مشاركة ونشر

تفسير الآية السابعة والثلاثين (٣٧) من سورة فَاطِر

الأستماع وقراءة وتفسير الآية السابعة والثلاثين من سورة فَاطِر ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧

الأستماع الى الآية السابعة والثلاثين من سورة فَاطِر

إعراب الآية 37 من سورة فَاطِر

(وَهُمْ) الواو عاطفة وهم مبتدأ والجملة معطوفة (يَصْطَرِخُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر المبتدأ (فِيها) متعلقان بالفعل قبلهما (رَبَّنا) منادى منصوب بأداة نداء محذوفة ونا مضاف إليه والجملة وما بعدها مقول القول لفعل محذوف تقديره يقولون ربنا (أَخْرِجْنا) فعل دعاء ونا في محل نصب مفعول به وفاعله مستتر (نَعْمَلْ) مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وفاعله مستتر (صالِحاً) صفة لمفعول مطلق محذوف وتقديره عملا صالحا (غَيْرَ) مفعول به لنعمل (الَّذِي) اسم موصول في محل جر مضاف إليه (كُنَّا) كان واسمها والجملة صلة (نَعْمَلْ) مضارع مرفوع وفاعله مستتر والجملة خبر كنا (أَوَلَمْ) الهمزة للاستفهام التوبيخي والواو عاطفة ولم حرف نفي وجزم وقلب (نُعَمِّرْكُمْ) مضارع مجزوم والكاف مفعول به فاعله نحن والجملة معطوفة (ما) ظرف زمان (يَتَذَكَّرُ) مضارع مرفوع (فِيهِ) متعلقان بتذكر (مَنْ) اسم موصول فاعل تذكر والجملة صفة لما (تَذَكَّرَ) فعل ماض فاعله مستتر والجملة صلة (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) الواو عاطفة وماض والكاف مفعوله والنذير فاعل والجملة معطوفة (فَذُوقُوا) الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف النون والواو فاعل (فَما) الفاء تعليلية وما نافية تعمل عمل ليس (لِلظَّالِمِينَ) متعلقان بالخبر المقدم (مَنْ) حرف جر زائد (نَصِيرٍ) اسم ما ويجوز إعراب ما نافية وللظالمين متعلقان بالخبر المقدم ونذير مبتدأ.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (37) من سورة فَاطِر تقع في الصفحة (438) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (22) ، وهي الآية رقم (3697) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم

مواضيع مرتبطة بالآية (6 مواضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 37 من سورة فَاطِر

هم يصطرخون : يستغيثون و يصيحون بشدّة

الآية 37 من سورة فَاطِر بدون تشكيل

وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ﴿٣٧

تفسير الآية 37 من سورة فَاطِر

وهؤلاء الكفار يَصْرُخون من شدة العذاب في نار جهنم مستغيثين: ربنا أخرجنا من نار جهنم، وردَّنا إلى الدنيا نعمل صالحًا غير الذي كنا نعمله في حياتنا الدنيا، فنؤمن بدل الكفر، فيقول لهم: أولم نُمْهلكم في الحياة قَدْرًا وافيًا من العُمُر، يتعظ فيه من اتعظ، وجاءكم النبي ﷺ، ومع ذلك لم تتذكروا ولم تتعظوا؟ فذوقوا عذاب جهنم، فليس للكافرين من ناصر ينصرهم من عذاب الله.

(وهم يصطرخون فيها) يستغيثون بشدة وعويل يقولون (ربنا أخرجنا) منها (نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل) فيقال لهم (أوَ لم نعمّركم ما) وقتا (يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير) الرسول فما أجبتم (فذوقوا فما للظالمين) الكافرين (من نصير) يدفع العذاب عنهم.

} وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا } أي: يصرخون ويتصايحون ويستغيثون ويقولون: ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) فاعترفوا بذنبهم، وعرفوا أن اللّه عدل فيهم، ولكن سألوا الرجعة في غير وقتها، فيقال لهم: ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا ) أي: دهرا وعمرا ( يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) أي: يتمكن فيه من أراد التذكر من العمل، متعناكم في الدنيا، وأدررنا عليكم الأرزاق، وقيضنا لكم أسباب الراحة، ومددنا لكم في العمر، وتابعنا عليكم الآيات، وأوصلنا إليكم النذر، وابتليناكم بالسراء والضراء، لتنيبوا إلينا وترجعوا إلينا، فلم ينجع فيكم إنذار، ولم تفد فيكم موعظة، وأخرنا عنكم العقوبة، حتى إذا انقضت آجالكم، وتمت أعماركم، ورحلتم عن دار الإمكان، بأشر الحالات، ووصلتم إلى هذه الدار دار الجزاء على الأعمال، سألتم الرجعة؟ هيهات هيهات، فات وقت الإمكان، وغضب عليكم الرحيم الرحمن، واشتد عليكم عذاب النار، ونسيكم أهل الجنة، فامكثوا فيها خالدين مخلدين، وفي العذاب مهانين، ولهذا قال: ( فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ) ينصرهم فيخرجهم منها، أو يخفف عنهم من عذابها.

وقوله : ( وهم يصطرخون فيها ) أي : ينادون فيها ، يجأرون إلى الله ، عز وجل بأصواتهم : ( ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ) أي : يسألون الرجعة إلى الدنيا ، ليعملوا غير عملهم الأول ، وقد علم الرب ، جل جلاله ، أنه لو ردهم إلى الدار الدنيا ، لعادوا لما نهوا عنه ، وإنهم لكاذبون


فلهذا لا يجيبهم إلى سؤالهم ، كما قال تعالى مخبرا عنهم في قولهم : ( فهل إلى خروج من سبيل ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا ) ( غافر : 11 ، 12 ) ، أي : لا يجيبكم إلى ذلك لأنكم كنتم كذلك ، ولو رددتم لعدتم إلى ما نهيتم عنه; ولهذا قال هاهنا : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) أي : أوما عشتم في الدنيا أعمارا لو كنتم ممن ينتفع بالحق لانتفعتم به في مدة عمركم ؟ وقد اختلف المفسرون في مقدار العمر المراد هاهنا فروي عن علي بن الحسين زين العابدين أنه قال : مقدار سبع عشرة سنة . وقال قتادة : اعلموا أن طول العمر حجة ، فنعوذ بالله أن نعير بطول العمر ، قد نزلت هذه الآية : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) ، وإن فيهم لابن ثماني عشرة سنة ، وكذا قال أبو غالب الشيباني . وقال عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن رجل ، عن وهب بن منبه في قوله : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) قال : عشرين سنة . وقال هشيم ، عن منصور ، عن زاذان ، عن الحسن في قوله : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) قال : أربعين سنة . وقال هشيم ( أيضا ) ، عن مجاهد ، عن الشعبي ، عن مسروق أنه كان يقول : إذا بلغ أحدكم أربعين سنة ، فليأخذ حذره من الله عز وجل . وهذه رواية عن ابن عباس فيما قال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن مجاهد قال : سمعت ابن عباس يقول : العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) أربعون سنة . هكذا رواه من هذا الوجه ، عن ابن عباس
وهذا القول هو اختيار ابن جرير
ثم رواه من طريق الثوري وعبد الله بن إدريس ، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم في قوله : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) ستون سنة . فهذه الرواية أصح عن ابن عباس ، وهي الصحيحة في نفس الأمر أيضا ، لما ثبت في ذلك من الحديث - كما سنورده - لا كما زعمه ابن جرير ، من أن الحديث لم يصح; لأن في إسناده من يجب التثبت في أمره . وقد روى أصبغ بن نباتة ، عن علي ، رضي الله عنه ، أنه قال : العمر الذي عيرهم الله به في قوله تعالى : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) ستون سنة . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي : حدثنا دحيم ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني إبراهيم بن الفضل المخزومي ، عن ابن أبي حسين المكي ; أنه حدثه عن عطاء - هو ابن أبي رباح - عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي ﷺ قال : " إذا كان يوم القيامة قيل : أين أبناء الستين ؟ وهو العمر الذي قال الله فيه : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ) . وكذا رواه ابن جرير ، عن علي بن شعيب ، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، به
وكذا رواه الطبراني من طريق ابن أبي فديك ، به
وهذا الحديث فيه نظر; لحال إبراهيم بن الفضل ، والله أعلم . حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن رجل من بني غفار ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ أنه قال : " لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين أو سبعين سنة ، لقد أعذر الله إليه ، لقد أعذر الله إليه " . وهكذا رواه الإمام البخاري في " كتاب الرقاق " من صحيحه : حدثنا عبد السلام بن مطهر ، عن عمر بن علي ، عن معن بن محمد الغفاري ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ﷺ : " أعذر الله عز وجل إلى امرئ أخر عمره حتى بلغه ستين سنة "
ثم قال البخاري : تابعه أبو حازم وابن عجلان ، عن سعيد المقبري . فأما أبو حازم فقال ابن جرير : حدثنا أبو صالح الفزاري ، حدثنا محمد بن سوار ، أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد القاري الإسكندري ، حدثنا أبو حازم ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ " ( من عمره ) الله ستين سنة ، فقد أعذر إليه في العمر " . وقد رواه الإمام أحمد والنسائي في الرقاق جميعا عن قتيبة ، عن يعقوب بن عبد الرحمن به . ورواه البزار قال : حدثنا هشام بن يونس ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ قال : " العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة "
يعني : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) . وأما متابعة " ابن عجلان " فقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو السفر يحيى بن محمد بن عبد الملك بن قرعة بسامراء ، حدثنا أبو عبد الرحمن المقري ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني محمد بن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ﷺ : " من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله عز وجل إليه في العمر "
وكذا رواه الإمام أحمد عن أبي عبد الرحمن هو المقرئ ، به
ورواه أحمد أيضا عن خلف عن أبي معشر ، عن سعيد المقبري . طريق أخرى عن أبي هريرة : قال ابن جرير : حدثني أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي ، حدثنا بقية بن الوليد ، حدثنا المطرف بن مازن الكناني ، حدثني معمر بن راشد قال : سمعت محمد بن عبد الرحمن الغفاري يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله ﷺ : " لقد أعذر الله عز وجل ، إلى صاحب الستين سنة والسبعين " . فقد صح هذا الحديث من هذه الطرق ، فلو لم يكن إلا الطريق التي ارتضاها أبو عبد الله البخاري شيخ هذه الصناعة لكفت
وقول ابن جرير : ( إن في رجاله بعض من يجب التثبت في أمره ) ، لا يلتفت إليه مع تصحيح البخاري ، والله أعلم . وذكر بعضهم أن العمر الطبيعي عند الأطباء مائة وعشرون سنة ، فالإنسان لا يزال في ازدياد إلى كمال الستين ، ثم يشرع بعد هذا في النقص والهرم ، كما قال الشاعر : إذا بلغ الفتى ستين عاما فقد ذهب المسرة والفتاء ولما كان هذا هو العمر الذي يعذر الله إلى عباده به ، ويزيح به عنهم العلل ، كان هو الغالب على أعمار هذه الأمة ، كما ورد بذلك الحديث ، قال الحسن بن عرفة ، رحمه الله : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك " . وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه جميعا في كتاب الزهد ، عن الحسن بن عرفة ، به
ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وهذا عجب من الترمذي ، فإنه قد رواه أبو بكر بن أبي الدنيا من وجه آخر وطريق أخرى ، عن أبي هريرة حيث قال : حدثنا سليمان بن عمر ، عن محمد بن ربيعة ، عن كامل أبي العلاء ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك " . وقد رواه الترمذي في " كتاب الزهد " أيضا ، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ، عن محمد بن ربيعة ، به
ثم قال : هذا حديث حسن غريب ، من حديث أبي صالح عن أبي هريرة ، وقد روي من غير وجه عنه
هذا نصه بحروفه في الموضعين ، والله أعلم . وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو موسى الأنصاري ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني إبراهيم بن الفضل - مولى بني مخزوم - عن المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ﷺ : " معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين " . وبه قال : قال رسول الله ﷺ : " أقل أمتي أبناء سبعين "
إسناده ضعيف . حديث آخر في معنى ذلك : قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده : حدثنا إبراهيم بن هانئ ، حدثنا إبراهيم بن مهدي ، حدثنا عثمان بن مطر ، عن أبي مالك ، عن ربعي عن حذيفة أنه قال : يا رسول الله ، أنبئنا بأعمار أمتك
قال : " ما بين الخمسين إلى الستين " قالوا : يا رسول الله ، فأبناء السبعين ؟ قال : " قل من يبلغها من أمتي ، رحم الله أبناء السبعين ، ورحم الله أبناء الثمانين " . ثم قال البزار : لا يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد ، وعثمان بن مطر من أهل البصرة ليس بقوي . وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله ﷺ عاش ثلاثا وستين سنة
وقيل : ستين
وقيل : خمسا وستين سنة
والمشهور الأول ، والله أعلم . وقوله : ( وجاءكم النذير ) : روي عن ابن عباس ، وعكرمة ، وأبي جعفر الباقر ، وقتادة ، وسفيان بن عيينة أنهم قالوا : يعني الشيب . وقال السدي ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : يعني به الرسول ﷺ وقرأ ابن زيد : ( هذا نذير من النذر الأولى ) ( النجم : 56 )
وهذا هو الصحيح عن قتادة ، فيما رواه شيبان ، عنه أنه قال : احتج عليهم بالعمر والرسل . وهذا اختيار ابن جرير ، وهو الأظهر ; لقوله تعالى : ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) ( الزخرف : 77 ، 78 ) ، أي : لقد بينا لكم الحق على ألسنة الرسل ، فأبيتم وخالفتم ، وقال تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ( الإسراء : 15 ) ، وقال تبارك وتعالى : ( كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير ) ( الملك : 8 ، 9 ) . وقوله : ( فذوقوا فما للظالمين من نصير ) أي : فذوقوا عذاب النار جزاء على مخالفتكم للأنبياء في مدة أعماركم ، فما لكم اليوم ناصر ينقذكم مما أنتم فيه من العذاب والنكال والأغلال .

وقوله ( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الكفار يستغيثون ويضجون في النار، يقولون: يا ربنا أخرجنا نعمل صالحًا أي: تعمل بطاعتك (غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) قبلُ من معاصيك. وقولهُ(يَصْطَرِخُونَ) يفتعلون من الصراخ؛ حولتْ تاؤها طاءً لقرب مخرجها من الصاد لما ثَقُلت. وقوله ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) اختلف أهل التأويل في مبلغ ذلك؛ فقال بعضهم: ذلك أربعون سنة. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا بشر بن المفضل قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن مجاهد قال: سمعت ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) أربعون سنة. حدثني يعقوب قال: ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي عن مسروق أنه كان يقول: إذا بلغ أحدكم أربعين سنة فليأخذ حذره من الله. وقال آخرون: بل ذلك ستون سنة. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن ابن خُثَيم عن مجاهد عن ابن عباس ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ) قال: ستون سنة. حدثنا أَبو كريب قال: ثنا ابن إدريس قال: سمعت عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن مجاهد عن ابن عباس قال: العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة. حدثنا علي بن شعيب قال: ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن إبراهيم بن الفضل عن أَبي حسين المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إذا كان يومُ القيامةِ نُودِي: أين أبناء الستين، وهو العمر الذي قال الله ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ) ". حدثني أحمد بن الفرج الحمصي قال: ثنا بقية بن الوليد قال: ثنا &; 20-478 &; مطرف بن مازن الكناني قال: ثني معمر بن راشد قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن الغفاري يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَقدْ أعْذَرَ اللهُ إلَى صاحب السِّتَّين سنة والسَّبعين " . حدثنا أَبو صالح الفزاري قال: ثنا محمد بن سوار قال: ثنا يعقوب بن عبدٍ القاريُّ الإسكندريُّ قال: ثنا أَبو حازم عن سعيد المقبري عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " منْ عَمَّرهُ اللهُ ستين سنةً فَقَد أعذرَ إليهِ في العُمْرِ". حدثنا محمد بن سوار قال: ثنا أسد بن حميدٍ عن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي رضي الله عنه في قوله ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ) قال: العمر الذي عمركم الله به ستون سنة. وأشبه القولين بتأويل الآية إذ كان الخبر الذي ذكرناه عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم خبرًا في إسناده بعض من يجب التثبت في نقله، قول من قال ذلك أربعون سنة، لأن في الأربعين يتناهى عقل الإنسان وفهمه، وما قبل ذلك وما بعده منتقص عن كماله في حال الأربعين. وقوله (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) اختلف أهل التأويل في معنى النذير؛ فقال بعضهم: عنى به محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) قال: النذير: النبي، وقرأ هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى . وقيل: عَنى به الشيب. فتأويل الكلام إذن: أولم نعمركم يا معشر المشركين بالله من قريش من السنين، ما يتذكر فيه من تذكر، من ذوي الألباب والعقول، واتعظ منهم من اتعظ، وتاب من تاب، وجاءكم من الله منذر ينذركم ما أنتم فيه اليوم من عذاب الله، فلم تتذكروا مواعظ الله، ولم تقبلوا من نذير الله الذي جاءكم ما أتاكم به من عند ربكم.

الآية 37 من سورة فَاطِر باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (37) - Surat Fatir

And they will cry out therein, "Our Lord, remove us; we will do righteousness - other than what we were doing!" But did We not grant you life enough for whoever would remember therein to remember, and the warner had come to you? So taste [the punishment], for there is not for the wrongdoers any helper

الآية 37 من سورة فَاطِر باللغة الروسية (Русский) - Строфа (37) - Сура Fatir

Там они возопят: «Господь наш! Выведи нас отсюда, и мы будем поступать праведно, а не так, как мы поступали прежде». Разве Мы не даровали вам жизнь достаточно долгую для того, чтобы опомнился тот, кто мог опомниться? Да и предостерегающий увещеватель приходил к вам. Вкусите же наказание, и нет для беззаконников помощников

الآية 37 من سورة فَاطِر باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (37) - سوره فَاطِر

وہ وہاں چیخ چیخ کر کہیں گے کہ "اے ہمارے رب، ہمیں یہاں سے نکال لے تاکہ ہم نیک عمل کریں اُن اعمال سے مختلف جو پہلے کرتے رہے تھے" (انہیں جواب دیا جائے گا) "کیا ہم نے تم کو اتنی عمر نہ دی تھی جس میں کوئی سبق لینا چاہتا تو سبق لے سکتاتھا؟ اور تمہارے پاس متنبہ کرنے والا بھی آ چکا تھا اب مزا چکھو ظالموں کا یہاں کوئی مددگار نہیں ہے

الآية 37 من سورة فَاطِر باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (37) - Ayet فَاطِر

Orada; "Rabbimiz! Bizi çıkar; yaptığımızdan başka, yararlı iş işleyelim" diye bağrışırlar. O zaman onlara şöyle deriz: "Öğüt alacak kişinin öğüt alabileceği kadar bir süre sizi yaşatmadık mi? Size uyarıcı da gelmişti. Artık azabı tadınız, zalimlerin yardımcısı olmaz

الآية 37 من سورة فَاطِر باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (37) - versículo فَاطِر

Allí clamarán: "¡Señor nuestro! Sácanos [del tormento] para que obremos rectamente, y no como lo hicimos". Pero, ¿acaso no les concedí vivir largamente donde podrían haberlo hecho, y no se les presentó un Mensajero [y lo rechazaron]? Sufran el castigo. Los injustos no tendrán quién los defienda