مشاركة ونشر

تفسير الآية التسعين (٩٠) من سورة البَقَرَة

الأستماع وقراءة وتفسير الآية التسعين من سورة البَقَرَة ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴿٩٠

الأستماع الى الآية التسعين من سورة البَقَرَة

إعراب الآية 90 من سورة البَقَرَة

(بِئْسَمَا) بئس فعل ماض لإنشاء الذم وفاعله ضمير مستتر فيه دل عليه ما وما نكرة تامة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز أي بئس الشراء شراء (اشْتَرَوْا) فعل ماض وفاعله. (بِهِ) متعلقان باشتروا. (أَنْفُسَهُمْ) مفعول به. والجملة في محل نصب صفة. (أَنْ) حرف مصدري ونصب. (يَكْفُرُوا) فعل مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره جملة بئس. (بِما) الباء حرف جر ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. (أَنْزَلَ اللَّهُ) فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل (بَغْيًا) مفعول لأجله منصوب. (أَنْ) حرف مصدري ونصب. (يُنَزِّلَ) فعل مضارع منصوب والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر التقدير بغيا لتنزيل اللّه. (اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعله. (مِنْ فَضْلِهِ) متعلقان بينزل. (عَلى مَنْ) متعلقان بينزل. (يَشاءُ) فعل مضارع والفاعل هو والعائد محذوف وهو المفعول. (مِنْ عِبادِهِ) متعلقان بمحذوف حال من هذا المفعول أي بمن يشاؤهم من عباده. والجملة صلة الموصول. (فَباؤُ) الفاء حرف عطف، باءوا فعل ماض والواو فاعل. (بِغَضَبٍ) متعلقان بالفعل قبلهما. (عَلى غَضَبٍ) متعلقان بمحذوف صفة لغضب الأولى. والجملة معطوفة. (وَلِلْكافِرِينَ) الواو استئنافية، للكافرين اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. (عَذابٌ) مبتدأ مؤخر. (مُهِينٌ) صفة والجملة معطوفة.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (90) من سورة البَقَرَة تقع في الصفحة (14) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (1)

مواضيع مرتبطة بالآية (12 موضع) :

الآية 90 من سورة البَقَرَة بدون تشكيل

بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين ﴿٩٠

تفسير الآية 90 من سورة البَقَرَة

قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم؛ إذ استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا لإنزال الله من فضله القرآن على نبي الله ورسوله محمد ﷺ، فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد ﷺ، بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراة. وللجاحدين نبوَّة محمد ﷺ عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.

(بئسما اشتروا) باعوا (به أنفسهم) أي حظها من الثواب، وما: نكرة بمعنى شيئاً تمييز لفاعل بئس والمخصوص بالذم (أن يكفروا) أي كفرهم (بما أنزل الله) من القرآن (بغياً) مفعول له ليكفروا: أي حسداً على (أن ينزل الله) بالتخفيف والتشديد (من فضله) الوحي (على من يشاء) للرسالة (من عباده فباءوا) رجعوا (بغضب) من الله بكفرهم بما أنزل والتنكيرُ للتعظيم (على غضب) استحقوه من قبل بتضييع التوراة والكفر بعيسى (وللكافرين عذاب مُهين) ذو إهانة.

أي: ولما جاءهم كتاب من عند الله على يد أفضل الخلق وخاتم الأنبياء, المشتمل على تصديق ما معهم من التوراة, وقد علموا به, وتيقنوه حتى إنهم كانوا إذا وقع بينهم وبين المشركين في الجاهلية حروب, استنصروا بهذا النبي, وتوعدوهم بخروجه, وأنهم يقاتلون المشركين معه، فلما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا, كفروا به, بغيا وحسدا, أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فلعنهم الله, وغضب عليهم غضبا بعد غضب, لكثرة كفرهم وتوالى شكهم وشركهم. ( وللكافرين عذاب مهين ) أي: مؤلم موجع, وهو صلي الجحيم, وفوت النعيم المقيم، فبئس الحال حالهم, وبئس ما استعاضوا واستبدلوا من الإيمان بالله وكتبه ورسله, الكفر به, وبكتبه, وبرسله, مع علمهم وتيقنهم, فيكون أعظم لعذابهم.

قال مجاهد : ( بئسما اشتروا به أنفسهم ) يهود شروا الحق بالباطل ، وكتمان ما جاء به محمد ﷺ بأن يبينوه . وقال السدي : ( بئسما اشتروا به أنفسهم ) يقول : باعوا به أنفسهم ، يعني : بئسما اعتاضوا لأنفسهم ورضوا به ( وعدلوا إليه من الكفر بما أنزل الله على محمد ﷺ إلى تصديقه ومؤازرته ونصرته ) . وإنما حملهم على ذلك البغي والحسد والكراهية ( أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ) ولا حسد أعظم من هذا . قال ابن إسحاق عن محمد ، عن عكرمة أو سعيد ، عن ابن عباس : ( بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ) أي : إن الله جعله من غيرهم ( فباءوا بغضب على غضب ) قال ابن عباس : فالغضب على الغضب ، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم ، وغضب بكفرهم بهذا النبي الذي أحدث الله إليهم . قلت : ومعنى ( باءوا ) استوجبوا ، واستحقوا ، واستقروا بغضب على غضب


وقال أبو العالية : غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى ، ثم غضب عليهم بكفرهم بمحمد ، وبالقرآن عليهما السلام ، ( وعن عكرمة وقتادة مثله ) . قال السدي : أما الغضب الأول فهو حين غضب عليهم في العجل ، وأما الغضب الثاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمد ﷺ ( وعن ابن عباس مثله ) . وقوله : ( وللكافرين عذاب مهين ) لما كان كفرهم سببه البغي والحسد ، ومنشأ ذلك التكبر ، قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ( غافر : 60 ) ، ( أي : صاغرين حقيرين ذليلين راغمين ) . وقد قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ، حدثنا ابن عجلان ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي ﷺ قال : " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس ، يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم ، يقال له : بولس فيعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال : عصارة أهل النار " .

القول في تأويل قوله تعالى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا قال أبوجعفر ومعنى قوله جل ثناؤه: (بئس ما اشتروا به أنفسهم): ساء ما اشتروا به أنفسهم.


وأصل " بئس " " بَئِس " من " البؤس ", سكنت همزتها، ثم نقلت حركتها إلى " الباء ", كما قيل في" ظللت "" ظلت ", وكما قيل " للكبد "،" كِبْد " - فنقلت حركة " الباء " إلى " الكاف " لما سكنت " الباء ". وقد يحتمل أن تكون " بئس "، وإن كان أصلها " بَئِس "، من لغة الذين ينقلون حركة العين من " فعل " إلى الفاء، إذا كانت عين الفعل أحد حروف الحلق الستة, كما قالوا من " لعب " " لِعْب ", ومن " سئم "" سِئْم ", وذلك -فيما يقال- لغة فاشية في تميم. ثم جعلت دالة على الذم والتوبيخ، ووصلت بـ " ما ". واختلف أهل العربية في معنى " ما " التي مع " بئسما ". فقال بعض نحويي البصرة: هي وحدها اسم, و " أن يكفروا " تفسير له, (12) نحو: نعم رجلا زيد, و أَنْ يُنَـزِّلَ اللَّهُ بدل من " أنـزل الله ". وقال بعض نحويي الكوفة: معنى ذلك: بئس الشيء اشتروا به أنفسهم أن يكفروا, ف " ما " اسم " بئس ", و " أن يكفروا " الاسم الثاني. وزعم أن: " أن يكفروا " إن شئت جعلت " أن " في موضع رفع, وإن شئت في موضع خفض. (13) أما الرفع: فبئس الشيء هذا أن يفعلوه. وأما الخفض: فبئس الشيء اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنـزل الله بغيا. قال: وقوله: لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ (سورة المائدة: 80) كمثل ذلك. والعرب تجعل " ما " وحدها في هذا الباب، بمنـزلة الاسم التام، كقوله: فَنِعِمَّا هِيَ (سورة البقرة: 271)، و " بئسما أنت "، واستشهد لقوله ذلك برجز بعض الرجاز: لا تعجــلا فــي السـير وادْلُوهـا لبئســـــما بــــطءٌ ولا نرعاهــــا (14) قال أبو جعفر: والعرب تقول: لبئسما تزويج ولا مهر ", فيجعلون " ما " وحدها اسما بغير صلة. وقائل هذه المقالة لا يجيز أن يكون الذي يلي" بئس " معرفة مُوَقَّتَة، وخبره معرفة موقتة. وقد زعم أن " بئسما " بمنـزلة: بئس الشيء اشتروا به أنفسهم, فقد صارت " ما " بصلتها اسما موقتا، لأن " اشتروا " فعل ماض من صلة " ما "، في قول قائل هذه المقالة. وإذا وصلت بماض من الفعل، كانت معرفة موقتة معلومة، فيصير تأويل الكلام حينئذ: " بئس شراؤهم كفرهم ". وذلك عنده غير جائز: فقد تبين فساد هذا القول. (15) وكان آخر منهم يزعم أن " أن " في موضع خفض إن شئت, ورفع إن شئت. فأما الخفض: فأن ترده على " الهاء " التي في،" به " على التكرير على كلامين. كأنك قلت: اشتروا أنفسهم بالكفر. وأما الرفع: فأن يكون مكرورا على موضع " ما " التي تلي" بئس ". (16) قال: ولا يجوز أن يكون رفعا على قولك: " بئس الرجل عبد الله. (17) وقال بعضهم: " بئسما " شيء واحد يرافع ما بعده (18) كما حكي عن العرب: " بئسما تزويج ولا مهر " فرافع " تزويج "" بئسما ", (19) كما يقال: " بئسما زيد, وبئس ما عمرو ", فيكون " بئسما " رفعا بما عاد عليها من " الهاء ". كأنك قلت: بئس شيء الشيء اشتروا به أنفسهم, وتكون " أن " مترجمة عن " بئسما ". (20)
وأولى هذه الأقوال بالصواب، قول من جعل " بئسما " مرفوعا بالراجع من " الهاء " في قوله: (اشتروا به)، كما رفعوا ذلك بـ " عبد الله " إذ قالوا: " بئسما عبد الله ", وجعل " أن يكفروا " مترجمة عن " بئسما ". (21) فيكون معنى الكلام حينئذ: بئس الشيء باع اليهود به أنفسهم، كفرهم بما أنـزل الله بغيا وحسدا أن ينـزل الله من فضله. وتكون أَنْ التي في قوله: أَنْ يُنَـزِّلَ اللَّهُ , في موضع نصب. لأنه يعني به " أن يكفروا بما أنـزل الله ": من أجل أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده. موضع أَنْ جزاء. (22) وكان بعض أهل العربية من الكوفيين يزعم أن أَنْ في موضع خفض بنية " الباء ". وإنما اخترنا فيها النصب لتمام الخبر قبلها, ولا خافض معها يخفضها. والحرف الخافض لا يخفض مضمرا.
وأما قوله: (اشتروا به أنفسهم)، فإنه يعني به: باعوا أنفسهم كما:- 1534 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (بئسما اشتروا به أنفسهم)، يقول: باعوا أنفسهم " أن يكفروا بما أنـزل الله بغيا ". 1535 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسن قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال مجاهد: (بئسما اشتروا به أنفسهم)، يهود، شروا الحق بالباطل، وكتمان ما جاء به محمد ﷺ بأن يبينوه. (23) قال أبو جعفر: والعرب تقول: " شريته "، بمعنى بعته. و " اشتروا "، في هذا الموضع،" افتعلوا " من " شريت ". وكلام العرب -فيما بلغنا- أن يقولوا: " شريت " بمعنى: بعت, و " اشتريت " بمعنى: ابتعت. وقيل: إنما سمي" الشاري"،" شاريا "، لأنه باع نفسه ودنياه بآخرته. (24) ومن ذلك قول يزيد بن مفرغ الحميري: وشــــريت بـــردا ليتنـــي مـــن قبـــل بــرد كــنت هامــة (25) ومنه قول المسيب بن علس: يعطـــى بهــا ثمنــا فيمنعهــا ويقــــول صاحبهــــا ألا تشـــري? (26) يعني به: بعت بردا. وربما استعمل " اشتريت " بمعنى: بعت, و " شريت " في معنى: " ابتعت ". والكلام المستفيض فيهم هو ما وصفت.
وأما معنى قوله: (بغيا)، فإنه يعني به: تعديا وحسدا، كما:- 1536 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد عن قتادة: (بغيا)، قال: أي حسدا, وهم اليهود. 1537 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (بغيا)، قال: بغوا على محمد ﷺ وحسدوه, وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل, فما بال هذا من بني إسماعيل؟ فحسدوه أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده. 1538 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (بغيا)، يعني: حسدا أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده, وهم اليهود كفروا بما أنـزل على محمد ﷺ. 1539 - حُدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
قال أبو جعفر: فمعنى الآية: بئس الشيء باعوا به أنفسهم، الكفر بالذي أنـزل الله في كتابه على موسى - من نبوة محمد ﷺ، والأمر بتصديقه واتباعه - من أجل أن أنـزل الله من فضله = وفضله: حكمته وآياته ونبوته = على من يشاء من عباده - يعني به: على محمد ﷺ - بغيا وحسدا لمحمد ﷺ, من أجل أنه كان من ولد إسماعيل, ولم يكن من بني إسرائيل.
فإن قال قائل: وكيف باعت اليهود أنفسها بالكفر، فقيل: (بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنـزل الله)؟ وهل يشتري بالكفر شيء؟ قيل: إن معنى: " الشراء " و " البيع " عند العرب، هو إزالة مالك ملكه إلى غيره، بعوض يعتاضه منه. ثم تستعمل العرب ذلك في كل معتاض من عمله عوضا، شرا أو خيرا, فتقول: " نعم ما باع به فلان نفسه " و " بئس ما باع به فلان نفسه ", بمعنى: نعم الكسب أكسبها، وبئس الكسب أكسبها - إذا أورثها بسعيه عليها خيرا أو شرا. فكذلك معنى قوله جل ثناؤه: (بئس ما اشتروا به أنفسهم) - لما أوبقوا أنفسهم بكفرهم بمحمد ﷺ فأهلكوها, خاطبهم الله والعرب بالذي يعرفونه في كلامهم، فقال: (بئس ما اشتروا به أنفسهم)، يعني بذلك: بئس ما أكسبوا أنفسهم بسعيهم, وبئس العوض اعتاضوا، من كفرهم بالله في تكذيبهم محمدا, إذْ كانوا قد رضوا عوضا من ثواب الله وما أعد لهم - لو كانوا آمنوا بالله وما أنـزل على أنبيائه - بالنار وما أعد لهم بكفرهم بذلك.
وهذه الآية - وما أخبر الله فيها عن حسد اليهود محمدا ﷺ وقومه من العرب, من أجل أن الله جعل النبوة والحكمة فيهم دون اليهود من بني إسرائيل, حتى دعاهم ذلك إلى الكفر به، مع علمهم بصدقه, وأنه نبي لله مبعوث ورسول مرسل - (27) نظيره الآية الأخرى في سورة النساء, وذلك قوله, أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (سورة النساء: 51-54).
القول في تأويل قوله : أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ قال أبو جعفر: قد ذكرنا تأويل ذلك وبينا معناه, ولكنا نذكر الرواية بتصحيح ما قلنا فيه:- 1540 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق, عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري, عن أشياخ منهم ، قوله: (بغيا أن ينـزل الله من فضله على من يشاء من عباده)، أي أن الله تعالى جعله في غيرهم. (28) . 1541 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قال: هم اليهود. لما بعث الله نبيه محمدا ﷺ فرأوا أنه بعث من غيرهم, كفروا به - حسدا للعرب - وهم يعلمون أنه رسول الله ﷺ، يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة. 1542 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية مثله. 1543 - حُدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله. 1544 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: قالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل, فما بال هذا من بني إسماعيل؟ 1545- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن علي الأزدي. قال: نـزلت في اليهود. (29)
القول في تأويل قوله تعالى : فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ قال أبو جعفر: يعني بقوله: (فباءوا بغضب على غضب)، (30) فرجعت اليهود من بني إسرائيل - بعد الذي كانوا عليه من الاستنصار بمحمد ﷺ والاستفتاح به, وبعد الذي كانوا يخبرون به الناس من قبل مبعثه أنه نبي مبعوث - مرتدين على أعقابهم حين بعثه الله نبيا مرسلا فباءوا بغضب من الله = استحقوه منه بكفرهم بمحمد حين بعث, وجحودهم نبوته, وإنكارهم إياه أن يكون هو الذي يجدون صفته في كتابهم، عنادا منهم له وبغيا وحسدا له وللعرب = على غضب سالف، كان من الله عليهم قبل ذلك، سابقٍ غضبه الثاني، لكفرهم الذي كان قبل عيسى ابن مريم, أو لعبادتهم العجل, أو لغير ذلك من ذنوب كانت لهم سلفت، يستحقون بها الغضب من الله، كما:- 1546 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل قال، حدثني ابن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد, فيما روى عن سعيد بن جبير، أو عكرمة, عن ابن عباس: (فباءوا بغضب على غضب)، فالغضب على الغضب، غضبه عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم, وغضب بكفرهم بهذا النبي الذي أحدث الله إليهم. (31) 1547 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن, قالا حدثنا سفيان، عن أبي بكير, عن عكرمة: (فباءوا بغضب على غضب) قال: كفر بعيسى، وكفر بمحمد ﷺ. (32) 1548 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا يحيى بن يمان قال، حدثنا سفيان,عن أبي بكير, عن عكرمة: (فباءوا بغضب على غضب)، قال: كفرهم بعيسى ومحمد ﷺ. 1549 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري, عن أبي بكير, عن عكرمة مثله. 1550 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن مغيرة, عن الشعبي قال: الناس يوم القيامة على أربعة منازل: رجل كان مؤمنا بعيسى وآمن بمحمد صلى الله عليهما، فله أجران. ورجل كان كافرا بعيسى فآمن بمحمد ﷺ، فله أجر. ورجل كان كافرا بعيسى فكفر بمحمد, فباء بغضب على غضب. ورجل كان كافرا بعيسى من مشركي العرب, فمات بكفره قبل محمد ﷺ، فباء بغضب. 1551 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (فباءوا بغضب على غضب)، غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وبعيسى, وغضب عليهم بكفرهم بالقرآن وبمحمد ﷺ. 1552 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (فباءوا بغضب)، اليهود بما كان من تبديلهم التوراة قبل خروج النبي ﷺ,(على غضب)، جحودهم النبي ﷺ، وكفرهم بما جاء به. 1553 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (فباءوا بغضب على غضب)، يقول: غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى, ثم غضبه عليهم بكفرهم بمحمد ﷺ وبالقرآن. 1554 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (فباءوا بغضب على غضب)، أما الغضب الأول فهو حين غضب الله عليهم في العجل؛ وأما الغضب الثاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمد ﷺ. 1555 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج وعطاء وعبيد بن عمير قوله: (فباءوا بغضب على غضب)، قال: غضب الله عليهم فيما كانوا فيه من قبل خروج النبي ﷺ - من تبديلهم وكفرهم -, ثم غضب عليهم في محمد ﷺ - إذ خرج، فكفروا به.
قال أبو جعفر: وقد بينا معنى " الغضب " من الله على من غضب عليه من خلقه - واختلاف المختلفين في صفته - فيما مضى من كتابنا هذا، بما أغنى عن إعادته. (33)
القول في تأويل قوله تعالى : وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (وللكافرين عذاب مهين)، وللجاحدين نبوة محمد ﷺ من الناس كلهم، عذاب من الله، إما في الآخرة, وإما في الدنيا والآخرة، (مهين) هو المذل صاحبه، المخزي، الملبسه هوانا وذلة.
فإن قال قائل: أي عذاب هو غير مهين صاحبه، فيكون للكافرين المهين منه؟ قيل: إن المهين هو الذي قد بينا أنه المورث صاحبه ذلة وهوانا، الذي يخلد فيه صاحبه، لا ينتقل من هوانه إلى عز وكرامة أبدا, وهو الذي خص الله به أهل الكفر به وبرسله. وأما الذي هو غير مهين صاحبه، فهو ما كان تمحيصا لصاحبه. وذلك هو كالسارق من أهل الإسلام، يسرق ما يجب عليه به القطع فتقطع يده, والزاني منهم يزني فيقام عليه الحد, وما أشبه ذلك من العذاب والنكال الذي جعله الله كفارات للذنوب التي عذب بها أهلها, وكأهل الكبائر من أهل &; 2-348 &; الإسلام الذين يعذبون في الآخرة بمقادير جرائمهم التي ارتكبوها، ليمحصوا من ذنوبهم، ثم يدخلون الجنة. فإن كل ذلك، وإن كان عذابا، فغير مهين من عذب به. إذ كان تعذيب الله إياه به ليمحصه من آثامه، ثم يورده معدن العز والكرامة، ويخلده في نعيم الجنان. ---------------- (12) "التفسير" هو ما اصطلح البصريون على تسميته"التمييز" ، ويقال له التبيين أيضًا ، (همع الهوامع 1 : 250) . (13) في المطبوعة : "وزعم أن أن ينزل من فضله إن شئت جعلت . . . " ، وهو سهو من النساخ ، وصوابه ماأثبته من معاني القرآن للفراء 1 : 56 . (14) لم أعرف الراجز ، والبيتان في اللسان (دلو) . دلوت الناقة دلوا : سقتها سوقا رفيقا رويدا ورعى الماشية وأرعاها : أطلقها في المرعى . (15) انظر معاني القرآن للفراء 1 : 56 - 57 ، كأنه قول الكسائي . والمعرفة الموقتة : وهي المعرفة المحددة . وانظر شرح ذلك فيما سلف 1 : 181 ، تعليق : 1 . (16) في المطبوعة : "مكررا" ، والصواب من معاني القرآن للفراء 1 : 56 . (17) هذه الفقرة هي نص كلام الفراء في معاني القرآن 1 : 56 . (18) في المطبوعة : "يعرف ما بعده" ، والصواب ما أثبت . (19) في المطبوعة : "فرفع" ، والصواب ما أثبت . (20) الترجمة : هو ما يسميه البصريون : "عطف البيان" و"البدل" ، فقوله"مترجما عن بئسما" ، أي عطف بيان . (21) الترجمة : هو ما يسميه البصريون : "عطف البيان" و"البدل" ، فقوله"مترجما عن بئسما" ، أي عطف بيان . (22) الجزاء : المفعول لأجله هنا ، وفي المطبوعة : "جر" ، وهو خطأ ، وصوابه في معاني القرآن للفراء 1 : 58 . (23) في المطبوعة : "بأن بينوه" ، وهو خطأ ، والصواب من تفسير ابن كثير 1 : 231 . والمعنى اشتروا الكتمان بالبيان . (24) الشاري واحد الشراة (بضم الشين) ، وهم الخوارج ، وقال قطري بن الفجاءة الخارجي في معنى ذلك ، ويذكر أم حكيم ، وذلك في يوم دولاب: فلــو شــهدتنا يـوم ذاك, وخيلنـا تبيــح مــن الكفـار كـل حـريم رأت فتيــة بـاعوا الإلـه نفوسـهم بجنــات عــدن عنــده ونعيــم وقال الخوارج : نحن الشراة ، لقول الله عز وجل : "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أي يبيعها ويبذلها في الجهاد ، وثمنها الجنة ، وقيل : سموا بذلك لقولهم : "إنا شرينا أنفسنا في طاعة الله حين فارقنا الأئمة الجائرة" ، أي : بعناها بالجنة . (25) طبقات فحول الشعراء : 555 من قصيدة له ، في هجاء عباد بن زياد ، حين باع ما له في دين كان عليه ، وقضى الغرماء ، وكان فيما باع غلام لابن مفرغ ، يقال له"برد" ، وجارية يقال لها"أراكة" . وقوله : "كنت هامة" أي هالكا . يقال : فلان هامة اليوم أو غد ، أي قريب هلاكه ، فإذا هو"هامة" ، وذلك زعم أبطله الله بالإسلام كان في الجاهلية : أن عظم الميت أو روحه تصير هامة (وهو طير كالبومة) فتطير . ورواية غيره : "من بعد برد" . (26) ديوانه: 352 (من ملحق ديوان الأعشى - والمسيب خال الأعشى، والأعشى راويته)، ورواية الديوان"ويقول صاحبه"، وهي الصواب. والبيت من أبيات آية في الجودة، يصف الغواص الفقير، قد ظفر بدرة لا شبيه لها، فضن بها على البيع، وقد أعطى فيها ما يغنى من الثمن، فأبى، وصاحبه يحضضه على بيعها، وبعده: وتــرى الصـراري يسـجدون لهـا ويضمهــــا بيديـــه للنحـــر والصراري : الملاحون ، من أصحاب الغواصين . (27) قوله"- نظيره الآية . . " خبر قوله في صدر هذه الفقرة : "وهذه الآية-" . (28) الأثر : 1540 - سيرة ابن هشام 2 : 190 (29) الأثر : 1545 - انظر التعليق على رقم : 1523 ، 1524 . (30) انظر تفسير . "باء" فيما سلف من هذا الجزء 2 : 138 . (31) الأثر : 1546- سيرة ابن هشام 2 : 190 . (32) الأثر : 1547 - في الدر المنثور : "كفرهم" في الموضعين ، وهما سواء . (33) انظر ما سلف 1 : 188 - 189 ، وما مضى في هذا الجزء 2 : 138 هذا وقد كان في المطبوعة بعد قوله : "عن إعادته" ما نصه : "والله تعالى أعلم" ، وليس لها مكان هنا ، وهي بلا شك زيادة بعض النساخ ، فلذلك تركتها .

الآية 90 من سورة البَقَرَة باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (90) - Surat Al-Baqarah

How wretched is that for which they sold themselves - that they would disbelieve in what Allah has revealed through [their] outrage that Allah would send down His favor upon whom He wills from among His servants. So they returned having [earned] wrath upon wrath. And for the disbelievers is a humiliating punishment

الآية 90 من سورة البَقَرَة باللغة الروسية (Русский) - Строфа (90) - Сура Al-Baqarah

Скверно то, что они купили за свои души, не уверовав в ниспосланное Аллахом и завидуя тому, что Аллах ниспосылает Свою милость тому из Своих рабов, кому пожелает. Они навлекли на себя гнев, один поверх другого. Неверующим уготованы унизительные мучения

الآية 90 من سورة البَقَرَة باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (90) - سوره البَقَرَة

کیسا برا ذریعہ ہے جس سے یہ اپنے نفس کی تسلی حاصل کرتے ہیں کہ جو ہدایت اللہ نے نازل کی ہے، اس کو قبول کرنے سے صرف اِس ضد کی بنا پر انکار کر رہے ہیں کہ اللہ نے اپنے فضل (وحی و رسالت) سے اپنے جس بندے کو خود چاہا، نواز دیا! لہٰذا اب یہ غضب بالائے غضب کے مستحق ہوگئے ہیں اور ایسے کافروں کے لیے سخت آمیز سزا مقرر ہے

الآية 90 من سورة البَقَرَة باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (90) - Ayet البَقَرَة

Allah'ın kullarından dilediğine, bol ihsanından indirmesini çekemeyerek, Allah'ın indirdiğini inkar etmekle, kendilerini ne kötü bir şey karşılığında sattılar. Bu yüzden gazab üstüne gazaba uğradılar. Kafirlere alçaltıcı bir azab vardır

الآية 90 من سورة البَقَرَة باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (90) - versículo البَقَرَة

¡Qué mal negocio han hecho al no creer en lo que Dios reveló por envidia a que Dios favoreciera a quien quiso de entre Sus siervos, por lo que incurrieron una y otra vez en la ira [de Dios]! Los que niegan la verdad tendrán un castigo degradante