تفسير الآية المئة والتاسعة والعشرين (١٢٩) من سورة الأنعَام
الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئة والتاسعة والعشرين من سورة الأنعَام ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم
(وَكَذلِكَ) الواو استئنافية. كذلك جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف تقديره نولي بعض الظالمين بعضا تولية كائنة كإنزال العقاب بالإنس. ويجوز أن تعرب الكاف اسم بمعنى مثل في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر مثل تولية بعض الظالمين. (نُوَلِّي بَعْضَ) فعل مضارع ومفعوله الأول والفاعل نحن و(بَعْضاً) مفعوله الثاني. (الظَّالِمِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء. (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) مثل بما كانوا يعملون الآية (127).
موضعها في القرآن الكريم
هي الآية رقم (129) من سورة الأنعَام تقع في الصفحة (144) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (8) ، وهي الآية رقم (918) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ﴿١٢٩﴾
تفسير الآية 129 من سورة الأنعَام
وكما سلَّطْنا شياطين الجن على كفار الإنس، فكانوا أولياء لهم، نسلِّط الظالمين من الإنس بعضهم على بعض في الدنيا؛ بسبب ما يعملونه من المعاصي.
(وكذلك) كما متَّعنا عُصاة الإنس والجن بعضهم ببعض (نولي) من الولاية (بعض الظالمين بعضا) أي على بعض (بما كانوا يكسبون) من المعاصي.
( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) أي: وكما ولَّيْنَا الجن المردة وسلطناهم على إضلال أوليائهم من الإنس وعقدنا بينهم عقد الموالاة والموافقة، بسبب كسبهم وسعيهم بذلك. كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه، ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها. والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) ومن ذلك، أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم، ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين. كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلح الله رعاتهم، وجعلهم أئمة عدل وإنصاف، لا ولاة ظلم واعتساف.
قال سعيد ، عن قتادة في تفسيرها : وإنما يولي الله الناس بأعمالهم ، فالمؤمن ولي المؤمن أين كان وحيث كان ، والكافر ولي الكافر أينما كان وحيثما كان ، ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي
واختاره ابن جرير . وقال معمر ، عن قتادة في تفسيرها : ( نولي بعض الظالمين بعضا ) في النار ، يتبع بعضهم بعضا . وقال مالك بن دينار : قرأت في الزبور : إني أنتقم من المنافقين بالمنافقين ، ثم أنتقم من المنافقين جميعا ، وذلك في كتاب الله قوله تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ) . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ) قال : ظالمي الجن وظالمي الإنس ، وقرأ : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين )( الزخرف : 36 ) ، قال : ونسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس . وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الباقي بن أحمد ، من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي ، عن حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود مرفوعا : " من أعان ظالما سلطه الله عليه " وهذا حديث غريب ، وقال بعض الشعراء : وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالم إلا سيبلى بظالم ومعنى الآية الكريمة : كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الإنس تلك الطائفة التي أغوتهم من الجن ، كذلك نفعل بالظالمين ، نسلط بعضهم على بعض ، ونهلك بعضهم ببعض ، وننتقم من بعضهم ببعض ، جزاء على ظلمهم وبغيهم .
القول في تأويل قوله : وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل (نُوَلّي). فقال بعضهم: معناه: نحمل بعضهم لبعض وليًّا، على الكفر بالله . * ذكر من قال ذلك: 13893- حدثنا يونس قال، حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا بما كانوا يكسبون)، وإنما يولي الله بين الناس بأعمالهم ، فالمؤمن وليُّ المؤمن أين كان وحيث كان, والكافر وليُّ الكافر أينما كان وحيثما كان . ليس الإيمان بالتَمنِّي ولا بالتحَلِّي .
وقال آخرون: معناه: نُتْبع بعضهم بعضًا في النار= من " الموالاة ", وهو المتابعة بين الشيء والشيء, من قول القائل: " واليت بين كذا وكذا "، إذا تابعت بينهما . * ذكر من قال ذلك: 13894- حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا)، في النار، يتبع بعضهم بعضًا . (39) وقال آخرون: معنى ذلك، نسلط بعض الظلمة على بعض . * ذكر من قال ذلك: 13895- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا)، قال: ظالمي الجن وظالمي الإنس . وقرأ: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ، (سورة الزخرف: 36). قال: نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس . قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال في تأويل ذلك بالصواب, قولُ من قال: معناه: وكذلك نجعل بعض الظالمين لبعضٍ أولياء . لأن الله ذكر قبل هذه الآية ما كان من قول المشركين, فقال جل ثناؤه: وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ , وأخبر جل ثناؤه: أنّ بعضهم أولياء بعض, ثم عقب خبره ذلك بخبره عن أن ولاية بعضهم بعضًا بتوليته إياهم, فقال: وكما جعلنا بعض هؤلاء المشركين من الجن والإنس أولياء بعض يستمتع بعضهم ببعض, كذلك نجعل بعضَهم أولياء بعض في كل الأمور =" بما كانوا يكسبون "، من معاصي الله ويعملونه . (40) --------------- الهوامش : (39) انظر تفسير (( ولي )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ولي ) . (40) انظر تفسير (( الكسب )) فيما سلف : 11 : 448 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
الآية 129 من سورة الأنعَام باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (129) - Surat Al-An'am
And thus will We make some of the wrongdoers allies of others for what they used to earn
الآية 129 من سورة الأنعَام باللغة الروسية (Русский) - Строфа (129) - Сура Al-An'am
Так Мы позволяем одним беззаконникам править другими за то, что они приобретают
الآية 129 من سورة الأنعَام باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (129) - سوره الأنعَام
دیکھو، اس طرح ہم (آخر ت میں) ظالموں کو ایک دوسرے کا ساتھی بنائیں گے اُس کمائی کی وجہ سے جو وہ (دنیا میں ایک دوسرے کے ساتھ مل کر) کرتے تھے
الآية 129 من سورة الأنعَام باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (129) - Ayet الأنعَام
Zalimlerin bir kısmını, kazandıklarından ötürü diğer bir kısmına böylece musallat ederiz
الآية 129 من سورة الأنعَام باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (129) - versículo الأنعَام
Y así es como hago que los injustos sean unos aliados de otros