مشاركة ونشر

تفسير الآية الثامنة والستين (٦٨) من سورة المَائدة

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثامنة والستين من سورة المَائدة ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَسۡتُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۖ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴿٦٨

الأستماع الى الآية الثامنة والستين من سورة المَائدة

إعراب الآية 68 من سورة المَائدة

انظر في تفصيل إعراب هذه الآية الآيات السابقة. (لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) لستم فعل ماض ناقص والتاء اسمها تعلق الجار والمجرور بخبرها. (حَتَّى تُقِيمُوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والواو فاعله و(التَّوْراةَ) مفعوله. والمصدر المؤول من الفعل وحتى الجارة متعلقان بلستم.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (68) من سورة المَائدة تقع في الصفحة (119) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (6) ، وهي الآية رقم (737) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم

مواضيع مرتبطة بالآية (11 موضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 68 من سورة المَائدة

فلا تأس : فلا تحزن ولا تتأسف

الآية 68 من سورة المَائدة بدون تشكيل

قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين ﴿٦٨

تفسير الآية 68 من سورة المَائدة

قل -أيها الرسول- لليهود والنصارى: إنكم لستم على حظٍّ من الدين ما دمتم لم تعملوا بما في التوراة والإنجيل، وما جاءكم به محمد من القرآن، وإن كثيرًا من أهل الكتاب لا يزيدهم إنزالُ القرآن إليك إلا تجبُّرًا وجحودًا، فهم يحسدونك؛ لأن الله بعثك بهذه الرسالة الخاتمة، التي بَيَّن فيها معايبهم، فلا تحزن -أيها الرسول- على تكذيبهم لك.

(قل يا أهل الكتاب لستم على شيء) من الدين معتد به (حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم) بأن تعملوا بما فيه ومنه الإيمان بي (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك) من القرآن (طغيانا وكفرا) لكفرهم به (فلا تأس) تحزن (على القوم الكافرين) إن لم يؤمنوا بك أي لا تهتم بهم.

أي: قل لأهل الكتاب، مناديا على ضلالهم، ومعلنا بباطلهم: ( لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ْ) من الأمور الدينية، فإنكم لا بالقرآن ومحمد آمنتم، ولا بنبيكم وكتابكم صدقتم، ولا بحق تمسكتم، ولا على أصل اعتمدتم ( حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ْ) أي: تجعلوهما قائمين بالإيمان بهما واتباعهما، والتمسك بكل ما يدعوان إليه. ( و ْ) تقيموا ( ما أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِن رَبِّكُمْ ْ) الذي رباكم، وأنعم عليكم، وجعل أجلَّ إنعامه إنزالَ الكتب إليكم. فالواجب عليكم، أن تقوموا بشكر الله، وتلتزموا أحكام الله، وتقوموا بما حملتم من أمانة الله وعهده. ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ مَّا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ْ)

يقول تعالى : قل يا محمد : ( يا أهل الكتاب لستم على شيء ) أي : من الدين ( حتى تقيموا التوراة والإنجيل ) أي : حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من الله على الأنبياء ، وتعملوا بما فيها ومما فيها الأمر باتباع محمد ﷺ والإيمان بمبعثه ، والاقتداء بشريعته ; ولهذا قال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد في قوله : ( وما أنزل إليكم من ربكم ) يعني : القرآن العظيم . وقوله : ( وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ) تقدم تفسيره ( فلا تأس على القوم الكافرين ) أي : فلا تحزن عليهم ولا يهيدنك ذلك منهم .

القول في تأويل قوله : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ قال أبو جعفر: وهذا أمرٌ من الله تعالى ذكره نبيَّه محمدًا ﷺ بإبلاغ اليهود والنصارى الذين كانوا بين ظهرانَيْ مُهاجَره. يقول تعالى ذكره له: " قل "، يا محمد، لهؤلاء اليهود والنصارى=" يا أهل الكتاب "، التوراة والإنجيل=" لستم على شيء "، مما تدَّعون أنكم عليه مما جاءكم به موسى ﷺ، معشرَ اليهود، ولا مما جاءكم به عيسى، معشرَ النصارى=" حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنـزل إليكم من ربكم "، مما جاءكم به محمد ﷺ من الفرقان، فتعملوا بذلك كله، وتؤمنوا بما فيه من الإيمان بمحمد ﷺ وتصديقه، وتقرُّوا بأن كل ذلك من عند الله، فلا تكذِّبوا بشيء منه، ولا تفرِّقوا بين رسل الله فتؤمنوا ببعض وتكفروا ببعض، فإن الكفر بواحد من ذلك كفر بجميعه، لأنّ كتب الله يصدِّق بعضها بعضًا، فمن كذَّب ببعضها فقد كذَّب بجميعها.


وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر. 12284 - حدثنا هناد بن السري وأبو كريب قالا حدثنا يونس بن بكير قال، حدثنا محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء رسولَ الله ﷺ رافعُ بن حارثة وسَلام بن مِشْكم، (33) ومالك بن الصيف، ورافع بن حريملة، (34) فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟ فقال رسول الله ﷺ:بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخِذَ عليكم من الميثاق، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبيِّنوه للناس، وأنا بريء من أحداثكم! قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا، فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك، ولا نتبعك! فأنـزل الله تعالى ذكره: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) إلى: فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . (35) 12285 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنـزل إليكم من ربكم "، قال: فقد صرنا من أهل الكتاب=" التوراة "، لليهود، و " الإنجيل "، للنصارى،" وما أنـزل إليكم من ربكم "، وما أنـزل إلينا من ربنا= أي: " لستم على شيء حتى تقيموا "، حتى تعملوا بما فيه.
القول في تأويل قوله : وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " وليزيدن كثيًرا منهم ما أنـزل إليك من ربك طغيانًا وكفرًا "، وأقسم: ليزيدن كثيرًا من هؤلاء اليهود والنصارى الذين قص قصصهم في هذه الآيات، الكتابُ الذي أنـزلته إليك، يا محمد (36) =" طغيانًا "، يقول: تجاوزًا وغلوًّا في التكذيب لك، على ما كانوا عليه لك من ذلك قبل نـزول الفرقان=" وكفرًا " يقول: وجحودًا لنبوتك. (37) وقد أتينا على البيان عن معنى " الطغيان "، فيما مضى قبل. (38)
وأما قوله: " فلا تأس على القوم الكافرين "، يعني بقوله: (39) " فلا تأس "، فلا تحزن.
يقال: " أسِيَ فلان على كذا "، إذا حزن " يأسَى أسىً"،، ومنه قول الراجز: (40) وَانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى (41)
يقول تعالى ذكره لنبيه: لا تحزن، يا محمد، على تكذيب هؤلاء الكفار من اليهود والنصارى من بني إسرائيل لك، فإن مثلَ ذلك منهم عادة وخلق في أنبيائهم، فكيف فيك؟
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 12286 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: " وليزيدن كثيًرا منهم ما أنـزل إليك من ربك طغيانًا وكفرًا "، قال: الفرقان= يقول: فلا تحزن. 12287 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله: " فلا تأس على القوم الكافرين "، قال: لا تحزن. --------------- الهوامش : (33) في المطبوعة والمخطوطة: "سلام بن مسكين" ، ولم أجد هذا الاسم فيمن كان من يهود على عهد رسول الله ﷺ ، والمعروف هو ما أثبته وهو الموجود في هذا الخبر في سيرة ابن هشام. (34) في المطبوعة: "... بن حرملة" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو مطابق لما في سيرة ابن هشام. (35) الأثر: 12284- سيرة ابن هشام 2: 217 ، وهو تابع الآثار التي مضت رقم: 2101 ، 2102 ، 12219. (36) "الكتاب" فاعل قوله: "ليزيدن كثيرًا من هؤلاء اليهود...". (37) انظر تفسير"الكفر" فيما سلف من فهارس اللغة. (38) انظر تفسير"الطغيان" فيما سلف ص: 457 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (39) في المطبوعة: "يعبي يقول" ، والصواب من المخطوطة. (40) هو العجاج. (41) ديوانه: 31 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 171 ، والكامل 1: 352 ، واللسان (حلب) (كرس) ، وهو من رجزه المشهور ، مضى أوله في هذا التفسير 1: 509 ، يقول: يَـا صَـاحِ، هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا مُكْرَسَا? قَــالَ: نَعَــمْ! أَعْرِفُــهُ! وَأَبْلَسَـا وَانْحَـلَبَتْ عَيْنَـاهُ مِـنْ فَـرْطِ الأَسَـى ومضى شرح البيتين الأولين. و"انحلبت عيناه" و"تحلبتا": سال دمعهما وتتابع. وكان في المطبوعة: "وأنحلت" ، خالف ما في المخطوطة ، لأنها غير منقوطة ، فأتى بما لا يعرف. فجاء بعض من كتب على هذا البيت وصححه فكتب"وأبخلت" وقال: "معنى: أبخلت: وجدتا بخيلتين بالدمع لغلبة الحزن عليه ، أي أنه من شدة حزنه لم يبك ، وإنما جمدت عيناه" ، فأساء من وجوه: ترك مراجعة الشعر ومعرفته ، واجتهد في غير طائل ، وأتى بكلام سخيف جدًا! والله المستعان.

الآية 68 من سورة المَائدة باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (68) - Surat Al-Ma'idah

Say, "O People of the Scripture, you are [standing] on nothing until you uphold [the law of] the Torah, the Gospel, and what has been revealed to you from your Lord." And that which has been revealed to you from your Lord will surely increase many of them in transgression and disbelief. So do not grieve over the disbelieving people

الآية 68 من سورة المَائدة باللغة الروسية (Русский) - Строфа (68) - Сура Al-Ma'idah

Скажи: «О люди Писания! Вы не будете идти прямым путем, пока не станете руководствоваться Тауратом (Торой), Инджилом (Евангелием) и тем, что ниспослано вам от вашего Господа». Ниспосланное тебе от твоего Господа приумножает во многих из них несправедливость и неверие. Не печалься же о неверующих людях

الآية 68 من سورة المَائدة باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (68) - سوره المَائدة

صاف کہہ دو کہ "اے اہل کتاب! تم ہرگز کسی اصل پر نہیں ہو جب تک کہ توراۃ اور انجیل اور اُن دوسری کتابوں کو قائم نہ کرو جو تمہارے رب کی طرف سے نازل کی گئی ہیں" ضرور ہے کہ یہ فرمان جو تم پر نازل کیا گیا ہے ان میں سے اکثر کی سرکشی اور انکار کو اور زیادہ بڑھا دے گا مگر انکار کرنے والوں کے حال پر کچھ افسوس نہ کرو

الآية 68 من سورة المَائدة باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (68) - Ayet المَائدة

Ey Kitap ehli! Tevrat'ı, İncil'i ve Rabbinizden size indirileni gereğince uygulamadıkça bir temeliniz olmaz" de. And olsun ki Rabbinden sana indirilen, Kuran, onlardan çoğunun azgınlık ve küfrünü artırır. Öyleyse kafirler için tasalanma

الآية 68 من سورة المَائدة باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (68) - versículo المَائدة

Di: "¡Oh, Gente del Libro! No tendrán fundamento alguno mientras no se atengan a [la ley de] la Tora, el Evangelio y lo que les ha sido revelado por su Señor". Lo que te ha sido revelado por tu Señor acrecentará en muchos de ellos la arrogancia y la negación a reconocer la verdad, pero no te aflijas por un pueblo que se niega a reconocer la verdad