(قُلْ) الجملة من فعل الأمر وفاعله مستأنفة (كُلٌّ) مبتدأ (مُتَرَبِّصٌ) خبر والجملة مقول القول (فَتَرَبَّصُوا) الفاء هي فاء الفصيحة تربصوا أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم تقديره إذا كان الأمر كذلك فتربصوا (فَسَتَعْلَمُونَ) الفاء استئنافية والمضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة مستأنفة (مَنْ) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ (أَصْحابُ) خبر من والجملة سدت مسد مفعولي فستعلمون (الصِّراطِ) مضاف إليه (السَّوِيِّ) صفة للصراط (وَمَنِ) الواو عاطفة ومن اسم استفهام في محل رفع مبتدأ (اهْتَدى) ماض فاعله مستتر والجملة في محل رفع خبر من وجملة (مَنِ اهْتَدى) معطوفة على من أصحاب.
هي الآية رقم (135) من سورة طه تقع في الصفحة (321) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (16) ، وهي الآية رقم (2483) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
مُتربّصٌ : مُنتظر مآله ، الصّراط السّويّ : الطّريق المستقيم
قل - أيها الرسول - لهؤلاء المشركين بالله: كل منا ومنكم منتظر دوائر الزمان، ولمن يكون النصر والفلاح، فانتظروا، فستعلمون: مَن أهل الطريق المستقيم، ومَن المهتدي للحق منا ومنكم؟
(قل) لهم (كل) منا ومنكم (متربص) منتظر ما يؤول إليه الأمر (فتربصوا فستعلمون) في القيامة (مَن أصحاب الصراط) الطريق (السويّ) المستقيم (ومن اهتدى) من الضلالة أنحن أم أنتم.
تفسير الآيات من 133 الى 135 :ـأي: قال المكذبون للرسول ﷺ: هلا يأتينا بآية من ربه؟ يعنون آيات الاقتراح كقولهم: ( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا* أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا* أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا )وهذا تعنت منهم وعناد وظلم، فإنهم، هم والرسول، بشر عبيد لله، فلا يليق منهم الاقتراح بحسب أهوائهم، وإنما الذي ينزلها ويختار منها ما يختار بحسب حكمته، هو الله.ولأن قولهم: ( لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ ) يقتضي أنه لم يأتهم بآية على صدقه، ولا بينة على حقه، وهذا كذب وافتراء، فإنه أتى من المعجزات الباهرات، والآيات القاهرات، ما يحصل ببعضه المقصود، ولهذا قال: ( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ ) إن كانوا صادقين في قولهم، وأنهم يطلبون الحق بدليله، ( بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ) أي: هذا القرآن العظيم، المصدق لما في الصحف الأولى، من التوراة والإنجيل، والكتب السابقة المطابق لها، المخبر بما أخبرت به، وتصديقه أيضا مذكور فيها، ومبشر بالرسول بها، وهذا كقوله تعالى: ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فالآيات تنفع المؤمنين، ويزداد بها إيمانهم وإيقانهم، وأما المعرضون عنها المعارضون لها، فلا يؤمنون بها، ولا ينتفعون بها، ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ* وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ )وإنما الفائدة في سوقها إليهم ومخاطبتهم بها، لتقوم عليهم حجة الله، ولئلا يقولوا حين ينزل بهم العذاب: ( لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ) بالعقوبة، فها قد جاءكم رسولي ومعه آياتي وبراهيني، فإن كنتم كما تقولون، فصدقوه.قل يا محمد مخاطبا للمكذبين لك الذين يقولون تربصوا به ريب المنون ( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ ) فتربصوا بي الموت، وأنا أتربص بكم العذاب ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) أي: الظفر أو الشهادة ( وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ) ( فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ ) أي: المستقيم، ( وَمَنِ اهْتَدَى ) بسلوكه، أنا أم أنتم؟ فإن صاحبه هو الفائز الراشد، الناجي المفلح، ومن حاد عنه خاسر خائب معذب، وقد علم أن الرسول هو الذي بهذه الحالة، وأعداؤه بخلافه، والله أعلم.
ثم قال تعالى ) قل ) أي : يا محمد لمن كذبك وخالفك واستمر على كفره وعناده ( كل متربص ) أي : منا ومنكم ( فتربصوا ) أي : فانتظروا ، ( فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ) أي : الطريق المستقيم ، ( ومن اهتدى ) إلى الحق وسبيل الرشاد ، وهذا كقوله تعالى ( وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ) ( الفرقان : 42 ) ، ( سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ) ( القمر : 26 ) . آخر تفسير سورة طه ، ولله الحمد والمنة .
القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد: كلكم أيها المشركون بالله متربص يقول: منتظر لمن يكون الفلاح، وإلى ما يئول أمري وأمركم متوقف ينتظر دوائر الزمان، فتربصوا يقول: فترقبوا وانتظروا، فستعلمون من أهل الطريق المستقيم المعتدل الذي لا اعوجاج فيه إذا جاء أمر الله وقامت القيامة، أنحن أم أنتم؟ ومن اهتدى يقول: وستعلمون حينئذ من المهتدي الذي هو على سنن الطريق القاصد غير الجائر عن قصده منا ومنكم ، وفي " مَن " من قوله ( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ ) ، والثانية من قوله (وَمَنِ اهْتَدَى) وجهان الرفع، وترك إعمال تعلمون فيهما، كما قال جلّ ثناؤه لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى والنصب على إعمال تعلمون فيهما، كما قال جلّ ثناؤه وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ .
Say, "Each [of us] is waiting; so wait. For you will know who are the companions of the sound path and who is guided
Скажи: «Все ждут, и вы подождите. Вы узнаете, кто идет прямой дорогой и следует прямым путем»
اے محمدؐ، ان سے کہو، ہر ایک انجام کار کے انتظار میں ہے، پس اب منتظر رہو، عنقریب تمہیں معلوم ہو جائے گا کہ کون سیدھی راہ چلنے والے ہیں اور کون ہدایت یافتہ ہیں
De ki: "Herkes gözlemektedir, siz de gözleyin. Şüphesiz düz yolun sahiplerinin kimler olduğunu ve kimlerin doğru yolda bulunduğunu bileceksiniz
Diles [¡oh, Mujámmad!]: "Todos esperan [saber qué ocurrirá]; sigan esperando, que ya sabrán quiénes están en el camino recto y siguen la guía