مشاركة ونشر

أنت تتصفح حالياً نسخة بسيطة، أضغط هنا للانتقال الى استخدام النسخة التفاعلية

تفسير الآية الخامسة (٥) من سورة القَدر

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الخامسة من سورة القَدر ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ﴿٥
تغير القارئ

متصفحك لا يدعم صوت HTML5

إعراب الآية 5 من سورة القَدر

(سَلامٌ هِيَ) خبر مقدم ومبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة (حَتَّى مَطْلَعِ) متعلقان بسلام (الْفَجْرِ) مضاف إليه.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (5) من سورة القَدر تقع في الصفحة (598) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (30) ، وهي الآية رقم (6130) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم

مواضيع مرتبطة بالآية (موضع واحد) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 5 من سورة القَدر

سلام هيَ : على أولياء الله و أهل طاعته

الآية 5 من سورة القَدر بدون تشكيل

سلام هي حتى مطلع الفجر ﴿٥

تفسير الآية 5 من سورة القَدر

هي أمن كلها، لا شرَّ فيها إلى مطلع الفجر.

(سلام هي) خبر مقدم ومبتدأ (حتى مطلع الفجر) بفتح اللام وكسرها إلى وقت طلوعه، جُعلت سلاما لكثرة السلام فيها من الملائكة لا تمر بمؤمن ولا مؤمنة إلا سلمت عليه.

( سَلَامٌ هِيَ } أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، ( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر .وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.ولهذا كان النبي ﷺ، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر [والله أعلم).

وقوله : ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) قال سعيد بن منصور : حدثنا هشيم ، عن أبي إسحاق عن الشعبي في قوله تعالى : ( من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ) قال : تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد ، حتى يطلع الفجر . وروى ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأ : " من كل امرئ سلام هي حتى مطلع الفجر " . وروى البيهقي في كتابه " فضائل الأوقات " عن علي أثرا غريبا في نزول الملائكة ، ومرورهم على المصلين ليلة القدر ، وحصول البركة للمصلين . وروى ابن أبي حاتم ، عن كعب الأحبار أثرا غريبا عجيبا مطولا جدا ، في تنزل الملائكة من سدرة المنتهى صحبة جبريل عليه السلام إلى الأرض ، ودعائهم للمؤمنين والمؤمنات . وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا عمران - يعني القطان - ، عن قتادة ، عن أبي ميمونة ، عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال في ليلة القدر : " إنها ليلة سابعة - أو : تاسعة - وعشرين ، وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى " . وقال الأعمش ، عن المنهال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله : ( من كل أمر سلام ) قال : لا يحدث فيها أمر . وقال قتادة وابن زيد في قوله : ( سلام هي ) يعني هي خير كلها ، ليس فيها شر إلى مطلع الفجر


ويؤيد هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد : حدثنا حيوة بن شريح ، حدثنا بقية ، حدثني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن عبادة بن الصامت : أن رسول الله ﷺ قال : " ليلة القدر في العشر البواقي ، من قامهن ابتغاء حسبتهن ، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وهي ليلة وتر : تسع أو سبع ، أو خامسة ، أو ثالثة ، أو آخر ليلة "
وقال رسول الله ﷺ : " إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة ، كأن فيها قمرا ساطعا ، ساكنة سجية ، لا برد فيها ولا حر ، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى تصبح
وأن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ " . وهذا إسناد حسن ، وفي المتن غرابة ، وفي بعض ألفاظه نكارة . وقال أبو داود الطيالسي ، حدثنا زمعة ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال في ليلة القدر : " ليلة سمحة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، وتصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء " . وروى ابن أبي عاصم النبيل بإسناده عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله ﷺ قال : " إني رأيت ليلة القدر فأنسيتها ، وهي في العشر الأواخر ، من لياليها ليلة طلقة بلجة ، لا حارة ولا باردة ، كأن فيها قمرا ، لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها " . فصل اختلف العلماء : هل كانت ليلة القدر في الأمم السالفة ، أو هي من خصائص هذه الأمة ؟ على قولين : قال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري : حدثنا مالك : أنه بلغه : أن رسول الله ﷺ أري أعمار الناس قبله - أو : ما شاء الله من ذلك - فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر ، فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر وقد أسند من وجه آخر
وهذا الذي قاله مالك يقتضي تخصيص هذه الأمة بليلة القدر ، وقد نقله صاحب " العدة " أحد أئمة الشافعية عن جمهور العلماء ، فالله أعلم
وحكى الخطابي عليه الإجماع ( ونقله الرافعي جازما به عن المذهب ) والذي دل عليه الحديث أنها كانت في الأمم الماضين كما هي في أمتنا . قال أحمد بن حنبل : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عكرمة بن عمار : حدثني أبو زميل سماك الحنفي : حدثني مالك بن مرثد بن عبد الله ، حدثني مرثد قال : سألت أبا ذر قلت : كيف سألت رسول الله ﷺ عن ليلة القدر ؟ قال : أنا كنت أسأل الناس عنها ، قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن ليلة القدر ، أفي رمضان هي أو في غيره ؟ قال : " بل هي في رمضان "
قلت : تكون مع الأنبياء ما كانوا ، فإذا قبضوا رفعت ؟ أم هي إلى يوم القيامة ؟ قال : " بل هي إلى يوم القيامة "
قلت : في أي رمضان هي ؟ قال : " التمسوها في العشر الأول ، والعشر الأواخر "
ثم حدث رسول الله ﷺ وحدث ، ثم اهتبلت غفلته قلت : في أي العشرين هي ؟ قال : " ابتغوها في العشر الأواخر ، لا تسألني عن شيء بعدها "
ثم حدث رسول الله ﷺ ، ثم اهتبلت غفلته فقلت : يا رسول الله ، أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشر هي ؟ فغضب علي غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته ، وقال : " التمسوها في السبع الأواخر ، لا تسألني عن شيء بعدها " . ورواه النسائي ، عن الفلاس ، عن يحيى بن سعيد القطان به . ففيه دلالة على ما ذكرناه ، وفيه أنها تكون باقية إلى يوم القيامة في كل سنة ( بعد النبي ﷺ ) لا كما زعمه بعض طوائف الشيعة من رفعها بالكلية ، على ما فهموه من الحديث الذي سنورده بعد من قوله ، عليه السلام : " فرفعت ، وعسى أن يكون خيرا لكم " ; لأن المراد رفع علم وقتها عينا
وفيه دلالة على أنها ليلة القدر يختص وقوعها بشهر رمضان من بين سائر الشهور ، لا كما روي عن ابن مسعود ، ومن تابعه من علماء أهل الكوفة ، من أنها توجد في جميع السنة ، وترجى في جميع الشهور على السواء . وقد ترجم أبو داود في سننه على هذا فقال : " باب بيان أن ليلة القدر في كل رمضان " : حدثنا حميد بن زنجويه النسائي ، أخبرنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، حدثني موسى بن عقبة ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عمر قال : سئل رسول الله ﷺ وأنا أسمع عن ليلة القدر ، فقال : " هي في كل رمضان " . وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا داود قال : رواه شعبة وسفيان ، عن أبي إسحاق فأوقفاه . وقد حكي عن أبي حنيفة ، رحمه الله ، رواية أنها ترجى في جميع شهر رمضان
وهو وجه ( حكاه ) الغزالي واستغربه الرافعي جدا . فصل ثم قد قيل : إنها في أول ليلة من شهر رمضان ، يحكى هذا عن أبي رزين
وقيل : إنها تقع ليلة سبع عشرة
وروى فيه أبو داود حديثا مرفوعا عن ابن مسعود
وروي موقوفا عليه ، وعلى زيد بن أرقم وعثمان بن أبي العاص . وهو قول عن محمد بن إدريس الشافعي ، ويحكى عن الحسن البصري
ووجهوه بأنها ليلة بدر ، وكانت ليلة جمعة هي السابعة عشر من شهر رمضان ، وفي صبيحتها كانت وقعة بدر ، وهو اليوم الذي قال الله تعالى فيه : ( يوم الفرقان ) ( الأنفال : 41 ) . وقيل : ليلة تسع عشرة ، يحكى عن علي وابن مسعود أيضا ، رضي الله عنهما
. وقيل : ليلة إحدى وعشرين ; لحديث أبي سعيد الخدري قال : اعتكف رسول الله ﷺ ( في ) العشر الأول من رمضان واعتكفنا معه ، فأتاه جبريل فقال : إن الذي تطلب أمامك
فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه ، فأتاه جبريل فقال : ( إن ) الذي تطلب أمامك
ثم قام النبي ﷺ خطيبا صبيحة عشرين من رمضان ، فقال : " من كان اعتكف معي فليرجع ، فإني رأيت ليلة القدر ، وإني أنسيتها ، وإنها في العشر الأواخر وفي وتر ، وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء "
وكان سقف المسجد جريدا من النخل ، وما نرى في السماء شيئا ، فجاءت قزعة فمطرنا ، فصلى بنا النبي ﷺ حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله ﷺ تصديق رؤياه
وفي لفظ : " في صبح إحدى وعشرين " أخرجاه في الصحيحين . قال الشافعي : وهذا الحديث أصح الروايات . وقيل : ليلة ثلاث وعشرين ; لحديث عبد الله بن أنيس في " صحيح مسلم " وهو قريب السياق من رواية أبي سعيد ، فالله أعلم . وقيل : ليلة أربع وعشرين ، قال أبو داود الطيالسي : حدثنا حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ; أن رسول الله ﷺ قال : " ليلة القدر ليلة أربع وعشرين " إسناده رجاله ثقات . وقال أحمد : حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن الصنابحي ، عن بلال قال : قال رسول الله ﷺ : " ليلة القدر ليلة أربع وعشرين " . ابن لهيعة ضعيف
وقد خالفه ما رواه البخاري ، عن أصبغ ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن أبي عبد الله الصنابحي قال : أخبرني بلال - مؤذن رسول الله ﷺ - أنها أول السبع من العشر الأواخر ، فهذا الموقوف أصح ، والله أعلم
وهكذا روي عن ابن مسعود وابن عباس وجابر والحسن وقتادة وعبد الله بن وهب : أنها ليلة أربع وعشرين
وقد تقدم في سورة " البقرة " حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا : " إن القرآن أنزل ليلة أربع وعشرين " . وقيل : تكون ليلة خمس وعشرين ; لما رواه البخاري ، عن عبد الله بن عباس : أن رسول الله ﷺ قال : " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى "
فسره كثيرون بليالي الأوتار ، وهو أظهر وأشهر
وحمله آخرون على الأشفاع كما رواه مسلم ، عن أبي سعيد ، أنه حمله على ذلك
والله أعلم . وقيل : إنها تكون ليلة سبع وعشرين ; لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب ، عن رسول الله ﷺ : " أنها ليلة سبع وعشرين " . قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان : سمعت عبدة وعاصما عن زر : سألت أبي بن كعب قلت : أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يقول : من يقم الحول يصب ليلة القدر
قال : يرحمه الله ، لقد علم أنها في شهر رمضان ، وأنها ليلة سبع وعشرين
ثم حلف
قلت : وكيف تعلمون ذلك ؟ قال : بالعلامة - أو : بالآية - التي أخبرنا بها ، تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها ، أعني الشمس . وقد رواه مسلم من طريق سفيان بن عيينة وشعبة والأوزاعي ، عن عبدة ، عن زر عن أبي فذكره ، وفيه : فقال : والله الذي لا إله إلا هو ، إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - والله إني لأعلم أي ليلة القدر هي التي أمرنا رسول الله ﷺ بقيامها ، هي ليلة سبع وعشرين ، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها . وفي الباب عن معاوية وابن عمر وابن عباس وغيرهم عن رسول الله ﷺ : أنها ليلة سبع وعشرين
وهو قول طائفة من السلف ، وهو الجادة من مذهب أحمد بن حنبل ، رحمه الله ، وهو رواية عن أبي حنيفة أيضا
وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن ، من قوله : ( هي ) لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة ، والله أعلم . وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن قتادة وعاصم : أنهما سمعا عكرمة يقول : قال ابن عباس : دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد ﷺ ، فسألهم عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر
قال ابن عباس : فقلت لعمر : إني لأعلم - أو : إني لأظن - أي ليلة القدر هي ؟ فقال عمر : أي ليلة هي ؟ ( فقلت ) سابعة تمضي - أو : سابعة تبقى - من العشر الأواخر
فقال عمر : ومن أين علمت ذلك ؟ قال ابن عباس : فقلت : خلق الله سبع سموات ، وسبع أرضين ، وسبعة أيام ، وإن الشهر يدور على سبع ، وخلق الإنسان من سبع ، ويأكل من سبع ، ويسجد على سبع ، والطواف بالبيت سبع ، ورمي الجمار سبع
.
لأشياء ذكرها
فقال عمر : لقد فطنت لأمر ما فطنا له
وكان قتادة يزيد عن ابن عباس في قوله : ويأكل من سبع ، قال : هو قول الله تعالى : ( فأنبتنا فيها حبا وعنبا ( وقضبا ) ) الآية ( عبس : 27 ، 28 ) . وهذا إسناد جيد قوي ، ونص غريب جدا ، والله أعلم . وقيل : إنها تكون في ليلة تسع وعشرين
قال أحمد بن حنبل : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا سعيد بن سلمة ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عمر بن عبد الرحمن ، عن عبادة بن الصامت : أنه سأل رسول الله ﷺ عن ليلة القدر ، فقال رسول الله ﷺ : " في رمضان ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، فإنها في وتر إحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ، أو سبع وعشرين ، ( أو تسع وعشرين ) أو في آخر ليلة " . وقال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن داود - وهو : أبو داود الطيالسي - ، حدثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن أبي ميمونة ، عن أبي هريرة
أن رسول الله ﷺ قال في ليلة القدر : " إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين ، وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى " . تفرد به أحمد وإسناده لا بأس به . وقيل : إنها تكون في آخر ليلة ، لما تقدم من هذا الحديث آنفا ، ولما رواه الترمذي والنسائي من حديث عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي بكرة ، أن رسول الله ﷺ قال : " في تسع يبقين ، أو سبع يبقين ، أو خمس يبقين ، أو ثلاث ، أو آخر ليلة "
يعني : التمسوا ليلة القدر . وقال الترمذي : حسن صحيح
وفي المسند من طريق أبي سلمة ، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ في ليلة القدر : " إنها آخر ليلة " . فصل قال ( الإمام ) الشافعي في هذه الروايات : صدرت من النبي ﷺ جوابا للسائل إذ قيل له : ألتمس ليلة القدر في الليلة الفلانية ؟ يقول : " نعم "
وإنما ليلة القدر ليلة معينة : لا تنتقل
نقله الترمذي عنه بمعناه
وروي عن أبي قلابة أنه قال : ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر . وهذا الذي حكاه عن أبي قلابة نص عليه مالك ، والثوري ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو ثور ، والمزني ، وأبو بكر بن خزيمة ، وغيرهم
وهو محكي عن الشافعي - نقله القاضي عنه ، وهو الأشبه - والله أعلم . وقد يستأنس لهذا القول بما ثبت في الصحيحين ، عن عبد الله بن عمر : أن رجالا من أصحاب النبي ﷺ أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان ، فقال رسول الله ﷺ : " أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " . وفيها أيضا عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله ﷺ قال : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " ولفظه للبخاري . ويحتج للشافعي أنها لا تنتقل ، وأنها معينة من الشهر ، بما رواه البخاري في صحيحه ، عن عبادة بن الصامت قال : خرج رسول الله ﷺ ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى رجلان من المسلمين ، فقال : " خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان ، فرفعت ، وعسى أن يكون خيرا لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة " . وجه الدلالة منه : أنها لو لم تكن معينة مستمرة التعيين ، لما حصل لهم العلم بعينها في كل سنة ، إذا لو كانت تنتقل لما علموا تعينها إلا ذلك العام فقط ، اللهم إلا أن يقال : إنه إنما خرج ليعلمهم بها تلك السنة فقط . وقوله : " فتلاحى فلان وفلان فرفعت " : فيه استئناس لما يقال : إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع ، وكما جاء في الحديث : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " . وقوله : " فرفعت " أي : رفع علم تعينها لكم ، لا أنها رفعت بالكلية من الوجود ، كما يقوله جهلة الشيعة ; لأنه قد قال بعد هذا : " فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة " . وقوله : " وعسى أن يكون خيرا لكم " يعني : عدم تعيينها لكم ، فإنها إذا كانت مبهمة اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها ، فكان أكثر للعبادة ، بخلاف ما إذا علموا عينها فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط
وإنما اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها ، ويكون الاجتهاد في العشر الأواخر أكثر
ولهذا كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، حتى توفاه الله عز وجل
ثم اعتكف أزواجه من بعده
أخرجاه من حديث عائشة . ولهما عن ابن عمر : كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان . وقالت عائشة : كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر ، أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وشد المئزر
أخرجاه . ولمسلم عنها كان رسول الله ﷺ يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره . وهذا معنى قولها : " وشد المئزر "
وقيل : المراد بذلك : اعتزال النساء
ويحتمل أن يكون كناية عن الأمرين ، لما رواه الإمام أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا أبو معشر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله ﷺ إذا بقي عشر من رمضان شد مئزره ، واعتزل نساءه
انفرد به أحمد . وقد حكي عن مالك رحمه الله ، أن جميع ليالي العشر في تطلب ليلة القدر على السواء ، لا يترجح منها ليلة على أخرى : رأيته في شرح الرافعي رحمه الله . والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات ، وفي شهر رمضان أكثر ، وفي العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره أكثر
والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء : " اللهم ، إنك عفو تحب العفو ، فاعف عني " ; لما رواه الإمام أحمد : حدثنا يزيد - هو ابن هارون - ، حدثنا الجريري - وهو سعيد بن إياس - ، عن عبد الله بن بريدة ، أن عائشة قالت : يا رسول الله ، إن وافقت ليلة القدر فما أدعو ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو ، فاعف عني " . وقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، من طريق كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم ، إنك عفو تحب العفو ، فاعف عني " . وهذا لفظ الترمذي ، ثم قال : " هذا حديث حسن صحيح "
وأخرجه الحاكم في مستدركه ، وقال : " هذا صحيح على شرط الشيخين " ورواه النسائي أيضا من طريق سفيان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن عائشة قالت : يا رسول الله ، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو ، فاعف عني " . ذكر أثر غريب ونبأ عجيب ، يتعلق بليلة القدر ، رواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم ، عند تفسير هذه السورة الكريمة فقال : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني ، حدثنا سيار بن حاتم ، حدثنا موسى بن سعيد - يعني الراسبي - ، عن هلال أبي جبلة ، عن أبي عبد السلام ، عن أبيه ، عن كعب أنه قال : إن سدرة المنتهى على حد السماء السابعة ، مما يلي الجنة ، فهي على حد هواء الدنيا وهواء الآخرة ، علوها في الجنة ، وعروقها وأغصانها من تحت الكرسي ، فيها ملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله عز وجل ، يعبدون الله عز وجل على أغصانها ، في كل موضع شعرة منها ملك
ومقام جبريل عليه السلام ، في وسطها ، فينادي الله جبريل أن ينزل في كل ليلة قدر مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهى ، وليس فيهم ملك إلا قد أعطي الرأفة والرحمة للمؤمنين ، فينزلون على جبريل في ليلة القدر ، حين تغرب الشمس ، فلا تبقى بقعة في ليلة القدر إلا وعليها ملك ، إما ساجد وإما قائم ، يدعو للمؤمنين والمؤمنات ، إلا أن تكون كنيسة أو بيعة ، أو بيت نار أو وثن ، أو بعض أماكنكم التي تطرحون فيها الخبث ، أو بيت فيه سكران ، أو بيت فيه مسكر ، أو بيت فيه وثن منصوب ، أو بيت فيه جرس معلق ، أو مبولة ، أو مكان فيه كساحة البيت ، فلا يزالون ليلتهم تلك يدعون للمؤمنين والمؤمنات ، وجبريل لا يدع أحدا من المؤمنين إلا صافحه ، وعلامة ذلك من اقشعر جلده ورق قلبه ودمعت عيناه ، فإن ذلك من مصافحة جبريل . وذكر كعب أنه من قال في ليلة القدر : " لا إله إلا الله " ، ثلاث مرات ، غفر الله له بواحدة ، ونجا من النار بواحدة ، وأدخله الجنة بواحدة
فقلنا لكعب الأحبار : يا أبا إسحاق ، صادقا ؟ فقال كعب وهل يقول : " لا إله إلا الله " في ليلة القدر إلا كل صادق ؟ والذي نفسي بيده ، إن ليلة القدر لتثقل على الكافر والمنافق ، حتى كأنها على ظهره جبل ، فلا تزال الملائكة هكذا حتى يطلع الفجر
فأول من يصعد جبريل حتى يكون في وجه الأفق الأعلى من الشمس ، فيبسط جناحيه - وله جناحان أخضران ، لا ينشرهما إلا في تلك الساعة - فتصير الشمس لا شعاع لها ، ثم يدعو ملكا فيصعد ، فيجتمع نور الملائكة ونور جناحي جبريل ، فلا تزال الشمس يومها ذلك متحيرة ، فيقيم جبريل ومن معه بين الأرض وبين السماء الدنيا يومهم ذلك ، في دعاء ورحمة واستغفار للمؤمنين والمؤمنات ، ولمن صام رمضان احتسابا ، ودعاء لمن حدث نفسه إن عاش إلى قابل صام رمضان لله
فإذا أمسوا دخلوا السماء الدنيا ، فيجلسون حلقا ( حلقا ) فتجتمع إليهم ملائكة سماء الدنيا ، فيسألونهم عن رجل رجل ، وعن امرأة امرأة فيحدثونهم حتى يقولوا : ماذا فعل فلان ؟ وكيف وجدتموه العام ؟ فيقولون : وجدنا فلانا عام أول في هذه الليلة متعبدا ووجدناه العام مبتدعا ، ووجدنا فلانا مبتدعا ووجدناه العام عابدا قال : فيكفون عن الاستغفار لذلك ، ويقبلون على الاستغفار لهذا ، ويقولون : وجدنا فلانا وفلانا يذكران الله ، ووجدنا فلانا راكعا ، وفلانا ساجدا ، ووجدناه تاليا لكتاب الله
قال : فهم كذلك يومهم وليلتهم ، حتى يصعدون إلى السماء الثانية ، ففي كل سماء يوم وليلة ، حتى ينتهوا مكانهم من سدرة المنتهى ، فتقول لهم سدرة المنتهى : يا سكاني ، حدثوني عن الناس وسموهم لي
فإن لي عليكم حقا ، وإني أحب من أحب الله
فذكر كعب الأحبار أنهم يعدون لها ، ويحكون لها الرجل والمرأة بأسمائهم وأسماء آبائهم
ثم تقبل الجنة على السدرة فتقول : أخبريني بما أخبرك سكانك من الملائكة
فتخبرها ، قال : فتقول الجنة : رحمة الله على فلان ، ورحمة الله على فلانة ، اللهم عجلهم إلي ، فيبلغ جبريل مكانه قبلهم ، فيلهمه الله فيقول : وجدت فلانا ساجدا فاغفر له
فيغفر له ، فيسمع جبريل جميع حملة العرش فيقولون : رحمة الله على فلان ، ورحمة الله على فلانة ، ومغفرته لفلان ، ويقول يا رب ، وجدت عبدك فلانا الذي وجدته عام أول على السنة والعبادة ، ووجدته العام قد أحدث حدثا وتولى عما أمر به
فيقول الله : يا جبريل ، إن تاب فأعتبني قبل أن يموت بثلاث ساعات غفرت له
فيقول جبريل : لك الحمد إلهي ، أنت أرحم من جميع خلقك ، وأنت أرحم بعبادك من عبادك بأنفسهم ، قال : فيرتج العرش وما حوله ، والحجب والسماوات ومن فيهن ، تقول : الحمد لله الرحيم ، الحمد لله الرحيم . قال : وذكر كعب أنه من صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان ألا يعصي الله ، دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب . آخر تفسير سورة " ليلة القدر " ( ولله الحمد والمنة ) .

وقوله: ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) سلام ليلة القدر من الشرّ كله من أوّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( سَلامٌ هِيَ ) قال: خير ( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) . حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ ) أي هي خير كلها إلى مطلع الفجر. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد ( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) قال: من كلّ أمر سلام. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: ( سَلامٌ هِيَ ) قال: ليس فيها شيء، هي خير كلها( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) . موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا عبد الحميد الحمانيّ، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الرحمن بن أبي لَيلى، في قوله: ( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ ) قال: لا يحدث فيها أمر. وعُنِي بقوله: ( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) : إلى مطلع الفجر. واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار، سوى يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي ( مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) بفتح اللام، بمعنى: حتى طلوع الفجر؛ تقول العرب: طلعت الشمس طلوعا ومطلعا. وقرأ ذلك يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي: ( حتى مَطْلِعِ الْفَجْرِ ) بكسر اللام، توجيها منهم ذلك إلى الاكتفاء بالاسم من المصدر، وهم ينوون بذلك المصدر. والصواب من القراءة في ذلك عندنا: فتح اللام لصحة معناه في العربية، وذلك أن المطلع بالفتح هو الطلوع، والمطلع بالكسر: هو الموضع الذي تطلع منه، ولا معنى للموضع الذي تطلع منه في هذا الموضع. آخر تفسير سورة القدر

الآية 5 من سورة القَدر باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (5) - Surat Al-Qadr

Peace it is until the emergence of dawn

الآية 5 من سورة القَدر باللغة الروسية (Русский) - Строфа (5) - Сура Al-Qadr

Она благополучна вплоть до наступления зари

الآية 5 من سورة القَدر باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (5) - سوره القَدر

وہ رات سراسر سلامتی ہے طلوع فجر تک

الآية 5 من سورة القَدر باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (5) - Ayet القَدر

O gece, tan yerinin ağarmasına kadar bir esenliktir

الآية 5 من سورة القَدر باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (5) - versículo القَدر

Es una noche de paz y seguridad hasta el comienzo del alba