مشاركة ونشر

تفسير الآية الأولى (١) من سورة الإسرَاء

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الأولى من سورة الإسرَاء ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴿١

الأستماع الى الآية الأولى من سورة الإسرَاء

إعراب الآية 1 من سورة الإسرَاء

(سُبْحانَ) مفعول مطلق لفعل محذوف (الَّذِي) اسم موصول في محل جر بالإضافة والجملة مستأنفة (أَسْرى) ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وفاعله مستتر (بِعَبْدِهِ) متعلقان بأسرى والهاء مضاف إليه (لَيْلًا) ظرف زمان متعلق بأسرى (مِنَ الْمَسْجِدِ) متعلقان بأسرى (الْحَرامِ) صفة لمسجد (إِلَى الْمَسْجِدِ) متعلقان بأسرى (الْأَقْصَى) صفة والجملة صلة (الَّذِي) اسم موصول صفة ثانية (بارَكْنا) ماض وفاعله والجملة صلة (حَوْلَهُ) ظرف مكان متعلق بباركنا والهاء مضاف إليه (لِنُرِيَهُ) اللام للتعليل ونريه مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وهي وما بعدها في تأويل مصدر متعلقان بخبر لمبتدأ محذوف تقديره ذلك لنريه (مِنْ آياتِنا) متعلقان بنريه (إِنَّهُ) إن واسمها (هُوَ السَّمِيعُ) مبتدأ وخبر (الْبَصِيرُ) خبر ثان والجملة خبر إن

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (1) من سورة الإسرَاء تقع في الصفحة (282) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (15) ، وهي الآية رقم (2030) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم

مواضيع مرتبطة بالآية (18 موضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 1 من سورة الإسرَاء

سبحان الذي : تنزيها لله و تعجيبا من قدرته ، أسرى بعبده : جعَلَ البراق يسري به صلى الله عليه و سلم ، لِنُريه . . : لِنرفعه إلى السّماء فنُريه . .

الآية 1 من سورة الإسرَاء بدون تشكيل

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ﴿١

تفسير الآية 1 من سورة الإسرَاء

يمجِّد الله نفسه ويعظم شأنه، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، لا إله غيره، ولا رب سواه، فهو الذي أسرى بعبده محمد ﷺ زمنًا من الليل بجسده وروحه، يقظة لا منامًا، من المسجد الحرام بـ "مكة" إلى المسجد الأقصى بـ "بيت المقدس" الذي بارك الله حوله في الزروع والثمار وغير ذلك، وجعله محلا لكثير من الأنبياء؛ ليشاهد عجائب قدرة الله وأدلة وحدانيته. إن الله سبحانه وتعالى هو السميع لجميع الأصوات، البصير بكل مُبْصَر، فيعطي كُلا ما يستحقه في الدنيا والآخرة.

(سبحان) أي تنزيه (الذي أسرى بعبده) محمد ﷺ (ليلاً) نصب على الظرف والإسراء سير الليل وفائدة ذكره الإشارة بتنكيره إلى تقليل مدته (من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) بيت المقدس لبعده منه (الذي باركنا حوله) بالثمار والأنهار (لنريه من آياتنا) عجائب قدرتنا (إنه هو السميع البصير) أي العالم بأقوال النبي ﷺ وأفعاله فأنعم عليه بالإسراء المشتمل على اجتماعه بالأنبياء وعروجه إلى السماء، ورؤية عجائب الملكوت، ومناجاته له تعالى، فإنه ﷺ قال: "" أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي تربط فيها الأنبياء، ثم دخلت فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن، قال جبريل: أصبت الفطرة، قال: ثم عرج بي إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل قيل: من أنت قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بالخير، ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من أنت فقال: جبريل قيل: ومن معك قال: محمد قيل أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بالخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل فقيل: ومن معك قال: محمد فقيل: أو قد أرسل إليه قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت قال جبريل فقيل: ومن معك قال: محمد فقيل: أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت قال: جبريل فقيل: ومن معك قال: محمد فقيل: أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت فقال: جبريل فقيل: ومن معك قال: محمد فقيل: أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت فقال: جبريل قيل ومن معك فقال: محمد قيل: أو قد بعث إليه قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم فإذا هو مستند إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه; ثم ذهب إلى سدرة المنتهى فإذا أوراقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها قال: فأوحى الله إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال: فرجعت إلى ربي فقلت: أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى قال: ما فعلت فقلت قد حط عني خمسا قال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا خمسا حتى قال: يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب فإن عملها كتبت له سيئة واحدة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقلت:"قد رجعت إلى ربي حتى استحييت" رواه الشيخان واللفظ لمسلم وروى الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ"رأيت ربي عز وجل".

ينزه تعالى نفسه المقدسة ويعظمها لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها أن ( أَسْرَى بِعَبْدِهِ ) ورسوله محمد ﷺ ( مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) الذي هو أجل المساجد على الإطلاق ( إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) الذي هو من المساجد الفاضلة وهو محل الأنبياء.فأسري به في ليلة واحدة إلى مسافة بعيدة جدا ورجع في ليلته، وأراه الله من آياته ما ازداد به هدى وبصيرة وثباتا وفرقانا، وهذا من اعتنائه تعالى به ولطفه حيث يسره لليسرى في جميع أموره وخوله نعما فاق بها الأولين والآخرين، وظاهر الآية أن الإسراء كان في أول الليل وأنه من نفس المسجد الحرام، لكن ثبت في الصحيح أنه أسري به من بيت أم هانئ، فعلى هذا تكون الفضيلة في المسجد الحرام لسائر الحرم، فكله تضاعف فيه العبادة كتضاعفها في نفس المسجد، وأن الإسراء بروحه وجسده معا وإلا لم يكن في ذلك آية كبرى ومنقبة عظيمة.وقد تكاثرت الأحاديث الثابتة عن النبي ﷺ في الإسراء، وذكر تفاصيل ما رأى وأنه أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج به من هناك إلى السماوات حتى وصل إلى ما فوق السماوات العلى ورأى الجنة والنار، والأنبياء على مراتبهم وفرض عليه الصلوات خمسين، ثم ما زال يراجع ربه بإشارة موسى الكليم حتى صارت خمسا بالفعل، وخمسين بالأجر والثواب، وحاز من المفاخر تلك الليلة هو وأمته ما لا يعلم مقداره إلا الله عز وجل.وذكره هنا وفي مقام الإنزال للقرآن ومقام التحدي بصفة العبودية لأنه نال هذه المقامات الكبار بتكميله لعبودية ربه.وقوله: ( الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) أي: بكثرة الأشجار والأنهار والخصب الدائم.ومن بركته تفضيله على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد المدينة، وأنه يطلب شد الرحل إليه للعبادة والصلاة فيه وأن الله اختصه محلا لكثير من أنبيائه وأصفيائه.

( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) تفسير سورة الإسراء وهي مكية قال الإمام ( الحافظ المتقن أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ) البخاري : حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد ، سمعت ابن مسعود - رضي الله عنه - قال في بني إسرائيل والكهف ومريم : إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي . وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا حماد بن زيد ، عن مروان ، عن أبي لبابة ، سمعت عائشة تقول : كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول : ما يريد أن يفطر ، ويفطر حتى نقول : ما يريد أن يصوم ، وكان يقرأ كل ليلة " بني إسرائيل " ، و " الزمر " . ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) يمجد تعالى نفسه ، ويعظم شأنه ، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره ( الذي أسرى بعبده ) يعني محمدا ، صلوات الله وسلامه عليه ) ليلا ) أي في جنح الليل ( من المسجد الحرام ) وهو مسجد مكة ( إلى المسجد الأقصى ) وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء ، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل ؛ ولهذا جمعوا له هنالك كلهم ، فأمهم في محلتهم ، ودارهم ، فدل على أنه هو الإمام الأعظم ، والرئيس المقدم ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . وقوله : ( الذي باركنا حوله ) أي : في الزروع والثمار ) لنريه ) أي : محمدا ) من آياتنا ) أي : العظام كما قال تعالى : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) ( النجم : 18 ) . وسنذكر من ذلك ما وردت به السنة من الأحاديث عنه ، صلوات الله عليه وسلامه . وقوله : ( إنه هو السميع البصير ) أي : السميع لأقوال عباده ، مؤمنهم وكافرهم ، مصدقهم ومكذبهم ، البصير بهم فيعطي كلا ما يستحقه في الدنيا والآخرة . ذكر الأحاديث الواردة في الإسراء رواية أنس بن مالك : قال الإمام أبو عبد الله البخاري : حدثني عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان - هو ابن بلال - عن شريك بن عبد الله قال : سمعت أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول الله ﷺ من مسجد الكعبة : إنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم : أيهم هو ؟ فقال أوسطهم : هو خيرهم ، فقال آخرهم : خذوا خيرهم


فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه - وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم - فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم ، فتولاه منهم جبريل ، فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه ، فغسله من ماء زمزم ، بيده حتى أنقى جوفه ، ثم أتي بطست من ذهب فيه تور من ذهب محشوا إيمانا وحكمة ، فحشا به صدره ولغاديده - يعني عروق حلقه - ثم أطبقه
ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من أبوابها ، فناداه أهل السماء : من هذا ؟ فقال : جبريل
قالوا : ومن معك ؟ قال : معي محمد
قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم
قالوا : مرحبا به وأهلا به ، يستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم . ووجد في السماء الدنيا آدم ، فقال له جبريل : هذا أبوك آدم فسلم عليه ، فسلم عليه ، ورد عليه آدم فقال : مرحبا وأهلا بابني ، نعم الابن أنت ، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال : " ما هذان النهران يا جبريل ؟ " قال : هذا النيل والفرات عنصرهما ، ثم مضى به في السماء ، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ، فضرب يده فإذا هو مسك أذفر فقال : " ما هذا يا جبريل ؟ " قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك . ثم عرج إلى السماء الثانية ، فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى : من هذا ؟ قال : جبريل
قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم
قالوا : مرحبا وأهلا وسهلا . ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، فقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية
ثم عرج به إلى السماء الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك
ثم عرج به إلى السماء الخامسة ، فقالوا له مثل ذلك
ثم عرج به إلى السماء السادسة ، فقالوا له مثل ذلك
ثم عرج به إلى السماء السابعة ، فقالوا له مثل ذلك
كل سماء فيها أنبياء قد سماهم ، قد وعيت منهم إدريس في الثانية وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله
فقال موسى : " رب لم أظن أن يرفع علي أحد " ثم علا به فوق ذلك ، بما لا يعلمه إلا الله - عز وجل - حتى جاء سدرة المنتهى ، ودنا الجبار رب العزة فتدلى ، حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الله إليه فيما يوحي خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة
ثم هبط به حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال : " يا محمد ، ماذا عهد إليك ربك ؟ " قال : " عهد إلي خمسين صلاة كل يوم وليلة " قال : " إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم "
فالتفت النبي ﷺ إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار إليه جبريل : أن نعم ، إن شئت
فعلا به إلى الجبار تعالى ، فقال وهو في مكانه : " يا رب ، خفف عنا ، فإن أمتي لا تستطيع هذا " فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه ، فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات
ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال : " يا محمد ، والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا ، فضعفوا فتركوه ، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا وأسماعا ، فارجع فليخفف عنك ربك " كل ذلك يلتفت النبي ﷺ إلى جبريل ليشير عليه ، ولا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة فقال : " يا رب ، إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم فخفف عنا " فقال : الجبار : " يا محمد ، قال : " لبيك وسعديك " قال : إنه لا يبدل القول لدي ، كما فرضت عليك في أم الكتاب : " كل حسنة بعشر أمثالها ، فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك " ، فرجع إلى موسى فقال : " كيف فعلت ؟ " فقال : " خفف عنا ، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها " قال : موسى : " قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ، فارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضا "
قال رسول الله ﷺ : " يا موسى قد - والله - استحييت من ربي مما أختلف إليه " قال : " فاهبط باسم الله " ، فاستيقظ وهو في المسجد الحرام . هكذا ساقه البخاري في " كتاب التوحيد " ، ورواه في " صفة النبي ﷺ " ، عن إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه أبي بكر عبد الحميد ، عن سليمان بن بلال . ورواه مسلم ، عن هارون بن سعيد ، عن ابن وهب ، عن سليمان قال : " فزاد ونقص ، وقدم وأخر " . وهو كما قاله مسلم ، رحمه الله ، فإن شريك بن عبد الله بن أبي نمر اضطرب في هذا الحديث ، وساء حفظه ولم يضبطه ، كما سيأتي بيانه في الأحاديث الأخر . ومنهم من يجعل هذا مناما توطئة لما وقع بعد ذلك ، والله أعلم . ( وقال ) البيهقي : في حديث " شريك " زيادة تفرد بها ، على مذهب من زعم أنه ﷺ رأى ربه ، يعني قوله : " ثم دنا الجبار رب العزة فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى " قال : وقول عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في حملهم هذه الآيات على رؤيته جبريل - أصح . وهذا الذي قاله البيهقي هو الحق في هذه المسألة ، فإن أبا ذر قال : يا رسول الله ، هل رأيت ربك ؟ قال : " نور أنى أراه "
وفي رواية " رأيت نورا "
أخرجه مسلم ، رحمه الله . وقوله : ( ثم دنا فتدلى ) ( النجم : 8 ) ، إنما هو جبريل ، عليه السلام ، كما ثبت ذلك في الصحيحين ، عن عائشة أم المؤمنين ، وعن ابن مسعود ، وكذلك هو في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنهم ، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة في تفسير هذه الآية بهذا . وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال : " أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس ، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ، ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت
فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن ، فاخترت اللبن
قال جبريل : أصبت الفطرة " قال : " ثم عرج بي إلى السماء الدنيا ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل
فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد
قيل : وقد أرسل إليه ؟ ( قال : قد أرسل إليه )
ففتح لنا ، فإذا أنا بآدم ، فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل
فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد
فقيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه
ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى ، فرحبا بي ودعوا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل
فقيل : ومن معك ؟ فقال : محمد
فقيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه
ففتح لنا ، فإذا أنا ب يوسف ، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن ، فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل
فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد
فقيل : قد أرسل إليه ؟ قال : قد بعث إليه
ففتح الباب ، فإذا أنا ب إدريس ، فرحب ودعا لي بخير
ثم قال : يقول الله : ( ورفعناه مكانا عليا ) ( مريم : 57 ) . ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل
فقيل : ( و ) من معك ؟ فقال : محمد
فقيل : قد أرسل إليه ؟ قال : قد بعث إليه
ففتح لنا ، فإذا أنا ب هارون ، فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل
قيل ومن معك ؟ قال : محمد
فقيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه
ففتح لنا ، فإذا أنا ب موسى فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
فقيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه
ففتح لنا ، فإذا أنا ب إبراهيم ، وإذا هو مستند إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه . ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى ، فإذا ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال
فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت ، فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها
قال : " فأوحى الله إلي ما أوحى ، وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة ، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى "
قال : " ما فرض ربك على أمتك ؟ قال : " قلت : خمسين صلاة في كل يوم وليلة "
قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك ، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم "
قال : " فرجعت إلى ربي ، فقلت : أي رب ، خفف عن أمتي ، فحط عني خمسا
فرجعت إلى موسى فقال : ما فعلت ؟ قلت : قد حط عني خمسا "
قال : " إن أمتك لا تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك " قال : " فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ، ويحط عني خمسا خمسا حتى قال : يا محمد ، هي خمس صلوات في كل يوم وليلة ، بكل صلاة عشر ، فتلك خمسون صلاة ، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت ( له ) حسنة ، فإن عملها كتبت عشرا
ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة
فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك "
فقال رسول الله ﷺ : " لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت " . ورواه مسلم عن شيبان بن فروخ ، عن حماد بن سلمة بهذا السياق ، وهو أصح من سياق شريك . قال البيهقي : وفي هذا السياق دليل على أن المعراج كان ليلة أسري به - عليه الصلاة والسلام - من مكة إلى بيت المقدس
وهذا الذي قاله هو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية . وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ أتي بالبراق ليلة أسري به مسرجا ملجما ليركبه ، فاستصعب عليه ، فقال له جبريل : ما يحملك على هذا ؟ فوالله ما ركبك قط أكرم على الله منه
قال : فارفض عرقا . ورواه الترمذي عن إسحاق بن منصور ، عن عبد الرزاق ، وقال : غريب لا نعرفه إلا من حديثه . وقال أحمد أيضا : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، حدثني راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير ، عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ : " لما عرج بي ربي - عز وجل - مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم " . وأخرجه أبو داود ، من حديث صفوان بن عمرو ، به
ومن وجه آخر ليس فيه أنس ، فالله أعلم . وقال أيضا : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ : " مررت ليلة أسري بي على موسى ، عليه السلام ، قائما يصلي في قبره " . ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة ، عن سليمان بن طرخان التيمي وثابت البناني ، كلاهما عن أنس . قال النسائي : وهذا أصح من رواية من قال : سليمان عن ثابت ، عن أنس . وقال ( الحافظ ) أبو يعلى الموصلي في مسنده : حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد ، عن التيمي ، عن أنس قال : أخبرني بعض أصحاب النبي ﷺ : أن النبي ﷺ ليلة أسري به مر على موسى وهو يصلي في قبره . وقال أبو يعلى : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، حدثنا معتمر ، عن أبيه قال : سمعت أنسا : أن النبي ﷺ ليلة أسري به مر بموسى وهو يصلي في قبره - قال أنس : ذكر أنه حمل على البراق - فأوثق الدابة - أو قال : الفرس - قال أبو بكر : صفها لي
فقال رسول الله ﷺ ، وذكر كلمة فقال : أشهد أنك رسول الله ، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - قد رآها . وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو البزار في مسنده : حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا الحارث بن عبيد ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ : " بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل عليه السلام ، فوكز بين كتفي ، فقمت إلى شجرة فيها كوكري الطير ، فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ، ولو شئت أن أمس السماء لمسست ، فالتفت إلى جبريل ، عليه السلام ، كأنه حلس لاط فعرفت فضل علمه بالله علي ، وفتح لي باب من أبواب السماء فرأيت النور الأعظم ، وإذا دون الحجاب رفرف الدر والياقوت ، وأوحي إلي ما شاء الله أن يوحي " ثم قال : هذا الحديث لا نعلم رواه إلا أنس ، ولا نعلم رواه عن أبي عمران الجوني إلا الحارث بن عبيد ، وكان رجلا مشهورا من أهل البصرة . ورواه الحافظ البيهقي في " الدلائل " ، عن أبي بكر القاضي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن دحيم ، عن محمد بن الحسين بن أبي الحنين ، عن سعيد بن منصور ، فذكر بسنده مثله ، ثم قال : وقال غيره في هذا الحديث في آخره : " ولط دوني - أو قال : دون الحجاب - رفرف الدر والياقوت "
ثم قال : هكذا رواه الحارث بن عبيد
ورواه حماد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني ، عن محمد بن عمير بن عطارد : أن النبي ﷺ كان في ملإ من أصحابه ، فجاءه جبريل ، فنكت في ظهره فذهب به إلى الشجرة وفيها مثل وكري الطير ، فقعد في أحدهما وقعد جبريل في الآخر ، فنشأت بنا حتى بلغت الأفق ، فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها ، فدلي بسبب وهبط النور ، فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس ، فعرفت فضل خشيته على خشيتي
فأوحى إلي : نبيا ملكا أو نبيا عبدا ؟ وإلى الجنة ما أنت ؟ فأومأ إلي جبريل وهو مضطجع : أن تواضع
قال : قلت : لا
بل نبيا عبدا . قلت : وهذا إن صح يقتضي أنها واقعة غير ليلة الإسراء ، فإنه لم يذكر فيها بيت المقدس ، ولا الصعود إلى السماء ، فهي كائنة غير ما نحن فيه ، والله أعلم . وقال البزار أيضا : حدثنا عمرو بن عيسى ، حدثنا أبو بحر ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس - رضي الله عنه - أن محمدا ﷺ رأى ربه ، عز وجل ، هذا غريب . وقال أبو جعفر بن جرير : حدثنا يونس ، حدثنا عبد الله بن وهب ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن أنس بن مالك قال : لما جاء جبريل إلى رسول الله ﷺ بالبراق فكأنها أمرت ذنبها ، فقال لها جبريل : مه يا براق ، فوالله إن ركبك مثله
وسار رسول الله ﷺ ، فإذا هو بعجوز على جانب الطريق ، فقال : " ما هذه يا جبريل ؟ " قال : سر يا محمد
قال : فسار ما شاء الله أن يسير ، فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق يقول : هلم يا محمد فقال له جبريل : سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسير ، قال : فلقيه خلق من الخلق فقالوا : السلام عليك يا أول ، السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر ، فقال له جبريل : اردد السلام يا محمد
فرد السلام ، ثم لقيه الثانية فقال له مثل مقالته الأولى ، ثم الثالثة كذلك ، حتى انتهى إلى بيت المقدس
فعرض عليه الماء والخمر واللبن ، فتناول رسول الله ﷺ اللبن ، فقال له جبريل : أصبت الفطرة ، ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك ، ولو شربت الخمر لغويت ولغوت أمتك
ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء ، عليهم السلام ، فأمهم رسول الله ﷺ تلك الليلة
ثم قال له جبريل : أما العجوز التي رأيت على جانب الطريق ، فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز ، وأما الذي أراد أن تميل إليه ، فذاك عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه ، وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم وموسى وعيسى ، عليهم الصلاة والسلام . وهكذا رواه الحافظ البيهقي في " دلائل النبوة " من حديث ابن وهب ، وفي بعض ألفاظه نكارة وغرابة . طريق أخرى عن أنس بن مالك : وفيها غرابة ونكارة جدا ، وهي في سنن النسائي المجتبى ، ولم أرها في " الكبير " قال : أخبرنا عمرو بن هشام ، حدثنا مخلد - هو ابن الحسين - عن سعيد بن عبد العزيز ، حدثنا يزيد بن أبي مالك ، حدثنا أنس بن مالك : أن رسول الله ﷺ قال : " أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل ، خطوها عند منتهى طرفها ، فركبت ومعي جبريل عليه السلام فسرت فقال : انزل فصل
فصليت ، فقال : أتدري أين صليت ؟ ( صليت بطيبة وإليها المهاجر ، ثم قال : انزل فصل
فصليت ، فقال : أتدري أين صليت ؟ )
صليت بطور سيناء ، حيث كلم الله موسى ، ثم قال : انزل فصل
فصليت ، فقال : أتدري أين صليت
صليت ببيت لحم ، حيث ولد عيسى ، عليه السلام ، ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء عليهم السلام ، فقدمني جبريل حتى أممتهم ( ثم صعد بي إلى السماء الدنيا ، فإذا فيها آدم ، عليه السلام ) ثم صعد بي إلى السماء الثانية ، فإذا فيها ابنا الخالة : عيسى ويحيى ، عليهما السلام ، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة ، فإذا فيها يوسف عليه السلام
ثم صعد بي إلى السماء الرابعة ، فإذا فيها هارون ، عليه السلام
ثم صعد بي إلى السماء الخامسة ، فإذا فيها إدريس عليه السلام
ثم صعد بي إلى السماء السادسة ، فإذا فيها موسى ، عليه السلام
ثم صعد بي إلى السماء السابعة ، فإذا فيها إبراهيم عليه السلام ، ثم صعد بي فوق سبع سموات وأتيت سدرة المنتهى ، فغشيتني ضبابة فخررت ساجدا فقيل لي : إني يوم خلقت السموات والأرض ، فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وأمتك ( فرجعت إلى إبراهيم فلم يسألني ، عن شيء
ثم أتيت موسى فقال : كم فرض الله عليك وعلى أمتك ؟ )
قلت : خمسين صلاة
قال : فإنك لا تستطيع أن تقوم بها ، لا أنت ولا أمتك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجعت إلى ربي فخفف عني عشرا
ثم أتيت موسى فأمرني بالرجوع ، فرجعت فخفف عني عشرا ، ثم ردت إلى خمس صلوات ، قال : فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإنه فرض على بني إسرائيل صلاتين ، فما قاموا بهما
فرجعت إلى ربي - عز وجل - فسألته التخفيف ، فقال : إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فخمس بخمسين ، فقم بها أنت وأمتك
فعرفت أنها من الله عز وجل صرى فرجعت إلى موسى ، عليه السلام فقال : ارجع ، فعرفت أنها من الله صرى - يقول : أي حتم - فلم أرجع " . طريق أخرى : وقال ابن أبي حاتم : حدثني أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : لما كان ليلة أسري برسول الله ﷺ إلى بيت المقدس ، أتاه جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل ، حمله جبريل عليها ، ينتهي خفها حيث ينتهي طرفها
فلما بلغ بيت المقدس وبلغ المكان الذي يقال له : " باب محمد ﷺ " أتى إلى الحجر الذي ثمة ، فغمزه جبريل بأصبعه فثقبه ، ثم ربطها
ثم صعد فلما استويا في صرحة المسجد ، قال جبريل : يا محمد ، هل سألت ربك أن يريك الحور العين ؟ فقال : نعم
فقال : فانطلق إلى أولئك النسوة ، فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة ، قال : فأتيتهن فسلمت عليهن ، فرددن علي السلام ، فقلت : من أنتن ؟ فقلن : نحن خيرات حسان ، نساء قوم أبرار ، نقوا فلم يدرنوا ، وأقاموا فلم يظعنوا ، وخلدوا فلم يموتوا "
قال : " ثم انصرفت ، فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ، ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة "
قال : " فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا ، فأخذ بيدي جبريل عليه السلام ، فقدمني فصليت بهم
فلما انصرفت قال جبريل : يا محمد ، أتدري من صلى خلفك ؟ " قال : " قلت : لا
قال : صلى خلفك كل نبي بعثه الله عز وجل " . قال : " ثم أخذ بيدي جبريل فصعد بي إلى السماء ، فلما انتهينا إلى الباب استفتح فقالوا : من أنت ؟ قال : أنا جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم "
قال : " ففتحوا له وقالوا : مرحبا بك وبمن معك "
قال : " فلما استوى على ظهرها إذا فيها آدم ، فقال لي جبريل : يا محمد ، ألا تسلم على أبيك آدم ؟ " قال : " قلت : بلى
فأتيته فسلمت عليه ، فرد علي وقال : مرحبا بابني والنبي الصالح "
قال : " ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح ، قالوا : من أنت ؟ قال : جبريل
قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم " : " ففتحوا له وقالوا : مرحبا بك وبمن معك ، فإذا فيها عيسى وابن خالته يحيى عليهما السلام
قال : " ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح ، قالوا : من أنت ؟ قال : جبريل
قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم "
ففتحوا وقالوا : مرحبا بك وبمن معك ، فإذا فيها يوسف ، عليه السلام ، ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فاستفتح ، قالوا : من أنت ؟ قال : جبريل ؟ قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم
ففتحوا وقالوا : مرحبا بك وبمن معك
فإذا فيها إدريس عليه السلام "
قال : " فعرج بي إلى السماء الخامسة ، فاستفتح ، قالوا : من أنت ؟ قال : جبريل
قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم
قال : ففتحوا وقالوا : مرحبا بك وبمن معك فإذا فيها هارون ، عليه السلام "
قال : " ثم عرج بي إلى السماء السادسة فاستفتح ، قالوا : من أنت ؟ قال : جبريل
قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث ؟ قال : نعم
ففتحوا وقالوا : مرحبا بك وبمن معك ، فإذا فيها موسى ، عليه السلام
ثم عرج بي إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، فقالوا من أنت ؟ قال : جبريل
قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد
قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم
ففتحوا له وقالوا : مرحبا بك وبمن معك ، فإذا فيها إبراهيم ، عليه السلام
فقال جبريل : يا محمد ، ألا تسلم على أبيك إبراهيم ؟ قال : قلت : بلى
فأتيته فسلمت عليه ، فرد علي السلام وقال : مرحبا بك بابني والنبي الصالح . ثم انطلق بي على ظهر السماء السابعة ، حتى انتهى بي إلى نهر عليه خيام الياقوت واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير خضر أنعم طير رأيت
فقلت : يا جبريل ، إن هذا الطير لناعم قال : يا محمد ، آكله أنعم منه ثم قال : يا محمد ، أتدري : أي نهر هذا ؟ قال : " قلت : لا
قال : هذا الكوثر الذي أعطاك الله إياه
فإذا فيه آنية الذهب والفضة ، يجري على رصراض من الياقوت والزمرد ، ماؤه أشد بياضا من اللبن " قال : " فأخذت منه آنية من الذهب ، فاغترفت من ذلك الماء فشربت ، فإذا هو أحلى من العسل ، وأشد رائحة من المسك
ثم انطلق بي حتى انتهيت إلى الشجرة ، فغشيتني سحابة فيها من كل لون ، فرفضني جبريل ، وخررت ساجدا لله - عز وجل - فقال الله لي : يا محمد ، إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وأمتك "
قال : " ثم انجلت عني السحابة وأخذ بيدي جبريل ، فانصرفت سريعا فأتيت على إبراهيم فلم يقل لي شيئا ، ثم أتيت على موسى فقال : ما صنعت يا محمد ؟ فقلت : فرض ربي علي وعلى أمتي خمسين صلاة
قال : فلن تستطيعها أنت ولا أمتك ، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك
فرجعت سريعا حتى انتهيت إلى الشجرة ، فغشيتني السحابة ، ورفضني جبريل وخررت ساجدا وقلت : رب ، إنك فرضت علي وعلى أمتي خمسين صلاة ، ولن أستطيعها أنا ولا أمتي ، فخفف عنا
قال : قد وضعت عنكم عشرا
قال : ثم انجلت عني السحابة ، وأخذ بيدي جبريل وانصرفت سريعا حتى أتيت على إبراهيم فلم يقل لي شيئا ، ثم أتيت على موسى ، فقال لي : ما صنعت يا محمد ؟ فقلت : وضع ربي عني عشرا فقال : أربعون صلاة ! لن تستطيعها أنت ولا أمتك ، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنكم - فذكر الحديث كذلك إلى خمس صلوات ، وخمس بخمسين ثم أمره موسى أن يرجع فيسأل التخفيف ، فقلت : " إني قد استحييت منه تعالى " . قال : ثم انحدر ، فقال رسول الله ﷺ لجبريل : " ما لي لم آت على سماء إلا رحبوا بي وضحكوا إلي ، غير رجل واحد ، فسلمت عليه فرد علي السلام فرحب بي ولم يضحك إلي
قال : يا محمد ، ذاك مالك خازن جهنم لم يضحك منذ خلق ولو ضحك إلى أحد لضحك إليك " . قال : ثم ركب منصرفا ، فبينا هو في بعض طريقه مر بعير لقريش تحمل طعاما ، منها جمل عليه غرارتان : غرارة سوداء ، وغرارة بيضاء ، فلما حاذى بالعير نفرت منه واستدارت ، وصرع ذلك البعير وانكسر . ثم إنه مضى فأصبح ، فأخبر عما كان ، فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر فقالوا : يا أبا بكر ، هل لك في صاحبك ؟ يخبر أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ، ثم رجع في ليلته
فقال أبو بكر ، رضي الله عنه : إن كان قاله فقد صدق ، وإنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا ، نصدقه على خبر السماء . فقال المشركون لرسول الله ﷺ : ما علامة ما تقول ؟ قال : " مررت بعير لقريش ، وهي في مكان كذا وكذا ، فنفرت العير منا واستدارت ، ( وفيها بعير عليه ) غرارتان : غرارة سوداء ، وغرارة بيضاء ، فصرع فانكسر " . فلما قدمت العير سألوهم ، فأخبروهم الخبر على مثل ما حدثهم النبي ﷺ ومن ذلك سمي أبو بكر الصديق . وسألوه وقالوا : هل كان معك فيمن حضر موسى وعيسى ؟ قال : " نعم "
قالوا : فصفهم
قال : " نعم " ؛ أما موسى فرجل آدم ، كأنه من رجال أزد عمان ، وأما عيسى فرجل ربعة ، سبط ، تعلوه حمرة كأنما يتحادر من شعره الجمان " . هذا سياق فيه غرائب عجيبة . رواية أنس - رضي الله عنه - عن مالك بن صعصعة : قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك : أن مالك بن صعصعة حدثه : أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به ، قال : " بينما أنا في الحطيم - وربما قال قتادة : في الحجر - مضطجعا إذ أتاني آت " فجعل يقول لصاحبه الأوسط بين الثلاثة ، قال : " فأتاني فقد - وسمعت قتادة يقول : فشق - ما بين هذه إلى هذه "
وقال قتادة : فقلت للجارود وهو إلى جنبي : ما يعني ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته ، وقد سمعته يقول : من قصته إلى شعرته قال : " فاستخرج قلبي " قال : " فأتيت بطست من ذهب مملوء إيمانا وحكمة فغسل قلبي ثم حشي ، ثم أعيد
ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض " قال : فقال الجارود : وهو البراق يا أبا حمزة ؟ قال : نعم ، يقع خطوه عند أقصى طرفه
قال : " فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل ، عليه السلام ، حتى أتى بي إلى السماء الدنيا ، فاستفتح فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم
فقيل : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء " قال : " ففتح فلما خلصت ، فإذا فيها آدم ، عليه السلام ، فقال : هذا أبوك آدم ، فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الثانية ، فاستفتح فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم
قيل : مرحبا به ولنعم المجيء جاء " ، قال : " ففتح ، فلما خلصت ، فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة
قال : هذا يحيى وعيسى ، فسلم عليهما
قال : فسلمت فردا السلام ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم
قيل : مرحبا به ولنعم المجيء جاء "
قال : ففتح فلما خلصت ، فإذا يوسف ، عليه السلام ، قال : هذا يوسف قال : " فسلمت عليه ، فرد السلام ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة ، فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم
قيل : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء " قال : " ففتح فلما خلصت فإذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلم عليه "
قال : " فسلمت عليه
فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح " . قال : " ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم
قيل : مرحبا به ولنعم المجيء جاء "
قال : " ففتح ، فلما خلصت ، فإذا هارون ، عليه السلام ، قال : هذا هارون فسلم عليه
قال : فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ والنبي الصالح " . قال : " ثم صعد حتى أتى السماء السادسة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم
قيل : مرحبا به ولنعم المجيء جاء
ففتح ، فلما خلصت ، فإذا أنا بموسى ، قال : هذا موسى ، عليه السلام ، فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح "
قال : " فلما تجاوزته بكى
قيل له : ما يبكيك ؟ قال : أبكي ؛ لأن غلاما بعث بعدي ، يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي " . قال : " ثم صعد حتى أتى السماء السابعة فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم
قيل : مرحبا به ولنعم المجيء جاء "
قال : " ففتح ، فلما خلصت ، فإذا إبراهيم ، عليه السلام
فقال : هذا إبراهيم ، فسلم عليه "
قال : " فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح " . قال : ثم رفعت إلي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، فقال : هذه سدرة المنتهى "
قال : " وإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات " . قال : ثم رفع إلي البيت المعمور . قال قتادة : وحدثني الحسن ، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ أنه رأى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون فيه . ثم رجع إلى حديث أنس ( قال : " ثم ) أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل "
قال : " فأخذت اللبن ، قال : هذه الفطرة وأنت عليها وأمتك " . قال : " ثم فرضت الصلاة خمسين صلاة كل يوم "
قال : " فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، قال ما فرض ربك على أمتك ؟ " قال : " قلت خمسين صلاة كل يوم
قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة ، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، عن أمتك "
قال : " فرجعت فوضع عني عشرا ، قال : فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أمرت ؟ قلت : بأربعين صلاة كل يوم
قال : إن أمتك لا تستطيع أربعين صلاة كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك
قال : فرجعت فوضع عني عشرا أخر
فرجعت إلى موسى فقال : بم أمرت ؟ فقلت : أمرت بثلاثين صلاة
قال : إن أمتك لا تستطيع ثلاثين صلاة كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك "
قال : " فرجعت فوضع عني عشرا أخر ، فرجعت إلى موسى فقال : بم أمرت ؟ قلت : بعشرين صلاة كل يوم
فقال : إن أمتك لا تستطيع لعشرين صلاة كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك "
قال : " فرجعت فوضع عني عشرا أخر ، فرجعت إلى موسى فقال : بم أمرت ؟ فقلت : أمرت بعشر صلوات في كل يوم
فقال : إن أمتك لا تستطيع لعشر صلوات كل يوم ، وإني قد خبرت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك "
قال : " فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى فقال : بم أمرت ؟ فقلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم
فقال : إن أمتك لا تستطيع لخمس صلوات كل يوم وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك "
قال : " قلت : لقد سألت ربي ( عز وجل ) حتى استحييت ، ولكن أرضى وأسلم
فنفذت ، فناداني مناد : قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي " . وأخرجاه في الصحيحين من حديث قتادة ، بنحوه . " رواية أنس ، عن أبي ذر : قال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك قال : كان أبو ذر - رضي الله عنه - يحدث أن رسول الله ﷺ قال : " فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج ( صدري ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغه ) في صدري ، ثم أطبقه
ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ، فلما جئت إلى السماء ( الدنيا ) قال جبريل لخازن السماء : افتح
قال : من هذا ؟ قال : جبريل
قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد
قال : أرسل إليه ؟ قال : نعم
فلما فتح علونا السماء الدنيا وإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى
فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح
قلت : لجبريل : من هذا ؟ قال : هذا آدم
وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار
فإذا نظر ، عن يمينه ضحك ، وإذا نظر ، عن شماله بكى . " ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها : افتح
فقال له خازنها مثل ما قال له الأول ، ففتح "
قال أنس : فذكر أنه وجد في السموات آدم ، وإدريس ، وموسى ، وعيسى ، وإبراهيم ، ولم يثبت كيف منازلهم ، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السماء السادسة
قال أنس : فلما مر جبريل بالنبي ﷺ بإدريس قال : " مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
فقلت : من هذا ؟ فقال : هذا إدريس
ثم مررت بموسى فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
قلت : من هذا ؟ قال : موسى ثم مررت بعيسى فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
قلت : من هذا ؟ قال : عيسى ابن مريم
ثم مررت بإبراهيم فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح
قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم "
قال الزهري : فأخبرني ابن حزم : أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان : قال النبي ﷺ : " ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام "
قال ابن حزم وأنس بن مالك : قال رسول الله ﷺ : " ففرض الله على أمتي خمسين صلاة ، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى ، فقال : ما فرض الله على أمتك ؟ قلت : فرض خمسين صلاة
قال : فارجع إلى ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فرجعت ( فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى ، قلت : وضع شطرها
فقال : ارجع إلى ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك
فرجعت فوضع شطرها
فرجعت إليه فقال : ارجع إلى ربك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك
فراجعته )
فقال : هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي
فرجعت إلى موسى فقال : ارجع إلى ربك
قلت : قد استحييت من ربي
ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك " . هذا لفظ البخاري في " كتاب الصلاة " ورواه في ذكر بني إسرائيل ، وفي الحج وفي أحاديث الأنبياء من طرق أخر ، عن يونس به ، ورواه مسلم في صحيحه في " كتاب الإيمان " منه ، عن حرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس به نحوه . وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق قال : قلت لأبي ذر : لو رأيت رسول الله ﷺ لسألته
قال : وما كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله : هل رأى ربه ؟ فقال : إني قد سألته فقال : " إني قد رأيته نورا أنى أراه " . هكذا قد وقع في رواية الإمام أحمد وأخرجه مسلم في صحيحه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، [ عن أبي ذر قال : سألت رسول الله ﷺ هل رأيت ربك ؟ قال : " نور أني أراه " . وعن محمد بن بشار ، عن معاذ بن هشام ، حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ] قال : قلت لأبي ذر : لو رأيت رسول الله ﷺ لسألته
فقال : عن أي شيء كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله : هل رأيت ربك ؟ قال أبو ذر : قد سألت فقال : " رأيت نورا " . رواية أنس ، عن أبي بن كعب الأنصاري ، رضي الله عنه : قال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد بن المسيبي حدثنا أنس بن عياض ، عن يونس بن يزيد قال : قال ابن شهاب : قال أنس بن مالك : كان أبي بن كعب يحدث : أن رسول الله ﷺ قال : " فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغها في صدري ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء
فلما جاء السماء ( فافتتح فقال : من هذا ؟ قال : جبريل
قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد
قال : أرسل إليه ؟ قال : نعم ، فافتح
فلما علونا السماء الدنيا )
إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره ‌أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى قال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح "
قال : " قلت لجبريل : من هذا ؟ قال : هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فأهل اليمين هم أهل الجنة ، والأسودة التي عن شماله هم أهل النار
فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى " قال : " ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح
فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح له "
قال أنس : فذكر أنه وجد في السموات : آدم ، وإدريس ، وموسى ، وعيسى ، وإبراهيم ، ولم يثبت لي كيف منازلهم ؟ غير أنه ذكر أنه وجد آدم ، عليه السلام ، في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السماء السادسة
قال أنس : فلما مر جبريل عليه السلام ورسول الله ﷺ بإدريس قال : " مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح "
قال : " قلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا إدريس " ، قال : " ثم مررت ب موسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
فقلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى ، ثم مررت ب عيسى فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح
قلت : من هذا ؟
قال : هذا عيسى ابن مريم " قال : " ثم مررت ب إبراهيم فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح
قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم "
قال ابن شهاب : وأخبرني ابن حزم : أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان : قال رسول الله ﷺ : " ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام " قال ابن حزم وأنس بن مالك : قال رسول الله ﷺ : " فرض الله على أمتي خمسين صلاة " قال : " فرجعت بذلك حتى أمر على موسى ، فقال موسى : ماذا فرض ربك على أمتك ؟ قلت : فرض عليهم خمسين صلاة
فقال لي موسى : راجع ربك ؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك " قال : " فراجعت ربي فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال : ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فرجعت فقال : هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي "
قال : " فرجعت إلى موسى فقال : راجع ربك
فقلت قد استحييت من ربي " قال : " ثم انطلق بي حتى أتى سدرة المنتهى
قال : " فغشيها ألوان ما أدري ما هي ؟ " قال : " ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك " . هكذا رواه عبد الله بن ( الإمام ) أحمد في مسند أبيه
وليس هو في شيء من الكتب الستة ، وقد تقدم في الصحيحين من طريق يونس ، عن الزهري ، عن أبي ذر ، مثل هذا السياق سواء ، فالله أعلم . رواية بريدة بن الحصيب الأسلمي : قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا عبد الرحمن بن المتوكل ويعقوب بن إبراهيم - واللفظ له - قالا : حدثنا أبو نميلة ، أخبرنا الزبير بن جنادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله ﷺ : " لما كان ليلة أسري به قال : فأتى جبريل الصخرة التي ب بيت المقدس ، فوضع إصبعه فيها فخرقها فشد بها البراق " . ثم قال البزار : لا نعلم رواه عن الزبير بن جنادة إلا أبو نميلة ، ولا نعلم هذا الحديث ( يروى ) إلا عن بريدة
وقد رواه الترمذي في التفسير من جامعه ، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي به وقال : غريب . رواية جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه : قال الإمام أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب قال : قال أبو سلمة : سمعت جابر بن عبد الله يحدث : أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : " لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس ، قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه " . أخرجاه في الصحيحين من طرق ، عن الزهري به . وقال البيهقي : أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، حدثنا أبو العباس الأصم ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : إن رسول الله ﷺ حين انتهى إلى بيت المقدس ، لقي فيه إبراهيم وموسى وعيسى ، وإنه أتي بقدحين : قدح من لبن وقدح خمر ، فنظر إليهما ، ثم أخذ قدح اللبن
فقال جبريل : أصبت ، هديت للفطرة ، لو اخترت الخمر لغوت أمتك
ثم رجع رسول الله ﷺ إلى مكة ، فأخبر أنه أسري به ، فافتتن ناس كثير كانوا قد صلوا معه . قال ابن شهاب : قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : فتجهز - أو كلمة نحوها - ناس من قريش إلى أبي بكر فقالوا : هل لك في صاحبك ؟ يزعم أنه جاء إلى بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة ! فقال أبو بكر : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم
قال : فأشهد لئن كان قال ذلك لقد صدق
قالوا : فتصدقه بأن يأتي الشام في ليلة واحدة ثم يرجع إلى مكة قبل أن يصبح ؟ قال : نعم ، إني أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء
قال أبو سلمة : فبها سمي أبو بكر : الصديق . قال أبو سلمة : فسمعت جابر بن عبد الله يحدث أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : " ‌‌لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس ، قمت في الحجر ، فجلى الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه " . رواية حذيفة بن اليمان ، رضي الله عنه : قال الإمام أحمد : ثنا أبو النضر ، ثنا شيبان ، عن ‌عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال : أتيت على حذيفة بن اليمان وهو يحدث ، عن ليلة أسري ب محمد ﷺ ، وهو يقول : " فانطلقنا حتى أتينا بيت المقدس "
فلم يدخلاه
قال : قلت : بل دخله رسول الله ﷺ ليلتئذ وصلى فيه
قال : ما اسمك يا أصلع ؟ فإني أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك ؟ قال : قلت : أنا زر بن حبيش
قال : فما علمك بأن رسول الله ﷺ صلى فيه ليلتئذ ؟ قال : قلت : القرآن يخبرني بذلك
قال : من تكلم بالقرآن فلج ، اقرأ
قال : فقلت : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) قال : يا أصلع ، هل تجد " صلى فيه " ؟ قلت : لا
قال : والله ما صلى فيه رسول الله ﷺ ليلتئذ ، ولو صلى فيه لكتب عليكم صلاة فيه ، كما كتب عليكم صلاة في البيت العتيق ، والله ما زايلا البراق حتى فتحت لهما أبواب السماء ، فرأيا الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع ، ثم عادا عودهما على بدئهما
قال : ثم ضحك حتى رأيت نواجذه
قال : وتحدثوا أنه ربطه ، لا يفر منه ، وإنما سخره له عالم الغيب والشهادة
قلت : أبا عبد الله : أي دابة البراق ؟ قال : دابة أبيض طويل هكذا ، خطوه مد البصر . ورواه أبو داود الطيالسي ، عن حماد بن سلمة ، عن عاصم ، به
ورواه الترمذي والنسائي في التفسير من حديث عاصم - وهو ابن أبي النجود - به ، وقال الترمذي : حسن صحيح . وهذا الذي قاله حذيفة - رضي الله عنه - نفي ، وما أثبته غيره ، عن رسول الله ﷺ من ربط الدابة بالحلقة ومن الصلاة ب البيت المقدس ، مما سبق وما سيأتي مقدم على قوله ، والله أعلم بالصواب . رواية أبي سعيد - سعد بن مالك بن سنان الخدري : قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب " دلائل النبوة " : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أخبرنا أبو محمد راشد الحماني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ أنه قال له أصحابه : يا رسول الله ، أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها ، قال : قال الله عز وجل : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) قال : فأخبرهم فقال : " فبينا أنا نائم عشاء في المسجد الحرام ، إذ أتاني آت فأيقظني ، فاستيقظت فلم أر شيئا ، وإذا أنا بكهي

سبحان الذي أسرى بعبده القول في تأويل قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ) قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : يعني تعالى ذكره بقوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) تنزيها للذي أسرى بعبده وتبرئة له مما يقول فيه المشركون من أن له من خلقه شريكا , وأن له صاحبة وولدا , وعلوا له وتعظيما عما أضافوه إليه , ونسبوه من جهالاتهم وخطأ أقوالهم . وقد بينت فيما مضى قبل , أن قوله ( سبحان ) اسم وضع موضع المصدر , فنصب لوقوعه موقعه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وقد كان بعضهم يقول : نصب لأنه غير موصوف , وللعرب في التسبيح أماكن تستعمله فيها . فمنها الصلاة , كان كثير من أهل التأويل يتأولون قول الله : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) : 37 143 فلولا أنه كان من المصلين . ومنها الاستثناء , كان بعضهم يتأول قول الله تعالى : ( ألم أقل لكم لولا تسبحون ) : 68 28 لولا تستثنون , وزعم أن ذلك لغة لبعض أهل اليمن , ويستشهد لصحة تأويله ذلك بقوله : ( إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون ) 68 17 : 18 قال : ( قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ) 68 28 فذكرهم تركهم الاستثناء . ومنها النور , وكان بعضهم يتأول في الخبر الذي روي عن النبي ﷺ : " لولا ذلك لأحرقت سبحات وجهه ما أدركت من شيء " أنه عنى بقوله : سبحات وجهه : نور وجهه . وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : ( سبحان الذي أسرى بعبده ) قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 16613 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا الثوري , عن عثمان بن موهب , عن موسى بن طلحة , عن النبي ﷺ أنه سئل عن التسبيح أن يقول الإنسان : سبحان الله , قال : " إنزاه الله عن السوء " . 16614 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا عبدة بن سليمان , عن الحسن بن صالح , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قوله : سبحان الله : قال : إنكاف لله . وقد ذكرنا من الآثار في ذلك ما فيه الكفاية فيما مضى من كتابنا هذا قبل . والإسراء والسرى : سير الليل . فمن قال : أسرى , قال : يسري إسراء ; ومن قال : سرى , قال : يسري سرى , كما قال الشاعر : وليلة ذات دجى سريت ولم يلتني عن سراها ليت ويروى : ذات ندى سريت .ليلا ويعني بقوله : ( ليلا ) من الليل . وكذلك كان حذيفة بن اليمان يقرؤها . 16615 - حدثنا أبو كريب , قال : سمعت أبا بكر بن عياش ورجل يحدث عنده بحديث حين أسري بالنبي ﷺ فقال له : لا تجيء بمثل عاصم ولا زر , قال : قرأ حذيفة : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " وكذا قرأ عبد الله .من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وأما قوله : ( من المسجد الحرام ) فإنه اختلف فيه وفي معناه , فقال بعضهم : يعني من الحرم , وقال : الحرم كله مسجد . وقد بينا ذلك في غير موضع من كتابنا هذا . وقال : وقد ذكر لنا أن النبي ﷺ كان ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى كان نائما في بيت أم هانئ ابنة أبي طالب . ذكر من قال ذلك : 16616 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : ثنا محمد بن إسحاق , قال : ثني محمد بن السائب , عن أبي صالح بن باذام عن أم هانئ بنت أبي طالب , في مسرى النبي ﷺ , أنها كانت تقول : ما أسري برسول الله ﷺ إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة , فصلى العشاء الآخرة , ثم نام ونمنا , فلما كان قبيل الفجر , أهبنا رسول الله ﷺ , فلما صلى الصبح وصلينا معه قال : " يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت لهذا الوادي , ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه , ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين " . وقال آخرون : بل أسري به من المسجد , وفيه كان حين أسري به . ذكر من قال ذلك : 16617 - حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا محمد بن جعفر بن عدي , عن سعيد بن أبي عروبة , عن قتادة , عن أنس بن مالك , عن مالك بن صعصعة , وهو رجل من قومه قال : قال نبي الله ﷺ : " بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان , إذ سمعت قائلا يقول , أحد الثلاثة , فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم , فشرح صدري إلى كذا وكذا " قال قتادة : قلت : ما يعني به ؟ قال : إلى أسفل بطنه ; قال : " فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه , ثم حشي إيمانا وحكمة , ثم أتيت بدابة أبيض " , وفي رواية أخرى : " بدابة بيضاء يقال له البراق , فوق الحمار ودون البغل , يقع خطوه منتهى طرفه , فحملت عليه , ثم انطلقنا حتى أتينا إلى بيت المقدس فصليت فيه بالنبيين والمرسلين إماما , ثم عرج بي إلى السماء الدنيا " . ... فذكر الحديث . * - حدثنا ابن المثنى , قال : ثنا خالد بن الحارث , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , عن أنس بن مالك , عن مالك , يعني ابن صعصعة رجل من قومه , عن النبي ﷺ , نحوه . * - حدثنا ابن المثنى , قال : ثنا ابن أبي عدي , عن سعيد , عن قتادة , عن أنس بن مالك , عن مالك بن صعصعة رجل من قومه , قال : قال نبي الله ﷺ , ثم ذكر نحوه . 16618 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : قال محمد بن إسحاق : ثني عمرو بن عبد الرحمن , عن الحسن بن أبي الحسن , قال : قال رسول الله ﷺ : " بينا أنا نائم في الحجر جاءني جبريل فهمزني بقدمه , فجلست فلم أر شيئا , فعدت لمضجعي , فجاءني الثانية فهمزني بقدمه , فجلست فلم أر شيئا , فعدت لمضجعي , فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه , فجلست , فأخذ بعضدي فقمت معه , فخرج بي إلى باب المسجد , فإذا دابة بيضاء بين الحمار والبغل , له في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه , يضع يده في منتهى طرفه , فحملني عليه ثم خرج معي , لا يفوتني ولا أفوته " . 16619 - حدثنا الربيع بن سليمان , قال : أخبرنا ابن وهب , عن سليمان بن بلال , عن شريك بن أبي نمر , قال : سمعت أنسا يحدثنا عن ليلة المسرى برسول الله ﷺ من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام , فقال أولهم : أيهم هو ؟ قالا أوسطهم : هو خيرهم , فقال أحدهم : خذوا خيرهم , فكانت تلك الليلة , فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه - والنبي ﷺ تنام عيناه , ولا ينام قلبه . وكذلك الأنبياء تنام أعينهم , ولا تنام قلوبهم - فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم , فتولاه منهم جبرائيل عليه السلام , فشق ما بين نحره إلى لبته , حتى فرغ من صدره وجوفه , فغسله من ماء زمزم حتى أنقى جوفه , ثم أتي بطست من ذهب فيه تور محشو إيمانا وحكمة , فحشا به جوفه وصدره ولغاديده , ثم أطبقه ثم ركب البراق , فسار حتى أتى به إلى بيت المقدس فصلى فيه بالنبيين والمرسلين إماما , ثم عرج به إلى السماء الدنيا , فضرب بابا من أبوابها , فناداه أهل السماء : من هذا ؟ قال : هذا جبرائيل , قيل : من معك ؟ قال : محمد , قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم , قالوا : فمرحبا به وأهلا , فيستبشر به أهل السماء , لا يعلم أهل السماء بما يريد الله بأهل الأرض حتى يعلمهم , فوجد في السماء الدنيا آدم , فقال له جبرائيل : هذا أبوك , فسلم عليه , فرد عليه , فقال : مرحبا بك وأهلا يا بني , فنعم الابن أنت , ثم مضى به إلى السماء الثانية , فاستفتح جبرائيل بابا من أبوابها , فقيل : من هذا ؟ فقال : جبرائيل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم قد أرسل إليه , فقيل : مرحبا به وأهلا , ففتح لهما ; فلما صعد فيها فإذا هو بنهرين يجريان , فقال : ما هذان النهران يا جبرائيل ؟ قال : هذا النيل والفرات عنصرهما ; ثم عرج به إلى السماء الثالثة , فاستفتح جبرائيل بابا من أبوابها , فقيل : من هذا ؟ قال : جبرائيل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم قد بعث إليه , قيل : مرحبا به وأهلا , ففتح له فإذا هو بنهر عليه قباب وقصور من لؤلؤ وزبرجد وياقوت , وغير ذلك ما لا يعلمه إلا الله , فذهب يشم ترابه , فإذا هو مسك أذفر , فقال : يا جبرائيل ما هذا المهر ؟ قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك في الآخرة ; ثم عرج به إلى الرابعة , فقالوا به مثل ذلك ; ثم عرج به إلى الخامسة , فقالوا له مثل ذلك ; ثم عرج به إلى السادسة , فقالوا له مثل ذلك ; ثم عرج به إلى السابعة , فقالوا له مثل ذلك , وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم أنس , فوعيت منهم إدريس في الثانية , وهارون في الرابعة , وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه , وإبراهيم في السادسة , وموسى في السابعة بتفضيل كلامه الله , فقال موسى : رب لم أظن أن يرفع علي أحد ! ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله , حتى جاء سدرة المنتهى , ودنا باب الجبار رب العزة , فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى , فأوحى إلى عبده ما شاء , وأوحى الله فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة , ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه , فقال : يا محمد ماذا عهد إليك ربك ؟ قال : " عهد إلي خمسين صلاة على أمتي كل يوم وليلة " ; قال : إن أمتك لا تستطيع ذلك , فارجع فليخفف عنك وعنهم , فالتفت إلى جبرائيل كأنه يستشيره في ذلك , فأشار إليه أن نعم , فعاد به جبرائيل حتى أتى الجبار عز وجل وهو مكانه , فقال : " رب خفف عنا , فإن أمتي لا تستطيع هذا " , فوضع عنه عشر صلوات ; ثم رجع إلى موسى عليه السلام فاحتبسه , فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات , ثم احتبسه عند الخمس , فقال : يا محمد قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من هذه الخمس , فضعفوا وتركوه , فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبصارا وأسماعا , فارجع فليخفف عنك ربك , كل ذلك يلتفت إلى جبرائيل ليشير عليه , ولا يكره ذلك جبرائيل , فرفعه عند الخمس , فقال : " يا رب إن أمتي ضعاف أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم , فخفف عنا " , قال الجبار جل جلاله : يا محمد , قال : " لبيك وسعديك " , فقال : إني لا يبدل القول لدي كما كتبت عليك في أم الكتاب , ولك بكل حسنة عشر أمثالها , وهي خمسون في أم الكتاب , وهي خمس عليك ; فرجع إلى موسى , فقال : كيف فعلت ؟ فقال : " خفف عني , أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها " , قال : قد والله راودني بني إسرائيل على أدنى من هذا فتركوه فارجع فليخفف عنك أيضا , قال : " يا موسى قد والله استحييت من ربي مما أختلف إليه " , قال : فاهبط باسم الله , فاستيقظ وهو في المسجد الحرام . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب , أن يقال : إن الله عز وجل أخبر أنه أسرى بعبده من المسجد الحرام , والمسجد الحرام هو الذي يتعارفه الناس بينهم إذا ذكروه , وقوله : ( إلى المسجد الأقصى ) يعني : مسجد بيت المقدس , وقيل له : الأقصى , لأنه أبعد المساجد التي تزار , وينبغي في زيارته الفضل بعد المسجد الحرام . فتأويل الكلام تنزيها لله , وتبرئة له ما نحله المشركون من الإشراك والأنداد والصاحبة , وما يجل عنه جل جلاله , الذي سار بعبده ليلا من بيته الحرام إلى بيته الأقصى . ثم اختلف أهل العلم في صفة إسراء الله تبارك وتعالى بنبيه ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى , فقال بعضهم : أسرى الله بجسده , فسار به ليلا على البراق من بيته الحرام إلى بيته الأقصى حتى أتاه , فأراه ما شاء أن يريه من عجائب أمره وعبره وعظيم سلطانه , فجمعت له به الأنبياء , فصلى بهم هنالك , وعرج به إلى السماء حتى صعد به فوق السماوات السبع , وأوحى إليه هنالك ما شاء أن يوحي ثم رجع إلى المسجد الحرام من ليلته , فصلى به صلاة الصبح . ذكر من قال ذلك , وذكر بعض الروايات التي رويت عن رسول الله ﷺ بتصحيحه : 16620 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : أخبرني يونس بن يزيد , عن ابن شهاب , قال : أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله ﷺ أسري به على البراق , وهي دابة إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام , يقع حافرها موضع طرفها , قال : فمرت بعير من عيرات قريش بواد من تلك الأودية , فنفرت العير , وفيها بعير عليه غرارتان : سوداء , وزرقاء , حتى أتى رسول الله ﷺ إيلياء فأتي بقدحين : قدح خمر , وقدح لبن , فأخذ رسول الله ﷺ قدح اللبن , فقال له جبرائيل : هديت إلى الفطرة , لو أخذت قدح الخمر غوت أمتك . قال ابن شهاب : فأخبرني ابن المسيب أن رسول الله ﷺ لقي هناك إبراهيم وعيسى , فنعتهم رسول الله ﷺ , فقال : " فأما موسى فضرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة , وأما عيسى فرجل أحمر كأنما خرج من ديماس , فأشبه من رأيت به عروة بن مسعود الثقفي ; وأما إبراهيم فأنا أشبه ولده به " ; فلما رجع رسول الله ﷺ , حدث قريشا أنه أسري به . قال عبد الله : فارتد ناس كثير بعد ما أسلموا , قال أبو سلمة : فأتى أبو بكر الصديق , فقيل له : هل لك في صاحبك , يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس ثم رجع في ليلة واحدة , قال أبو بكر : أوقال ذلك ؟ قالوا : نعم , قال : فأشهد إن كان قال ذلك لقد صدق , قالوا : أفتشهد أنه جاء الشام في ليلة واحدة ؟ قال : إني أصدقه بأبعد من ذلك , أصدقه بخبر السماء . قال أبو سلمة : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول : " لما كذبتني قريش قمت فمثل الله لي بيت المقدس , فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه " . 16621 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري , عن أبيه , عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص , عن أنس بن مالك , قال : لما جاء جبرائيل عليه السلام بالبراق إلى رسول الله ﷺ , فكأنها ضربت بذنبها , فقال لها جبرائيل : مه يا براق , فوالله إن ركبك مثله ; فسار رسول الله ﷺ , فإذا هو بعجوز ناء عن الطريق : أي على جنب الطريق . قال أو جعفر : ينبغي أن يقال : نائية , ولكن أسقط منها التأنيث . فقال : " ما هذه يا جبرائيل ؟ " قال : سر يا محمد , فسار ما شاء الله أن يسير , فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق يقول : هلم يا محمد , قال جبرائيل : سر يا محمد , فسار ما شاء الله أن يسير ; قال : ثم لقيه خلق من الخلائق , فقال أحدهم : السلام عليك يا أول , والسلام عليك يا آخر , والسلام عليك يا حاشر , فقال له جبرائيل : اردد السلام يا محمد , قال : فرد السلام ; ثم لقيه الثاني , فقال له مثل مقالة الأولين حتى انتهى إلى بيت المقدس , فعرض عليه الماء واللبن والخمر , فتناول رسول الله ﷺ اللبن , فقال له جبرائيل : أصبت يا محمد الفطرة , ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك , ولو شربت الخمر لغويت وغوت أمتك . ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء , فأمهم رسول الله ﷺ تلك الليلة , ثم قال له جبرائيل : أما العجوز التي رأيت على جانب الطريق , فلم يبق من الدنيا إلا بقدر ما بقي من عمر تلك العجوز , وأما الذي أراد أن تميل إليه , فذاك عدو الله إبليس , أراد أن تميل إليه ; وأما الذين سلموا عليك , فذاك إبراهيم وموسى وعيسى . 16622 - حدثني علي بن سهل , قال : ثنا حجاج , قال : أخبرنا أبو جعفر الرازي , عن الربيع بن أنس , عن أبي العالية الرياحي , عن أبي هريرة أو غيره - شك أبو جعفر - في قول الله عز وجل : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله , لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) قال . جاء جبرائيل إلى النبي ﷺ ومعه ميكائيل , فقال جبرائيل لميكائيل : ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه , وأشرح له صدره , قال : فشق عن بطنه , فغسله ثلاث مرات , واختلف إليه ميكائيل بثلاث طسات من ماء زمزم , فشرح صدره , ونزع ما كان فيه من غل , وملأه حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلاما , وختم بين كتفيه بخاتم النبوة , ثم أتاه بفرس فحمل عليه كل خطوة منه منهى طرفه وأقصى بصره . قال : فسار وسار معه جبرائيل عليه السلام , فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم , كلما حصدوا عاد كما كان , فقال النبي ﷺ : " يا جبرائيل ما هذا ؟ " قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله , تضاعف لهم الحسنة بسبع مائة ضعف , وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ; ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر , كلما رضخت عادت كما كانت , لا يفتر عنهم من ذلك شيء , فقال : " ما هؤلاء يا جبرائيل ؟ " قال : هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة المكتوبة ; ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع , وعلى أدبارهم رقاع , يسرحون كما تسرح الإبل والغنم , ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها , قال : " ما هؤلاء يا جبرائيل ؟ " قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم , وما ظلمهم الله شيئا , وما الله بظلام للعبيد ; ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور , ولحم آخر نيء قذر خبيث , فجعلوا يأكلون من النيء , ويدعون النضيج الطيب , فقال : " ما هؤلاء يا جبرائيل ؟ " قال : هذا الرجل من أمتك , تكون عنده المرأة الحلال الطيب , فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح , والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا , فتأتي رجلا خبيثا , فتبيت معه حتى تصبح . قال : ثم أتى على خشبة في الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته , ولا شيء إلا خرقته , قال : " ما هذا يا جبرائيل ؟ " قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه . ثم قرأ : ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون ) 7 86 الآية . ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب عظيمة لا يستطيع حملها , وهو يزيد عليها , فقال : " ما هذا يا جبرائيل ؟ " قال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس لا يقدر على أدائها , وهو يزيد عليها , ويريد أن يحملها , فلا يستطيع ذلك ; ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد , كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء , قال : " ما هؤلاء يا جبرائيل ؟ " فقال : هؤلاء خطباء أمتك خطباء الفتنة يقولون ما لا يفعلون ; ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم , فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع , فقال : " ما هذا يا جبرائيل ؟ " قال : هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة , ثم يندم عليها , فلا يستطيع أن يردها ; ثم أتى على واد , فوجد ريحا طيبة باردة , وفيه ريح المسك , وسمع صوتا , فقال : " يا جبرائيل ما هذه الريح الطيبة الباردة وهذه الرائحة التي كريح المسك , وما هذا الصوت ؟ " قال : هذا صوت الجنة تقول : يا رب آتني ما وعدتني , فقد كثرت غرفي وإستبرقي وحريري وسندسي وعبقري , ولؤلئي ومرجاني , وفضتي وذهبي , وأكوابي وصحافي وأباريقي , وفواكهي ونخلي ورماني , ولبني وخمري , فآتني ما وعدتني , فقال : لك كل مسلم ومسلمة , ومؤمن ومؤمنة , ومن آمن بي وبرسلي , وعمل صالحا ولم يشرك بي , ولم يتخذ من دوني أندادا , ومن خشيني فهو آمن , ومن سألني أعطيته , ومن أقرضني جزيته , ومن توكل علي كفيته , إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد , وقد أفلح المؤمنون , وتبارك الله أحسن الخالقين , قالت : قد رضيت ; ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا , ووجد ريحا منتنة , فقال : وما هذه الريح يا جبرائيل وما هذا الصوت ؟ " قال : هذا صوت جهنم , تقول : يا رب آتني ما وعدتني , فقد كثرت سلاسلي وأغلالي , وسعيري وجحيمي , وضريعي وغساقي , وعذابي وعقابي , وقد بعد قعري واشتد حري , فآتني ما وعدتني , قال : لك كل مشرك ومشركة , وكافر وكافرة , وكل خبيث وخبيثة , وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب , قالت : قد رضيت ; قال : ثم سار حتى أتى بيت المقدس , فنزل فربط فرسه إلى صخرة , ثم دخل فصلى مع الملائكة ; فلما قضيت الصلاة . قالوا : يا جبرائيل من هذا معك ؟ قال : محمد , فقالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء ; قال : ثم لقي أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم , فقال إبراهيم : الحمد لله الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظيما , وجعلني أمة قانتا لله يؤتم بي , وأنقذني من النار , وجعلها علي بردا وسلاما ; ثم إن موسى أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي كلمني تكليما , وجعل هلاك آل فرعون ونجاة بني إسرائيل على يدي , وجعل من أمتي قوما يهدون بالحق وبه يعدلون ; ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربه , فقال : الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما وعلمني الزبور , وألان لي الحديد , وسخر لي الجبال يسبحن والطير , وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب ; ثم إن سليمان أثنى على ربه , فقال : الحمد لله الذي سخر لي الرياح , وسخر لي الشياطين , يعملون لي ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب , وقدور راسيات , وعلمني منطق الطير , وآتاني من كل شيء فضلا , وسخر لي جنود الشياطين والإنس والطير , وفضلني على كثير من عباده المؤمنين , وآتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي , وجعل ملكي ملكا طيبا ليس علي فيه حساب ; ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه , فقال : الحمد لله الذي جعلني كلمته وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب , ثم قال له : كن فيكون , وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل , وجعلني أخلق من الطين هيئة الطير , فأنفخ فيه , فيكون طيرا بإذن الله , وجعلني أبرئ الأكمة والأبرص , وأحيي الموتى بإذن الله , ورفعني وطهرني , وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم , فلم يكن للشيطان علينا سبيل ; قال : ثم إن محمدا ﷺ أثنى على ربه , فقال : " كلكم أثنى على ربه , وأنا مثن على ربي " , فقال : " الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين , وكافة للناس بشيرا ونذيرا , وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء , وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس , وجعل أمتي وسطا , وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون , وشرح لي صدري , ووضع عني وزري ورفع لي ذكري , وجعلني فاتحا خاتما " قال إبراهيم : بهذا فضلكم محمد - قال : أبو جعفر : وهو الرازي : خاتم النبوة , وفاتح بالشفاعة يوم القيامة - ثم أتى إليه بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها , فأتي بإناء منها فيه ماء , فقيل : اشرب , فشرب منه يسيرا ; ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن , فقيل له : اشرب , فشرب منه حتى روي ; ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر , فقيل له : اشرب , فقال : " لا أريده قد رويت " فقال له جبرائيل ﷺ : أما إنها ستحرم على أمتك , ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا القليل , ثم عرج به إلى سماء الدنيا , فاستفتح جبرائيل بابا من أبوابها , فقيل : من هذا ؟ قال : جبرائيل , قيل : ومن معك ؟ فقال : محمد , قالوا : أوقد أرسل إليه , قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء ; فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء , كما ينقص من خلق الناس , على يمينه باب يخرج منه ريح طيبة , وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة , إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر , وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن , فقلت : " يا جبرائيل من هذا الشيخ التام الخلق الذي لم ينقص من خلقه شيء , وما هذان البابان ؟ " قال : هذا أبوك آدم , وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة , إذا نظر إلى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر , والباب الذي عن شماله باب جهنم , إذا نظر إلى من يدخله من ذريته بكى وحزن ; ثم صعد به جبرائيل ﷺ إلى السماء الثانية فاستفتح , فقيل : من هذا ؟ قال : جبرائيل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد رسول الله , فقالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء , قال : فإذا هو بشابين , فقال : " يا جبرائيل من هذان الشبان ؟ " قال : هذا عيسى ابن مريم , ويحيى بن زكريا ابنا الخالة , قال : فصعد به إلى السماء الثالثة , فاستفتح , فقالوا : من هذا ؟ قال : جبرائيل , قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد , قالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء , قال : فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس كلهم في الحسن , كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , قال : " من هذا يا جبرائيل الذي فضل على الناس في الحسن ؟ " قال : هذا أخوك يوسف ; ثم صعد به إلى السماء الرابعة , فاستفتح , فقيل : من هذا ؟ قال جبرائيل , قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد , قالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء ; قال : فدخل , فإذا هو برجل , قال : " من هذا يا جبرائيل ؟ " قال : هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا . ثم صعد به إلى السماء الخامسة , فاستفتح جبرائيل , فقالوا : من هذا ؟ فقال : جبرائيل , قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد , قالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء ; ثم دخل فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم , قال : " من هذا يا جبرائيل ومن هؤلاء الذين حوله ؟ " قال : هذا هارون المحبب في قومه , وهؤلاء بنو إسرائيل ; ثم صعد به إلى السماء السادسة , فاستفتح جبرائيل , فقيل له : من هذا ؟ قال : جبرائيل , قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد , قالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء ; فإذا هو برجل جالس , فجاوزه , فبكى الرجل , فقال : " يا جبرائيل من هذا ؟ " قال : موسى , قال : " فما باله يبكي ؟ " قال : تزعم بنو إسرائيل أني أكرم بنى آدم على الله , وهذا رجل من بني آدم قد خلفني في دنيا , وأنا في أخرى , فلو أنه بنفسه لم أبال , ولكن مع كل نبي أمته ; ثم صعد به إلى السماء السابعة , فاستفتح جبرائيل , فقيل : من هذا ؟ قال : جبرائيل , قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد , قالوا : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة , فنعم الأخ ونعم الخليفة , ونعم المجيء جاء , قال : فدخل فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي , وعنده قوم جلوس بيض الوجوه , أمثال القراطيس , وقوم في ألوانهم شيء , فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء , فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه , فخرجوا وقد خلص , من ألوانهم شيء , ثم دخلوا نهرا آخر , فاغتسلوا فيه , فخرجوا وقد خلص , من ألوانهم شيء , ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه , فخرجوا وقد خلص , ألوانهم شيء , فصارت مثل ألوان أصحابهم , فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم , فقال : " يا جبرائيل من هذا الأشمط , ثم من هؤلاء البيض وجوههم , ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء , وما هذه الأنهار التي دخلوا , فجاءوا وقد صفت ألوانهم ؟ " قال : هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على الأرض , وأما هؤلاء البيض الوجوه : فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم , وأما هؤلاء الذين . في ألوانهم شيء , فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا , فتابوا , فتاب الله عليهم , وأما الأنهار : فأولها رحمة الله , وثانيها : نعمة الله , والثالث : سقاهم ربهم شرابا طهورا ; قال : ثم انتهى إلى السدرة , فقيل له : هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك , فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن , وأنهار من لبن لم يتغير طعمه , وأنهار من خمر لذة للشاربين , وأنهار من عسل مصفى , وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها , والورقة منها مغطية للأمة كلها , قال : فغشيها نور الخلاق عز وجل , وغشيتها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجرة , قال : فكلمه عند ذلك , فقال له : سل , فقال : " اتخذت إبراهيم خليلا , وأعطيته ملكا عظيما , وكلمت موسى تكليما , وأعطيت داود ملكا عظيما , وألنت له الحديد , وسخرت له الجبال , وأعطيت سليمان ملكا عظيما , وسخرت له الجن والإنس والشياطين , وسخرت له الرياح , وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده , وعلمت عيسى التوراة والإنجيل , وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص , ويحيي الموتى بإذن الله , وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم , فلم يكن للشيطان عليهما سبيل " . فقال له ربه : قد اتخذتك حبيبا وخليلا , وهو مكتوب في التوراة : حبيب الله ; وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا , وشرحت لك صدرك , ووضعت عنك وزرك , ورفعت لك ذكرك , فلا أذكر إلا ذكرت معي , وجعلت أمتك أمة وسطا , وجعلت أمتك هم الأولون والآخرون , وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة , حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي , وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم , وجعلتك أول النبيين خلقا , وآخرهم بعثا , وأولهم يقضى له , وأعطيتك سبعا من المثاني , لم يعطها نبي قبلك , وأعطيتك الكوثر , وأعطيتك ثمانية أسهم الإسلام والهجرة , والجهاد , والصدقة , والصلاة , وصوم رمضان , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , وجعلتك فاتحا وخاتما , فقال النبي ﷺ : " فضلني ربي بست : أعطاني فواتح الكلم وخواتيمه , وجوامع الحديث , وأرسلني إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا , وقذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر , وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي , وجعلت لي الأرض كلها طهورا ومسجدا , قال : وفرض علي خمسين صلاة " ; فلما رجع إلى موسى , قال : بم أمرت يا محمد , قال : " بخمسين صلاة " , قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف , فإن أمتك أضعف الأمم , فقد لقيت من بني إسرائيل شدة , قال : فرجع النبي ﷺ إلى ربه فسأله التخفيف , فوضع عنه عشرا , ثم رجع إلى موسى , فقال : بكم أمرت ؟ قال : " بأربعين " , قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف , فإن أمتك أضعف الأمم , وقد لقيت من بنى إسرائيل شدة , قال : فرجع إلى ربه , فسأله التخفيف , فوضع عنه عشرا , فرجع إلى موسى , فقال : بكم أمرت ؟ قال : " أمرت بثلاثين " , فقال له موسى : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف , فإن أمتك أضعف الأمم , وقد لقيت من بني إسرائيل شدة , قال : فرجع إلى ربه فسأله التخفيف , فوضع عنه عشرا , فرجع إلى موسى فقال : بكم أمرت ؟ قال : " بعشرين " , قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف , فإن أمتك أضعف الأمم , وقد لقيت من بني إسرائيل شدة , قال : فرجع إلى ربه فسأله التخفيف , فوضع عنه عشرا , فرجع إلى موسى , فقال : بكم أمرت ؟ قال : " بعشر " , قال : ارجع إلى ربك فاسأله التحفيف , فإن أمتك أضعف الأمم , وقد لقيت من بني إسرائيل شدة , قال : فرجع على حياء إلى ربه فسأله التخفيف , فوضع عنه خمسا , فرجع إلى موسى , فقال : بكم أمرت ؟ قال : " بخمس " , قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف , فإن أمتك أضعف الأم , وقد لقيت من بني إسرائيل شدة , قال : " قد رجعت إلى ربي حتى استحييت فما أنا راجع إليه " , فقيل له : أما إنك كما صبرت نفسك على خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة فإن كل حسنة بعشر أمثالها , قال : فرضي محمد ﷺ كل الرضا , فكان موسى أشدهم عليه حين مر به , وخيرهم له حين رجع إليه . * - حدثني محمد بن عبيد الله , قال : أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم , قال : ثنا أبو جعفر الرازي , عن الربيع بن أنس , عن أبي العالية أو غيره - شك أبو جعفر - عن أبي هريرة في قوله : ( سبحان الذي أسرى بعبده ) . ... إلى قوله : ( إنه هو السميع البصير ) قال : جاء جبرائيل إلى النبي ﷺ , فذكر نحو حديث علي بن سهل , عن حجاج , إلا أنه قال : جاء جبرائيل ومعه مكائيل , وقال فيه : وإذا بقوم يسرحون كما تسرح الأنعام يأكلون الضريع والزقوم , وقال في كل موضع قال علي : " ما هؤلاء " , " من هؤلاء يا جبرائيل " , وقال في موضع " تقرض ألسنتهم " " تقص ألسنتهم " , وقال أيضا في موضع قال علي فيه : " ونعم الخليفة " . قال في ذكر الخمر , فقال : " لا أريده قد رويت " , قال جبرائيل : قد أصبت الفطرة يا محمد , إنها ستحرم على أمتك , وقال في سدرة المنتهى أيضا : هذه السدرة المنتهى , إليها ينتهي كل أحد خلا على سبيلك من أمتك ; وقال أيضا في الورقة منها : " تظل الخلق كلهم , تغشاها الملائكة مثل الغربان حين يقعن على الشجرة , من حب الله عز وجل " وسائر الحديث مثل حديث علي . 16623 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال : ثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن أبي هارون العبدي , عن أبي سعيد الخدري ; وحدثني الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : ثنا معمر , قال : أخبرنا أبو هارون العبدي , عن أبي سعيد الخدري , واللفظ لحديث الحسن بن يحيى , في قوله : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) قال : ثنا النبي ﷺ عن ليلة أسري به فقال نبي الله ﷺ : " أتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل , له أذنان مضطربتان وهو البراق , وهو الذي كان تركبه الأنبياء قبلي , فركبته , فانطلق بي يضع يده عند منتهى بصره , فسمعت نداء عن يميني : يا محمد على رسلك أسألك , فمضيت ولم أعرج عليه ; ثم سمعت نداء عن شمالي : يا محمد على رسلك أسألك , فمضيت ولم أعرج عليه ; ثم استقبلت امرأة في الطريق , فرأيت عليها من كل زينة من زينة الدنيا رافعة يدها , تقول : يا محمد على رسلك أسألك , فمضيت ولم أعرج عليها , ثم أتيت بيت المقدس , أو قال المسجد الأقصى , فنزلت عن الدابة فأوثقتها بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها , ثم دخلت المسجد فصليت فيه , فقال له جبرائيل : ماذا رأيت في وجهك , فقلت : سمعت نداء عن يميني أن يا محمد على رسلك أسألك , فمضيت ولم أعرج عليه , قال : ذاك داعي اليهود , أما لو أنك وقفت عليه لتهودت أمتك , قال : ثم سمعت نداء عن يساري أن يا محمد على رسلك أسألك , فمضيت ولم أعرج عليه , قال : ذاك داعي النصارى , أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك , قلت : ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة من زينة الدنيا رافعة يدها تقول على رسلك , أسألك , فمضيت ولم أعرج عليها , قال : تلك الدنيا تزينت لك , أما إنك لو وقفت عليها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة , ثم أتيت بإناءين أحدهما فيه لبن , والآخر فيه خمر , فقيل لي : اشرب أيهما شئت , فأخذت اللبن فشربته , قال : أصبت الفطرة أو قال : أخذت الفطرة " . قال معمر : وأخبرني الزهري , عن ابن المسيب أنه قيل له : أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك . قال أبو هارون في حديث أبي سعيد : " ثم جيء بالمعراج الذي تعرج فيه أرواح بني آدم فإذا هو أحسن ما رأيت ألم تر إلى الميت كيف يحد بصره إليه فعرج بنا فيه حتى انتهينا إلى باب السماء الدنيا , فاستفتح جبرائيل , فقيل من هذا ؟ قال : جبرائيل ؟ قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , ففتحوا وسلموا علي , وإذا ملك موكل يحرس السماء يقال له إسماعيل , معه سبعون ألف ملك مع كل ملك منهم مائة ألف , ثم قرأ : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) 74 31 وإذا أنا برجل كهيئته يوم خلقه الله لم يتغير منه شيء , فإذا هو تعرض عليه أرواح ذريته , فإذا كانت روح مؤمن , قال : روح طيبة , وريح طيبة , اجعلوا كتابه في عليين ; وإذا كان روح كافر قال : روح خبيثة وريح خبيثة , اجعلوا كتابه في سجيل , فقلت : يا جبرائيل من هذا ؟ قال : أبوك آدم , فسلم علي ورحب بي ودعا لي بخير وقال : مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح , ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل , وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم , ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار يخرج من أسافلهم , قلت : يا جبرائيل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما . ثم نظرت فإذا أنا بقوم يحذى من جلودهم ويرد في أفواههم , ثم يقال : كلوا كما أكلتم , فإذا أكره ما خلق الله لهم ذلك , قلت : من هؤلاء يا جبرائيل ؟ قال : هؤلاء الهمازون اللمازون الذين يأكلون لحوم الناس , ويقعون في أعراضهم بالسب ; ثم نظرت فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم , وإذا حولهم جيف , فجعلوا يميلون على الجيف يأكلون منها ويدعون ذلك اللحم , قلت : من هؤلاء يا جبرائيل ؟ قال : هؤلاء الزناة عمدوا إلى ما حرم الله عليهم , وتركوا ما أحل الله لهم ; ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم بطون كأنها البيوت وهي على سابلة آل فرعون , فإذا مر بهم آل فرعون ثاروا , فيميل بأحدهم بطنه فيقع , فيتوطئوهم آل فرعون بأرجلهم , وهم يعرضون على النار غدوا وعشيا ; قلت : من هؤلاء يا جبرائيل ؟ قال : هؤلاء أكلة الربا , ربا في بطونهم , فمثلهم كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس ; ثم نظرت , فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن , ونساء منكسات بأرجلهن , قلت : من هؤلاء يا جبرائيل ؟ قال : هن اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن قال : ثم صعدنا إلى السماء الثانية , فإذا أنا بيوسف وحوله تبع من أمته , ووجهه كالقمر ليلة البدر , فسلم علي ورحب بي , ثم مضينا إلى السماء الثالثة , فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى , يشبه أحدهما صاحبه , ثيابهما وشعرهما , فسلما علي , ورحبا بي ; ثم مضينا إلى السماء الرابعة , فإذا أنا بإدريس , فسلم علي ورحب وقد قال الله : ( ورفعناه مكانا عاليا ) ; ثم مضينا إلى السماء الخامسة , فإذا أنا بهارون المحبب في قومه , حوله تبع كثير من أمته " فوصفه النبي ﷺ : " طويل اللحية تكاد لحيته تمس سرته , فسلم علي ورحب ; ثم مضينا إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران " فوصفه النبي ﷺ فقال : " كثير الشعر لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما ; قال موسى : تزعم الناس أني أكرم الخلق على الله , فهذا أكرم على الله مني , ولو كان وحده لم أكن أبالي , ولكن كل نبي ومن تبعه من أمته ; ثم مضينا إلى السماء السابعة , فإذا أنا بإبراهيم وهو جالس مسند ظهره إلى البيت المعمور فسلم علي وقال : مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح , فقيل : هذا مكانك ومكان أمتك , ثم تلا : ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا , والله ولي المؤمنين ) ; ثم دخلت البيت المعمور فصليت فيه , وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إلى يوم القيامة ; ثم نظرت فإذا أنا بشجرة إن كانت الورقة منها لمغطية هذه الأمة , فإذا في أصلها عين تجري قد تشعبت شعبتين , فقلت : ما هذا يا جبرائيل ؟ قال : أما هذا : فهو نهر الرحمة , وأما هذا : فهو الكوثر الذي أعطاكه الله , فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر , ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة , فإذا فيها ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر , وإذا فيها رمان كأنه جلود الإبل المقتبة , وإذا فيها طير كأنها البخت " فقال أبو بكر : إن تلك الطير لناعمة , قال : " أكلتها أنعم منها يا أبا بكر , وإني لأرجو أن تأكل منها , ورأيت فيها جارية , فسألتها : لمن أنت ؟ فقالت : لزيد بن حارثة " فبشر بها رسول الله ﷺ زيدا ; قال : " ثم إن الله أمرني بأمره , وفرض علي خمسين صلاة , فمررت على موسى , فقال : بم أمرك ربك ؟ قلت : فرض علي خمسين صلاة , قال : ارجع إلى ربك فأسأله التخفيف , فإن أمتك لن يقوموا بهذا , فرجعت إلى ربي فسألته فوضع عني عشرا , ثم رجعت إلى موسى , فلم أزل أرجع إلى ربي إذا مررت لموسى حتى فرض علي خمس صلوات , فقال موسى : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف , فقلت : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت " أو قال : " قلت : ما أنا براجع , فقيل لي : إن لك بهذه الخمس صلوات خمسين صلاة , الحسنة بعشر أمثالها , ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة , ومن عملها كتبت له عشرا , ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا , فإن عملها كتبت واحدة " . * - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن محمد بن إسحاق , قال : ثني روح بن القاسم , عن أبي هارون عمارة بن جوين العبدي , عن أبي سعيد الخدري ; وحدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : وثني أبو جعفر , عن أبي هارون , عن أبي سعيد , قال : سمعت النبي ﷺ يقول : " لما فرغت مما كان في بيت المقدس , أتي بالمعراج , ولم أر شيئا قط أحسن منه , وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر , فأصعدني صاحبي فيه حتى انتهى إلى باب من الأبواب يقال له باب الحفظة , عليه ملك يقال له إسماعيل , تحت يديه اثنا عشر ألف ملك , تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك " فقال رسول الله ﷺ حين حدث هذا الحديث : " ما يعلم جنود ربك إلا هو " ثم ذكر نحو حديث معمر , عن أبي هارون إلا أنه قال في حديثه : قال : " ثم دخل بي الجنة فرأيت فيها جارية , فسألتها لمن أنت ؟ وقد أعجبتني حين رأيتها , فقالت : لزيد بن حارثة " فبشر بها رسول الله ﷺ زيد بن حارثة ثم انتهى حديث ابن حميد عن سلمة إلى ههنا . * - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن الزهري , عن ابن المسيب , عن أبي هريرة , أن رسول الله ﷺ وصف لأصحابه ليلة أسري به إبراهيم وموسى وعيسى فقال : " أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم منه . وأما موسى فرجل آدم طوال جعد أقنى , كأنه من رجال شنوءة . وأما عيسى فرجل أحمر بين القصير والطويل سبط الشعر كثير خيلان الوجه , كأنه خرج من ديماس كأن رأسه يقطر ماء , وما به ماء , أشبه من رأيت به عروة بن مسعود " . * - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن محمد , عن الزهري , عن سعيد بن المسيب , عن رسول الله ﷺ بنحوه , ولم يقل عن أبي هريرة . 16624 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة , عن أنس , أن النبي ﷺ أتي بالبراق ليلة أسري به مسرجا ملجما ليركبه , فاستصعب عليه , فقال له جبرائيل : ما يحملك على هذا , فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله منه ! قال : فارفض عرقا . 16625 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , في قوله : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) أسري بنبي الله عشاء من مكة إلى بيت المقدس , فصلى نبي الله ﷺ فيه , فأراه الله من آياته وأمره بما شاء ليلة أسري به , ثم أصبح بمكة . ذكر لنا أن نبي الله ﷺ قال : " حملت على دابة يقال لها البراق , فوق الحمار ودون البغل , يضع حافره عند منتهى طرفه " فحدث نبي الله بذلك أهل مكة , فكذب به المشركون وأنكروه وقالوا : يا محمد تخبرنا أنك أتيت بيت المقدس , وأقبلت من ليلتك , ثم أصبحت عندنا بمكة , فما كنت تجيئنا به , وتأتي به قبل هذا اليوم مع هذا ! فصدقه أبو بكر , فسمي أبو بكر الصديق من أجل ذلك . 16626 - حدثنا ابن أبي الشوارب , قال : ثنا عبد الواحد بن زياد , قال : ثنا سليمان الشيباني , عن عبد الله بن شداد , قال : لما كان ليلة أسري برسول الله ﷺ أتي بدابة يقال لها البراق , دون البغل وفوق الحمار , تضع حافرها عند منتهى ظفرها ; فلما أتى بيت المقدس أتي بإناءين : إناء من لبن , وإناء من خمر , فشرب اللبن . قال : فقال له جبرائيل : هديت وهديت أمتك . وقال آخرون من قال : أسري بالنبي ﷺ إلى المسجد الأقصى بنفسه وجسمه أسرى به عليه السلام , غير أنه لم يدخل بيت المقدس , ولم يصل فيه , ولم ينزل عن البراق حتى رجع إلى مكة . ذكر من قال ذلك : 16627 - حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا يحيى بن سعيد القطان , قال : ثنا سفيان , قال : ثني عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش , عن حذيفة بن اليمان , أنه قال في هذه الآية : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) قال : لم يصل فيه رسول الله ﷺ , ولو صلى فيه لكتب عليكم الصلاة فيه , كما كتب عليكم الصلاة عند الكعبة . * - حدثنا أبو كريب , قال : سمعت أبا بكر بن عياش , ورجل يحدث عنده بحديث حين أسري بالنبي ﷺ , فقال له : لا تجيء بمثل عاصم ولا زر ; قال : قال حذيفة لزر بن حبيش ; قال : وكان زر رجلا شريفا من أشراف العرب , قال : قرأ حذيفة ( سبحان الذي أسرى بعبده من الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله , لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) وكذا قرأ عبد الله , قال : وهذا كما يقولون : إنه دخل المسجد فصلى فيه , ثم دخل فربط دابته , قال : قلت : والله قد دخله , قال : من أنت فإني أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك , قال : قلت : زر بن حبيش , قال : ما عملك هذا ؟ قال : قلت : من قبل القرآن , قال : من أخذ بالقرآن أفلح , قال : فقلت : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) قال : فنظر إلي فقال : يا أصلع , هل ترى دخله ؟ قال : قلت : لا والله , قال حذيفة : أجل والله الذي لا إله إلا هو ما دخله , ولو دخله لوجبت عليكم صلاة فيه , لا والله ما نزل عن البراق حتى رأى الجنة والنار , وما أعد الله في الآخرة أجمع ; وقال : تدري ما البراق ؟ قال : دابة دون البغل وفوق الحمار , خطوه مد البصر . وقال آخرون : بل أسري بروحه , ولم يسر بجسده . ذكر من قال ذلك : 16628 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن محمد بن إسحاق , قال : ثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أن معاوية بن أبي سفيان , كان إذا سئل عن مسرى رسول الله ﷺ قال : كانت رؤيا من الله صادقة . 16629 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن محمد , قال : ثني بعض آل أبي بكر , أن عائشة كانت تقول : ما فقد جسد رسول الله ﷺ , ولكن الله أسرى بروحه . 16630 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال ابن إسحاق : فلم ينكر ذلك من قولها الحسن أن هذه الآية نزلت ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) 17 60 ولقول الله في الخبر عن إبراهيم , إذ قال لابنه : ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ) 37 102 ثم مضى على ذلك , فعرفت أن الوحي يأتي بالأنبياء من الله أيقاظا ونياما , وكان رسول ﷺ يقول : " تنام عيني وقلبي يقظان " فالله أعلم أي ذلك كان قد جاءه وعاين فيه من أمر الله ما عاين على أي حالاته كان نائما أو يقظانا كل ذلك حق وصدق . والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن الله أسرى بعبده محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى , كما أخبر الله عباده , وكما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله ﷺ , أن الله حمله على البراق حين أتاه به , وصلى هنالك بمن صلى من الأنبياء والرسل , فأراه ما أراه من الآيات ; ولا معنى لقول من قال : أسري بروحه دون جسده , لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون ذلك دليلا على نبوته , ولا حجة له على رسالته , ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك , وكانوا يدفعون به عن صدقه فيه , إذ لم يكن منكرا عندهم , ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم أن يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة , فكيف ما هو على مسيرة شهر أو أقل ؟ وبعد , فإن الله إنما

الآية 1 من سورة الإسرَاء باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (1) - Surat Al-Isra

Exalted is He who took His Servant by night from al-Masjid al-Haram to al-Masjid al-Aqsa, whose surroundings We have blessed, to show him of Our signs. Indeed, He is the Hearing, the Seeing

الآية 1 من سورة الإسرَاء باللغة الروسية (Русский) - Строфа (1) - Сура Al-Isra

Пречист Тот, Кто перенес ночью Своего раба, чтобы показать ему некоторые из Наших знамений, из Заповедной мечети в мечеть аль-Акса, окрестностям которой Мы даровали благословение. Воистину, Он - Слышащий, Видящий

الآية 1 من سورة الإسرَاء باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (1) - سوره الإسرَاء

پاک ہے وہ جو لے گیا ایک رات اپنے بندے کو مسجد حرام سے دور کی اُس مسجد تک جس کے ماحول کو اس نے برکت دی ہے، تاکہ اسے اپنی کچھ نشانیوں کا مشاہدہ کرائے حقیقت میں وہی ہے سب کچھ سننے اور دیکھنے والا

الآية 1 من سورة الإسرَاء باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (1) - Ayet الإسرَاء

Kulunu (Muhammed'i) bir gece Mescidi Haram'dan (Mekke'den), kendisine bir kısım ayetlerimizi göstermek için, çevresini mübarek kıldığımız Mescidi Aksa'ya (Kudüs'e) götüren Allah'ın şanı yücedir. Doğrusu O, işitir ve görür

الآية 1 من سورة الإسرَاء باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (1) - versículo الإسرَاء

Glorificado sea Quien transportó a Su Siervo durante la noche, desde la mezquita sagrada a la mezquita lejana cuyos alrededores bendije, para mostrarle algunos de Mis signos. Él todo lo oye, todo lo ve