مشاركة ونشر

تفسير الآية المئتين والحادية والثمانين (٢٨١) من سورة البَقَرَة

الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئتين والحادية والثمانين من سورة البَقَرَة ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴿٢٨١

الأستماع الى الآية المئتين والحادية والثمانين من سورة البَقَرَة

إعراب الآية 281 من سورة البَقَرَة

(وَاتَّقُوا يَوْمًا) الواو عاطفة واتقوا فعل أمر والواو فاعل ويوما مفعول به والجملة معطوفة (تُرْجَعُونَ فِيهِ) فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل وفيه متعلقان بترجعون وكذلك الجار والمجرور (إِلَى اللَّهِ) لفظ الجلالة مجرور بإلى وهما متعلقان بترجعون. (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب فاعل، وهو المفعول الأول، ونفس مضاف إليه (ما كَسَبَتْ) ما اسم موصول مفعول به ثان وجملة: (كسبت) صلة الموصول لا محل لها (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) جملة لا يظلمون خبر المبتدأ هم وجملة (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) في محل نصب حال.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (281) من سورة البَقَرَة تقع في الصفحة (47) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (3)

مواضيع مرتبطة بالآية (9 مواضع) :

الآية 281 من سورة البَقَرَة بدون تشكيل

واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ﴿٢٨١

تفسير الآية 281 من سورة البَقَرَة

واحذروا -أيها الناس- يومًا ترجعون فيه إلى الله، وهو يوم القيامة، حيث تعرضون على الله ليحاسبكم، فيجازي كل واحد منكم بما عمل من خير أو شر دون أن يناله ظلم. وفي الآية إشارة إلى أن اجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية، تكميل للإيمان وحقوقه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وعمل الصالحات.

(واتقوا يوما تُرجعون) بالبناء للمفعول تردون وللفاعل تصيرون (فيه إلى الله) هو يوم القيامة (ثم توفَّى) فيه (كل نفس) جزاء (ما كسبت) عملت من خير وشر (وهم لا يُظلمون) بنقص حسنة أو زيادة سيْئة.

( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وهذه الآية من آخر ما نزل من القرآن، وجعلت خاتمة لهذه الأحكام والأوامر والنواهي، لأن فيها الوعد على الخير، والوعيد على فعل الشر، وأن من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير والجلي والخفي، وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة، أوجب له الرغبة والرهبة، وبدون حلول العلم في ذلك في القلب لا سبيل إلى ذلك.

ثم قال تعالى يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها ، وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا ، ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر ، ويحذرهم عقوبته ، فقال : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وقد روي أن هذه الآية آخر آية نزلت من القرآن العظيم ، فقال ابن لهيعة : حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قال : آخر ما نزل من القرآن كله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وعاش النبي ﷺ بعد نزول هذه الآية تسع ليال ، ثم مات يوم الاثنين ، لليلتين خلتا من ربيع الأول


رواه ابن أبي حاتم . وقد رواه ابن مردويه من حديث المسعودي ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : آخر آية نزلت : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) وقد رواه النسائي ، من حديث يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عباس ، قال : آخر شيء نزل من القرآن : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) . وكذا رواه الضحاك ، والعوفي ، عن ابن عباس ، وروى الثوري ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : آخر آية أنزلت : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) فكان بين نزولها ( وبين ) موت النبي ﷺ واحد وثلاثون يوما . وقال ابن جريج : قال ابن عباس : آخر آية نزلت : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) الآية . قال ابن جريج : يقولون : إن النبي ﷺ عاش بعدها تسع ليال ، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين ، رواه ابن جرير . ورواه عطية عن أبي سعيد ، قال : آخر آية أنزلت : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281) قال أبو جعفر: وقيل: هذه الآية أيضا آخر آية نـزلت من القرآن. ذكر من قال ذلك: 6311 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا أبو تميلة قال، حدثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: آخر آية نـزلت على النبي ﷺ: " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ". (54) 6312 - حدثني محمد بن سعد، قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..." الآية، فهي آخر آية من الكتاب أنـزلت. 6313 - حدثني محمد بن عمارة قال، حدثنا سهل بن عامر، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن عطية قال: آخر آية نـزلت: " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ". (55) 6314 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن السدي، قال: آخر آية نـزلت: " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ". 6315 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، (56) عن الضحاك، عن ابن عباس = وحجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس = آخر آية نـزلت من القرآن: " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " = قال ابن جريج: يقولون إن النبي ﷺ مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت، (57) ومات يوم الاثنين. 6316 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال، حدثني سعيد بن المسيب: أنه بلغه أن أحدث القرآن بالعرش آية الدين. (58)


قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: واحذروا أيها الناس = " يوما ترجعون فيه إلى الله " فتلقونه فيه، أن تردوا عليه بسيئات تهلككم، أو بمخزيات تخزيكم، أو بفاضحات تفضحكم، فتهتك أستاركم، (59) أو بموبقات توبقكم، فتوجب لكم من عقاب الله ما لا قبل لكم به، وإنه يوم مجازاة بالأعمال، (60) لا يوم استعتاب، ولا يوم استقالة وتوبة وإنابة، ولكنه يوم جزاء وثواب ومحاسبة، توفى فيه كل نفس أجرها على ما قدمت واكتسبت من سيئ وصالح، لا تغادر فيه صغيرة ولا كبيرة من خير وشر إلا أحضرت، (61) فوفيت جزاءها بالعدل من ربها، وهم لا يظلمون. (62) وكيف يظلم من جوزي بالإساءة مثلها، وبالحسنة عشر أمثالها؟! (63) كلا بل عدل عليك أيها المسيء، وتكرم عليك فأفضل وأسبغ أيها المحسن، فاتقى امرؤ ربه، وأخذ منه حذره، (64) وراقبه أن يهجم عليه يومه، وهو من الأوزار ظهره ثقيل، ومن صالحات الأعمال خفيف، فإنه عز وجل حذر فأعذر، ووعظ فأبلغ.
--------------------------- الهوامش : (54) الحديث : 6311 -أبو تميلة- بضم التاء المثناة : هو يحيى بن واضح . مضت ترجمته في : 392 . الحسين بن واقد : مضت ترجمته في : 4810 . ووقع هناك في طبعتنا هذه"الحسن" . وهو خطأ مطبعي ، مع أننا بيناه على الصواب في الترجمة ، فيصحح ذلك . يزيد النحوي : هو يزيد بن أبي سعيد النحوي المروزي ، مولى قريش . وهو ثقة ، وثقه أبو زرعة ، وابن معين ، وغيرهما . قتله أبو مسلم سنة 131 لأمره إياه بالمعروف . والنحوي" : نسبة إلى"بني نحو" ، بطن من الأزد . وهذا إسناد صحيح . والحديث ذكره الحافظ في الفتح 8 : 153 ، ونسبه للطبري فقط . وذكره ابن كثير 2 : 69 ، عن رواية النسائي ، فهو يريد بها السنن الكبرى . وكذلك صنع السيوطي في الإتقان 1 : 33 . وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 6 : 324 ، وقال : "رواه الطبراني بإسنادين ، رجال أحدهما ثقات" . وفي الدر المنثور 1 : 369-370 زيادة نسبته لأبي عبيد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن الأنباري في المصاحف ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل . وظاهر هذه الرواية عن ابن عباس ، يعارض ظاهر الرواية السابقة عنه : 6310 ، أن آخر آية زلت هي آية الربا . فقال الحافظ في الفتح : "وطريق الجمع بين هذين القولين ، (يريد الروايتين) : أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا ، إذ هي معطوفة عليهن" . ويشير إلى ذلك صنيع البخاري ، بدقته وثقوب نظره ، فإنه روى الحديث الماضي تحت عنوان : "باب (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)" . فجعل بهذه الإشارة الموضوع واحدا ، والروايتين متحدتين غير متعارضتين . رحمه الله . (55) الخبر : 6313- سهل بن عامر : مضت ترجمته في : 1971 ، وأنه ضعيف جدا . ووقع اسمه في المخطوطة والمطبوعة هنا"إسماعيل بن سهل بن عامر"! وهو تخليط من الناسخين ، فلا يوجد راو بهذا الاسم . ثم هذا الإسناد نفسه هو الماضي : 1971 . ومضى أيضًا رواية محمد بن عمارة ، عن سهل ، عن مالك بن مغول : 5431 . (56) في المطبوعة : "عبيد بن سلمان" ، وهو خطأ ، والصواب من المخطوطة ، ومن كتب التراجم . (57) في المخطوطة والمطبوعة : "وبدا يوم السبت" ، وهو خطأ فاحش ، وأشد منه فظاظة شرح من شرحه فقال : "يريد أنه احتجب عن الناس لمرضه ، ثم خرج لهم يوم السبت"! وأولى بالمرء أن يدع ما لا يحسن! إنما هو قولهم : "بدئ الرجل" (بالبناء للمجهول) أي مرض . يقال : متى بدئ فلان؟ أي : متى مرض : وفي حديث عائشة : أنها قالت في اليوم الذي بدئ فيه رسول الله ﷺ : "وا رأساه" . وانظر لهذا الخبر ما خرجه السيوطي في الإتقان 1 : 33 ، وابن كثير 2 : 69 ، 70 . (58) الحديث : 6316 - هذا إسناد صحيح إلى ابن المسيب ، ولكنه حديث ضعيف لإرساله ، إذ لم يذكر ابن المسيب من حدثه به . والحديث نقله ابن كثير 2 : 70-71 ، عن هذا الموضع بإسناده . وذكره السيوطي 1 : 370"عن ابن جرير ، بسند صحيح عن سعيد بن المسيب" . (59) في المطبوعة : "بفضيحات تفضحكم" ، ولا أدري لم غير ما كان في المخطوطة!! (60) في المطبوعة : "مجازاة الأعمال" ، ولا أدري لم حذف"الباء"!! (61) في المطبوعة : "لا يغادر . . . " بالياء ، وفي المخطوطة غير منقوطة ، والصواب ما أثبت . (62) في المطبوعة : "فتوفى جزاءها" ، وفي المخطوطة : "فتوفيت" غير منقوطة كلها ، وصوت قراءتها ما أثبت (63) في المطبوعة : "كيف" بحذف الواو ، والصواب ما في المخطوطة . (64) في المطبوعة : "فأخذ" بالفاء ، والصواب ما في المخطوطة .

الآية 281 من سورة البَقَرَة باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (281) - Surat Al-Baqarah

And fear a Day when you will be returned to Allah. Then every soul will be compensated for what it earned, and they will not be treated unjustly

الآية 281 من سورة البَقَرَة باللغة الروسية (Русский) - Строфа (281) - Сура Al-Baqarah

Бойтесь того дня, когда вы будете возвращены к Аллаху. Тогда каждый человек сполна получит то, что приобрел, и с ними не поступят несправедливо

الآية 281 من سورة البَقَرَة باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (281) - سوره البَقَرَة

اس دن کی رسوائی و مصیبت سے بچو، جبکہ تم اللہ کی طرف واپس ہو گے، وہاں ہر شخص کو اس کی کمائی ہوئی نیکی یا بدی کا پورا پورا بدلہ مل جائے گا اور کسی پر ظلم ہرگز نہ ہوگا

الآية 281 من سورة البَقَرَة باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (281) - Ayet البَقَرَة

Allah'a döneceğiniz ve sonra haksızlığa uğramadan herkesin kazancının kendisine eksiksiz verileceği günden korkunuz

الآية 281 من سورة البَقَرَة باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (281) - versículo البَقَرَة

Teman el día en que serán retornados a Dios, y en que cada persona reciba lo que merezca sin ser oprimido