مشاركة ونشر

تفسير الآية المئة والحادية والسبعين (١٧١) من سورة النِّسَاء

الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئة والحادية والسبعين من سورة النِّسَاء ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَٰثَةٌۚ ٱنتَهُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٞۘ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ﴿١٧١

الأستماع الى الآية المئة والحادية والسبعين من سورة النِّسَاء

إعراب الآية 171 من سورة النِّسَاء

(يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) يا أداة نداء أهل منادى مضاف منصوب الكتاب مضاف إليه لا ناهية جازمة تغلوا مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية (وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) لفظ الجلالة مجرور بعلى الجار والمجرور متعلقان بالفعل إلا أداة حصر الحق مفعول به (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) عيسى بدل من المبتدأ قبله مرفوع بالضمة المقدرة بن صفة أو بدل مريم مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والتأنيث (رَسُولُ اللَّهِ) رسول خبر ولفظ الجلالة مضاف إليه وإنما كافة ومكفوفة والجملة تعليلية. (وَكَلِمَتُهُ) عطف على رسول (أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ) فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والهاء مفعوله وفاعله مستتر والجملة في محل نصب حال (وَرُوحٌ مِنْهُ) عطف ومنه متعلقان بمحذوف صفة روح (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) فعل أمر تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر غير جازم لأنها بعد فاء الفصيحة. (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) ثلاثة خبر لمبتدأ محذوف تقديره آلهتنا ثلاثة والجملة الاسمية مقول القول والجملة الفعلية معطوفة (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) تقدم إعراب ما يشبهها في الآية السابقة (إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ) لفظ الجلالة مبتدأ وإله خبر وإنما كافة ومكفوفة (واحِدٌ) صفة والجملة مستأنفة (سُبْحانَهُ) مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا (أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ) له متعلقان بمحذوف خبر يكون وولد اسمها والمصدر المؤول من أن والفعل الناقص في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالمصدر سبحانه أي: سبحانه من كونه له ولد. (لَهُ ما فِي السَّماواتِ) له متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ ما وفي السموات متعلقان بمحذوف صلة الموصول (وَما فِي الْأَرْضِ) عطف (وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) وهذه الجملة والتي قبلها مستأنفتان.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (171) من سورة النِّسَاء تقع في الصفحة (105) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (6)

مواضيع مرتبطة بالآية (24 موضع) :

الآية 171 من سورة النِّسَاء بدون تشكيل

ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ﴿١٧١

تفسير الآية 171 من سورة النِّسَاء

يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم، ولا تقولوا على الله إلا الحق، فلا تجعلوا له صاحبةً ولا ولدًا. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق، وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم، وهي قوله: "كن"، فكان، وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه، فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له، وصدِّقوا رسله فيما جاؤوكم به من عند الله واعملوا به، ولا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين. انتهوا عن هذه المقالة خيرًا لكم مما أنتم عليه، إنما الله إله واحد سبحانه. ما في السموات والأرض مُلْكُه، فكيف يكون له منهم صاحبة أو ولد؟ وكفى بالله وكيلا على تدبير خلقه وتصريف معاشهم، فتوكَّلوا عليه وحده فهو كافيكم.

(يا أهل الكتاب) الإنجيل (لا تغلوا) تتجاوزوا الحد (في دينكم ولا تقولوا على الله إلا) القول (الحق) من تنزيهه عن الشريك والولد (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها) أرسلها الله (إلى مريم وروح) أي ذو روح (منه) أضيف إليه تعالى تشريفا له وليس كما زعمتم ابن الله أو إلها معه أو ثالث ثلاثة لأن ذا الروح مركب والإله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب إليه (فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا) الآلهة (ثلاثة) الله وعيسى وأمه (انتهوا) عن ذلك وأتوا (خيرا لكم) منه وهو التوحيد (إنما الله إله واحد سبحانه) تنزيها له عن (أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض) خلقا وملكا وعبيدا، والملكية تنافي النبوة (وكفى بالله وكيلا) شهيدا على ذلك.

ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو في الدين وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع. وذلك كقول النصارى في غلوهم بعيسى عليه السلام، ورفعه عن مقام النبوة والرسالة إلى مقام الربوبية الذي لا يليق بغير الله، فكما أن التقصير والتفريط من المنهيات، فالغلو كذلك، ولهذا قال: ( وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ) وهذا الكلام يتضمن ثلاثة أشياء: أمرين منهي عنهما، وهما قول الكذب على الله، والقول بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ورسله، والثالث: مأمور به وهو قول الحق في هذه الأمور. ولما كانت هذه قاعدة عامة كلية، وكان السياق في شأن عيسى عليه السلام نصَّ على قول الحق فيه، المخالف لطريقة اليهودية والنصرانية فقال: ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ ) أي: غاية المسيح عليه السلام ومنتهى ما يصل إليه من مراتب الكمال أعلى حالة تكون للمخلوقين، وهي درجة الرسالة التي هي أعلى الدرجات وأجلّ المثوبات. وأنه ( كَلِمَتُهُ ) التي ( أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ) أي: كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى، ولم يكن تلك الكلمة، وإنما كان بها، وهذا من باب إضافة التشريف والتكريم. وكذلك قوله: ( وَرُوحٌ مّنْهُ ) أي: من الأرواح التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والأخلاق الكاملة، أرسل الله روحه جبريل عليه السلام فنفخ في فرج مريم عليها السلام، فحملت بإذن الله بعيسى عليه السلام. فلما بيّن حقيقة عيسى عليه السلام، أمر أهل الكتاب بالإيمان به وبرسله، ونهاهم أن يجعلوا الله ثالث ثلاثة أحدهم عيسى، والثاني مريم، فهذه مقالة النصارى قبحهم الله. فأمرهم أن ينتهوا، وأخبر أن ذلك خير لهم، لأنه الذي يتعين أنه سبيل النجاة، وما سواه فهو طريق الهلاك، ثم نزه نفسه عن الشريك والولد فقال: ( إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) أي: هو المنفرد بالألوهية، الذي لا تنبغي العبادة إلا له. ( سُبْحَانَهُ ) أي: تنزه وتقدس ( أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ) لأن ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) فالكل مملوكون له مفتقرون إليه، فمحال أن يكون له شريك منهم أو ولد. ولما أخبر أنه المالك للعالم العلوي والسفلي أخبر أنه قائم بمصالحهم الدنيوية والأخروية وحافظها، ومجازيهم عليها تعالى.

ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء ، وهذا كثير في النصارى ، فإنهم تجاوزوا حد التصديق بعيسى ، حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها ، فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدونه ، بل قد غلوا في أتباعه وأشياعه ، ممن زعم أنه على دينه ، فادعوا فيهم العصمة واتبعوهم في كل ما قالوه ، سواء كان حقا أو باطلا أو ضلالا أو رشادا ، أو صحيحا أو كذبا ; ولهذا قال تعالى : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) ( التوبة : 31 ) . وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم قال : زعم الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، عن عمر : أن رسول الله ﷺ قال : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، فإنما أنا عبد الله ورسوله " . ثم رواه هو وعلي بن المديني ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري كذلك


وقال علي بن المديني : هذا حديث صحيح سنده وهكذا رواه البخاري ، عن الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، به
ولفظه : " فإنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله " . وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن رجلا قال : محمد يا سيدنا وابن سيدنا ، وخيرنا وابن خيرنا
فقال رسول الله ﷺ " يا أيها الناس ، عليكم بقولكم ، ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد بن عبد الله ، عبد الله ورسوله ، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل "
تفرد به من هذا الوجه . وقوله : ( ولا تقولوا على الله إلا الحق ) أي : لا تفتروا عليه وتجعلوا له صاحبة وولدا - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وتنزه وتقدس وتوحد في سؤدده وكبريائه وعظمته - فلا إله إلا هو ، ولا رب سواه ; ولهذا قال : ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) أي : إنما هو عبد من عباد الله وخلق من خلقه ، قال له : كن فكان ، ورسول من رسله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، أي : خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل ، عليه السلام ، إلى مريم ، فنفخ فيها من روحه بإذن ربه ، عز وجل ، فكان عيسى بإذن الله ، عز وجل ، وصارت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها ، فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب الأم والجميع مخلوق لله ، عز وجل ; ولهذا قيل لعيسى : إنه كلمة الله وروح منه ; لأنه لم يكن له أب تولد منه ، وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها : كن ، فكان
والروح التي أرسل بها جبريل ، قال الله تعالى : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ) ( المائدة : 75 )
وقال تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) ( آل عمران : 59 )
وقال تعالى : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ) ( الأنبياء : 91 ) وقال تعالى : ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها ( فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) ) ( التحريم : 12 )
وقال تعالى إخبارا عن المسيح : ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ( وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ) ) ( الزخرف : 59 ) . وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) هو كقوله : ( كن ) ( آل عمران : 59 ) فكان وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال : سمعت شاذ بن يحيى يقول : في قول الله : ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) قال : ليس الكلمة صارت عيسى ، ولكن بالكلمة صار عيسى . وهذا أحسن مما ادعاه ابن جرير في قوله : ( ألقاها إلى مريم ) أي : أعلمها بها ، كما زعمه في قوله : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه ) ( آل عمران : 45 ) أي : يعلمك بكلمة منه ، ويجعل ذلك كما قال تعالى : ( وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك ) ( القصص : 86 ) بل الصحيح أنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم ، فنفخ فيها بإذن الله ، فكان عيسى ، عليه السلام . وقال البخاري : حدثنا صدقة بن الفضل ، حدثنا الوليد ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني عمير بن هانئ ، حدثني جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي ﷺ قال : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل "
قال الوليد : فحدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عمير بن هانئ ، عن جنادة زاد : " من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء " . وكذا رواه مسلم ، عن داود بن رشيد ، عن الوليد ، عن ابن جابر ، به ومن وجه آخر ، عن الأوزاعي ، به . فقوله في الآية والحديث : ( وروح منه ) كقوله ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) ( الجاثية : 13 ) أي : من خلقه ومن عنده ، وليست " من " للتبعيض ، كما تقوله النصارى - عليهم لعائن الله المتتابعة - بل هي لابتداء الغاية ، كما في الآية الأخرى . وقد قال مجاهد في قوله : ( وروح منه ) أي : ورسول منه
وقال غيره
ومحبة منه
والأظهر الأول أنه مخلوق من روح مخلوقة ، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف ، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله ، في قوله : ( هذه ناقة الله ) ( هود : 64 )
وفي قوله : ( وطهر بيتي للطائفين ) ( الحج : 26 ) ، وكما ورد في الحديث الصحيح : " فأدخل على ربي في داره " أضافها إليه إضافة تشريف لها ، وهذا كله من قبيل واحد ونمط واحد . وقوله : ( فآمنوا بالله ورسله ) أي : فصدقوا بأن الله واحد أحد ، لا صاحبة له ولا ولد ، واعلموا وتيقنوا بأن عيسى عبد الله ورسوله ; ولهذا قال : ( ولا تقولوا ثلاثة ) أي : لا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وهذه الآية والتي تأتي في سورة المائدة حيث يقول تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد ) ( المائدة : 73 )
وكما قال في آخر السورة المذكورة : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني ( وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ) ) الآية ( المائدة : 116 ) ، وقال في أولها : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) الآية ( المائدة : 72 ) ، فالنصارى - عليهم لعنة الله - من جهلهم ليس لهم ضابط ، ولا لكفرهم حد ، بل أقوالهم وضلالهم منتشر ، فمنهم من يعتقده إلها ، ومنهم من يعتقده شريكا ، ومنهم من يعتقده ولدا
وهم طوائف كثيرة لهم آراء مختلفة ، وأقوال غير مؤتلفة ، ولقد أحسن بعض المتكلمين حيث قال : لو اجتمع عشرة من النصارى لافترقوا على أحد عشر قولا
ولقد ذكر بعض علمائهم المشاهير ، وهو سعيد بن بطريق - بترك الإسكندرية - في حدود سنة أربعمائة من الهجرة النبوية ، أنهم اجتمعوا المجمع الكبير الذي عقدوا فيه الأمانة الكبيرة التي لهم ، وإنما هي الخيانة الحقيرة الصغيرة ، وذلك في أيام قسطنطين باني المدينة المشهورة ، وأنهم اختلفوا عليه اختلافا لا ينضبط ولا ينحصر ، فكانوا أزيد من ألفين أسقفا ، فكانوا أحزابا كثيرة ، كل خمسين منهم على مقالة ، وعشرون على مقالة ، ومائة على مقالة ، وسبعون على مقالة ، وأزيد من ذلك وأنقص
فلما رأى عصابة منهم قد زادوا على الثلاثمائة بثمانية عشر نفرا ، وقد توافقوا على مقالة ، فأخذها الملك ونصرها وأيدها - وكان فيلسوفا ذا هيئة - ومحق ما عداها من الأقوال ، وانتظم دست أولئك الثلاثمائة والثمانية عشر ، وبنيت لهم الكنائس ، ووضعوا لهم كتبا وقوانين ، وأحدثوا الأمانة التي يلقنونها الولدان من الصغار - ليعتقدوها - ويعمدونهم عليها ، وأتباع هؤلاء هم الملكية
ثم إنهم اجتمعوا مجمعا ثانيا فحدث فيهم اليعقوبية ، ثم مجمعا ثالثا فحدث فيهم النسطورية
وكل هذه الفرق تثبت الأقانيم الثلاثة في المسيح ، ويختلفون في كيفية ذلك وفي اللاهوت والناسوت على زعمهم ! هل اتحدا ، أو ما اتحدا ، بل امتزجا أو حل فيه ؟ على ثلاث مقالات ، وكل منهم يكفر الفرقة الأخرى ، ونحن نكفر الثلاثة ; ولهذا قال تعالى : ( انتهوا خيرا لكم ) أي : يكن خيرا لكم ( إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد ) أي : تعالى وتقدس عن ذلك علوا كبيرا ( له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ) أي : الجميع ملكه وخلقه ، وجميع ما فيها عبيده ، وهم تحت تدبيره وتصريفه ، وهو وكيل على كل شيء ، فكيف يكون له منهم صاحبة أو ولد ؟ كما قال في الآية الأخرى : ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ) ( الأنعام : 101 ) ، وقال تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا
لقد جئتم شيئا إدا
( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا
أن دعوا للرحمن ولدا
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا
إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا
لقد أحصاهم وعدهم عدا
وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )
)
( مريم : 88 : 95 ) .

القول في تأويل قوله : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " يا أهل الكتاب "، يا أهل الإنجيل من النصارى=" لا تغلوا في دينكم "، يقول: لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه، ولا تقولوا في عيسى غير الحق، فإن قيلكم في عيسى إنه ابن الله، قول منكم على الله غير الحق. لأن الله لم يتخذ ولدًا فيكون عيسى أو غيره من خلقه له ابنًا=" ولا تقولوا على الله إلا الحق ".


وأصل " الغلو "، في كل شيء مجاوزة حده الذي هو حدّه. يقال منه في الدين: " قد غلا فهو يغلو غلوًّا "، و " غَلا بالجارية عظمها ولحمها "، إذا أسرعت الشباب فجاوزت لِدَاتها=" يغلو بها غُلُوًّا، وغَلاءً"، ومن ذلك قول الحارث بن خالد المخزومي: خُمْصَانَـــةٌ قَلِـــقٌ مُوَشَّـــحُها رُؤْدُ الشَّــبَابِ غَــلا بِهَــا عَظْـمُ (1)
وقد:- 10853- حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال: صاروا فريقين: فريق غلَوا في الدين، فكان غلوهم فيه الشك فيه والرغبة عنه، وفريق منهم قصَّروا عنه، ففسقوا عن أمر ربهم.
القول في تأويل قوله : إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ قال أبو جعفر: يعني ثناؤه بقوله: " إنما المسيح عيسى ابن مريم "، ما المسيح، أيها الغالون في دينهم من أهل الكتاب، بابن الله، كما تزعمون، ولكنه عيسى ابن مريم، دون غيرها من الخلق، لا نسب له غير ذلك. ثم نعته الله جل ثناؤه بنعته ووصفه بصفته فقال: هو رسول الله أرسله الله بالحق إلى من أرسله إليه من خلقه.
وأصل " المسيح "،" الممسوح "، صرف من " مفعول " إلى " فعيل ". وسماه الله بذلك لتطهيره إياه من الذنوب. وقيل: مُسِح من الذنوب والأدناس التي تكون في الآدميين، كما يمسح الشيء من الأذى الذي يكون فيه، فيطهر منه. ولذلك قال مجاهد ومن قال مثل قوله: " المسيح "، الصدّيق. (2)
وقد زعم بعض الناس أنّ أصل هذه الكلمة عبرانية أو سريانية " مشيحا "، فعربت فقيل: " المسيح "، كما عرب سائر أسماء الأنبياء التي في القرآن مثل: " إسماعيل " و " إسحاق " و " موسى " و " عيسى ".
قال أبو جعفر: وليس ما مثَل به من ذلك لـ" المسيح " بنظير. وذلك أن " إسماعيل " و " إسحاق " وما أشبه ذلك، أسماء لا صفات، و " المسيح " صفة. وغير جائز أن تخاطب العرب، وغيرها من أجناس الخلق، في صفة شيء إلا بمثل ما تفهم عمَّن خاطبها. ولو كان " المسيح " من غير كلام العرب، ولم تكن العرب تعقل معناه، ما خوطبت به. وقد أتينا من البيان عن نظائر ذلك فيما مضى بما فيه الكفاية عن إعادته. (3)
وأما " المسيح الدجال "، فإنه أيضًا بمعنى: الممسوح العين، صرف من " مفعول " إلى " فعيل ". فمعنى: " المسيح " في عيسى ﷺ: الممسوح البدن من الأدناس والآثام= ومعنى: " المسيح " في الدجال: الممسوح العين اليمنى أو اليسرى، كالذي روي عن رسول الله ﷺ في ذلك. (4)
وأما قوله: " وكلمته ألقاها إلى مريم "، فإنه يعني: بـ " الكلمة "، الرسالة التي أمرَ الله ملائكته أن تأتي مريم بها، بشارةً من الله لها، التي ذكر الله جل ثناؤه في قوله: إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ (سورة آل عمران: 45)، يعني: برسالة منه، وبشارة من عنده.
وقد قال قتادة في ذلك ما:- 10854- حدثنا به الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة: " وكلمته ألقاها إلى مريم "، قال: هو قوله: " كن "، فكان.
وقد بينا اختلاف المختلفين من أهل الإسلام في ذلك فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (5)
وقوله: " ألقاها إلى مريم "، يعني: أعلمها بها وأخبرها، كما يقال: " ألقيت إليك كلمة حسنة "، بمعنى: أخبرتك بها وكلّمتك بها. (6)
وأما قوله: " وروح منه "، فإن أهل العلم اختلفوا في تأويله. فقال بعضهم: معنى قوله: " وروح منه "، ونفخة منه، لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في دِرْع مريم بأمر الله إياه بذلك، (7) فنسب إلى أنه " روح من الله "، لأنه بأمره كان. قال: وإنما سمي النفخ " روحًا "، لأنها ريح تخرج من الرُّوح، واستشهدوا على ذلك من قولهم بقول ذي الرمة في صفة نار نعتها: فَلَمَّــا بَـدَتْ كَفَّنْتُهـا, وَهْـيَ طِفْلَـةٌ بِطَلْسَـاءَ لَـمْ تَكْمُـلْ ذِرَاعًـا وَلا شِبْرَا (8) وَقُلْـتُ لَـهُ ارْفَعْهَـا إِلَيْـكَ, وَأَحْيِهَـا بِرُوحِـكَ, وَاقْتَتْـهُ لَهَـا قِيتَـةً قَـدْرَا وَظَـاهِرْ لَهَا مِنْ يَابِس الشَّخْتِ, وَاسْتَعِنْ عَلَيْهَـا الصَّبَـا, وَاجْعَلْ يَدَيْكَ لَهَا سِتْرَا [وَلَمَّا تَنَمَّـتْ تَـأْكُلُ الـرِّمَّ لَـمْ تَـدَعْ ذَوَابِـلَ مِمَّـا يَجْـمَعُونَ ولا خُـضْرَا] فَلَمَّـا جَـرَتْ فـي الْجَـزْلِ جَرْيًا كَأَنَّهُ سَـنَا الـبَرْقِ, أَحْدَثْنَـا لِخَالِقِهَـا شُكْرَا وقالوا: يعني بقوله: " أحيها بروحك "، أي: أحيها بنفخك.
وقال بعضهم يعني بقوله: " وروح منه " إنه كان إنسانًا بإحياء الله له بقوله: " كن ". قالوا: وإنما معنى قوله: " وروح منه "، وحياة منه، بمعنى إحياءِ الله إياه بتكوينه.
وقال آخرون: (9) معنى قوله: " وروح منه "، ورحمة منه، كما قال جل ثناؤه في موضع آخر: وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (سورة المجادلة: 22). قالوا: ومعناه في هذا الموضع: ورحمة منه. (10) قالوا: فجعل الله عيسى رحمة منه على من اتبعه وآمن به وصدّقه، لأنه هداهم إلى سبيل الرشاد.
وقال آخرون: معنى ذلك: وروح من الله خلقها فصورها، ثم أرسلها إلى مريم فدخلت في فيها، فصيَّرها الله تعالى روحَ عيسى عليه السلام.
*ذكر من قال ذلك: 10855- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد قال، أخبرني أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب في قوله: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ، (سورة الأعراف: 172)، قال: أخذهم فجعلهم أرواحًا، ثم صوَّرهم، ثم استنطقهم، فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخِذ عليها العهد والميثاق، فأرسل ذلك الروح إلى مريم، فدخل في فيها، فحملت الذي خاطبها، وهو روح عيسى عليه السلام. (11)
وقال آخرون: معنى " الروح " ههنا، جبريل عليه السلام. قالوا: ومعنى الكلام: وكلمته ألقاها إلى مريم، وألقاها أيضًا إليها روح من الله. قالوا: فـ" الروح " معطوف به على ما في قوله: " ألقاها " من ذكر الله، بمعنى: أنّ إلقاء الكلمة إلى مريم كان من الله، ثم من جبريل عليه السلام.
قال أبو جعفر: ولكل هذه الأقوال وجه ومذهب غير بعيدٍ من الصواب.
القول في تأويل قوله : فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " فآمنوا بالله ورسله "، فصدِّقوا، يا أهل الكتاب، بوحدانية الله وربوبيته، وأنه لا ولد له، وصدِّقوا رسله فيما جاءوكم به من عند الله، وفيما أخبرتكم به أن الله واحد لا شريك له، ولا صاحبة له، لا ولد له =" ولا تقولوا ثلاثة "، يعني: ولا تقولوا: الأربابُ ثلاثة.
ورفعت " الثلاثة "، بمحذوف دلّ عليه الظاهر، وهو " هم ". ومعنى الكلام: ولا تقولوا هم ثلاثة. وإنما جاز ذلك، لأن " القول " حكاية، والعرب تفعل ذلك في الحكاية، ومنه قول الله: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ، (سورة الكهف: 22). وكذلك كل ما ورد من مرفوع بعد " القول " لا رافع معه، ففيه إضمار اسم رافع لذلك الاسم.
ثم قال لهم جل ثناؤه: متوعدًا لهم في قولهم العظيم الذي قالوه في الله: " انتهوا "، أيها القائلون: الله ثالث ثلاثة، عما تقولون من الزور والشرك بالله، فإن الانتهاء عن ذلك خير لكم من قِيله، لما لكم عند الله من العقاب العاجل لكم على قِيلكم ذلك، إن أقمتم عليه، ولم تُنيبوا إلى الحق الذي أمرتكم بالإنابة إليه= والآجلِ في معادكم. (12)
القول في تأويل قوله : إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا (171) قال أبو جعفر: يعني بقوله: " إنما الله إله واحد "، ما الله، أيها القائلون: الله ثالث ثلاثة، كما تقولون، لأن من كان له ولد، فليس بإله. وكذلك من كان له صاحبة، فغير جائز أن يكون إلهًا معبودًا. ولكن الله الذي له الألوهة والعبادة، إله واحد معبود، لا ولد له، ولا والد، ولا صاحبة، ولا شريك. ثم نـزه جل ثناؤه نفسه وعظَّمها ورفعها عما قال فيه أعداؤه الكَفرة به فقال: " سبحانه أن يكون له ولد "، يقول: علا الله وجل وعز وتعظمَّ وتنـزه عن أن يكون له ولد أو صاحبة. (13) ثم أخبر جل ثناؤه عباده: أن عيسى وأمَّه ومن في السموات ومن في الأرض، عبيدُه وإماؤه وخلقه، (14) وأنه رازقهم وخالقهم، وأنهم أهل حاجة وفاقة إليه= احتجاجًا منه بذلك على من ادّعى أن المسيح ابنه، وأنه لو كان ابنه كما قالوا، لم يكن ذا حاجة إليه، ولا كان له عبدًا مملوكًا، فقال: " له ما في السموات وما في الأرض "، يعني: لله ما في السموات وما في الأرض من الأشياء كلها ملكًا وخلقًا، وهو يرزقهم ويَقُوتهم ويدبِّرهم، فكيف يكون المسيح ابنًا لله، وهو في الأرض أو في السموات، غيرُ خارج من أن يكون في بعض هذه الأماكن؟ وقوله: " وكفى بالله وكيلا "، يقول: وحسب ما في السموات وما في الأرض بالله قَيِّمًا ومدبِّرًا ورازقًا، من الحاجة معه إلى غيره. (15) ----------------- الهوامش : (1) الأغاني 9 : 226 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 143 ، اللسان (غلا). وفي الأغاني"علا" بالعين المهملة ، وهو خطأ يصحح. وقد مضى بيت من هذه القصيدة في 1 : 116 ، تعليق: 3 ، وذكرت خبرها هناك ، وهو من أبيات يذكر فيها صاحبته وما مضى من أيامه وأيامها: إِذْ وُدُّهَـــا صَـــافٍ، وَرُؤْيَتُهَــا أُمْنِيّــــةٌ، وَكَلامُهَـــا غُنْـــمُ لَفَّــــاءُ مَمْلُـــوءُ مُخَلْخَلُهَـــا عَجْـــزاءُ لَيْسَ لِعَظْمِهَــا حَجْــمُ خُمْصَانَـــــــةٌ ................ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وَكَــــأَنَّ غَالِيَـــةً تُبَاشِـــرُها تَحْــتَ الثِّيَــابِ، إِذَا صَغَـا النَّجْـمُ وهو شعر جيد ، وصفة حسنة للمرأة."لفاء" ، ملتفة الفخذين ، مكتنز لحمها ، وهو حسن في النساء ، قبيح في الرجال."مملوء مخلخلها" ، موضع خلخالها ، خفيت عظامها تحت اللحم ، وهو صفة حسنة ، لم تظهر عظامها كأنها دقت بالمسامير."عجزاء": حسنة العجيزة."خمصانة" (بفتح الخاء وضمها): ضامرة البطن."قلق موشحها" ، قد استوى خلقها ، فالوشاح يجول عليها من ضمورها ، لم يمتلئ لحمًا يجعلها لحمة واحدة!!"رؤد الشباب": شابة حسنة تهتز من النعمة وإشراق اللون. و"الغالية": ضرب من الطيب."صغا النجم": مال للمغيب ، وذلك في مطلع الفجر ، حين تتغير أفواه البشر وأبدانهم ، وتظهر لها رائحة لا تستحب. وقل في الناس من يكون بهذه الصفة!! (2) انظر ما سلف 6 : 414 ، فهناك تجد قول مجاهد هذا. وقد علقت هناك ، وأشرت إلى اختصار أبي جعفر ، ورجحت ما في الكلام نقص. وهذا الموضع من كلامه يدل على أن أبا جعفر نفسه هو الذي اختصر الكلام اختصارًا هناك ، من النسيان فيما أرجح ، أو لأنه ألف تفسيره على فترات تباعدت عليه. ولولا ذلك لأشار هنا -كعادته- إلى الموضع السالف الذي فسر فيه معنى"المسيح". (3) انظر ما سلف 1 : 13-24. (4) هو ما جاء في الأحاديث الصحاح عن جماعة من الصحابة في صفة المسيح الدجال ، أعاذنا الله من فتنته. من ذلك حديث حذيفة (مسلم 18 : 60) قال: (قال رسول الله ﷺ: الدَجَّالُ أعورُ العَيْنِ اليُسْرَى ، جُفَال الشَّعَرَ ، معهُ جنَّةٌ ونارٌ ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وجَنَّتُه نارٌ). وحديث ابن عمر: (أنّ رسول الله ﷺ ، ذكر الدجّال بين ظَهْرَانَي الناس فقال: إِنَّ الله ليسَ بأَعْور ، أَلا وإنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ أعْوَرُ العين اليُمْنَى ، كأَن عينه عِنَبَةٌ طَافيةٌ). وأحاديث الدجال كثيرة ، مختلفة الألفاظ ، مختصرة ومطولة. فاللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال. (5) انظر تفسير"الكلمة" فيما سلف 6 : 411 ، 412. (6) هذا معنى يقيد في كتب اللغة ، فإنك قلما تصيبه فيها ، وهو بيان واضح جدًا. (7) "درع المرأة": قميصها الذي يحميها أعين الفساق ، كما تحمي الدرع لابسها. وبعيد أن يسمى شيء من لباس المرأة اليوم"درعًا" ، فإنها لا تدرع من شيء ، والرجل لا يتورع عن شيء!! والله المستعان. (8) ديوانه: 176 ، واللسان (روح) ، والمزهر 1 : 556 ، وغيرها. هذا ، وليس في المخطوطة غير الأبيات الثلاثة الأولى ، وزادت المطبوعة ، بيتًا رابعًا ، لكن قبله في شعر ذي الرمة بيت ، فزدته من ديوانه ، ووضعته بين قوسين ، لأنه من تمام معنى الأبيات. وقبل هذه الأبيات ، أبيات في صفة استخراج سقط النار من الزند بالقدح ، فلما اقتدحها كفنها كما ذكر في سائر الشعر. فقوله: "فلما بدت" ، أي بدا سقط النار من الزند الأعلى عند القدح ، "كفنها" ضمنها خرقة وسخة ، لم تبلغ ذراعًا ولا شبرًا ، وهي التي سماها"طلساء" ، لسوادها من وسخها. وكانت"طفلة" لأنها سقطت من أمها لوقتها فتلقاها في الخرقة التي جعلها لها كفنًا. وإنما جعلها"كفنًا": لها ، لأن السقط يسقط من الزند يزهر ويضيء حيًا ، فإذا وقع في قلب القطنة ، لم تر له ضوءًا ، فكأنه السقط قد مات. ولكنه عاد يتابع السقط حتى يحييه مرة أخرى فقال لصاحبه: "ارفعها إليك" ، أي خذها بيدك ، وارفعها إلى فمك ، ثم"أحيها بروحك" ، أي انفخ لها نفخًا يسيرًا ، "واقتته لها قيتة قدرًا" ، يأمره بالرفق والنفح القليل شيئًا فشيئًا ، كأنه جعل النفخ قوتًا لهذا الوليد ، يقدر له تقديرًا ، شيئًا بعد شيء حتى يكتمل. ثم لما فرغ من ذلك ، ونمت النار بعض النمو ، قال له: "ظاهر لها من يابس الشخت" ، أي اجعل دقيق الحطب اليابس بعضه على بعض ، وأطعم هذا الوليد= و"الشخت": الدقيق من كل شيء ، = وذلك لتكون النار فيه أسرع. ثم يقول له: استقبل بها ريح الصبا ليكون ذلك لها نماء ، "واجعل يديك لها سترًا" ، أي: ليسترها من النواحي الأخرى حتى تضربها الصبا ، فلا تموت مرة أخرى. ثم عاد فوصف نموها يقول: "ولما تنمت" وارتفعت ، "تأكل الرم" ، تأكل ما يبس من أعواد الشجر ، لم تدع بعد ذلك يابسًا ولا أخضر مما ظلوا يجمعونه لها ، وذلك حين استوت وبلغت أشدها. فلما رأوا النار تجري بعد ذلك في"الجزل" - وهو ما غلظ من الحطب ويبس - كأن ضوءها سنا البرق ، رفعوا أيديهم شكرًا للذي خلقهم وخلق النار. وهذا شعر جيد مستقيم على النهج. ومما يقيد هنا ، ما رواه السيوطي في المزهر ، عن أبي عبيد في الغريب المصنف أن الأصمعي قال: أخبرني عيسى بن عمر ، قال: أنشدني ذو الرمة: وَظَـاهِرْ لَهَـا مـن يَـابِس الشَّـخْتِ ثم أنشد بعد هذا: مِــــنْ بَــــائِسِ الشَّـــخْتِ قال أبو عبيد: فقلت له: إنك أنشدتني"من يابس الشخت"؟ فقال: اليبس من البؤس. قال السيوطي: وذلك إسناد متصل صحيح ، فإن أبا عبيد سمعه من الأصمعي. وكان في المطبوعة: "جرت للجزل" و"لخالقها" ، وأثبت رواية الديوان. (9) في المطبوعة: "وقال بعضهم" ، وأثبت ما في المخطوطة. (10) في المطبوعة: "قال" بالإفراد ، وأثبت ما في المخطوطة. (11) في المطبوعة: "فحملت ، والذي خاطبها هو روح عيسى ..." حذف ، الواو من آخر الجملة ، وأثبتها في أولها ، فرددته إلى أصله في المخطوطة ، وهو الصواب. ويعني قوله تعالى في سورة مريم 24: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا). وهذا الأثر لم يرد في تفسير آية الأعراف في موضعه هناك ، وهو أحد الأدلة على اختصار أبي جعفر تفسيره ، وأحد وجوه منهجه في الاختصار. (12) قوله: "والآجل في معادكم" معطوف على قوله: "من العقاب العاجل لكم ..." (13) انظر تفسير"سبحان" فيما سلف 1 : 474-476 ، 495 / 2 : 537. (14) في المطبوعة: "وملكه وخلقه" ، وفي المخطوطة: "وإماله وخلقه" فرجحت قراءتها كما أثبتها. (15) انظر تفسير"الوكيل" فيما سلف: ص: 297 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.

الآية 171 من سورة النِّسَاء باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (171) - Surat An-Nisa

O People of the Scripture, do not commit excess in your religion or say about Allah except the truth. The Messiah, Jesus, the son of Mary, was but a messenger of Allah and His word which He directed to Mary and a soul [created at a command] from Him. So believe in Allah and His messengers. And do not say, "Three"; desist - it is better for you. Indeed, Allah is but one God. Exalted is He above having a son. To Him belongs whatever is in the heavens and whatever is on the earth. And sufficient is Allah as Disposer of affairs

الآية 171 من سورة النِّسَاء باللغة الروسية (Русский) - Строфа (171) - Сура An-Nisa

О люди Писания! Не проявляйте чрезмерности в вашей религии и говорите об Аллахе только правду. Мессия Иса (Иисус), сын Марьям (Марии), является посланником Аллаха, Его Словом, которое Он послал Марьям (Марии), и духом от Него. Веруйте же в Аллаха и Его посланников и не говорите: «Троица!». Прекратите, ведь так будет лучше для вас. Воистину, Аллах является Единственным Богом. Он пречист и далек от того, чтобы у Него был сын. Ему принадлежит то, что на небесах, и то, что на земле. Довольно того, что Аллах является Попечителем и Хранителем

الآية 171 من سورة النِّسَاء باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (171) - سوره النِّسَاء

اے اہل کتاب! اپنے دین میں غلو نہ کرو اور اللہ کی طرف حق کے سوا کوئی بات منسوب نہ کرو مسیح عیسیٰ ابن مریم اس کے سوا کچھ نہ تھا کہ اللہ کا ایک رسول تھا اور ایک فرمان تھا جو اللہ نے مریم کی طرف بھیجا اور ایک روح تھی اللہ کی طرف سے (جس نے مریم کے رحم میں بچہ کی شکل اختیار کی) پس تم اللہ اور اُ س کے رسولوں پر ایمان لاؤ اور نہ کہو کہ "تین" ہیں باز آ جاؤ، یہ تمہارے ہی لیے بہتر ہے اللہ تو بس ایک ہی خدا ہے وہ بالا تر ہے اس سے کہ کوئی اس کا بیٹا ہو زمین اور آسمانوں کی ساری چیزیں اس کی مِلک ہیں، اور ان کی کفالت و خبر گیری کے لیے بس وہی کافی ہے

الآية 171 من سورة النِّسَاء باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (171) - Ayet النِّسَاء

Ey Kitap ehli! Dininizde taşkınlık etmeyin. Allah hakkında ancak gerçeği söyleyin. Meryem oğlu İsa Mesih, Allah'ın peygamberi, Meryem'e ulaştırdığı kelimesi ve kendinden bir ruhtur. Allah'a ve peygamberlerine inanın, "üçtür" demeyin, vazgeçin, bu hayrınızadır. Allah ancak bir tek Tanrı'dır, çocuğu olmaktan münezzehtir, göklerde olanlar da yerde olanlar da O'nundur. Vekil olarak Allah yeter

الآية 171 من سورة النِّسَاء باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (171) - versículo النِّسَاء

¡Oh, Gente del Libro! No se extralimiten en las creencias de su religión. No digan acerca de Dios sino la verdad: Porque el Mesías, Jesús hijo de María, es un Mensajero de Dios y Su palabra [¡Sé!] que depositó en María; un espíritu creado por Él. Crean en [la unicidad de] Dios y en Sus Mensajeros. No digan que [Dios] es una parte de la trinidad, abandonen esa idea, es lo mejor para ustedes. Dios es una única divinidad. Lejos está, Glorificado sea, de tener un hijo. A Él pertenece cuanto hay en los cielos y en la Tierra. Dios es suficiente como protector