مشاركة ونشر

تفسير الآية المئتين ورابعة (٢٠٤) من سورة البَقَرَة

الأستماع وقراءة وتفسير الآية المئتين ورابعة من سورة البَقَرَة ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ ﴿٢٠٤

الأستماع الى الآية المئتين ورابعة من سورة البَقَرَة

إعراب الآية 204 من سورة البَقَرَة

(وَمِنَ) الواو عاطفة. (مِنَ النَّاسِ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. (مِنَ) اسم موصول مبتدأ. (يُعْجِبُكَ) فعل مضارع والكاف مفعوله. (قَوْلُهُ) فاعله المؤخر والجملة صلة الموصول لا محل لها. (فِي الْحَياةِ) جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. (الدُّنْيا) صفة للحياة. (وَيُشْهِدُ) الواو استئنافية يشهد فعل مضارع والفاعل هو. (اللَّهَ) لفظ الجلالة مفعول به والجملة استئنافية. (عَلى ما) ما اسم موصول في محل جر والجار والمجرور متعلقان بيشهد. (فِي قَلْبِهِ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول. (وَهُوَ) الواو حالية هو مبتدأ. (أَلَدُّ) خبره. (الْخِصامِ) مضاف إليه والجملة حالية.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (204) من سورة البَقَرَة تقع في الصفحة (32) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (2)

مواضيع مرتبطة بالآية (4 مواضع) :

الآية 204 من سورة البَقَرَة بدون تشكيل

ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ﴿٢٠٤

تفسير الآية 204 من سورة البَقَرَة

وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة، ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام، وفي هذا غاية الجرأة على الله، وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين.

(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) ولا يعجبك في الآخرة مخالفته لاعتقاده (ويُشهد الله على ما في قلبه) أنه موافق لقوله (وهو ألدُّ الخصام) شديد الخصومة لك ولأتباعك لعداوته لك وهو الأخنس بن شريق كان منافقاً حلو الكلام للنبي ﷺ يحلف أنه مؤمن به ومحب له فيدنى مجلسه فأكذبه الله في ذلك ومر بزرع وَحُمُر لبعض المسلمين فأحرقه وعقرها ليلا كما قال تعالى.

لما أمر تعالى بالإكثار من ذكره, وخصوصا في الأوقات الفاضلة الذي هو خير ومصلحة وبر, أخبر تعالى بحال من يتكلم بلسانه ويخالف فعله قوله, فالكلام إما أن يرفع الإنسان أو يخفضه فقال: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أي: إذا تكلم راق كلامه للسامع، وإذا نطق, ظننته يتكلم بكلام نافع, ويؤكد ما يقول بأنه ( وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ) بأن يخبر أن الله يعلم, أن ما في قلبه موافق لما نطق به, وهو كاذب في ذلك, لأنه يخالف قوله فعله. فلو كان صادقا, لتوافق القول والفعل, كحال المؤمن غير المنافق, فلهذا قال: ( وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) أي: إذا خاصمته, وجدت فيه من اللدد والصعوبة والتعصب, وما يترتب على ذلك, ما هو من مقابح الصفات, ليس كأخلاق المؤمنين, الذين جعلوا السهولة مركبهم, والانقياد للحق وظيفتهم, والسماحة سجيتهم.

قال السدي : نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي ، جاء إلى رسول الله ﷺ ، وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك


وعن ابن عباس : أنها نزلت في نفر من المنافقين تكلموا في خبيب وأصحابه الذين قتلوا بالرجيع وعابوهم ، فأنزل الله في ذم المنافقين ومدح خبيب وأصحابه : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) وقيل : بل ذلك عام في المنافقين كلهم وفي المؤمنين كلهم
وهذا قول قتادة ، ومجاهد ، والربيع بن أنس ، وغير واحد ، وهو الصحيح . وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن القرظي ، عن نوف وهو البكالي ، وكان ممن يقرأ الكتب قال : إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل : قوم يحتالون على الدنيا بالدين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الصبر ، يلبسون للناس مسوك الضأن ، وقلوبهم قلوب الذئاب
يقول الله تعالى : فعلي يجترئون ! وبي يغترون ! حلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم فيها حيران
قال القرظي : تدبرتها في القرآن ، فإذا هم المنافقون ، فوجدتها : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه ) الآية . وحدثني محمد بن أبي معشر ، أخبرني أبي أبو معشر نجيح قال : سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب القرظي ، فقال سعيد : إن في بعض الكتب : إن ( لله ) عبادا ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الصبر ، لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين ، يجترون الدنيا بالدين
قال الله تعالى : علي تجترئون ! وبي تغترون !
وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران
فقال محمد بن كعب : هذا في كتاب الله
فقال سعيد : وأين هو من كتاب الله ؟ قال : قول الله : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ) الآية
فقال سعيد : قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية
فقال محمد بن كعب : إن الآية تنزل في الرجل ، ثم تكون عامة بعد
وهذا الذي قاله القرظي حسن صحيح . وأما قوله : ( ويشهد الله على ما في قلبه ) فقرأه ابن محيصن : " ويشهد الله " بفتح الياء ، وضم الجلالة ( على ما في قلبه ) ومعناها : أن هذا وإن أظهر لكم الحيل لكن الله يعلم من قلبه القبيح ، كقوله تعالى : ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) ( المنافقون : 1 ) . وقراءة الجمهور بضم الياء ، ونصب الجلالة ( ويشهد الله على ما في قلبه ) ومعناه : أنه يظهر للناس الإسلام ويبارز الله بما في قلبه من الكفر والنفاق ، كقوله تعالى : ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ) الآية ( النساء : 108 ) هذا معنى ما رواه ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . وقيل : معناه أنه إذا أظهر للناس الإسلام حلف وأشهد الله لهم : أن الذي في قلبه موافق للسانه
وهذا المعنى صحيح ، وقاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، واختاره ابن جرير ، وعزاه إلى ابن عباس ، وحكاه عن مجاهد ، والله أعلم . وقوله : ( وهو ألد الخصام ) الألد في اللغة : ( هو ) الأعوج ، ( وتنذر به قوما لدا ) ( مريم : 97 ) أي : عوجا
وهكذا المنافق في حال خصومته ، يكذب ، ويزور عن الحق ولا يستقيم معه ، بل يفتري ويفجر ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله ﷺ أنه قال : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " . وقال البخاري : حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ترفعه قال : " أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " . قال : وقال عبد الله بن يزيد : حدثنا سفيان ، حدثني ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، عن النبي ﷺ قال : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " . وهكذا رواه عبد الرزاق ، عن معمر في قوله : ( وهو ألد الخصام ) عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، عن النبي ﷺ قال : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ قال أبو جعفر: وهذا نعت من الله تبارك وتعالى للمنافقين، بقوله جل ثناؤه: ومن الناس من يعجبك يا محمد ظاهرُ قوله وعلانيته، ويستشهد الله على ما في قلبه، وهو ألدُّ الخصام، جَدِلٌ بالباطل.


ثم اختلف أهل التأويل فيمن نـزلت فيه هذه الآية. فقال بعضهم. نـزلت في الأخنس بن شرِيق، قدِم على رسول الله ﷺ، فزعم أنه يريد الإسلام، وحلف أنه ما قدم إلا لذلك، ثم خرج فأفسد أموالا من أموال المسلمين. * ذكر من قال ذلك: 3961 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي : " ومن الناس من يُعجبك قولُه في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام " ، قال: نـزلت في الأخنس بن شريق الثقفي- وهو حليفٌ لبني زُهرة- وأقبل إلى النبيّ ﷺ بالمدينة، فأظهر له الإسلام، فأعجبَ النبيّ ﷺ ذلك منه، وقال: إنما جئت أريد الإسلام، والله يعلم أنّي صادق!‍= وذلك قوله: " ويشهد الله على ما في قلبه "= ثم خرج من عند النبي ﷺ فمرَّ بزرع لقوم من المسلمين وُحُمر، فأحرق الزرع، وعقر الحُمُرُ، فأنـزل الله عز وجل: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ . وأما " ألد الخصام " فأعوجُ الخصام، وفيه نـزلت: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (الهمزة: 1) ونـزلت فيه: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ إلى عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (القلم: 10-13) (20)
وقال آخرون: بل نـزل ذلك في قوم من أهل النفاق تكلموا في السرية التي أصيبت لرسول الله ﷺ بالرَّجيع. * ذكر من قال ذلك: 3962 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن أبى إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أصيبت هذه السرية أصحاب خُبَيْب بالرجيع بين مكة والمدينة، فقال رجال من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا هكذا! (21) لا هم قعدوا في بيوتهم، ولا هم أدَّوْا رسالة صاحبهم! فأنـزل الله عز وجلّ في ذلك من قول المنافقين، وما أصاب أولئك النفر في الشهادة والخير من الله: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا " = أي: ما يُظهر بلسانه من الإسلام =" ويشهد الله على ما في قلبه " = أي من النفاق- (22) " وهو ألد الخصام " أي: ذو جدال إذا كلمك وراجعك = وَإِذَا تَوَلَّى - أي: خرج من عندك= سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ - أي: لا يحبّ عمله ولا يرضاه= وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ = الذين شروا أنفسهم لله بالجهاد في سبيل الله والقيام بحقه، حتى هلكوا على ذلك- يعني هذه السرّية. 3963 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة مولى ابن عباس- أو: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس- قال: لما أصيبت السرية التي كان فيها عاصم ومرْثد بالرَّجيع، قال رجال من المنافقين:- ثم ذكر نحو حديث أبي كريب. (23)
وقال آخرون: بل عنى بذلك جميعَ المنافقين، وعنى بقوله: " ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه "، اختلافَ سريرته وعلانيته. * ذكر من قال ذلك: 3964 - حدثني محمد بن أبي معشر، قال: أخبرني أبى أبو معشر نجيح، قال: سمعت سعيدًا المقبري يذاكر محمد بن كعب، فقال سعيد: إنّ في بعض الكتب أن لله عبادًا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرُّ من الصَّبِر، لبسوا للناس مسوكَ الضأن من اللين، (24) يجترُّون الدنيا بالدين، قال الله تبارك وتعالى: أعليّ يجترئون، وبي يغترُّون!! وعزتي لأبعثنّ عليهم فتنة تترك الحليمَ منهم حيران !! فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله جل ثناؤه. فقال سعيد: وأين هو من كتاب الله ؟ قال: قول الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ فقال سعيد: قد عرفتَ فيمن أنـزلت هذه الآية ! فقال محمد بن كعب: إن الآية تنـزل في الرجل، ثم تكون عامة بعدُ. 3965 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن القرظي، عن نَوْفٍ- وكان يقرأ الكتب- قال: إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنـزل: " قومٌ يجتالون الدنيا بالدين، (25) ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرُّ من الصَّبر، يلبسون للناس لباسَ مُسوك الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب، فعليّ يجترئون! وبي يغترُّون! حلفت بنفسي لأبعثنّ عليهم فتنةً تترك الحليم فيهم حيران ". قال القرظي: تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون، فوجدتها: " ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام "، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ (26) (الحج: 11) 3966 - وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن قتادة قوله: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه " قال: هو المنافق. 3967 - حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " ومن الناس من يُعجبك قوله "، قال: علانيته في الدنيا، ويُشهد الله في الخصومة، إنما يريد الحق. 3968 - حدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبى جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: " ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام "، قال: هذا عبد كان حسن القول سيئ العمل، يأتي رسول الله ﷺ فيحسن له القول، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا . 3969 - وحدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه "، قال. يقول قولا في قلبه غيره، والله يعلم ذلك.
وفي قوله: " ويُشهد الله على ما في قلبه "، وجهان من القراءة: فقرأته عامة القرأة: " ويُشهد الله على ما في قلبه "، بمعنى أن المنافق الذي يُعجب رسول الله ﷺ قولُه، يستشهدُ الله على ما في قلبه، أن قوله موافقٌ اعتقادَه، وأنه مؤمن بالله ورسوله وهو كاذب. كما:- 3970 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: " ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا " إلى وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ، كان رجلٌ يأتي إلى النبي ﷺ فيقول: أي رسول الله أشهد أنك جئت بالحق والصدق من عند الله ! قال: حتى يُعجب النبي ﷺ بقوله. ثم يقول: أما والله يا رسولَ الله ، إنّ الله ليعلم ما في قلبي مثلُ ما نطق به لساني! فذلك قوله: " ويُشهد الله على ما في قلبه " . قال: هؤلاء المنافقون، وقرأ قول الله تبارك وتعالى: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ حتى بلغ: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (المنافقون: 1) بما يشهدون أنك رسول الله.
وقال السدي: " ويُشهد الله على ما في قلبه "، يقول: الله يعلم أني صادق، أني أريد الإسلام. 3971 - حدثني بذلك موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، عن أسباط.
وقال مجاهد: ويُشهد الله في الخصومة، إنما يريد الحق. 3972 - حدثني بذلك محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه.
وقرأ ذلك آخرون: ( وَيَشْهَدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ) بمعنى: والله يشهد على الذي في قلبه من النفاق، وأنه مضمرٌ في قلبه غير الذي يُبديه بلسانه وعلى كذبه في قلبه. وهي قراءة ابن مُحَيْصن، وعلى ذلك المعنى تأوله ابن عباس. وقد ذكرنا الرواية عنه بذلك فيما مضى في حديث أبي كريب، عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق الذي ذكرناه آنفًا. (27)
والذي نختار في ذلك من قول القرأة قراءة من قرأ: " ويشهد الله على ما في قلبه "، بمعنى يستشهد الله على ما في قلبه، لإجماع الحجة من القرأةِ عليه.
القول في تأويل قوله تعالى : وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) قال أبو جعفر: " الألد " من الرجال: الشديد الخصومة، يقال في" فعلت " منه: " قد لَدَدْتَ يا هذا، ولم تكن ألدَّ، فأنت تلُدُّ لَدَدًا ولَدَادةً". (28) فأما إذا غلب من خاصمه، فإنما يقال فيه: " لدَدْت يا فلانُ فلانًا فأنت تَلُدُّه لَدًّا، ومنه قول الشاعر: ثُــمَّ أُرَدِّي بِهِــمُ مــن تُــرْدِي تَلُـــدُّ أقْــرَانَ الخُــصُومِ اللُّــدِّ (29)
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. فقال بعضهم: تأويله: أنه ذو جدال. * ذكر من قال ذلك: 3973 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد، قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس: " وهو ألد الخصام "، أي: ذو جدال، إذا كلمك وراجعك. (30) 3974 - حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " وهو ألد الخصام "، يقول: شديد القسوة في معصية الله جَدِلٌ بالباطل، وإذا شئتَ رأيته عالم اللسان جاهلَ العمل، يتكلم بالحكمة، ويعمل بالخطيئة. 3975 - حدثنا الحسن بن يحيى. قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: " وهو ألد الخصام "، قال: جَدِلٌ بالباطل.
وقال آخرون: معنى ذلك أنه غير مستقيم الخصومة، ولكنه معوَجُّها. * ذكر من قال ذلك: 3976 - حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " وهو ألد الخصام "، قال: ظالم لا يستقيم. 3977 - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد، قال: " الألدُّ الخصام "، الذي لا يستقيم على خصومة. 3978 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: " ألد الخصام "، أعوجُ الخصام. (31)
قال، أبو جعفر: وكلا هذين القولين متقاربُ المعنى، لأن الاعوجاجَ في الخصومة من الجدال واللدد.
وقال آخرون: معنى ذلك: وهو كاذبٌ في قوله. * ذكر من قال ذلك: 3979 - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا وكيع، عن بعض أصحابه، عن الحسن، قال: " الألد الخصام "، الكاذب القول.
وهذا القول يحتمل أن يكون معناه معنى القولين الأولين إن كان أراد به قائله أنه يخاصم بالباطل من القول والكذب منه جدلا واعوجاجًا عن الحق.
وأما " الخصام " فهو مصدر من قول القائل: " خاصمت فلانًا خصامًا ومخاصمة ".
وهذا خبر من الله تبارك وتعالى عن المنافق الذي أخبر نبيه محمدًا ﷺ أنه يُعجبه إذا تكلم قِيلُه ومنطقه، ويستشهد الله على أنه محقّ في قيله ذلك، لشدة خصومته وجداله بالباطل والزور من القول. ------- الهوامش : (20) الأثر رقم : 3961 - لم يذكر الطبري في تفسير"سورة الهمزة" و"سورة القلم" هذا الخبر من أن الآيتين نزلتا في الأخنس بن شريق . وهذا دليل آخر على صدق ما أخبروا به عنه أنه قد اختصر هذا التفسير اختصارًا كبيرًا ، كما جاء في أخباره . وسيأتي بعض هذا الاثر برقم : 3978 . (21) في المطبوعة : "هؤلاء المقتولين" . والصواب من سيرة ابن هشام . وبعد هذا في ابن هشام : "لا هم قعدوا في أهليهم" . (22) مكان هذا التفسير في نص ابن هشام : "وهو مخالف لما يقول بلسانه" . (23) الأثر : 3962 ، 3963 - سيرة ابن هشام 3 : 183- 184 وسيأتي بعضه برقم 3973ن ثم رقم : 3980 . (24) الصبر (بفتح الصاد وكسر الباء) : عصارة شجر مر . والمسوك جمع مسك (بفتح فسكون) : الجلد جلد الغنم وغيرها . (25) في الأصل : "يحتالون" والصواب ما أثبت . اجتال الرجل الشيء : إذا ذهب به وطرده وساقه . واجتال الجيش أموالهم : ذهب بها . (26) الأثر : 3965 - خالد بن يزيد الجمحي أبو عبد الرحيم المصري كان فقيها مفتيا . ثقة مات سنة 139 . مترجم في التهذيب . و"نوف" هو نوف بن فضالة الحميري البكالي ، كان ثقة رواية للقصص وهو ابن امرأة كعب الأحبار ، مات ما بين التسعين إلى المئة . مترجم في التهذيب . (27) انظر رقم : 3962 . (28) قوله : "لدادة" مصدر لم أجده في كتب اللغة التي بين يدي . (29) لم أعرف قائله . والبيت الثاني في اللسان (لدد) روايته"ألد أقران" . والبيتان جميعا في معاني القرآن للفراء 1 : 123 بتقديم البيت الثاني على الأول ، وروايته : "اللُّدّ أقـــران الرجـــال اللُّــدِّ" وكأنه تصحيف وخطأ وصوابه"ألد" كما في اللسان . وكان في الطبري"ثم أردى وبهم . . " بزيادة واو ، والصواب ما في معاني القرآن . (30) هو بعض الأثر السالف رقم : 3962 . (31) هو بعض الأثر السالف رقم : 3961 .

الآية 204 من سورة البَقَرَة باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (204) - Surat Al-Baqarah

And of the people is he whose speech pleases you in worldly life, and he calls Allah to witness as to what is in his heart, yet he is the fiercest of opponents

الآية 204 من سورة البَقَرَة باللغة الروسية (Русский) - Строфа (204) - Сура Al-Baqarah

Среди людей есть такой, чьи речи восхищают тебя в мирской жизни. Он призывает Аллаха засвидетельствовать то, что у него в душе, хотя сам является непримиримым спорщиком

الآية 204 من سورة البَقَرَة باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (204) - سوره البَقَرَة

انسانوں میں کوئی تو ایسا ہے، جس کی باتیں دنیا کی زندگی میں تمہیں بہت بھلی معلوم ہوتی ہیں، اور اپنی نیک نیتی پر وہ بار بار خد ا کو گواہ ٹھیرا تا ہے، مگر حقیقت میں وہ بد ترین دشمن حق ہوتا ہے

الآية 204 من سورة البَقَرَة باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (204) - Ayet البَقَرَة

Dünya hayatına dair konuşması senin hoşuna giden, pek azılı düşman iken, kalbinde olana Allah'ı şahid tutan, işbaşına geçince, yeryüzünde bozgunculuk yapmaya, ekin ve nesli yok etmeğe çabalayan insanlar vardır. Allah bozgunculuğu sevmez

الآية 204 من سورة البَقَرَة باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (204) - versículo البَقَرَة

Hay un tipo de gente que cuando te habla sobre temas mundanos te causa admiración por su elocuencia, y pone como testigo a Dios de la fe que encierra su corazón, cuando en realidad es un enemigo acérrimo y hábil discutidor