(وَلَقَدْ كُنْتُمْ) الواو استئنافية اللام واقعة في جواب القسم قد حرف تحقيق كنتم كان واسمها (تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة خبر كنتم (مِنْ قَبْلِ) متعلقان بتمنون (أَنْ تَلْقَوْهُ) المصدر المؤول من الحرف المصدري والفعل في محل جر بالإضافة. (فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ) الفاء عاطفة رأيتموه فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) مبتدأ والجملة خبره وجملة (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) حالية.
هي الآية رقم (143) من سورة آل عِمران تقع في الصفحة (68) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (4) ، وهي الآية رقم (436) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
ولقد كنتم -أيها المؤمنون- قبل غزوة "أُحد" تتمنون لقاء العدو؛ لتنالوا شرف الجهاد والاستشهاد في سبيل الله الذي حَظِي به إخوانكم في غزوة "بدر"، فها هو ذا قد حصل لكم الذي تمنيتموه وطلبتموه، فدونكم فقاتلوا وصابروا.
(ولقد كنتم تمنون) فيه حذف إحدى التاءين في الأصل (الموت من قبل أن تلقوه) حيث قلتم ليت لنا يوما كيوم بدر لننال ما نال شهداؤه (فقد رأيتموه) أي سببه الحرب (وأنتم تنظرون) أي بصراء تتأملون الحال كيف هي فلم انهزمتم؟ ونزل في هزيمتهم لما أشيع أن النبي قتل وقال لهم المنافقون إن كان قتل فارجعوا إلى دينكم.
ثم وبخهم تعالى على عدم صبرهم بأمر كانوا يتمنونه ويودون حصوله، فقال: ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه ) وذلك أن كثيرا من الصحابة رضي الله عنهم ممن فاته بدر يتمنون أن يحضرهم الله مشهدا يبذلون فيه جهدهم، قال الله (تعالى) لهم: ( فقد رأيتموه ) أي: رأيتم ما تمنيتم بأعينكم ( وأنتم تنظرون ) فما بالكم وترك الصبر؟ هذه حالة لا تليق ولا تحسن، خصوصا لمن تمنى ذلك، وحصل له ما تمنى، فإن الواجب عليه بذل الجهد، واستفراغ الوسع في ذلك. وفي هذه الآية دليل على أنه لا يكره تمني الشهادة، ووجه الدلالة أن الله تعالى أقرهم على أمنيتهم، ولم ينكر عليهم، وإنما أنكر عليهم عدم العمل بمقتضاها، والله أعلم.
وقوله : ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ) أي : قد كنتم - أيها المؤمنون - قبل هذا اليوم تتمنون لقاء العدو وتتحرقون عليهم ، وتودون مناجزتهم ومصابرتهم ، فها قد حصل لكم الذي تمنيتموه وطلبتموه ، فدونكم فقاتلوا وصابروا . وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال : " لا تمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " . ولهذا قال : ( فقد رأيتموه ) يعني الموت شاهدتموه في لمعان السيوف وحد الأسنة واشتباك الرماح ، وصفوف الرجال للقتال . والمتكلمون يعبرون عن هذا بالتخييل ، وهو مشاهدة ما ليس بمحسوس كالمحسوس كما تتخيل الشاة صداقة الكبش وعداوة الذئب .
القول في تأويل قوله : وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " ولقد كنتم تمنون الموت "، ولقد كنتم، يا معشر أصحاب محمد =" تمنون الموت "، يعني أسبابَ الموت، وذلك: القتالُ =" فقد رأيتموه "، فقد رأيتم ما كنتم تمنونه - و " الهاء " في قوله " رأيتموه " عائدة على " الموت "، والمعنىُّ: (القتال) = (9) " وأنتم تنظرون "، يعني: قد رأيتموه بمرأى منكم ومنظر، أي بقرب منكم.
And you had certainly wished for martyrdom before you encountered it, and you have [now] seen it [before you] while you were looking on
Вы действительно желали смерти, пока не встретились с ней. Теперь вы увидели ее воочию
تم تو موت کی تمنائیں کر رہے تھے! مگر یہ اُس وقت کی بات تھی جب موت سامنے نہ آئی تھی، لو اب وہ تمہارے سامنے آ گئی اور تم نے اُسے آنکھوں دیکھ لیا
And olsun ki, ölümle karşılaşmadan önce onu temenni ediyordunuz; işte onu gözlerinizle bakarak gördünüz
Anhelaban la muerte antes de salir a su encuentro, y la vieron con sus propios ojos