مشاركة ونشر

تفسير الآية الثامنة والثمانين (٨٨) من سورة يُونس

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثامنة والثمانين من سورة يُونس ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةٗ وَأَمۡوَٰلٗا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ ﴿٨٨

الأستماع الى الآية الثامنة والثمانين من سورة يُونس

إعراب الآية 88 من سورة يُونس

(وَقالَ) الواو عاطفة وماض (مُوسى) فاعل مرفوع بالضمة القدرة على الألف للتعذر والجملة معطوفة (رَبَّنا) منادى بأداة نداء محذوفة وهو مضاف ونا مضاف اليه (إِنَّكَ) إن واسمها والجملة مقول القول (آتَيْتَ) ماض وفاعله (فِرْعَوْنَ) مفعول به (وَمَلَأَهُ) معطوفة على فرعون والهاء مضاف اليه والجملة خبر (زِينَةً) مفعول به ثان (وَأَمْوالًا) معطوفة على زينة (فِي الْحَياةِ) متعلقان بآتيت (الدُّنْيا) صفة (لِيُضِلُّوا) اللام للتعليل ومضارع منصوب بأن المضمرة وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل واللام وما بعدها في تأويل مصدر متعلقان بآتيت (عَنْ سَبِيلِكَ) متعلقان بيضلوا والكاف مضاف إليه (رَبَّنا) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب ونا مضاف إليه (اطْمِسْ) فعل دعاء وفاعله مستتر (عَلى أَمْوالِهِمْ) متعلقان باطمس والهاء مضاف اليه والجملة وما قبلها مقول القول (وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ) معطوف على ما قبله وإعرابه مثله (فَلا) الفاء فاء السببية ولا نافية (يُؤْمِنُوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية وفاعله (حَتَّى) حرف غاية وجر (يَرَوُا) مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى والواو فاعل (الْعَذابَ) مفعول به (الْأَلِيمَ) صفة

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (88) من سورة يُونس تقع في الصفحة (218) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (11)

مواضيع مرتبطة بالآية (18 موضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 88 من سورة يُونس

اطمس على أموالهم : أهلكها و أذهِبها . أو أتلِفها ، اشدد على قلوبهم : اطبع عليها

الآية 88 من سورة يُونس بدون تشكيل

وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ﴿٨٨

تفسير الآية 88 من سورة يُونس

وقال موسى: ربنا إنك أعطيت فرعون وأشراف قومه زينة من متاع الدنيا؛ فلم يشكروا لك، وإنما استعانوا بها على الإضلال عن سبيلك، ربنا اطمس على أموالهم، فلا ينتفعوا بها، واختم على قلوبهم حتى لا تنشرح للإيمان، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الشديد الموجع.

(وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأهُ زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا) آتيتهم ذلك (ليضلوا) في (عن سبيلك) دينك (ربنا اطمس على أموالهم) امسخها (واشدد على قلوبهم) اطبع عليها واستوثق (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) المؤلم دعا عليهم وأمَّنَ هارون على دعائه.

( رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً ) يتزينون بها من أنواع الحلي والثياب، والبيوت المزخرفة، والمراكب الفاخرة، والخدام، ( وَأَمْوَالًا ) عظيمة ( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ) أي: إن أموالهم لم يستعينوا بها إلا على الإضلال في سبيلك، فيضلون ويضلون.( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ) أي: أتلفها عليهم: إما بالهلاك، وإما بجعلها حجارة، غير منتفع بها.( وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) أي: قسها ( فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ )قال ذلك، غضبًا عليهم، حيث تجرؤوا على محارم الله، وأفسدوا عباد الله، وصدوا عن سبيله، ولكمال معرفته بربه بأن الله سيعاقبهم على ما فعلوا، بإغلاق باب الإيمان عليهم.

هذا إخبار من الله تعالى عما دعا به موسى ، عليه السلام ، على فرعون وملئه ، لما أبوا قبول الحق واستمروا على ضلالهم وكفرهم معاندين جاحدين ، ظلما وعلوا وتكبرا وعتوا ، قال : ( ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة ) أي : من أثاث الدنيا ومتاعها ، ( وأموالا ) أي : جزيلة كثيرة ، ( في ) هذه ( الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ) - بفتح الياء - أي : أعطيتهم ذلك وأنت تعلم أنهم لا يؤمنون بما أرسلتني به إليهم استدراجا منك لهم ، كما قال تعالى : ( لنفتنهم فيه ) وقرأ آخرون : ( ليضلوا ) بضم الياء ، أي : ليفتتن بما أعطيتهم من شئت من خلقك ، ليظن من أغويته أنك إنما أعطيت هؤلاء هذا لحبك إياهم واعتنائك بهم . ( ربنا اطمس على أموالهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد : أي : أهلكها


وقال الضحاك ، وأبو العالية ، والربيع بن أنس : جعلها الله حجارة منقوشة كهيئة ما كانت . وقال قتادة : بلغنا أن زروعهم تحولت حجارة . وقال محمد بن كعب القرظي : اجعل سكرهم حجارة . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، عن أبي معشر ، حدثني محمد بن قيس : أن محمد بن كعب قرأ سورة يونس على عمر بن عبد العزيز : ( وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه ) إلى قوله : ( اطمس على أموالهم ) إلى آخرها ( فقال له : عمر يا أبا حمزة أي شيء الطمس ؟ قال : عادت أموالهم كلها حجارة ) فقال عمر بن عبد العزيز لغلام له : ائتني بكيس
( فجاءه بكيس ) فإذا فيه حمص وبيض ، قد قطع حول حجارة . وقوله : ( واشدد على قلوبهم ) قال ابن عباس : أي اطبع عليها ، ( فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) وهذه الدعوة كانت من موسى ، عليه السلام ، غضبا لله ولدينه على فرعون وملئه ، الذين تبين له أنه لا خير فيهم ، ولا يجيء منهم شيء كما دعا نوح ، عليه السلام ، فقال : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) ( نوح : 26 ، 27 ) ؛ ولهذا استجاب الله تعالى لموسى ، عليه السلام ، فيهم هذه الدعوة ، التي أمن عليها أخوه هارون ، فقال تعالى : ( قد أجيبت دعوتكما ) قال أبو العالية ، وأبو صالح ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب القرظي ، والربيع بن أنس : دعا موسى وأمن هارون ، أي : قد أجبناكما فيما سألتما من تدمير آل فرعون . وقد يحتج بهذه الآية من يقول : " إن تأمين المأموم على قراءة الفاتحة ينزل منزلة قراءتها ؛ لأن موسى دعا وهارون أمن " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وقال موسى يا ربَّنا إنك أعطيت فرعون وكبراء قومه وأشرافهم (32) ، وهم " الملأ " ، " زينة " ، من متاع الدنيا وأثاثها (33) ، (وأموالا) من أعيان الذهب والفضة ، (في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك )، يقول موسى لربه: ربنا أعطيتهم ما أعطيتهم من ذلك ليضلُّوا عن سبيلك.


واختلفت القرأة في قراءة ذلك. فقرأه بعضهم: ( لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ )، بمعنى: ليضلوا الناسَ، عن سبيلك ، ويصدّوهم عن دينك.
وقرأ ذلك آخرون: (لِيَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) ، بمعنى: ليضلوا هم عن سبيلك، فيجورُوا عن طريق الهدى. (34)
فإن قال قائل: أفكان الله جل ثناؤه ، أعطَى فرعون وقومه ، ما أعطاهم من زينة الدنيا وأموالها ، ليضلوا الناس عن دينه ، أو ليضلُّوا هم عنه ، ؟ فإن كان لذلك أعطاهم ذلك، فقد كان منهم ما أعطاهم لذلك، (35) فلا عتب عليهم في ذلك؟ قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما توهمت. (36) وقد اختلف أهل العلم بالعربية في معنى هذه " اللام " التي في قوله: (ليضلوا). فقال بعض نحويي البصرة: معنى ذلك: ربنا فَضَلوا عن سبيلك، كما قال: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ، (سورة القصص: 8) ، أي فكان لهم ، وهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوًا وحزنًا، وإنما التقطوه فكان لهم. قال: فهذه " اللام " تجيء في هذا المعنى. (37)
وقال بعض نحويي الكوفة: هذه " اللام "، " لام كي" (38) ، ومعنى الكلام: ربنا أعطيتهم ما أعطيتهم ، كي يضلوا ، ثم دعا عليهم.
وقال آخر: هذه اللامات في قوله : (ليضلوا) و لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا ، وما أشبهها بتأويل الخفض: آتيتهم ما أتيتهم لضَلالهم ، والتقطوه لكونه ، لأنه قد آلت الحالة إلى ذلك. والعرب تجعل " لام كي" ، في معنى " لام الخفض "، و " لام الخفض " في معنى " لام كي" ، لتقارب المعنى، قال الله تعالى: سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ (39) (سورة التوبة: 95) أي لإعراضكم، ولم يحلفوا لإعراضهم، وقال الشاعر: (40) سَــمَوْتَ وَلَـمْ تَكُـنْ أَهْـلا لِتَسْـمُو وَلَكِــنَّ المُضَيِّــعَ قَــدْ يُصَــابُ قال: وإنما يقال: " وما كنت أهلا للفعل "، ولا يقال " لتفعل " إلا قليلا. قال: وهذا منه.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أنها " لام كي" ، ومعنى الكلام: ربنا أعطيتهم ما أعطيتهم من زينة الحياة الدنيا والأموال لتفتنهم فيه، ويضلوا عن سبيلك عبادَك، عقوبة منك. وهذا كما قال جل ثناؤه: لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ، (سورة الجن: 16-17).
وقوله: (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم)، هذا دعاء من موسى، دعا الله على فرعون وملئه أن يغير أموالهم عن هيئتها، ويبدلها إلى غير الحال التي هي بها، وذلك نحو قوله: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ، (سورة النساء: 47). يعني به: من قبل أن نغيرها عن هيئتها التي هي بها.
، يقال منه: " طَمَسْت عينَه أَطْمِسْها وأطمُسُها طَمْسًا وطُمُوسا " . وقد تستعمل العرب " الطمس " في العفوّ والدثور ، وفي الاندقاق والدروس، (41) كما قال كعب بن زهير: مِـنْ كُـلِّ نَضَّاحَـةِ الذِّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ عُرْضَتُهَـا طَـامِسُ الأَعْـلامِ مَجْهُول (42)
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك في هذا الموضع. فقال جماعة منهم فيه مثل قولنا. *ذكر من قال ذلك: 17820- حدثني زكريا بن يحيى بن زائدة قال ، حدثنا حجاج قال ، حدثني ابن جريج، عن عبد الله بن كثير قال: بلغنا عن القرظي في قوله: (ربنا اطمس على أموالهم) ، قال: اجعل سُكّرهم حجارة. (43) 17821- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن محمد بن كعب القرظي قال: اجعل سكرهم حجارة. 17822- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يحيى بن يمان، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: (اطمس على أموالهم) قال: اجعلها حجارة. 17823- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال ، حدثنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس في قوله: (اطمس على أموالهم) ، قال: صارت حجارة. 17824- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (ربنا اطمس على أموالهم) ، قال: بلغنا أن زروعهم تحوَّلت حجارة. 17825- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (ربنا اطمس على أموالهم)، قال: بلغنا أن حَرْثًا لهم صارت حجارة. (44) 17826- حدثني المثنى قال ، حدثنا قبيصة بن عقبة قال ، حدثنا سفيان: (ربنا اطمس على أموالهم) ، قال: يقولون: صارت حجارة. 17827- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق. قال: حدثنا يحيى الحماني قال: أخبرنا ابن المبارك، عن إسماعيل عن أبي صالح في قوله: (ربنا اطمس على أموالهم) ، قال: صارت حجارة. 17828- حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (ربنا اطمس على أموالهم) ، قال: بلغنا أن حروثًا لهم صارت حجارة. 17829- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان، قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (ربنا اطمس على أموالهم) ، قال: جعلها الله حجارةً منقوشة على هيئة ما كانت. 17830- حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (ربنا اطمس على أموالهم)، قال: قد فعل ذلك، وقد أصابهم ذلك، طمَس على أموالهم، فصارت حجارةً، ذهبهم ودراهمهم وعَدَسهم ، وكلُّ شيء.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أهلكها. *ذكر من قال ذلك: 17831- حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة قال ، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: (ربنا اطمس على أموالهم) ، قال: أهلكها. 17832- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 17833- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، مثله. 17834- حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (ربنا اطمس على أموالهم) ، يقول: دمِّر عليهم وأهلك أموالهم.
وأما قوله: (واشدد على قلوبهم) ، فإنه يعني: واطبع عليها حتى لا تلين ولا تنشرح بالإيمان، كما:- 17835- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: وقال موسى قبل أن يأتي فرعون: " ربنَا اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم "، فاستجاب الله له، وحال بين فرعون وبين الإيمان حتى أدركه الغرق، فلم ينفعه الإيمان. 17836- حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (واشدد على قلوبهم) ، يقول: واطبع على قلوبهم ، (حتى يروا العذاب الأليم) ، وهو الغرق. 17837- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (واشدد على قلوبهم)، بالضلالة. 17838-. . . . قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (واشدد على قلوبهم) ، قال: بالضلالة. 17839- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. 17840- حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (واشدد على قلوبهم)، يقول: أهلكهم كفارًا.
وأما قوله: (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) ، فإن معناه: فلا يصدقوا بتوحيد الله ويقرُّوا بوحدانيته ، حتى يروا العذاب الموجع، (45) كما:- 17841- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (فلا يؤمنوا) ، بالله فيما يرون من الآيات ، (حتى يروا العذابَ الأليم). 17842- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 17843-. .. . قال ، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. 17844- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. 17845- حدثنا المثنى قال ، حدثنا إسحاق، قال: سمعت المنقري يقول: (فلا يؤمنوا) ، يقول: دعا عليهم. (46)
واختلف أهل العربية في موضع: (يؤمنوا). فقال بعض نحويي البصرة: هو نصبٌ، لأن جواب الأمر بالفاء ، أو يكون دُعاء عليهم إذ عصوا . وقد حكي عن قائل هذا القول أنه كان يقول: هو نصبٌ ، عطفًا على قوله: (ليضلوا عن سبيلك) .
وقال آخر منهم، (47) وهو قول نحويي الكوفة: موضعه جزمٌ ، على الدعاء من موسى عليهم، بمعنى: فلا آمنوا، كما قال الشاعر: (48) فَـلا يَنْبَسِـطْ مِنْ بَيْن عَيْنَيْكَ مَا انزوَى وَلا تَلْقَنِـــي إِلا وَأَنْفُــكَ رَاغِــمُ (49) بمعنى: " فلا انبسط من بين عينيك ما انـزوى " ، " ولا لقيتني" ، على الدعاء.
وكان بعض نحويي الكوفة يقول: هو دعاء، كأنه قال: اللهم فلا يؤمنوا. قال: وإن شئت جعلتها جوابًا لمسألته إياه، لأن المسألة خرجت على لفظ الأمر، فتجعل : (فلا يؤمنوا)، في موضع نصب على الجواب، وليس يسهل. قال: ويكون كقول الشاعر: (50) يَــا نَــاقُ سِـيرِي عَنَقًـا فَسِـيحَا إِلَـــى سُـــلَيْمَانَ فَنَسْـــتَريحَا (51) قال: وليس الجواب يسهلُ في الدعاء ، لأنه ليس بشرط. (52)
قال أبو جعفر:والصواب من القول في ذلك ، أنه في موضع جزم على الدعاء، بمعنى: فلا آمنوا ، وإنما اخترت ذلك لأن ما قبله دعاءٌ، وذلك قوله: (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم)، فإلحاق قوله: (فلا يؤمنوا)، إذ كان في سياق ذلك بمعناه أشبهُ وأولى.
وأما قوله: (حتى يروا العذاب الأليم)، فإنّ ابن عباس كان يقول: معناه: حتى يروا الغرق ، وقد ذكرنا الرواية عنه بذلك من بعض وجوهها فيما مضى. (53) 17846- حدثني القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال ابن عباس: (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) ، قال: الغرق. ------------------------ الهوامش: (32) انظر تفسير " الملأ " فيما سلف ص : 166 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك . (33) انظر تفسير " الزينة " فيما سلف 12 : 389 . (34) انظر هاتين القراءتين في معاني القرآن للفراء 1 : 477 . (35) في المطبوعة : " ما أعطاه لأجله " ، وأثبت ما في المخطوطة . (36) في المخطوطة ، أسقط الناسخ فكتب : " فلا عتب عليهم في ذلك بخلاف ما توهمت " ، وقد أصاب ناشر المطبوعة فيما استظهره من السياق . (37) أي معنى العاقبة والمآل . (38) هو الفراء في معاني القرآن 1 : 477 . (39) في المطبوعة والمخطوطة : " يحلفون بالله " بغير السين ، وهذا حق التلاوة . (40) لم أعرف قائله . (41) انظر تفسير " الطمس " فيما سلف 8 : 444 ، 445 . (42) سلف البيت وتخريجه وشرحه 4 : 424 / 8 : 444 . (43) سقط من الترقيم سهوًا ، رقم : 17819 . (44) في المطبوعة : " حروثًا " ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب أيضًا . (45) انظر تفسير " الأليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( ألم ) . (46) الأثر : 17845 - "المنقري " ، هكذا في المطبوعة . وفي المخطوطة : " المعري " غير منقوطة ، وقد أعياني أن أعرف من يعني . (47) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 : 281 . (48) هو الأعشى . (49) ديوانه : 58 ، من قصيدته في هجاء يزيد بن مسهر الشيباني ، يقول له : فَهَـانَ عَلَيْنَـا مَـا يَقُـولُ ابْـنُ مُسْهرٍ بِـــرَغْمِكَ إذْ حَـلّتْ عَلَيْنَـا اللَّهَـازِمُ يَزِيـدُ يَغُـضُّ الطَّــرْفَ دُونِي , كَأَنَّمَا زَوَى بَيْــنَ عَيْنَيْـهِ عَـلَى المَحَـاجِمُ فَــلاَ يَنبَسِــطْ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فأقســم باللــه الـذي أنـا أعبـده لتصطفقــن يومــا عليـك المـآتم . (50) هو أبو النجم . (51) سيبويه 1 : 421 ، معاني القرآن للفراء 1 : 478 ، وغيرهما . وسيأتي في التفسير 13 : 159 ( بولاق ) . من أرجوزة له في سليمان بن عبد الملك ، لم أجدها مجموعة في مكان . و "العنق " ، ضرب من السير . و" الفسيح " الواسع البليغ . (52) هذا الذي سلف نص كلام الفراء في معاني القرآن 1 : 477 ، 478 . (53) انظر ما سلف رقم : 18735 ، 18736 .

الآية 88 من سورة يُونس باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (88) - Surat Yunus

And Moses said, "Our Lord, indeed You have given Pharaoh and his establishment splendor and wealth in the worldly life, our Lord, that they may lead [men] astray from Your way. Our Lord, obliterate their wealth and harden their hearts so that they will not believe until they see the painful punishment

الآية 88 من سورة يُونس باللغة الروسية (Русский) - Строфа (88) - Сура Yunus

Муса (Моисей) сказал: «Господь наш! Ты даровал Фараону и его знати в мирской жизни украшения и богатства. Господь наш! Они сбили других с Твоего пути. Господь наш! Уничтожь их богатство и ожесточи их сердца, чтобы они не могли уверовать, пока не увидят мучительные страдания»

الآية 88 من سورة يُونس باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (88) - سوره يُونس

موسیٰؑ نے دعا کی “اے ہمارے رب، تو نے فرعون اور اس کے سرداروں کو دنیا کی زندگی میں زینت اور اموال سے نواز رکھا ہے اے رب، کیا یہ اس لیے ہے کہ وہ لوگوں کو تیری راہ سے بھٹکائیں؟ اے رب، ان کے مال غارت کر دے اور ان کے دلوں پر ایسی مہر کر دے کہ ایمان نہ لائیں جب تک دردناک عذاب نہ دیکھ لیں

الآية 88 من سورة يُونس باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (88) - Ayet يُونس

Musa: "Rabbimiz! Doğrusu sen Firavun'a ve erkanına ziynetler ve dünya hayatında mallar verdin. Rabbimiz! Senin yolundan şaşırtmaları için mi? Rabbimiz! Mallarını yok et, kalblerini sık; çünkü onlar can yakıcı azabı görmedikçe inanmazlar" dedi

الآية 88 من سورة يُونس باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (88) - versículo يُونس

Dijo Moisés: "¡Señor nuestro! Has concedido al Faraón y su nobleza suntuosidad y riqueza en la vida mundanal. ¡Señor nuestro! Eso ha hecho que se extravíen y desvíen a la gente de Tu camino. ¡Señor nuestro! Devasta sus riquezas y endurece sus corazones, porque no creerán hasta que vean el castigo doloroso