(اللَّهُ) لفظ الجلالة مبتدأ (الَّذِي) خبره (جَعَلَ) ماض فاعله مستتر (لَكُمُ) متعلقان بالفعل والجملة صلة (اللَّيْلَ) مفعول به (لِتَسْكُنُوا) مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والواو فاعل (فِيهِ) متعلقان بالفعل (وَالنَّهارَ) معطوف على الليل (مُبْصِراً) حال والجملة الاسمية مستأنفة والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام وهما متعلقان بجعل (إِنَّ اللَّهَ) إن واسمها (لَذُو) اللام المزحلقة وذو خبرها (فَضْلٍ) مضاف إليه والجملة مستأنفة لا محل لها (عَلَى النَّاسِ) متعلقان بفضل (وَلكِنَّ) الواو حرف عطف لكن حرف مشبه بالفعل (أَكْثَرَ) اسمها (النَّاسِ) مضاف إليه (لا) نافية (يَشْكُرُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر لكن والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها.
هي الآية رقم (61) من سورة غَافِر تقع في الصفحة (474) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (24) ، وهي الآية رقم (4194) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
الله وحده هو الذي جعل لكم الليل؛ لتسكنوا فيه، وتحققوا راحتكم، والنهار مضيئًا؛ لتُصَرِّفوا فيه أمور معاشكم. إن الله لذو فضل عظيم على الناس، ولكن أكثرهم لا يشكرون له بالطاعة وإخلاص العبادة.
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) إسناد الإبصار إليه مجازيّ لأنه يبصر فيه (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) الله فلا يؤمنون.
تدبر هذه الآيات الكريمات، الدالة على سعة رحمة الله تعالى وجزيل فضله، ووجوب شكره، وكمال قدرته، وعظيم سلطانه، وسعة ملكه، وعموم خلقه لجميع الأشياء، وكمال حياته، واتصافه بالحمد على كل ما اتصف به من الصفات الكاملة، وما فعله من الأفعال الحسنة، وتمام ربوبيته، وانفراده فيها، وأن جميع التدبير في العالم العلوي والسفلي في ماضي الأوقات وحاضرها، ومستقبلها بيد الله تعالى، ليس لأحد من الأمر شىء، ولا من القدرة شيء، فينتج من ذلك، أنه تعالى المألوه المعبود وحده، الذي لا يستحق أحد من العبودية شيئًا، كما لم يستحق من الربوبية شيئًا، وينتج من ذلك، امتلاء القلوب بمعرفة الله تعالى ومحبته وخوفه ورجائه، وهذان الأمران -وهما معرفته وعبادته- هما اللذان خلق الله الخلق لأجلهما، وهما الغاية المقصودة منه تعالى لعباده، وهما الموصلان إلى كل خير وفلاح وصلاح، وسعادة دنيوية وأخروية، وهما اللذان هما أشرف عطايا الكريم لعباده، وهما أشرف اللذات على الإطلاق، وهما اللذان إن فاتا، فات كل خير، وحضر كل شر.فنسأله تعالى أن يملأ قلوبنا بمعرفته ومحبته، وأن يجعل حركاتنا الباطنة والظاهرة، خالصة لوجهه، تابعة لأمره، إنه لا يتعاظمه سؤال، ولا يحفيه نوال.فقوله تعالى: ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ ) أي: لأجلكم جعل الله الليل مظلمًا، ( لِتَسْكُنُوا فِيهِ ) من حركاتكم، التي لو استمرت لضرت، فتأوون إلى فرشكم، ويلقي الله عليكم النوم الذي يستريح به القلب والبدن، وهو من ضروريات الآدمي لا يعيش بدونه، ويسكن أيضًا، كل حبيب إلى حبيبه، ويجتمع الفكر، وتقل الشواغل.( و ) جعل تعالى ( النَّهَارَ مُبْصِرًا ) منيرًا بالشمس المستمرة في الفلك، فتقومون من فرشكم إلى أشغالكم الدينية والدنيوية، هذا لذكره وقراءته، وهذا لصلاته، وهذا لطلبه العلم ودراسته، وهذا لبيعه وشرائه، وهذا لبنائه أو حدادته، أو نحوها من الصناعات، وهذا لسفره برًا وبحرًا، وهذا لفلاحته، وهذا لتصليح حيواناته.( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ ) أي: عظيم، كما يدل عليه التنكير ( عَلَى النَّاسِ ) حيث أنعم عليهم بهذه النعم وغيرها، وصرف عنهم النقم، وهذا يوجب عليهم، تمام شكره وذكره، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) بسبب جهلهم وظلمهم. ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) الذين يقرون بنعمة ربهم، ويخضعون للّه، ويحبونه، ويصرفونها في طاعة مولاهم ورضاه.
يقول تعالى ممتنا على خلقه ، بما جعل لهم من الليل الذي يسكنون فيه ويستريحون من حركات ترددهم في المعايش بالنهار ، وجعل النهار مبصرا ، أي : مضيئا ، ليتصرفوا فيه بالأسفار ، وقطع الأقطار ، والتمكن من الصناعات ، ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) أي : لا يقومون بشكر نعم الله عليهم .
القول في تأويل قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61) يقول تعالى ذكره: الله الذي لا تصلح الألوهة إلا له, ولا تنبغي العبادة لغيره, الذي صفته أنه جعل لكم أيها الناس الليل سكنا لتسكنوا فيه, فتهدءوا من التصرّف والاضطراب للمعاش, والأسباب التي كنتم تتصرفون فيها في نهاركم ( وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) يقول: وجعل النهار مبصرا من اضطرب فيه لمعاشه, وطلب حاجاته, نعمة منه بذلك عليكم ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ) يقول: إن إلله لمتفضل عليكم أيها الناس بما لا كفء له من الفضل ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ) يقول: ولكن أكثرهم لا يشكرونه بالطاعة له, وإخلاص الألوهة والعبادة له, ولا يد تقدمت له عنده استوجب بها منه الشكر عليها.
It is Allah who made for you the night that you may rest therein and the day giving sight. Indeed, Allah is full of bounty to the people, but most of the people are not grateful
Аллах - Тот, Кто сотворил для вас ночь, чтобы вы отдыхали в течение нее, и день для освещения. Воистину, Аллах оказывает людям милость, но большинство людей неблагодарны
وہ اللہ ہی تو ہے جس نے تمہارے لیے رات بنائی تاکہ اس میں سکون حاصل کرو، اور دن کو روشن کیا حقیقت یہ ہے کہ اللہ لوگوں پر بڑا فضل فرمانے والا ہے مگر اکثر لوگ شکر ادا نہیں کرتے
Size, geceyi dinlenesiniz diye karanlık ve gündüzü aydınlık olarak yaratan Allah'tır. Doğrusu Allah insanlara karşı lütufkardır, ama insanların çoğu şükretmezler
Dios es Quien creó la noche para que descansen en ella, y el día luminoso para que puedan ver [y procurar el sustento]. Dios es el poseedor del favor inmenso que concede a los seres humanos, pero la mayoría no Le agradece