدَ) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر. (رَبِّي) مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة والجملة مقول القول. (لا) نافية (يُجَلِّيها) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور (لِوَقْتِها) والهاء مفعوله. (إِلَّا هُوَ) إلا أداة حصر هو فاعل. والجملة في محل نصب حال. وجملة (ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مستأنفة. (لا تَأْتِيكُمْ) فعل مضارع فاعله مستتر والكاف مفعوله ولا نافية. (إِلَّا) أداة حصر. (بَغْتَةً) حال، والجملة مستأنفة (يَسْئَلُونَكَ) الجملة مستأنفة. (كَأَنَّكَ) كأن والكاف اسمها. (حَفِيٌّ عَنْها) خبرها تعلق به الجار والمجرور عنهابها (إِنَّما) والجملة في محل نصب حال. (قُلْ) أمر فاعله مستتر. (إِنَّما) كافة ومكفوفة (عِلْمُها) مبتدأ (عِنْدَ اللَّهِ) ظرف مكان ولفظ الجلالة مضاف إليه. (لكِنَّ أَكْثَرَ) لكن واسمها وجملة يعلمون خبرها (النَّاسِ) مضاف إليه (لا يَعْلَمُونَ) مضارع وفاعله ولا نافية.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (187) من سورة الأعرَاف تقع في الصفحة (174) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (9)

مواضيع مرتبطة بالآية (10 مواضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 187 من سورة الأعرَاف

أيّان مُرساها ؟ : متى إثباتها و وقوعها ؟ ، لا يجلّيها : لا يُظهرها و لا يكشف عنها ، ثقُلت : عظُمت لشدّتها ، حفيّ عنها : باحث عنها عالمٌ بها

الآية 187 من سورة الأعرَاف بدون تشكيل

يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴿١٨٧

تفسير الآية 187 من سورة الأعرَاف

يسألك -أيها الرسول- كفار "مكة" عن الساعة متى قيامها؟ قل لهم: عِلْمُ قيامها عند الله لا يظهرها إلا هو، ثَقُلَ علمها، وخفي على أهل السموات والأرض، فلا يعلم وقت قيامها ملَك مقرَّب ولا نبي مرسل، لا تجيء الساعة إلا فجأة، يسألك هؤلاء القوم عنها كأنك حريص على العلم بها، مستقص بالسؤال عنها، قل لهم: إنما علمها عند الله الذي يعلم غيب السموات والأرض، ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك لا يعلمه إلا الله.

(يسألونك) أي أهل مكة (عن الساعة) القيامة (أيَّان) متى (مُرساها قل) لهم (إنَّما علمها) متى تكون (عند ربي لا يُجلّيها) يظهرها (لوقتها) اللام بمعنى في (إلا هو ثقُلت) عظمت (في السماوات والأرض) على أهلها لهولها (لا تأتيكم إلا بغتة) فجأة (يسألونك كأنك حَفيٌ) مبالغ في السؤال (عنها) حتى علمتها (قل إنما علمها عند الله) تأكيد (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أن علمها عنده تعالى.

يقول تعالى لرسوله محمد ﷺ: يَسْأَلُونَكَ أي: المكذبون لك، المتعنتون عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا أي: متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق؟ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي أي: إنه تعالى مختص بعلمها، لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ أي: لا يظهرها لوقتها الذي قدر أن تقوم فيه إلا هو. ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أي: خفي علمها على أهل السماوات والأرض، واشتد أمرها أيضا عليهم، فهم من الساعة مشفقون. لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً أي: فجأة من حيث لا تشعرون، لم يستعدوا لها، ولم يتهيأوا لقيامها. يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا أي: هم حريصون على سؤالك عن الساعة، كأنك مستحف عن السؤال عنها، ولم يعلموا أنك - لكمال علمك بربك، وما ينفع السؤال عنه - غير مبال بالسؤال عنها، ولا حريص على ذلك، فلم لا يقتدون بك، ويكفون عن الاستحفاء عن هذا السؤال الخالي من المصلحة المتعذر علمه، فإنه لا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب. وهي من الأمور التي أخفاها الله عن الخلق، لكمال حكمته وسعة علمه. قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فلذلك حرصوا على ما لا ينبغي الحرص عليه، وخصوصا مثل حال هؤلاء الذين يتركون السؤال عن الأهم، ويدعون ما يجب عليهم من العلم، ثم يذهبون إلى ما لا سبيل لأحد أن يدركه، ولا هم مطالبون بعلمه.

يقول تعالى : ( يسألونك عن الساعة ) كما قال تعالى : ( يسألك الناس عن الساعة ) ( الأحزاب : 63 ) قيل : نزلت في قريش


وقيل : في نفر من اليهود
والأول أشبه ; لأن الآية مكية ، وكانوا يسألون عن وقت الساعة ، استبعادا لوقوعها ، وتكذيبا بوجودها ; كما قال تعالى : ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) ( الأنبياء : 38 ) ، وقال تعالى : ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) ( الشورى : 18 ) وقوله : ( أيان مرساها ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : " منتهاها " أي : متى محطها ؟ وأيان آخر مدة الدنيا الذي هو أول وقت الساعة ؟ ( قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ) أمر تعالى نبيه ﷺ إذا سئل عن وقت الساعة ، أن يرد علمها إلى الله تعالى ; فإنه هو الذي يجليها لوقتها ، أي : يعلم جلية أمرها ، ومتى يكون على التحديد ، ( أي ) لا يعلم ذلك ( أحد ) إلا هو تعالى ; ولهذا قال : ( ثقلت في السماوات والأرض ) قال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( ثقلت في السماوات والأرض ) قال : ثقل علمها على أهل السماوات والأرض أنهم لا يعلمون
قال معمر : قال الحسن : إذا جاءت ، ثقلت على أهل السماوات والأرض ، يقول : كبرت عليهم . وقال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( ثقلت في السماوات والأرض ) قال : ليس شيء من الخلق إلا يصيبه من ضرر يوم القيامة . وقال ابن جريج : ( ثقلت في السماوات والأرض ) قال : إذا جاءت انشقت السماء وانتثرت النجوم ، وكورت الشمس ، وسيرت الجبال ، وكان ما قاله الله ، عز وجل فذلك ثقلها . واختار ابن جرير ، رحمه الله : أن المراد : ثقل علم وقتها على أهل السماوات والأرض ، كما قال قتادة . وهو كما قالاه ، كقوله تعالى : ( لا تأتيكم إلا بغتة ) ولا ينفي ذلك ثقل مجيئها على أهل السماوات والأرض ، والله أعلم . وقال السدي ( في قوله تعالى ) ( ثقلت في السماوات والأرض ) يقول : خفيت في السماوات والأرض ، فلا يعلم قيامها حين تقوم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل . ( لا تأتيكم إلا بغتة ) ( قال ) يبغتهم قيامها ، تأتيهم على غفلة . وقال قتادة في قوله تعالى : ( لا تأتيكم إلا بغتة ) قضى الله أنها ( لا تأتيكم إلا بغتة ) قال : وذكر لنا أن نبي الله ﷺ قال " إن الساعة تهيج بالناس ، والرجل يصلح حوضه ، والرجل يسقي ماشيته ، والرجل يقيم سلعته في السوق ويخفض ميزانه ويرفعه " وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ; أن رسول الله ﷺ قال : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ولا يطويانه
ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه
ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه
ولتقومن الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " وقال مسلم في صحيحه : حدثني زهير بن حرب ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة يبلغ به النبي ﷺ قال : " تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة ، فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم الساعة
والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم
والرجل يلوط حوضه فما يصدر حتى تقوم " وقوله ( تعالى ) ( يسألونك كأنك حفي عنها ) اختلف المفسرون في معناه ، فقيل : معناه : كما قال العوفي عن ابن عباس : ( يسألونك كأنك حفي عنها ) يقول : كأن بينك وبينهم مودة ، كأنك صديق لهم
قال ابن عباس : لما سأل الناس محمدا ﷺ عن الساعة ، سألوه سؤال قوم كأنهم يرون أن محمدا حفي بهم ، فأوحى الله إليه : إنما علمها عنده ، استأثر بعلمها ، فلم يطلع الله عليها ملكا مقربا ولا رسولا . وقال قتادة : قالت قريش لمحمد ﷺ : إن بيننا وبينك قرابة ، فأسر إلينا متى الساعة
فقال الله ، عز وجل : ( يسألونك كأنك حفي عنها ) وكذا روي عن مجاهد ، وعكرمة ، وأبي مالك ، والسدي ، وهذا قول
والصحيح عن مجاهد - من رواية ابن أبي نجيح وغيره - : ( يسألونك كأنك حفي عنها ) قال : استحفيت عنها السؤال ، حتى علمت وقتها . وكذا قال الضحاك ، عن ابن عباس : ( يسألونك كأنك حفي عنها ) يقول : كأنك عالم بها ، لست تعلمها ، ( قل إنما علمها عند الله ) وقال معمر ، عن بعضهم : ( كأنك حفي عنها ) كأنك عالم بها . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( كأنك حفي عنها ) كأنك عالم بها ، وقد أخفى الله علمها على خلقه ، وقرأ : ( إن الله عنده علم الساعة ) الآية ( لقمان : 34 ) . ولهذا القول أرجح في المعنى من الأول ، والله أعلم ; ولهذا قال : ( قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ولهذا لما جاء جبريل ، عليه السلام ، في صورة أعرابي ، يعلم الناس أمر دينهم ، فجلس من رسول الله ﷺ مجلس السائل المسترشد ، وسأله عن الإسلام ، ثم عن الإيمان ، ثم عن الإحسان ، ثم قال : فمتى الساعة ؟ قال له رسول الله ﷺ : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " أي : لست أعلم بها منك ولا أحد أعلم بها من أحد ، ثم قرأ النبي ﷺ : ( إن الله عنده علم الساعة ) الآية وفي رواية : فسأله عن أشراط الساعة ، ثم قال : " في خمس لا يعلمهن إلا الله "
وقرأ هذه الآية ، وفي هذا كله يقول له بعد كل جواب : " صدقت " ; ولهذا عجب الصحابة من هذا السائل يسأله ويصدقه ، ثم لما انصرف قال رسول الله ﷺ : " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وفي رواية قال : " وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها ، إلا صورته هذه " . وقد ذكرت هذا الحديث بطرقه وألفاظه من الصحاح والحسان والمسانيد ، في أول شرح صحيح البخاري ، ولله الحمد والمنة ولما سأله ذلك الأعرابي وناداه بصوت جهوري فقال : يا محمد ، قال له رسول الله ﷺ : هاء - على نحو من صوته - قال : يا محمد ، متى الساعة ؟ قال له رسول الله ﷺ : " ويحك إن الساعة آتية ، فما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ، ولكني أحب الله ورسوله
فقال له رسول الله ﷺ : " المرء مع من أحب "
فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث وهذا له طرق متعددة في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة ، عن رسول الله ﷺ ; أنه قال : " المرء مع من أحب " وهي متواترة عند كثير من الحفاظ المتقنين . ففيه أنه ، عليه السلام ، كان إذا سئل عن هذا الذي لا يحتاجون إلى علمه ، أرشدهم إلى ما هو الأهم في حقهم ، وهو الاستعداد لوقوع ذلك ، والتهيؤ له قبل نزوله ، وإن لم يعرفوا تعيين وقته . ولهذا قال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : كانت الأعراب إذا قدموا على رسول الله ﷺ ، سألوه عن الساعة : متى الساعة ؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال : " إن يعش هذا لم يدركه الهرم حتى قامت عليكم ساعتكم " يعني بذلك موتهم الذي يفضي بهم إلى الحصول في برزخ الدار الآخرة . ثم قال مسلم : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يونس بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ; أن رجلا سأل رسول الله ﷺ عن الساعة ، وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد ، فقال رسول الله ﷺ : " إن يعش هذا الغلام فعسى ألا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة "
انفرد به مسلم وحدثنا حجاج بن الشاعر ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا معبد بن هلال العنزي عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ; أن رجلا سأل النبي ﷺ قال : متى الساعة ؟ فسكت رسول الله ﷺ هنيهة ، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة ، فقال : " إن عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة " - قال أنس : ذلك الغلام من أترابي وقال : حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن أنس قال : مر غلام للمغيرة بن شعبة - وكان من أقراني - فقال النبي ﷺ : " إن يؤخر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة " ورواه البخاري في كتاب " الأدب " من صحيحه ، عن عمرو بن عاصم ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس ; أن رجلا من أهل البادية قال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ فذكر الحديث ، وفي آخره : " فمر غلام للمغيرة بن شعبة " ، وذكره وهذا الإطلاق في هذه الروايات محمول على التقييد ب " ساعتكم " في حديث عائشة ، رضي الله عنها . وقال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير : أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله ﷺ قبل أن يموت بشهر ، قال : " تسألوني عن الساعة ، وإنما علمها عند الله
وأقسم بالله ما على ظهر الأرض اليوم من نفس منفوسة ، تأتي عليها مائة سنة " رواه مسلم وفي الصحيحين ، عن ابن عمر مثله ، قال ابن عمر : وإنما أراد رسول الله ﷺ انخرام ذلك القرن . وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، أنبأنا العوام ، عن جبلة بن سحيم ، عن مؤثر بن عفازة عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، عن رسول الله ﷺ قال : " لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى " ، قال : " فتذاكروا أمر الساعة " ، قال : " فردوا أمرهم إلى إبراهيم ، عليه السلام ، فقال : لا علم لي بها
فردوا أمرهم إلى موسى ، فقال : لا علم لي بها
فردوا أمرهم إلى عيسى ، فقال عيسى : أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله ، عز وجل ، وفيما عهد إلي ربي ، عز وجل ، أن الدجال خارج " ، قال : " ومعي قضيبان ، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص " ، قال : " فيهلكه الله ، عز وجل ، إذا رآني ، حتى إن الحجر والشجر يقول : يا مسلم ، إن تحتي كافرا تعالى فاقتله "
قال : " فيهلكهم الله ، عز وجل ، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم " ، قال : " فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيطئون بلادهم ، لا يأتون على شيء إلا أهلكوه ، ولا يمرون على ماء إلا شربوه " ، قال : " ثم يرجع الناس إلي فيشكونهم ، فأدعو الله ، عز وجل ، عليهم فيهلكهم ويميتهم ، حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم - أي : تنتن - " قال : " فينزل الله المطر ، فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر " . قال أحمد : قال يزيد بن هارون : ثم تنسف الجبال ، وتمد الأرض مد الأديم - ثم رجع إلى حديث هشيم قال : ففيما عهد إلي ربي ، عز وجل ، أن ذلك إذا كان كذلك ، فإن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادها ليلا أو نهارا ورواه ابن ماجه ، عن بندار عن يزيد بن هارون ، عن العوام بن حوشب بسنده ، نحوه فهؤلاء أكابر أولي العزم من المرسلين ، ليس عندهم علم بوقت الساعة على التعيين ، وإنما ردوا الأمر إلى عيسى عليه السلام ، فتكلم على أشراطها ; لأنه ينزل في آخر هذه الأمة منفذا لأحكام رسول الله ﷺ ، ويقتل المسيح الدجال ، ويجعل الله هلاك يأجوج ومأجوج ببركة دعائه ، فأخبر بما أعلمه الله تعالى به . وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط قال : سمعت أبي يذكر عن حذيفة قال : سئل رسول الله ﷺ عن الساعة فقال : " علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ، ولكن سأخبركم بمشاريطها ، وما يكون بين يديها : إن بين يديها فتنة وهرجا " ، قالوا : يا رسول الله ، الفتنة قد عرفناها ، فالهرج ما هو ؟ قال بلسان الحبشة : " القتل "
قال ويلقى بين الناس التناكر ، فلا يكاد أحد يعرف أحدا " لم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه . وقال وكيع : حدثنا ابن أبي خالد ، عن طارق بن شهاب ، قال : كان رسول الله ﷺ لا يزال يذكر من شأن الساعة حتى نزلت : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها ) الآية ( النازعات : 42 ) . ورواه النسائي من حديث عيسى بن يونس ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، به وهذا إسناد جيد قوي . فهذا النبي الأمي سيد الرسل وخاتمهم ( محمد ) صلوات الله عليه وسلامه نبي الرحمة ، ونبي التوبة ، ونبي الملحمة ، والعاقب والمقفى ، والحاشر الذي تحشر الناس على قدميه ، مع قوله فيما ثبت عنه في الصحيح من حديث أنس وسهل بن سعد ، رضي الله عنهما : " بعثت أنا والساعة كهاتين " وقرن بين إصبعيه السبابة والتي تليها
ومع هذا كله ، قد أمره الله تعالى أن يرد علم وقت الساعة إليه إذا سئل عنها ، فقال : ( قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

القول في تأويل قوله : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (يسألونك عن الساعة). فقال بعضهم: عني بذلك قومُ رسول الله ﷺ من قريش, وكانوا سألوا عن ذلك رسولَ الله ﷺ. * ذكر من قال ذلك: 15462 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة قال: قالت قريش لمحمد ﷺ: إنّ بيننا وبينك قرابة, فأسِرَّ إلينا متى الساعة! فقال الله: يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا . (49)


وقال آخرون: بل عُني به قوم من اليهود. * ذكر من قال ذلك: 15463 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة, عن ابن عباس قال: قال جَبَل بن أبي قشير، وشمول بن زيد، لرسول الله ﷺ (50) يا محمد، أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيًّا كما تقول, فإنا نعلم متى هي؟ فأنـزل الله تبارك وتعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي)، إلى قوله: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ . (51) 15464 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن طارق بن شهاب قال: كان النبي ﷺ لا يزال يذكُر من شأن الساعة حتى نـزلت: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها). (52)
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن قومًا سألوا رسول الله ﷺ عن الساعة, فأنـزل الله هذه الآية = وجائز أن يكون كانوا من قريش = وجائز أن يكونوا كانوا (53) من اليهود; ولا خبر بذلك عندنا يجوِّز قَطْعَ القول على أيّ ذلك كان.
قال أبو جعفر: فتأويل الآية إذاً: يسألك القومُ الذين يسألونك عن الساعة (أيان مرساها)؟ يقول: متى قيامها؟
ومعنى " أيان ": متى، في كلام العرب, ومنه قول الراجز: (54) أَيَّــانَ تَقْضِــي حَــاجَتِي أَيَّانَــا أَمَـــا تَــرَى لِنُجْحِهَــا إِبَّانَــا (55)
ومعنى قوله: (مرساها)، قيامها, من قول القائل: " أرساها الله فهي مُرْسَاة ", و " أرساها القوم "، إذا حبسوها, و " رسَت هي، ترسُو رُسُوًّا ".
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 15465 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها)، : يقول متى قيامها.
15466- حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها)، : متى قيامها؟
وقال آخرون: معنى ذلك: مُنتهاها =وذلك قريب المعنى من معنى مَن قال: معناه: " قيامها ", لأن انتهاءها، بلوغها وقتها. وقد بينا أن أصل ذلك: الحبس والوقوف. * ذكر من قال ذلك: 15467 - حدثنا المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها)، يعني: منتهاها.
وأما قوله: (قل إنما علمها عند ربي لا يجلِّيها لوقتها إلا هو)، فإنه أمرٌ من الله نبيَّه محمدًا ﷺ بأن يجيب سائليه عن الساعة بأنه لا يعلم وقت قيامها إلا الله الذي يعلم الغيب, وأنه لا يظهرها لوقتها ولا يعلمها غيرُه جل ذكره، كما: - 15468 - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو)، يقول: علمها عند الله, هو يجليها لوقتها, لا يعلم ذلك إلا الله. 15469 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (لا يجليها)، : يأتي بها. 15470 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: ثني حجاج, عن ابن جريج قال: قال مجاهد: (لا يجليها)، قال: لا يأتي بها إلا هو. 15471 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (لا يجليها لوقتها إلا هو)، يقول: لا يرسلها لوقتها إلا هو.
القول في تأويل قوله : ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. فقال بعضهم: معنى ذلك: ثقلت الساعة على أهل السموات والأرض أن يعرفوا وقتها ومجيئها، لخفائها عنهم، واستئثار الله بعلمها. * ذكر من قال ذلك: 15472 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي, قوله: (ثقلت في السموات والأرض)، يقول: خفيت في السموات والأرض, فلم يعلم قيامها متى تقوم مَلَك مقرَّب، ولا نبيٌّ مرسل. 15473 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور= وحدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق = جميعًا, عن معمر, عن بعض أهل التأويل: (ثقلت في السموات والأرض) ، قال: ثقل علمها على أهل السموات وأهل الأرض، إنهم لا يعلمون.
وقال آخرون: معنى ذلك: أنها كَبُرت عند مجيئها على أهل السموات والأرض. * ذكر من قال ذلك: 15474 - حدثني محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور= وحدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق = جميعًا, عن معمر قال: قال الحسن, في قوله: (ثقلت في السموات والأرض)، يعني: إذا جاءت ثقلت على أهل السماء وأهل الأرض. يقول: كبرت عليهم. 15475 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: ثني حجاج, عن ابن جريج: (ثقلت في السموات والأرض) قال: إذا جاءت انشقت السماء, وانتثرت النجوم, وكوِّرت الشمس, وسُيِّرت الجبال, وكان ما قال الله; فذلك ثقلها. 15476 - حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي قال: قال بعض الناس في " ثقلت ": عظمت.
وقال آخرون: معنى قوله: (في السموات والأرض)، : على السموات والأرض. * ذكر من قال ذلك: 15477 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (ثقلت في السموات والأرض)، أي: على السموات والأرض.
قال أبو جعفر: وأولى ذلك عندي بالصواب, قول من قال: معنى ذلك: ثقلت الساعة في السموات والأرض على أهلها، أن يعرفوا وقتها وقيامها; لأن الله أخفى ذلك عن خلقه, فلم يطلع عليه منهم أحدًا. وذلك أن الله أخبرَ بذلك بعد قوله: قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ، وأخبر بعده أنها لا تأتي إلا بغتة, فالذي هو أولى: أن يكون ما بين ذلك أيضًا خبرًا عن خفاء علمها عن الخلق, إذ كان ما قبله وما بعده كذلك.
وأما قوله: (لا تأتيكم إلا بغتة)، فإنه يقول: لا تجيء الساعة إلا فجأة, لا تشعرون بمجيئها، (56) كما: - 15478 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (لا تأتيكم إلا بغتة)، يقول: يبغتهم قيامها, تأتيهم على غفلة. 15479 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (لا تأتيكم إلا بغتة)، قضى الله أنها لا تأتيكم إلا بغتة. قال: وذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول: إن الساعة تهيج بالناس والرجل يُصْلِح حوضه، والرجلُ يسقي ماشيته، والرجل يقيم سلعته في السوق، والرجل يخفض ميزانه ويرفعه.
القول في تأويل قوله : يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (187) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يسألك هؤلاء القوم عن الساعة, كأنك حَفِيٌّ عنها.
( واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (حفي عنها) ) . (57) فقال بعضهم: يسألونك عنها كأنك حفي بهم. وقالوا: معنى قوله: " عنها " التقديم، وإن كان مؤخرًا. * ذكر من قال ذلك: 15480 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: (يسألونك كأنك حفيّ عنها)، يقول: كأن بينك وبينهم مودة, كأنك صديق لهم. قال ابن عباس: لما سأل الناسُ محمدًا ﷺ عن الساعة، سألوه سؤال قوم كأنهم يرون أن محمدًا حفي بهم, فأوحى الله إليه: إنما علمها عنده, استأثر بعلمها, فلم يطلع عليها ملكًا ولا رسولا. 15481 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر قال: قال قتادة: قالت قريش لمحمد ﷺ: إن بيننا وبينك قرابة, فأسِرَّ إلينا متى الساعة ! فقال الله: (يسألونك كأنك حفي عنها). (58) 15482 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: (يسألونك كأنك حفي عنها)، : أي حفي بهم. قال: قالت قريش: يا محمد، أسرّ إلينا علم الساعة، لما بيننا وبينك من القرابة = لقرابتنا منك. 15483 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، وهانئ بن سعيد, عن حجاج, عن خصيف, عن مجاهد وعكرمة: (يسألونك كأنك حفي عنها) قال: حفي بهم حين يسألونك. 15484 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا إسرائيل, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عباس: (يسألونك كأنك حفي عنها) قال: قريب منهم, وتحفَّى عليهم = قال: وقال أبو مالك: كأنك حفي بهم. قال: قريب منهم, وتحفَّى عليهم = قال: وقال أبو مالك: كأنك حفي بهم، فتحدثهم. (59) 15485 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط, عن السدي: (يسألونك كأنك حفي عنها)، كأنك صديق لهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: كأنك قد استحفيت المسألة عنها فعلمتها. * ذكر من قال ذلك: 15486 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (كأنك حفي عنها)، استحفيت عنها السؤال حتى علمتَها. 15487 - حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا أبو سعد, عن مجاهد في قوله: (كأنك حفي عنها) قال: استحفيت عنها السؤال حتى علمت وقتها. 15488 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا المحاربي, عن جويبر, عن الضحاك: (يسألونك كأنك حفي عنها) قال: كأنك عالم بها. 15489 - ... قال: حدثنا حامد بن نوح, عن أبي روق, عن الضحاك: (يسألونك كأنك حفيّ عنها) قال: كأنك تعلمها. (60) 15490 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال: ثني عبيد بن سليمان, عن الضحاك, قوله: (يسألونك كأنك حفي عنها)، يقول: يسألونك عن الساعة, كأنك عندك علمًا منها = قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي . 15491 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن بعضهم: (كأنك حفي عنها)، : كأنك عالم بها. 15492 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد, في قوله: (كأنك حفي عنها) قال: كأنك عالم بها. وقال: أخفى علمها على خلقه. وقرأ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، (سورة لقمان: 34) حتى ختم السورة. 15493 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: ثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قوله: (يسألونك كأنك حفي عنها)، يقول: كأنك يعجبك سؤالهم إياك =(قل إنما علمها عند الله).
وقوله: (كأنك حفي عنها)، يقول: لطيف بها. (61)
فوجَّه هؤلاء تأويل قوله: (كأنك حفي عنها)، إلى حفيّ بها, وقالوا: تقول العرب: " تحفّيت له في المسألة ", و " تحفيت عنه ". قالوا: ولذلك قيل: " أتينا فلانًا نسأل به ", بمعنى نسأل عنه.
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: كأنك حفي بالمسألة عنها فتعلمها. فإن قال قائل: وكيف قيل: (حفي عنها)، ولم يُقَل: " حفي بها ", إن كان ذلك تأويل الكلام؟ قيل: إن ذلك قيل كذلك, لأن الحفاوة إنما تكون في المسألة, وهي البشاشة للمسئول عند المسألة, والإكثار من السؤال عنه, والسؤال يوصل ب " عن " مرة، وب " الباء " مرة. فيقال: " سألت عنه ", و " سألت به ". فلما وضع قوله: " حفي" موضع السؤال, وصل بأغلب الحرفين اللذين يوصل بهما " السؤال ", وهو " عن ", كما قال الشاعر: (62) سُــؤَالَ حَــفِيٍّ عَـنْ أَخِيـهِ كَأَنَّـهُ بِذِكْرَتِـــهِ وَسْــنَانُ أَوْ مُتَوَاسِــنُ (63)
وأما قوله: (قل إنما علمها عند الله)، فإن معناه: قل، يا محمد، لسائليك عن وقت الساعة وحين مجيئها: لا علم لي بذلك, ولا علم به إلا (عند) الله الذي يعلم غيب السموات والأرض (64) =(ولكن أكثر الناس لا يعلمون)، يقول: ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك لا يعلمه إلا الله, بل يحسبون أن علم ذلك يوجد عند بعض خلقه. ------------------------ الهوامش : (49) الأثر : 15462 - سيأتي برقم : 15481 . (50) في المطبوعة : ((حمل بن أبي قشير )) ، وهي في المخطوطة كما أثبتها غير منقوطة . والصواب أيضاً في سيرة ابن هشام 2 : 162 ، 218 ، وكتب هناك : (( شمويل )) ، وهما سواء ، وفي المطبوعة هنا (( سمول )) غير منقوطة كما في المخطوطة . (51) الأثر : 15463 - سيرة ابن هشام 2 : 218 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 12216 . (52) الأثر : 15464 - (( إسماعيل بن أبي خالد الأحمسى )) ثقة ثبت ، مضى برقم : 5694 ، 5777 ، 12280 . و(( طارق بن شهاب الأحمسى )) ، رأي النبي ﷺ ، وروى عنه مرسلا ، مضى مرارًا ، رقم : 9744 ، 11682 ، 12073 ، 12075 ، 12085 . وكان في المطبوعة والمخطوطة : (( مخارق بن شهاب )) ، وهو خطأ صرف ، صوابه من ابن كثير . وهذا الخبر ساقه ابن كثير في تفسيره 3 : 609 ، وقال : (( ورواه النسائي من حديث عيسى بن يونس ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، به . وهذا إسناد جيد قوي )) . (53) في المطبوعة : (( أن يكون كانوا )) مرة أخرى ، ولكنى أثبت ما في المخطوطة . (54) لم أعرف قائله . (55) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 234 ، اللسان ( أبن ) . و (( إبان الشيء )) ، زمنه ووقته الذي يصلح فيه ، أو يكون فيه . (56) انظر تفسير (( البغتة )) فيما سلف 11 : 325 ، 360 ، 368 / 12 : 576 . (57) الزيادة بين القوسين ، يقتضيها نهج أبي جعفر في تفسيره . (58) الأثر : 15481 - مضى برقم : 15462 . (59) الأثر : 15484 - (( أبو مالك )) ، في هذا الخبر ، لم أعرف من يكون ؟ (60) الأثر : 15489 - (( جابر بن نوح )) ، مضى برقم : 5694 ، 9863 ، وفي المطبوعة (( حامد بن نوح )) ، وفي المخطوطة ، سيئ الكتابة ، وهذا صوابه . (61) هذه الجملة التي أفردتها ، لا شك أنها ليست من كلام ابن عباس في الأثر السالف ، ولذلك فصلت بينهما . بقى بعد أنى أخشى أن يكون سقط من الناسخ شيء قبل هذه الجملة ، فإن الذي ذكره أبو جعفر قولان فقط ، لا ثلاثة أقوال ، وهذه الجملة الأخيرة . متعلقة بالقول الأول ، وكأنها تفسير له . (62) هو المعطل الهذلي . (63) ديوان الهذليين 3 : 45 من قصيدة له طويلة . وبهذه الرواية التي رواها أبو جعفر (( سؤال حفي )) ، يختل سياق الشعر . وروايته في ديوانه : فــإن تـرني قصـدًا قريبًا، فـإنـه بعيـد عـلي المـرء الحجـازي أيـن بعيـد عـلى ذى حاجـة، ولـو أننـى إذا نفجــت يومـاً بهـا الـدار آمـن يقـول الـذي أمسـى إلى الحرز أهله: بـأي الحشـاء أمسـى الخليط المباين ســؤال الغنـي عـن أخيـه، كأنـه بذكرتـــه وســنان أو متواســن و (( الذي أمسى إلى الحرز أهله )) هو الذي صار في مكان حصين آمناً مطمئناً ، فهو يسأل عنه ويقول : (( بأي الحشا )) ، بأي النواحي أمسي فلان ؟ وهو صاحبه المفارق . ثم يقول : إنه يسأل سؤال غير حفي - لا سؤال حفي - (( سؤال غني عن أخيه )) وأنما يذكره كالنائم أو المتناوم ، لقلة حفاوة به . فهذا نقيض رواية أبي جعفر . وكان في المطبوعة : (( يذكره وسنان )) ، والصواب من المخطوطة والديوان . (64) في المطبوعة : (( ولا يعلم به إلا الله )) وليس بجيد ، وأثبت ما في المخطوطة وزدت ما يقتضيه السياق بين قوسين

الآية 187 من سورة الأعرَاف باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (187) - Surat Al-A'raf

They ask you, [O Muhammad], about the Hour: when is its arrival? Say, "Its knowledge is only with my Lord. None will reveal its time except Him. It lays heavily upon the heavens and the earth. It will not come upon you except unexpectedly." They ask you as if you are familiar with it. Say, "Its knowledge is only with Allah, but most of the people do not know

الآية 187 من سورة الأعرَاف باللغة الروسية (Русский) - Строфа (187) - Сура Al-A'raf

Они спрашивают тебя о Часе: «Когда он наступит?». Скажи: «Воистину, знание об этом принадлежит только моему Господу. Никто, кроме Него, не способен открыть время его наступления. Это знание тяжко для небес и земли. Он настанет внезапно». Они спрашивают тебя, словно тебе известно об этом. Скажи: «Воистину, знание об этом принадлежит одному Аллаху, но большая часть людей не знает этого»

الآية 187 من سورة الأعرَاف باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (187) - سوره الأعرَاف

یہ لوگ تم سے پوچھتے ہیں کہ آخر وہ قیامت کی گھڑی کب نازل ہوگی؟ کہو "اس کا علم میرے رب ہی کے پاس ہے اُسے اپنے وقت پر وہی ظاہر کرے گا آسمانوں اور زمین میں وہ بڑا سخت وقت ہوگا وہ تم پر اچانک آ جائے گا" یہ لوگ اس کے متعلق تم سے اس طرح پوچھتے ہیں گویا کہ تم اس کی کھوج میں لگے ہوئے ہو کہو "اس کا علم تو صرف اللہ کو ہے مگر اکثر لوگ اس حقیقت سے نا واقف ہیں

الآية 187 من سورة الأعرَاف باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (187) - Ayet الأعرَاف

Sana, kıyamet saatinin ne zaman gelip çatacağını soruyorlar, de ki: "Onu ancak Rabbim bilir, onun vaktini, O'ndan başka belirtecek yoktur. Göklerin ve yerin, ağırlığını kaldıramayacağı o saat, sizlere ansızın gelecektir." Sen sanki öğrenmişsin gibi sana soruyorlar, de ki: "Onu bilmek ancak Allah'a mahsustur, ama insanların çoğu bu gerçeği bilmezler

الآية 187 من سورة الأعرَاف باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (187) - versículo الأعرَاف

Te preguntan cuándo llegará la Hora [del Día de la Resurrección]. Diles: "Solo mi Señor lo sabe, y nadie salvo Él hará que comience en el momento decretado. Los cielos y la Tierra temen su llegada. Cuando llegue los sorprenderá". Te preguntan como si supieras [cuándo ocurrirá]. Diles: "Su conocimiento solo Le pertenece a Dios, pero la mayoría de la gente no lo sabe