تفسير الآية الخامسة والتسعين (٩٥) من سورة الأنعَام
الأستماع وقراءة وتفسير الآية الخامسة والتسعين من سورة الأنعَام ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم
(إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ) إن واسمها وخبرها (الْحَبِّ) مضاف إليه (وَالنَّوى) عطف. (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والحي مفعوله والجملة في محل رفع خبر ثان. (وَمُخْرِجُ) عطف على فالق (الْمَيِّتِ) مضاف إليه (مِنَ الْحَيِّ) متعلقان باسم الفاعل مخرج (ذلِكُمُ اللَّهُ) مبتدأ ولفظ الجلالة خبر والجملة مستأنفة (فَأَنَّى) الفاء هي الفصيحة: إذا كان اللّه هو فالق الحب ومخرج الميت فكيف تصرفون عن عبادته؟ (أنى) اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب حال (تُؤْفَكُونَ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعله والجملة لا محل لها، جواب شرط غير جازم أو استئنافية.
موضعها في القرآن الكريم
هي الآية رقم (95) من سورة الأنعَام تقع في الصفحة (140) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (7) ، وهي الآية رقم (884) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون ﴿٩٥﴾
تفسير الآية 95 من سورة الأنعَام
إن الله تعالى يشق الحب، فيخرج منه الزرع، ويشق النوى، فيخرج منه الشجر، يخرج الحي من الميت كالإنسان والحيوان مثلا من النطفة، ويخرج الميت من الحي كالنطفة من الإنسان والحيوان، ذلكم الله أي: فاعل هذا هو الله وحده لا شريك له المستحق للعبادة، فكيف تُصْرَفون عن الحق إلى الباطل فتعبدون معه غيره؟
(إن الله فالق) شاق (الحبِّ) عن النبات (والنوى) عن النخل (يخرج الحي من الميت) كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة (ومخرج الميت) النطفة والبيضة (من الحي ذلكم) الفالق المخرج (الله فأنَّي تؤفكون) فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان.
يخبر تعالى عن كماله، وعظمة سلطانه، وقوة اقتداره، وسعة رحمته، وعموم كرمه، وشدة عنايته بخلقه، فقال: ( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ ) شامل لسائر الحبوب، التى يباشر الناس زرعها، والتي لا يباشرونها، كالحبوب التي يبثها الله في البراري والقفار، فيفلق الحبوب عن الزروع والنوابت، على اختلاف أنواعها، وأشكالها، ومنافعها، ويفلق النوى عن الأشجار، من النخيل والفواكه، وغير ذلك. فينتفع الخلق، من الآدميين والأنعام، والدواب.ويرتعون فيما فلق الله من الحب والنوى، ويقتاتون، وينتفعون بجميع أنواع المنافع التي جعلها الله في ذلك.ويريهم الله من بره وإحسانه ما يبهر العقول، ويذهل الفحول، ويريهم من بدائع صنعته، وكمال حكمته، ما به يعرفونه ويوحدونه، ويعلمون أنه هو الحق، وأن عبادة ما سواه باطلة. ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) كما يخرج من المني حيوانا، ومن البيضة فرخا، ومن الحب والنوى زرعا وشجرا. ( وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ ) وهو الذي لا نمو فيه، أو لا روح ( مِنَ الْحَيِّ ) كما يخرج من الأشجار والزروع النوى والحب، ويخرج من الطائر بيضا ونحو ذلك. ( ذَلِكُمْ ) الذي فعل ما فعل، وانفرد بخلق هذه الأشياء وتدبيرها ( اللَّهُ ) رَبُّكُمْ أي: الذي له الألوهية والعبادة على خلقه أجمعين، وهو الذي ربى جميع العالمين بنعمه، وغذاهم بكرمه. ( فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) أي: فأنى تصرفون، وتصدون عن عبادة من هذا شأنه، إلى عبادة من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا موتا، ولا حياة، ولا نشورا؟"
يخبر تعالى أنه فالق الحب والنوى ، أي : يشقه في الثرى فتنبت الزروع على اختلاف أصنافها من الحبوب ، والثمار على اختلاف أشكالها وألوانها وطعومها من النوى; ولهذا فسر قوله ( فالق الحب والنوى ) بقوله ( يخرج الحي من الميت ) أي : يخرج النبات الحي من الحب والنوى ، الذي هو كالجماد الميت ، كما قال : ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون )( يس : 33 - 36 ) . وقوله : ( ومخرج الميت من الحي ) معطوف على ( فالق الحب والنوى ) ثم فسره ثم عطف عليه قوله : ( ومخرج الميت من الحي ) . وقد عبروا عن هذا وهذا بعبارات ، كلها متقاربة مؤدية للمعنى ، فمن قائل : يخرج الدجاجة من البيضة ، والبيضة من الدجاجة ، ومن قائل : يخرج الولد الصالح من الكافر ، والكافر من الصالح ، وغير ذلك من العبارات التي تنتظمها الآية وتشملها . ثم قال : ( ذلكم الله ) أي : فاعل هذه الأشياء هو الله وحده لا شريك له ( فأنى تؤفكون ) أي : فكيف تصرفون من الحق وتعدلون عنه إلى الباطل فتعبدون مع الله غيره .
القول في تأويل قوله : إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى قال أبو جعفر: وهذا تنبيهٌ من الله جل ثناؤه هؤلاء العادلين به الآلهة والأوثان على موضع حجّته عليهم, وتعريفٌ منه لهم خطأ ما هم عليه مقيمون من إشراك الأصنام في عبادتهم إياه. يقول تعالى ذكره: إن الذي له العبادة، أيها الناس، دون كل ما تعبدون من الآلهة والأوثان, هو الله الذي فَلق الحبَّ = يعني: شق الحبَّ من كل ما ينبت من النبات, فأخرج منه الزرع =" والنوى "، من كل ما يغرس مما له نَواة, فأخرج منه الشجر.
و " الحبّ" جمع " الحبة ", و " النوى " جمع " النواة ". وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 13581 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " إن الله فالق الحب والنوى "، أما " فالق الحب والنوى ": ففالق الحب عن السنبلة, وفالق النواة عن النخلة. 13582 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: " فالق الحب والنوى "، قال: يفلق الحب والنوى عن النبات. 13583- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: " فالق الحب والنوى "، قال: الله فالق ذلك, فلقه فأنبت منه ما أنبت. فلق النواة فأخرج منها نَبَات نخلة, وفلق الحبة فأخرج نبات الذي خلق. وقال آخرون: معنى " فالق "، خالق. * ذكر من قال ذلك: 13584 - حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا مروان بن معاوية, عن جويبر, عن الضحاك في قوله: " إن الله فالق الحب والنوى "، قال: خالق الحب والنوى. 13585- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي, عن جويبر, عن الضحاك, مثله . 13586 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: " إن الله فالق الحب والنوى "، قال: خالق الحب والنوى. وقال آخرون: معنى ذلك: أنه فلق الشقّ الذي في الحبّة والنواة. * ذكر من قال ذلك: 13587 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: " فالق الحب والنوى "، قال: الشقان اللذان فيهما. 13588- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله . 13589- حدثني المثنى قال، حدثنا معلى بن أسد قال، حدثنا خالد, عن حصين, عن أبي مالك في قول الله: " إن الله فالق الحب والنوى "، قال: الشق الذي يكون في النواة وفي الحنطة . 13590- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد: " فالق الحب والنوى "، قال: الشقان اللذان فيهما. 13591 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثني عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: " فالق الحب والنوى "، يقول: خالق الحب والنوى, يعني كلّ حبة . قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي، ما قدّمنا القول به. وذلك أن الله جل ثناؤه أتبع ذلك بإخباره عن إخراجه الحي من الميت والميت من الحي, فكان معلومًا بذلك أنه إنَّما عنى بإخباره عن نفسه أنّه فالق الحب عن النبات، والنوى عن الغُرُوس والأشجار, كما هو مخرج الحي من الميت، والميّت من الحي. وأما القول الذي حكي عن الضحاك في معنى " فالق "، أنه خالق, فقولٌ = إن لم يكن أراد به أنّه خالق منه النبات والغُروس بفلقه إياه = لا أعرف له وجهًا, لأنه لا يعرف في كلام العرب: " فلق الله الشيء "، بمعنى: خلق . القول في تأويل قوله : يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يخرج السنبل الحيّ من الحبّ الميت, ومخرج الحبِّ الميت من السنبل الحيّ, والشجرِ الحيّ من النوى الميت, والنوى الميِّت من الشجر الحيّ. والشجر ما دام قائمًا على أصوله لم يجفّ، والنبات على ساقه لم ييبَس, فإن العرب تسميه " حَيًّا ", فإذا يبس وجفّ أو قطع من أصله، سمّوه " ميتًا ". وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 13592 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: أما " يخرج الحي من الميت "، فيخرج السنبلة الحية من الحبة الميتة, ويخرج الحبة الميتة من السنبلة الحية, ويخرج النخلة الحية من النواة الميتة, ويخرج النواة الميتة من النخلة الحية. 13593 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن السدي, عن أبي مالك: " يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي"، قال: النخلة من النواة، والنواة من النخلة, والحبة من السنبلة، والسنبلة من الحبة. وقال آخرون بما:- 13594- حدثني به المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ) ، قال: يخرج النطفة الميتة من الحي, ثم يخرج من النطفة بشرًا حيًّا. قال أبو جعفر: وإنما اخترنا التأويل الذي اخترنا في ذلك, لأنه عَقِيب قوله: إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، على أن قوله: " يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي"، وإن كان خبرًا من الله عن إخراجه من الحبّ السنبل ومن السنبل الحب, فإنه داخل في عمومه ما رُوي عن ابن عباس في تأويل ذلك. وكل ميّت أخرجه الله من جسمٍ حَيٍّ, وكل حيّ أخرجه الله من جسمٍ ميتٍ. وأما قوله: " ذلكم الله "، فإنه يقول: فاعل ذلك كلِّه اللهُ جل جلاله =" فأنى تؤفكون "، يقول: فأيّ وجوه الصدّ عن الحقّ، أيها الجاهلون، تصدّون عن الصواب وتصرفون, (1) أفلا تتدبرون فتعلمون أنّه لا ينبغي أن يُجعل لمن أنعم عليكم بفلق الحب والنوى, فأخرج لكم من يابس الحب والنوى زروعًا وحُروثًا وثمارًا تتغذون ببعضه وتفكّهون ببعضه, شريكٌ في عبادته ما لا يضر ولا ينفع، ولا يسمع ولا يبصر؟
الآية 95 من سورة الأنعَام باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (95) - Surat Al-An'am
Indeed, Allah is the cleaver of grain and date seeds. He brings the living out of the dead and brings the dead out of the living. That is Allah; so how are you deluded
الآية 95 من سورة الأنعَام باللغة الروسية (Русский) - Строфа (95) - Сура Al-An'am
Аллах раскрывает зерно и косточку. Он извлекает живое из мертвого и извлекает мертвое из живого. Таков Аллах! До чего же вы отвращены от истины
الآية 95 من سورة الأنعَام باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (95) - سوره الأنعَام
دانے اور گٹھلی کو پھاڑنے والا اللہ ہے وہی زندہ کو مُردہ سے نکالتا ہے اور وہی مُردہ کو زندہ سے خارج کرتا ہے یہ سارے کام کرنے والا اللہ ہے، پھر تم کدھر بہکے چلے جا رہے ہو؟
الآية 95 من سورة الأنعَام باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (95) - Ayet الأنعَام
Taneyi ve çekirdeği yaran şüphesiz Allah'tır; ölüyü çıkarır. İşte Allah budur, nasıl yüz çevirirsiniz
الآية 95 من سورة الأنعَام باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (95) - versículo الأنعَام
Dios hace que germinen el grano y la semilla, y hace surgir lo vivo de lo muerto y lo muerto de lo vivo. ¡Ese es Dios! ¡Cómo pueden desviarse tanto [de la verdad]