مشاركة ونشر

تفسير الآية السابعة والعشرين (٢٧) من سورة الفَتح

الأستماع وقراءة وتفسير الآية السابعة والعشرين من سورة الفَتح ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا ﴿٢٧

الأستماع الى الآية السابعة والعشرين من سورة الفَتح

إعراب الآية 27 من سورة الفَتح

(لَقَدْ) اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق (صَدَقَ) ماض (اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعله (رَسُولَهُ) مفعول به (الرُّؤْيا) منصوب بنزع الخافض (بِالْحَقِّ) متعلقان بصدق والجملة جواب القسم لا محل لها (لَتَدْخُلُنَّ) لام جواب القسم المحذوف ومضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة فاعله والنون للتوكيد والجملة جواب قسم محذوف لا محل لها (الْمَسْجِدَ) مفعول به (الْحَرامَ) صفة (إِنْ) شرطية جازمة (شاءَ) ماض (اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعله والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه (آمِنِينَ) حال (مُحَلِّقِينَ) حال ثانية (رُؤُسَكُمْ) مفعول به (وَمُقَصِّرِينَ) معطوف على محلقين (لا) نافية (تَخافُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة حالية (فَعَلِمَ) الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر (ما) مفعوله والجملة معطوفة على صدق (لَمْ تَعْلَمُوا) مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة صلة (فَجَعَلَ) ماض فاعله مستتر (مِنْ دُونِ) متعلقان بالفعل (ذلِكَ) مضاف إليه (فَتْحاً) مفعول به (قَرِيباً) صفة.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (27) من سورة الفَتح تقع في الصفحة (514) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (26)

مواضيع مرتبطة بالآية (12 موضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 27 من سورة الفَتح

فتحا قريبا : صلح الحديبية أو فتح خيبر

الآية 27 من سورة الفَتح بدون تشكيل

لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ﴿٢٧

تفسير الآية 27 من سورة الفَتح

لقد صدق الله رسوله محمدًا رؤياه التي أراها إياه بالحق أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين، لا تخافون أهل الشرك، محلِّقين رؤوسكم ومقصِّرين، فعلم الله من الخير والمصلحة (في صرفكم عن "مكة" عامكم ذلك ودخولكم إليها فيما بعد) ما لم تعلموا أنتم، فجعل مِن دون دخولكم "مكة" الذي وعدتم به، فتحًا قريبًا، وهو هدنة "الحديبية" وفتح "خيبر".

(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحقِّ) رأى رسول الله ﷺ في النوم عام الحديبية قبل خروجه أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت، وقوله بالحق متعلق بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها (لتدخلنِّ المسجد الحرام إنْ شاء الله) للتبرك (آمنين محلقين رءوسكم) أي جميع شعورها (ومقصرين) بعض شعورها وهما حالان مقدرتان (لا تخافون) أبدا (فعلم) في الصلح (ما لم تعلموا) من الصلاح (فجعل من دون ذلك) أي الدخول (فتحا قريبا) هو فتح خيبر وتحققت الرؤيا في العام القابل.

يقول تعالى: ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) وذلك أن رسول الله ﷺ رأى في المدينة رؤيا أخبر بها أصحابه، أنهم سيدخلون مكة ويطوفون بالبيت، فلما جرى يوم الحديبية ما جرى، ورجعوا من غير دخول لمكة، كثر في ذلك الكلام منهم، حتى إنهم قالوا ذلك لرسول الله ﷺ: ألم تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ فقال: " أخبرتكم أنه العام؟" قالوا: لا، قال: "فإنكم ستأتونه وتطوفون به" قال الله هنا: ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) أي: لا بد من وقوعها وصدقها، ولا يقدح في ذلك تأخر تأويلها، ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ ) أي: في هذه الحال المقتضية لتعظيم هذا البيت الحرام، وأدائكم للنسك، وتكميله بالحلق والتقصير، وعدم الخوف، ( فَعَلِمَ ) من المصلحة والمنافع ( مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ ) الدخول بتلك الصفة ( فَتْحًا قَرِيبًا )ولما كانت هذه الواقعة مما تشوشت بها قلوب بعض المؤمنين، وخفيت عليهم حكمتها، فبين تعالى حكمتها ومنفعتها، وهكذا سائر أحكامه الشرعية، فإنها كلها، هدى ورحمة.

كان رسول الله - ﷺ - قد أري في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة ، فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام ، فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل ، وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء ، حتى سأل عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه في ذلك ، فقال له فيما قال : أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : " بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا " قال : لا قال : " فإنك آتيه ومطوف به "


وبهذا أجاب الصديق - رضي الله عنه - أيضا حذو القذة بالقذة ; ولهذا قال تعالى : ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ) : ( و ) هذا لتحقيق الخبر وتوكيده ، وليس هذا من الاستثناء في شيء ، ( وقوله ) : ( آمنين ) أي : في حال دخولكم
وقوله : ( محلقين رءوسكم ومقصرين ) ، حال مقدرة ; لأنهم في حال حرمهم لم يكونوا محلقين ومقصرين ، وإنما كان هذا في ثاني الحال ، كان منهم من حلق رأسه ومنهم من قصره ، وثبت في الصحيحين أن رسول الله - ﷺ - قال : " رحم الله المحلقين " ، قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " رحم الله المحلقين "
قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " رحم الله المحلقين "
قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " والمقصرين " في الثالثة أو الرابعة . وقوله : ( لا تخافون ) : حال مؤكدة في المعنى ، فأثبت لهم الأمن حال الدخول ، ونفى عنهم الخوف حال استقرارهم في البلد لا يخافون من أحد
وهذا كان في عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع ، فإن النبي - ﷺ - لما رجع منالحديبية في ذي القعدة رجع إلى المدينة فأقام بها ذا الحجة والمحرم ، وخرج في صفر إلى خيبر ففتحها الله عليه بعضها عنوة وبعضها صلحا ، وهي إقليم عظيم كثير النخل والزروع ، فاستخدم من فيها من اليهود عليها على الشطر ، وقسمها بين أهل الحديبية وحدهم ، ولم يشهدها أحد غيرهم إلا الذين قدموا من الحبشة ، جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، وأبو موسى الأشعري وأصحابه ، ولم يغب منهم أحد ، قال ابن زيد : إلا أبا دجانة سماك بن خرشة ، كما هو مقرر في موضعه ثم رجع إلى المدينة ، فلما كان في ذي القعدة ( في ) سنة سبع خرج إلى مكة معتمرا هو وأهل الحديبية ، فأحرم من ذي الحليفة ، وساق معه الهدي ، قيل : كان ستين بدنة ، فلبى وسار أصحابه يلبون
فلما كان قريبا من مر الظهران بعث محمد بن مسلمة بالخيل والسلاح أمامه ، فلما رآه المشركون رعبوا رعبا شديدا ، وظنوا أن رسول الله - ﷺ - يغزوهم ، وأنه قد نكث العهد الذي بينه وبينهم من وضع القتال عشر سنين ، وذهبوا فأخبروا أهل مكة ، فلما جاء رسول الله - ﷺ - فنزل بمر الظهران حيث ينظر إلى أنصاب الحرم ، بعث السلاح من القسي والنبل والرماح إلى بطن يأجج ، وسار إلى مكة بالسيف مغمدة في قربها ، كما شارطهم عليه
فلما كان في أثناء الطريق بعثت قريش مكرز بن حفص فقال : يا محمد ، ما عرفناك تنقض العهد
قال : " وما ذاك ؟ " قال : دخلت : علينا بالسلاح والقسي والرماح
فقال : " لم يكن ذلك ، وقد بعثنا به إلى يأجج " ، فقال : بهذا عرفناك ، بالبر والوفاء
وخرجت رءوس الكفار من مكة لئلا ينظروا إلى رسول الله - ﷺ - و ( لا ) إلى أصحابه غيظا وحنقا ، وأما بقية أهل مكة من الرجال والنساء والولدان فجلسوا في الطرق وعلى البيوت ينظرون إلى رسول الله - ﷺ - وأصحابه ، فدخلها عليه الصلاة والسلام ، وبين يديه أصحابه يلبون ، والهدي قد بعثه إلى ذي طوى ، وهو راكب ناقته القصواء التي كان راكبها يوم الحديبية ، وعبد الله بن رواحة الأنصاري آخذ بزمام ناقة رسول الله - ﷺ - يقودها ، وهو يقول : باسم الذي لا دين إلا دينه باسم الذي محمد رسوله خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تأويله كما ضربناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله قد أنزل الرحمن في تنزيله في صحف تتلى على رسوله بأن خير القتل في سبيله يا رب إني مؤمن بقيله فهذا مجموع من روايات متفرقة . قال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال : لما دخل رسول الله - ﷺ - مكة في عمرة القضاء ، دخلها وعبد الله بن رواحة آخذ بخطام ناقته - ﷺ - وهو يقول : خلوا بني الكفار عن سبيله إني شهيد أنه رسوله خلوا فكل الخير في رسوله يا رب إني مؤمن بقيله نحن قتلناكم على تأويله كما قتلناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : لما دخل رسول الله - ﷺ - مكة في عمرة القضاء ، مشى عبد الله بن رواحة بين يديه ، وفي رواية وابن رواحة آخذ بغرزه ، وهو يقول : خلوا بني الكفار عن سبيله قد نزل الرحمن في تنزيله بأن خير القتل في سبيله يا رب إني مؤمن بقيله نحن قتلناكم على تأويله كما قتلناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن الصباح ، حدثنا إسماعيل - يعني ابن زكريا - عن عبد الله - يعني ابن عثمان - عن أبي الطفيل ، عن ابن عباس ; أن رسول الله - ﷺ - لما نزل مر الظهران في عمرته ، بلغ أصحاب رسول الله - ﷺ - أن قريشا ( تقول ) : ما يتباعثون من العجف
فقال أصحابه : لو انتحرنا من ظهرنا ، فأكلنا من لحمه ، وحسونا من مرقه ، أصبحنا غدا حين ندخل على القوم وبنا جمامة
قال : " لا تفعلوا ، ولكن اجمعوا لي من أزوادكم "
فجمعوا له وبسطوا الأنطاع ، فأكلوا حتى تركوا وحثا كل واحد منهم في جرابه ، ثم أقبل رسول الله - ﷺ - حتى دخل المسجد ، وقعدت قريش نحو الحجر ، فاضطبع بردائه ، ثم قال : " لا يرى القوم فيكم غميرة " فاستلم الركن ثم رمل ، حتى إذا تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن الأسود ، فقالت قريش : ما ترضون بالمشي أما إنكم لتنقزون نقز الظباء ، ففعل ذلك ثلاثة أشواط ، فكانت سنة
قال أبو الطفيل : فأخبرني ابن عباس : أن رسول الله - ﷺ - فعل ذلك في حجة الوداع . وقال أحمد أيضا : حدثنا يونس ; حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قدم رسول الله - ﷺ - وأصحابه مكة ، وقد وهنتهم حمى يثرب ، ولقوا منها سوءا ، فقال المشركون : إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب ، ولقوا منها شرا ، وجلس المشركون من الناحية التي تلي الحجر ، فأطلع الله نبيه - ﷺ - على ما قالوا ، فأمر رسول الله - ﷺ - ( أصحابه ) أن يرملوا الأشواط الثلاثة ; ليرى المشركون جلدهم ، قال : فرملوا ثلاثة أشواط ، وأمرهم أن يمشوا بين الركنين حيث لا يراهم المشركون ، ولم يمنع النبي - ﷺ - أن يرملوا الأشواط كلها إلا إبقاء عليهم ، فقال المشركون : أهؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم ؟ هؤلاء أجلد من كذا وكذا . أخرجاه في الصحيحين من حديث حماد بن زيد ، به وفي لفظ : قدم النبي - ﷺ - وأصحابه صبيحة رابعة ، أي من ذي القعدة ، فقال المشركون : إنه يقدم عليكم وفد قد وهنتهم حمى يثرب ، فأمرهم النبي - ﷺ - أن يرملوا الأشواط الثلاثة ، ولم يمنعهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم . قال البخاري : وزاد ابن سلمة - يعني حماد بن سلمة - عن أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما قدم النبي - ﷺ - لعامه الذي استأمن قال : " ارملوا "
ليرى المشركون قوتهم ، والمشركون من قبل قعيقعان . وحدثنا محمد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : إنما سعى النبي - ﷺ - بالبيت وبالصفا والمروة ، ليرى المشركون قوته . ورواه في مواضع أخر ، ومسلم والنسائي ، من طرق ، عن سفيان بن عيينة ، به . وقال أيضا : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، سمع ابن أبي أوفى يقول : لما اعتمر رسول الله - ﷺ - سترناه من غلمان المشركين ومنهم ; أن يؤذوا رسول الله - ﷺ -
انفرد به البخاري دون مسلم . وقال البخاري أيضا : حدثنا محمد بن رافع ، حدثنا سريج بن النعمان ، حدثنا فليح ، وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم ، حدثنا أبي حدثنا فليح بن سليمان ، عن نافع ، عن ابن عمر ; أن رسول الله - ﷺ - خرج معتمرا ، فحال كفار قريش بينه وبين البيت ، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية ، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ، ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا ، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا
فاعتمر من العام المقبل ، فدخلها كما كان صالحهم ، فلما أن قام بها ثلاثا ، أمروه أن يخرج فخرج . وهو في صحيح مسلم أيضا . وقال البخاري أيضا : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : اعتمر النبي - ﷺ - في ذي القعدة ، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : " هذا ما قاضانا عليه محمد رسول الله "
قالوا : لا نقر بهذا ، ولو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ، ولكن أنت محمد بن عبد الله
قال : " أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله "
ثم قال لعلي بن أبي طالب : " امح : رسول الله "
قال : لا والله لا أمحوك أبدا
فأخذ رسول الله - ﷺ - الكتاب ، وليس يحسن يكتب ، فكتب : " هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله : لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب ، وألا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه ، وألا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها " فلما دخلها ومضى الأجل ، أتوا عليا فقالوا : قل لصاحبك : اخرج عنا فقد مضى الأجل ، فخرج النبي - ﷺ - فتبعته ابنة حمزة تنادي : يا عم ، يا عم
فتناولها علي فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة : دونك ابنة عمك فحملتها ، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر ، فقال علي : أنا أخذتها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها النبي - ﷺ - لخالتها ، وقال : " الخالة بمنزلة الأم " ، وقال لعلي : " أنت مني وأنا منك " وقال لجعفر : " أشبهت خلقي وخلقي " وقال لزيد : " أنت أخونا ومولانا " قال علي : ألا تتزوج ابنة حمزة ؟ قال : " إنها ابنة أخي من الرضاعة " انفرد به من هذا الوجه . وقوله : ( فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ) أي : فعلم الله تعالى من الخيرة والمصلحة في صرفكم عن مكة ودخولكم إليها عامكم ذلك ما لم تعلموا أنتم ، ( فجعل من دون ذلك ) أي : قبل دخولكم الذي وعدتم به في رؤيا النبي - ﷺ - ( فتحا قريبا ) : وهو الصلح الذي كان بينكم وبين أعدائكم من المشركين .

القول في تأويل قوله تعالى : لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) يقول تعالى ذكره: لقد صدق الله رسوله محمدا رؤياه التي أراها إياه أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين, لا يخافون أهل الشرك, مقصِّرا بعضهم رأسه, ومحلِّقا بعضهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) قال هو دخول محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم البيت والمؤمنون, محلقين رءوسهم ومقصرين. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) قال: أُرِيَ بالحُديبية أنه يدخل مكة وأصحابه محلقين, فقال أصحابه حين نحر بالحُديبية: أين رؤيا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ حدثنا بشر, قال ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) قال: رأى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه يطوف بالبيت وأصحابه, فصدّق الله رؤياه, فقال ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ )... حتى بلغ ( لا تَخَافُونَ ). حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) قال: أُري في المنام أنهم يدخلون المسجد الحرام, وأنهم آمنون محلِّقين رءوسهم ومقصِّرين. حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ). . إلى آخر الآية. قال: قال لهم النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إنّي قَدْ رأيْتُ أنَّكُمْ سَتَدْخُلُونَ المَسْجِدَ الحَرَام مُحَلِّقِينَ رُءوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ " فلما نـزل بالحُديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك, فقالوا: أين رؤياه؟ فقال الله ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) فقرأ حتى بلغ ( وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ ) إني لم أره يدخلها هذا العام, وليكوننّ ذلك ". حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ )... إلى قوله ( إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) لرؤيا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم التي أريها أنه سيدخل مكة آمنا لا يخاف, يقول: محلقين ومقصرين لا تخافون. وقوله ( فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا ) يقول تعالى ذكره: فعلم الله جلّ ثناؤه ما لم تعلموا, وذلك علمه تعالى ذكره بما بمكة من الرجال والنساء المؤمنين, الذين لم يعلمهم المؤمنون, ولو دخلوها في ذلك العام لوطئوهم بالخيل والرَّجل, فأصابتهم منهم معرّة بغير علم, فردّهم الله عن مكة من أجل ذلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا ) قال: ردّه لمكان من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات, وأخره ليدخل الله في رحمته من يشاء من يريد أن يهديه. وقوله ( فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) اختلف أهل التأويل في الفتح القريب, الذي جعله الله للمؤمنين دون دخولهم المسجد الحرام محلِّقين رءوسهم ومقصِّرين, فقال بعضهم: هو الصلح الذي جرى بين رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وبين مشركي قريش. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) قال: النحر بالحُديبية, ورجعوا فافتتحوا خيبر, ثم اعتمر بعد ذلك, فكان تصديق رؤياه في السنة القابلة. حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن الزهريّ, قوله ( فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) يعني: صلح الحُديبية, وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه, إنما كان القتال حيث التقى الناس; فلما كانت الهدنة وضعت الحرب, وأمن الناس كلهم بعضهم بعضا, فالتقَوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة, فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه, فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام مثل من كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر. حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق ( فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) قال: صلح الحُديبية. وقال آخرون: عنى بالفتح القريب في هذا الموضع: فتح خيبر. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) قال: خيبر حين رجعوا من الحُديبية, فتحها الله عليهم, فقسمها على أهل الحديبية كلهم إلا رجلا واحدا من الأنصار, يقال له: أبو دجانة سماك بن خرشة, كان قد شهد الحديبية وغاب عن خَيبر. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أنه جعل لرسوله والذين كانوا معه من أهل بيعة الرضوان فتحا قريبا من دون دخولهم المسجد &; 22-260 &; الحرام, ودون تصديقه رؤيا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وكان صلح الحُديبية وفتح خيبر دون ذلك, ولم يخصص الله تعالى ذكره خبره ذلك عن فتح من ذلك دون فتح, بل عمّ ذلك, وذلك كله فتح جعله الله من دون ذلك. والصواب أن يعمه كما عمه, فيقال: جعل الله من دون تصديقه رؤيا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بدخوله وأصحابه المسجد الحرام محلِّقين رءوسهم ومقصِّرين, لا يخافون المشركين صلح الحُديبية وفتح خيبر.

الآية 27 من سورة الفَتح باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (27) - Surat Al-Fath

Certainly has Allah showed to His Messenger the vision in truth. You will surely enter al-Masjid al-Haram, if Allah wills, in safety, with your heads shaved and [hair] shortened, not fearing [anyone]. He knew what you did not know and has arranged before that a conquest near [at hand]

الآية 27 من سورة الفَتح باللغة الروسية (Русский) - Строфа (27) - Сура Al-Fath

Воистину, Аллах показал Своему Посланнику правдивый сон (или Аллах доподлинно исполнит сон, который увидел Его Посланник). Вы непременно войдете в Заповедную мечеть, если пожелает Аллах, будучи в безопасности. Вы побреете головы и подстрижетесь, не испытывая страха. Он знал то, чего вы не знали, и предопределил перед этим близкую победу

الآية 27 من سورة الفَتح باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (27) - سوره الفَتح

فی الواقع اللہ نے اپنے رسول کو سچا خواب دکھا یا تھا جو ٹھیک ٹھیک حق کے مطابق تھا انشاءاللہ تم ضرور مسجد حرام میں پورے امن کے ساتھ داخل ہو گے، اپنے سر منڈواؤ گے اور بال ترشواؤ گے، اور تمہیں کوئی خوف نہ ہو گا وہ اُس بات کو جانتا تھا جسے تم نہ جانتے تھے اس لیے وہ خواب پورا ہونے سے پہلے اُس نے یہ قریبی فتح تم کو عطا فرما دی

الآية 27 من سورة الفَتح باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (27) - Ayet الفَتح

And olsun ki Allah, Peygamberinin rüyasının gerçek olduğunu tasdik eder. Ey inananlar! Siz, Allah dilerse, güven içinde, başlarınızı tıraş etmiş veya saçlarınızı kısaltmış olarak, korkmadan Mescidi Haram'a gireceksiniz. Allah, sizin bilmediğinizi bilir. Size, bundan başka, yakın zamanda bir zafer verecektir

الآية 27 من سورة الفَتح باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (27) - versículo الفَتح

Dios hará realidad la visión que tuvo Su Mensajero [en sueños] y ustedes entrarán en la Mezquita Sagrada, si Dios quiere, algunos con las cabezas rasuradas y otros con el cabello recortado, sin temer absolutamente nada. Dios sabe lo que ustedes ignoran. Él les concederá, además, una victoria cercana