مشاركة ونشر

تفسير الآية الثلاثين (٣٠) من سورة الرَّعد

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثلاثين من سورة الرَّعد ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ ﴿٣٠

الأستماع الى الآية الثلاثين من سورة الرَّعد

إعراب الآية 30 من سورة الرَّعد

(كَذلِكَ) الكاف حرف جر وذا اسم إشارة متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف والجملة مستأنفة (أَرْسَلْناكَ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة مستأنفة (فِي أُمَّةٍ) متعلقان بأرسلناك (قَدْ) حرف تحقيق (خَلَتْ) ماض والتاء للتأنيث والجملة صفة أمة (مِنْ قَبْلِها) متعلقان بخلت (أُمَمٌ) فاعل مرفوع (لِتَتْلُوَا) اللام للتعليل وتتلو مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وفاعله مستتر واللام وما بعدها متعلقان بأرسلنا (عَلَيْهِمُ) متعلقان بتتلو (الَّذِي) موصول في محل نصب مفعول به (أَوْحَيْنا) ماض وفاعله والجملة صلة موصول لا محل لها (إِلَيْكَ) متعلقان بأوحينا (وَهُمْ) الواو حالية ومبتدأ والجملة حالية (يَكْفُرُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر (بِالرَّحْمنِ) متعلقان بيكفرون (قُلْ) أمر فاعله مستتر والجملة استئنافية (هُوَ رَبِّي) مبتدأ وخبر والياء مضاف إليه والجملة مقول القول (لا) نافية للجنس (إِلهَ) اسمها مبني على الفتح في محل نصب والخبر محذوف (إِلَّا) أداة حصر (هُوَ) بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف والجملة في محل رفع خبر ثان (عَلَيْهِ) متعلقان بتوكلت (تَوَكَّلْتُ) ماض وفاعله والجملة استئنافية (وَإِلَيْهِ مَتابِ) مبتدأ مؤخر والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم والجملة معطوفة.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (30) من سورة الرَّعد تقع في الصفحة (253) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (13)

مواضيع مرتبطة بالآية (16 موضع) :

الآية 30 من سورة الرَّعد بدون تشكيل

كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب ﴿٣٠

تفسير الآية 30 من سورة الرَّعد

كما أرسلنا المرسلين قبلك أرسلناك -أيها الرسول- في أمة قد مضت مِن قبلها أمم المرسلين؛ لتتلو على هذه الأمة القرآن المنزل عليك، وحال قومك الجحود بوحدانية الرحمن، قل لهم -أيها الرسول-: الرحمن الذي لم تتخذوه إلهًا واحدًا هو ربي وحده لا معبود بحق سواه، عليه اعتمدت ووثقت، وإليه مرجعي وإنابتي.

(كذلك) كما أرسلنا الأنبياء قبلك (أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتَتْلوَ) تقرأ (عليهم الذي أوحينا إليك) أي القرآن (وهم يكفرون بالرحمن) حيث قالوا لما أمروا بالسجود له وما الرحمن؟ (قل) لهم يا محمد (هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب).

يقول تعالى لنبيه محمد ﷺ: ( كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ ) إلى قومك تدعوهم إلى الهدى ( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ ) أرسلنا فيهم رسلنا، فلست ببدع من الرسل حتى يستنكروا رسالتك، ولست تقول من تلقاء نفسك، بل تتلو عليهم آيات الله التي أوحاها الله إليك ، التي تطهر القلوب وتزكي النفوس.والحال أن قومك يكفرون بالرحمن، فلم يقابلوا رحمته وإحسانه -التي أعظمها أن أرسلناك إليهم رسولا وأنزلنا عليك كتابا- بالقبول والشكر بل قابلوها بالإنكار والرد، أفلا يعتبرون بمن خلا من قبلهم من القرون المكذبة كيف أخذهم الله بذنوبهم، ( قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) وهذا متضمن للتوحيدين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية.فهو ربي الذي رباني بنعمه منذ أوجدني، وهو إلهي الذي ( عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ) في جميع أموري ( وَإِلَيْهِ متاب ) أي: أرجع في جميع عباداتي وفي حاجاتي.

يقول تعالى : وكما أرسلناك يا محمد في هذه الأمة : ( لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك ) أي : لتبلغهم رسالة الله إليهم ، كذلك أرسلنا في الأمم الماضية الكافرة بالله ، وقد كذب الرسل من قبلك ، فلك بهم أسوة ، وكما أوقعنا بأسنا ونقمتنا بأولئك ، فليحذر هؤلاء من حلول النقم بهم ، فإن تكذيبهم لك أشد من تكذيب غيرك من المرسلين ، قال الله تعالى : ( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم ) ( النحل : 63 ) وقال تعالى : ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين ) ( الأنعام : 34 ) أي : كيف نصرناهم ، وجعلنا العاقبة لهم ولأتباعهم في الدنيا والآخرة . وقوله : ( وهم يكفرون بالرحمن ) أي : هذه الأمة التي بعثناك فيهم يكفرون بالرحمن ، لا يقرون به; لأنهم كانوا يأنفون من وصف الله بالرحمن الرحيم; ولهذا أنفوا يوم الحديبية أن يكتبوا " بسم الله الرحمن الرحيم " وقالوا : ما ندري ما الرحمن الرحيم


قاله قتادة ، والحديث في صحيح البخاري وقد قال الله تعالى : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) ( الإسراء : 110 ) وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله ، ﷺ : " إن أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن . ( قل هو ربي لا إله إلا هو ) أي : هذا الذي تكفرون به أنا مؤمن به ، معترف مقر له بالربوبية والإلهية ، هو ربي لا إله إلا هو ، ( عليه توكلت ) أي : في جميع أموري ، ( وإليه متاب ) أي : إليه أرجع وأنيب ، فإنه لا يستحق ذلك أحد سواه .

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: هكذا أرسلناك يا محمد في جماعة من الناس (23) يعني إلى جماعةٍ قد خلت من قبلها جماعات على مثل الذي هم عليه, فمضت (24) (لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك) ، يقول: لتبلغهم ما أرسَلْتك به إليهم من وحيي الذي أوحيته إليك(وهم يكفرون بالرحمن) ، يقول: وهم يجحدون وحدانيّة الله, ويكذّبون بها(قل هو ربي) ، يقول: إنْ كفر هؤلاء الذين أرسلتُك إليهم، يا محمد بالرحمن, فقل أنت: الله ربّي (لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب) ، يقول: وإليه مرجعي وأوبتي .


وهو مصدر من قول القائل: " تبت مَتَابًا وتوبةً . (25)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك: 20397- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (وهم يكفرون بالرحمن) . ذكر لنا أن نبيَّ الله ﷺ زَمَنَ الحديبية حين صالح قريشًا كتب: " هذا ما صالح عليه محمدٌ رسول الله . فقال مشركو قريش: لئن كنت رسولَ الله ﷺ ثم قاتلناك لقد ظلمناك! ولكن اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله . فقال أصحاب رسول الله ﷺ: دعنا يا رسول الله نقاتلهم ! فقال: لا ولكن اكتبوا كما يريدون إنّي محمد بن عبد الله. فلما كتب الكاتب: " بسم الله الرحمن الرحيم " ، قالت قريش: أما " الرحمن " فلا نعرفه ; وكان أهل الجاهلية يكتبون: " باسمك اللهم ", فقال أصحابه: يا رسول الله، دعنا نقاتلهم ! قال: لا ولكن اكتبوا كما يريدون " . 20398- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنى حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قال قوله: (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت) الآية، قال: هذا لمّا كاتب رسول الله ﷺ قريشًا في الحديبية، كتب: " بسم الله الرحمن الرحيم " ، قالوا: لا تكتب " الرحمن ", وما ندري ما " الرحمن ", ولا تكتب إلا " باسمك اللهم " .قال الله: (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو) ، الآية .
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في معنى ذلك. فقال بعضهم: معناه: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ، (ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال) ، أي: يكفرون بالله ولو سَيَّر لهم الجبال بهذا القرآن .وقالوا: هو من المؤخر الذي معناه التقديم . وجعلوا جواب " لو " مقدَّمًا قبلها, وذلك أن الكلام على معنى قيلهم: ولو أنّ هذا القرآن سُيَرت به الجبال أو قطعت به الأرض, لكفروا بالرحمن . *ذكر من قال ذلك: 20399- حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (ولو أن قرآنا سُيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) قال: هم المشركون من قريش، قالوا لرسول الله ﷺ: لو وسعت لنا أودية مكَّة, وسيَّرت جبَالها, فاحترثناها, وأحييت من مات منَّا, وقُطّع به الأرض, أو كلم به الموتى ! فقال الله تعالى: (ولو أن قرآنا سُيّرت به الجبال أو قُطّعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعًا) . 20400- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ، قول كفار قريش لمحمد: سيِّر جبالنا تتسع لنا أرضُنا فإنها ضيِّقة, أو قرب لنا الشأم فإنا نَتَّجر إليها, أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم ! فقال الله تعالى (26) (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) . 20401- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, بنحوه . 20402- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, نحوه قال ابن جريج: وقال عبد الله بن كثير قالوا: لو فَسَحت عنّا الجبال, أو أجريت لنا الأنهار, أو كلمتَ به الموتى! فنـزل ذلك قال ابن جريج: وقال ابن عباس: قالوا: سيِّر بالقرآن الجبالَ, قطّع بالقرآن الأرض, أخرج به موتانا . 20403- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج قال: قال ابن كثير: قالوا: لو فسحت عنا الجبال، أو أجريت لنا الأنهار، أو كلمت به الموتى ! فنـزل: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا .
وقال آخرون: بل معناه: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) كلامٌ مبتدأ منقطع عن قوله: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ . قال: وجوابُ" لو " محذوف اسْتغنيَ بمعرفة السامعين المرادَ من الكلام عن ذكر جوابها . قالوا: والعرب تفعل ذلك كثيرًا, ومنه قول امرئ القيس: فَلَــوْ أَنَّهَــا نَفْسٌ تَمُـوتُ سَـرِيحَةً وَلكِنَّهَـــا نَفْسٌ تَقَطَّـــعُ أَنْفُسَــا (27) وهو آخر بيت في القصيدة, (28) فترك الجواب اكتفاءً بمعرفة سامعه مرادَه, وكما قال الآخر: (29) فَأُقْسِــمُ لَـوْ شَـيْءٌ أَتَانَـا رَسُـولُهُ سِـوَاكَ وَلكِـنْ لَـمْ نَجِـدْ لَـكَ مَدْفَعَا (30)
*ذكر من قال نحو معنى ذلك: 20404- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال. حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ، ذكر لنا أن قريشًا قالوا: إن سَرَّك يا محمد، اتباعك أو: أن نتبعك فسيّر لنا جبال تِهَامة, أو زد لنا في حَرَمنا حتى نتَّخذ قَطَائع نخترف فيها, (31) أو أحِي لنا فلانًا وفلانًا ! ناسًا ماتوا في الجاهلية . فأنـزل الله: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ، يقول: لو فعل هذا بقرآنٍ قبل قرآنكم لفُعِل بقرآنكم . 20405- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: أن كفّار قريش قالوا للنبي ﷺ: أذهب عنا جبال تِهَامة حتى نتّخذها زرعًا فتكون لنا أرضين, أو أحي لنا فلانًا وفلانًا يخبروننا: حقٌّ ما تقول ! فقال الله: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعًا) ، يقول: لو كان فَعل ذلك بشيء من الكتب فيما مضى كان ذلك . 20406- حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال) ، الآية، قال: قال كفار قريش لمحمد ﷺ: سيّر لنا الجبالَ كما سُخِّرت لداود, أو قَطِّع لنا الأرض كما قُطعت لسليمان، فاغتدى بها شهرًا وراح بها شهرًا, أو كلم لنا الموتَى كما كان عيسى يكلمهم، يقول: لم أنـزل بهذا كتابًا, ولكن كان شيئًا أعطيته أنبيائي ورسلي . 20407- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال) ، الآية، قال: قالوا للنبي ﷺ: إن كنت صادقًا فسيِّر عنا هذه الجبال واجعلها حروثًا كهيئة أرض الشام ومصر والبُلْدان, أو ابعث موتانَا فأخبرهم فإنهم قد ماتوا على الذي نحن عليه ! فقال الله : (ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى)، لم يصنع ذلك بقرآن قط ولا كتاب, فيصنع ذلك بهذا القرآن .
القول في تأويل قوله تعالى : أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا قال أبو جعفر: اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى قوله (أفلم ييأس) . فكان بعض أهل البصرة يزعم أن معناه: ألم يعلمْ ويتبيَّن ويستشهد لقيله ذلك ببيت سُحَيْم بن وَثيلٍ الرِّياحيّ: أَقُــولُ لَهُـمْ بالشِّـعْبِ إِذْ يَأْسِـرُونَنِي أَلَـمْ تَيْأَسُـوا أَنِّـي ابْـنُ فَارِسِ زَهْدَمِ (32) ويروى: " يَيْسِرُونَني", فمن رواه: " ييسرونني" فإنه أراد: يقتسمونني، من " الميسر ", كما يقسم الجزور . ومن رواه: " يأسرونني", فإنه أراد الأسر، وقال: عنى بقوله: " ألم تيأسوا "، ألم تعلموا . وأنشدوا أيضًا في ذلك: (33) أَلَـمْ يَيْـأَسِ الأقْـوَامُ أَنِّـي أَنَـا ابْنُـهُ وَإِنْ كُـنْتُ عَـنْ أَرْضِ العَشِـيرَةِ نَائِيَا (34) وفسروا قوله: " ألم ييأس ": ألم يعلَم ويتبيَّن؟
وذكر عن ابن الكلبي أن ذلك لغة لحيّ من النَّخَع يقال لهم: وَهْبيل, تقول: ألم تيأس, كذا بمعنى: ألم تعلمه؟
وذكر عن القاسم ابن معن أنّها لغة هَوازن, وأنهم يقولون: " يئستْ كذا "، علمتُ.
وأما بعض الكوفيين فكان ينكر ذلك, (35) ويزعم أنه لم يسمع أحدًا من العرب يقول: " يئست " بمعنى: " علمت ". ويقول هو في المعنى وإن لم يكن مسموعًا: " يئست " بمعنى: علمت يتوجَّهُ إلى ذلك إذ أنه قد أوقع إلى المؤمنين, أنه لو شاء لهدى الناس جميعا, (36) فقال: " أفلم ييأسوا علما ", يقول: يؤيسهم العلم, فكأن فيه العلم مضمرًا, (37) كما يقال: قد يئست منك أن لا تفلح علمًا, كأنه قيل: علمتُه علمًا قال: وقول الشاعر: (38) حَــتَّى إِذَا يَئِـسَ الرُّمَـاةُ وَأَرْسُـلوا غُضْفًــا دَوَاجِـنَ قَـافِلا أَعْصَامُهَـا (39) معناه: حتى إذا يئسوا من كل شيء مما يمكن، إلا الذي ظهر لهم، أرسلوا, فهو في معنى: حتى إذا علموا أن ليس وجه إلا الذي رأوا وانتهى علمهم, فكان ما سواه يأسا . (40)
وأما أهل التأويل فإنهم تأولوا ذلك بمعنى: أفلم يعلَم ويتبيَّن . *ذكر من قال ذلك 20408- حدثني يعقوب قال: حدثنا هشيم, عن أبي إسحاق الكوفي, عن (مولى مولى بحير) أن عليًّا رضي الله عنه كان يقرأ: " أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا " . (41) 20409- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا عبد الوهاب, عن هارون, عن حنظلة, عن شهر بن حوشب, عن ابن عباس: (أفلم ييأس) يقول: أفلم يتبيّن . 20410- حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد, عن جرير بن حازم, عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم, عن عكرمة, عن ابن عباس, أنه كان يقرؤها: " أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا " ؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ . (42) 20411- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا حجاج بن محمد, عن ابن جُرَيْج قال في القراءة الأولى . زعم ابن كثير وغيره: " أفلم يتَبيَّن " . (43) 20412- حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (أفلم ييأس الذين آمنوا) يقول: ألم يتبين . 20413- حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح, عن علي, عن ابن عباس قوله: (أفلم ييأس الذين آمنوا) ، يقول: يعلم . 20414- حدثنا عمران بن موسى قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا ليث, عن مجاهد, في قوله: (أفلم ييأس الذين آمنوا) قال: أفلم يتبين . (44) 20415- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, في قوله: (أفلم ييأس الذين آمنوا) قال: ألم يتبين الذين آمنوا . 20416- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (أفلم ييأس الذين آمنوا) قال: ألم يعلم الذين آمنوا . 20417- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد, في قوله: (أفلم ييأس الذين آمنوا) قال: ألم يعلم الذين آمنوا .
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك ما قاله أهل التأويل: إن تأويل ذلك: " أفلم يتبين ويعلم "، لإجماع أهل التأويل على ذلك، والأبيات التي أنشدناها فيه .
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام إذاً: ولو أنّ قرآنًا سوى هذا القرآن كان سُيّرت به الجبال، لسُيّر بهذا القرآن, أو قُطَعت به الأرض لُقطعت بهذا, أو كُلِّم به الموتى، لكُلِّم بهذا, ولكن لم يُفْعل ذلك بقرآن قبل هذا القرآن فيُفْعل بهذا (45) بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا ، يقول ذلك: كله إليه وبيده, يهدى من يشاءُ إلى الإيمان فيوفِّقَه له، ويُضِل من يشاء فيخذله, أفلم يتبيَّن الذين آمنوا بالله ورسوله إذْ طمِعوا في إجابتي من سأل نبيَّهم ما سأله من تسيير الجبال عنهم، (46) وتقريب أرض الشأم عليهم، وإحياء موتاهم أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعًا إلى الإيمان به من غير إيجاد آية، ولا إحداث شيء مما سألوا إحداثه؟ يقول تعالى ذكره: فما معنى محبتهم ذلك، مع علمهم بأن الهداية والإهلاك إليّ وبيدي، أنـزلت آيةً أو لم أنـزلها ; أهدي من أشاءُ بغير إنـزال آية, وأضلّ من أردتُ مع إنـزالها . ------------------------ الهوامش : (23) انظر تفسير" الأمة" فيما سلف من فهارس اللغة ( أمم ) . (24) انظر تفسير" خلا" فيما سلف ، 350 تعليق : 3 والمراجع هناك . (25) انظر تفسير" التوبة" فيما سلف من فهارس اللغة ( توب ) . (26) قوله :" فقال الله تعالى" ، ساقطة من المخطوطة ، وهي واجبة . (27) ديوانه : 107 ، وروايتهم : فَلَــوْ أَنَّهَــا نَفْسٌ تَمُـوتُ جَمِيعَـةً وَلَكِنَّهَـــا نَفْسٌ تَسَـــاقَطُ أَنْفُسَــا وقوله :" سريحة" ، أي معجلة في سهولة ويسر ، من قولهم :" شيء سريح" ، أي سهل أو" أمر سريح" ، أي معجل . (28) في دواوينه المنشورة ، ليس هو آخر القصيدة ، ولو أحسن ناشرو دواوين الشعر ، لأدوا إلينا الروايات المختلفة على ترتيبها ، فإن ديوان امرئ القيس المطبوع حديثًا قد أغفل ترتيب الروايات إغفالًا تامًا ، مع شدة حاجتنا إلى ذلك في فهم الشعر ، وفي إعادة ترتيبه . وهذا مما ابتلى الله به الشعر الجاهلي ، أن يحمله إلى الناس من لا يحسنه ، حتى ساء ظن الناس فيه ، وأكثروا الطعن في روايته . (29) هو امرؤ القيس . (30) سلف البيت وتخريجه وشرحه 15 : 277 ، 278 . (31) " نخترف فيها" ، أي : نقيم فيها زمن الخريف ، وذلك حين ينزل المطر ، وتنبت الأرض . والذي في كتب اللغة" أخرفوا" ، أقاموا بالمكان خريفهم ، وهذا الذي هنا قياس العربية نحو" ارتبع" ، و" اصطاف" . (32) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 332 ، وأساس البلاغة ( يأس ) ، وخرجه الأستاذ سيد صقر في مشكل القرآن : 148 ، وغريب القرآن : 228 ، واللسان ( يأس ) . وشرحه وبينه هنالك ، وغير هذه المواضع كثير . و" زهدم" فرس سحيم فيما قالوا . ولو صحت نسبة الشعر لسحيم لكان" زهدم" فرس أبيه وثيل . وهذا الشعر ينسب إلى جابر بن سحيم ، فإذا صح ذلك ، صح أن" زهدم" فرس سحيم . وانظر نسب الخيل لابن الكلبي : 17 ، وأسماء الخيل لابن الأعرابي : 63 . (33) نسب إلى مالك بن عوف ، وإلى رياح بن عدي . (34) معجم غريب القرآن في مسائل نافع بن الأزرق ، لابن عباس : 291 : والقرطبي : 9 : 320 ، وأبو حيان 5 : 392 ، وأساس البلاغة ( يأس ) ، ولم أعرف الشعر . (35) هو الفراء في معاني القرآن ، في تفسير الآية ، والآتي هو نص كلامه . (36) في المطبوعة :" إن الله قد أوقع ..." ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو الموافق لما في معاني القرآن . (37) في معاني القرآن :" فكأن فيهم العلم" ، والصواب ما في الطبري ، وهو موافق لما في اللسان ( يأس ) . (38) هو لبيد . (39) معلقته المشهورة ، في صفة صيد البقرة الوحشية . يقول : أرسلوا عليها كلابًا غضف الآذان ، وهي كلاب الصيد تسترخى آذانها . و" دواجن" ضاريات قد عودن الصيد . و" القافل" اليابس . و" الأعصام" ، جمع" عصام" ، وهو قلائد من أدم تجعل في أعناق الكلاب ، وهي السواجير أيضًا . (40) في معاني القرآن :" فكان ما وراءه يأسا" ، وهو جيد . (41) الأثر : 20408 -" أبو إسحاق الكوفي" ، هو" عبد الله بن ميسرة" ، ضعيف واهي الحديث ، ووثقه ابن حبان ، مضى برقم : 6920 ، 13489 ، 20078 ، وكان هشيم يكنيه بابن له يقال له" إسحاق" ، وكنيته" أبو ليلى" وهشيم يدلس بهذه الكنية . وكان في المخطوطة" ابن إسحاق الكوفي" ، وهو خطأ صرف . وأما الذي بين القوسين ، فهو هكذا جاء في المخطوطة ، وجعل مكانه في المطبوعة :" عن مولى يخبر" ، تصرف في الإسناد أسوأ التصرف وأشنعه . وهذا الذي بين القوسين ربما قرئ آخره :" مولى بحتر" ، وقد استوعبت ما في تهذيب الكمال للحافظ المزي ، في باب من روى عن" علي بن أبي طالب" ، وباب من روى عنه" أبو إسحاق الكوفي" ، فلم أجد شيئًا قريب التحريف من هذا الذي عندنا . ومهما يكن من شيء ،فحسب هذا الإسناد وهاء أن يكون فيه" أبو سحاق الكوفي" ، ثم انظر التعليق على الأثر التالي رقم : 20410 . وكان في المطبوعة :" كان يقول" مكان :" كان يقرأ" ، لم يحسن قراءة المخطوطة ، لأن الناسخ كتب"يقول" ثم جعل الواو" راء" ، وأدخل الألف في اللام ، ووضع عليها الهمزة ، فاختلط الأمر على الناشر . (42) الأثر : 20410 -" أحمد بن يوسف التغلبي الأحول" ، شيخ أبي جعفر الطبري ، هو صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام ، مشهور بصحبته ، ثقة مأمون ، مضى مرارًا آخرها رقم : 12994 وهو الذي أخذ عنه أبو جعفر الطبري كتب أبي عبيد القاسم بن سلام . و" القاسم" ، هو" القاسم بن سلام" ،" أبو عبيد" ، الفقيه القاضي ، صاحب التصانيف المشهورة ، كان إمام دهره في جميع العلوم ، وهو صاحب سنة ، ثقة مأمون ، وثناء الأئمة عليه ثناء لا يدرك . و" يزيد" ، هو" يزيد بن هرون السلمي" ، وهو أحد الحفاظ الثقات الأثبات المشاهير ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها رقم : 10484 . و" جرير" هو" جرير بن حازم الأزدي" ، ثقة حافظ ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها رقم : 14157 . و" الزبير بن الخريت" . ثقة ، روى له الجماعة سوى النسائي ، مضى برقم : 4985 ، 11693 ، وكان في المطبوعة :" الزبير بن الحارث" ، غير ما في المخطوطة مجازفة . و" يعلي بن حكيم" ، ثقة ، روى له الجماعة سوى الترمذي ، مضى برقم : 12748 . فهذا خبر رجاله ثقات ، بل كل رجاله رجال الصحيحين ، سوى أبي عبيد القاسم بن سلام ، وهو أمام ثقة صدوق ، فإسناده صحيح ، لا مطعن فيه - ومع صحة إسناده لم أجد أحدًا من أصحاب الدواوين الكبار ، كأحمد في مسنده ، أو الحاكم في المستدرك ، ولا أحدًا ممن نقل عن الدواوين الكبار ، كالهيثمي في مجمع الزوائد ، أخرج هذا الخبر أو أشار إلى هذه القراءة عن ابن عباس ، أو علي بن أبي طالب ، كما جاء في الخبر الذي قبله رقم : 20408 ، بل أعجب من ذلك أن ابن كثير ، وهو المتعقب أحاديث أبي جعفر في التفسير ، لما بلغ تفسير هذه الآية ، لم يفعل سوى أن أشار إلى قراءة ابن عباس ، وأغفل هذا الخبر إغفالًا على غير عادته ، وأكبر ظني أن ابن كثير عرف صحة إسناده ، ولكنه أنكر ظاهر معناه إنكارًا حمله على السكوت عنه ، وكان خليقًا أن يذكره ويصفه بالغرابة أو النكارة ، ولكنه لم يفعل ، لأنه فيما أظن قد تحير في صحة إسناده ، مع نكارة ما يدل عليه ظاهر لفظه . وزاد هذا الظاهر نكارة عنده ، ما قاله المفسرون قبله في هذا الخبر عن ابن عباس ، حين رووه غير مسند بألفاظ غير هذه الألفاظ . فلما رأيت ذلك من فعل ابن كثير وغيره ، تتبعت ما نقله الناقلون من ألفاظ الخبر ، فوجدت بين ألفاظ الخبر التي رويت غير مسندة ، وبين لفظ أبي جعفر المسند ، فرقًا يلوح علانية ، وألفاظهم هذه هي التي دعت كثيرًا من الأئمة يقولون في الخبر مقالة سيئة ، بلغت مبلغ الطعن في قائله بأنه زنديق ملحد ! ونعم ، فإنه لحق ما قالوه في الخبر الذي رووه بألفاظهم ، أما لفظ أبي جعفر هذا ، وإن كان ظاهره مشكلا ، فإن دراسته على الوجه الذي ينبغي أن يدرس به ، تزيل عنه قتام المعنى الفاسد الذي يبتدر المرء عند أول تلاوته . فلما شرعت في دراسته من جميع وجوه الدراسة ، انفتح لي باب عظيم من القول في هذا الخبر وأشباهه ، من مثل قول عائشة أم المؤمنين :" يا ابن أخي ، أخطأ الكاتب" ، أي ما كتب في المصحف الإمام ، ومعاذ الله أن يكون ذلك ظاهر لفظ حديثها . وهذان الخبران وأشباه لهما يتخذهما المستشرقون وبطانتهم ممن ينتسبون إلى أهل الإسلام ، مدرجة للطعن في القرآن . أو تسويلا للتلبيس على من لا علم عنده بتنزيل القرآن العظيم ، فاقتضاني الأمر أن أكتب رسالة جامعة في بيان معنى قوله ﷺ :" أنزل القرآن على سبعة أحرف" ، وكيف كانت هذه الأحرف السبعة وما الذي بقي عندنا منها ، وانتهيت إلى أنها بحمد الله باقية بجميعها في قراءات القرأة ، وفي شاذ القراءة ، وفي رواية الحروف ، لا كما ذهب إليه أبو جعفر الطبري في مقدمة تفسيره ( 1 : 55 - 59 ) ، ومن ذهب في ذلك مذهبه . ثم بينت ما كان من أمر كتابة المصحف على عهد أبي بكر ، ثم كتابة المصحف الإمام على عهد عثمان رضي الله عنهما ، وجعلت ذلك بيانًا شافيًا كافيًا بإذن الله . وكنت على نية جعل هذه الرسالة مقدمة للجزء السادس عشر من تفسير أبي جعفر ولكنها طالت حتى بلغت أن تكون كتابًا ، فآثرت أن أفردها كتابًا يطبع على حدته إن شاء الله . (43) الأثر : 20411 -" الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني" ، شيخ الطبري ثقة ، أحد أصحاب الشافعي ، مضى مرارًا آخرها رقم : 18807 . و" حجاج بن محمد المصيصي الأعور" ،" أبو محمد ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها رقم : 18290 . (44) الأثر : 20414 -" عمران بن موسى بن حيان القزاز" ، شيخ الطبري ، ثقة ، مضى مرارًا آخرها رقم : 8683 . و" عبد الوارث" ، هو" عبد الوارث بن سعد بن ذكوان" ، أحد الأعلام ، مضى مرارًا آخرها رقم : 15339 . و" ليث" ، هو" ليث بن أبي سليم القرشي" ، هو الذي يروي عن مجاهد ، مضى مرارًا ، آخرها : 9632 . (45) كانت هذه العبارة في المطبوعة :" ولو يفعل بقرآن قبل هذا القرآن لفعل بهذا" ، وهي عبارة فاسدة كل الفساد ، صوابها ما في المخطوطة ، ولا أدري لم غيره ؟ (46) الزيادة بين القوسين ، يقتضيها السياق أو أن يحذف من الكلام" من" في قوله :" من تسيير الجبال" .

الآية 30 من سورة الرَّعد باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (30) - Surat Ar-Ra'd

Thus have We sent you to a community before which [other] communities have passed on so you might recite to them that which We revealed to you, while they disbelieve in the Most Merciful. Say, "He is my Lord; there is no deity except Him. Upon Him I rely, and to Him is my return

الآية 30 من سورة الرَّعد باللغة الروسية (Русский) - Строфа (30) - Сура Ar-Ra'd

Так Мы отправили тебя к народу, до которого жили другие народы, чтобы ты прочел им то, что Мы внушили тебе в откровении, но они не уверовали в Милостивого. Скажи: «Он - мой Господь, и нет божества, кроме Него. Я уповаю только на Него, и к Нему я вернусь с покаянием»

الآية 30 من سورة الرَّعد باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (30) - سوره الرَّعد

اے محمدؐ، اِسی شان سے ہم نے تم کو رسول بنا کر بھیجا ہے، ایک ایسی قوم میں جس سے پہلے بہت سی قومیں گزر چکی ہیں، تاکہ تم اِن لوگوں کو وہ پیغام سناؤ جو ہم نے تم پر نازل کیا ہے، اِس حال میں کہ یہ اپنے نہایت مہربان خدا کے کافر بنے ہوئے ہیں اِن سے کہو کہ وہی میرا رب ہے، اُس کے سوا کوئی معبود نہیں ہے، اُسی پر میں نے بھروسہ کیا اور وہی میرا ملجا و ماویٰ ہے

الآية 30 من سورة الرَّعد باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (30) - Ayet الرَّعد

Sana vahyettiğimizi okuman için, seni de onlardan önce nice ümmetlerin gelip geçtiği bir ümmete gönderdik; o ümmet merhametli olan Allah'ı inkar eder; de ki: "O benim Rabbim'dir, O'ndan başka Tanrı yoktur, yalnız O'na güvenirim, dönüşüm de O'nadır

الآية 30 من سورة الرَّعد باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (30) - versículo الرَّعد

Te he enviado a una comunidad que fue precedida por otras, para que les recites lo que te he revelado, pero ellos no creyeron en el Compasivo. Diles: "Él es mi Señor, no hay otra divinidad salvo Dios, a Él me encomiendo y confío, y a Él he de retornar