(ثُمَّ) عاطفة (بَعَثْنا) ماض وفاعله والجملة معطوفة (مِنْ بَعْدِهِ) متعلقان ببعثنا والهاء مضاف إليه (رُسُلًا) مفعول به (إِلى قَوْمِهِمْ) متعلقان بجاءوهم (فَجاؤُهُمْ) الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله (بِالْبَيِّناتِ) متعلقان بالفعل. (فَما) الفاء عاطفة وما نافية (كانُوا) كان واسمها (لِيُؤْمِنُوا) اللام لام الجحود ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود واللام وما بعدها متعلقان بمحذوف خبر كانوا (بِما) اسم موصول في محل جر ومتعلقان بيؤمنوا (كَذَّبُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (بِهِ) متعلقان بكذبوا (كَذلِكَ) الكاف جارة واسم الإشارة في محل جر ومتعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف (نَطْبَعُ) مضارع فاعله مستتر والجملة مستأنفة (عَلى قُلُوبِ) متعلقان بنطبع (الْمُعْتَدِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
هي الآية رقم (74) من سورة يُونس تقع في الصفحة (217) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (11) ، وهي الآية رقم (1438) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
نطبع : نختم
ثم بعثنا من بعد نوح رسلا إلى أقوامهم (هودًا وصالحًا وإبراهيم ولوطًا وشعيبًا وغيرَهم) فجاء كل رسول قومه بالمعجزات الدالة على رسالته، وعلى صحة ما دعاهم إليه، فما كانوا ليصدِّقوا ويعملوا بما كذَّب به قوم نوح ومَن سبقهم من الأمم الخالية. وكما ختم الله على قلوب هؤلاء الأقوام فلم يؤمنوا، كذلك يختم على قلوب مَن شابههم ممن بعدهم من الذين تجاوزوا حدود الله، وخالفوا ما دعاهم إليه رسلهم من طاعته عقوبة لهم على معاصيهم.
(ثم بعثنا من بعده) أي نوح (رسلا إلى قومهم) كإبراهيم وهود وصالح (فجاءُوهم بالبينات) المعجزات (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) أي بعث الرسل إليهم (كذلك نطبع) نختم (على قلوب المعتدين) فلا تقبل الإيمان كما طبعنا على قلوب أولئك.
أي: (ثُمَّ بَعَثْنَا) من بعد نوح عليه السلام (رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ) المكذبين، يدعونهم إلى الهدى، ويحذرونهم من أسباب الردى.(فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ) أي: كل نبي أيد دعوته، بالآيات الدالة على صحة ما جاء به.(فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ) يعني: أن الله تعالى عاقبهم حيث جاءهم الرسول، فبادروا بتكذيبه، طبع الله على قلوبهم، وحال بينهم وبين الإيمان بعد أن كانوا متمكنين منه، كما قال تعالى: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ)ولهذا قال هنا: (كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ) أي: نختم عليها، فلا يدخلها خير، وما ظلمهم (الله)، ولكنهم ظلموا أنفسهم بردهم الحق لما جاءهم، وتكذيبهم الأول.
يقول تعالى : ثم بعثنا من بعد نوح رسلا إلى قومهم ، فجاءوهم بالبينات ، أي : بالحجج والأدلة والبراهين على صدق ما جاءوهم به ، ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ) أي : فما كانت الأمم لتؤمن بما جاءتهم به رسلهم ، بسبب تكذيبهم إياهم أول ما أرسلوا إليهم ، كما قال تعالى : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) ( الأنعام : 110 ) . وقوله : ( كذلك نطبع على قلوب المعتدين ) أي : كما طبع الله على قلوب هؤلاء ، فما آمنوا بسبب تكذيبهم المتقدم ، هكذا يطبع الله على قلوب من أشبههم ممن بعدهم ، ويختم على قلوبهم ، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم . والمراد : أن الله تعالى أهلك الأمم المكذبة للرسل ، وأنجى من آمن بهم ، وذلك من بعد نوح ، عليه السلام ، فإن الناس كانوا من قبله من زمان آدم عليه السلام على الإسلام ، إلى أن أحدث الناس عبادة الأصنام ، فبعث الله إليهم نوحا ، عليه السلام ؛ ولهذا يقول له المؤمنون يوم القيامة : أنت أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض . وقال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الإسلام . وقال الله تعالى : ( وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ) ( الإسراء : 17 ) ، وفي هذا إنذار عظيم لمشركي العرب الذين كذبوا بسيد الرسل وخاتم الأنبياء والمرسلين ، فإنه إذا كان قد أصاب من كذب بتلك الرسل ما ذكره الله تعالى من العقاب والنكال ، فماذا ظن هؤلاء وقد ارتكبوا أكبر من أولئك ؟
القول في تأويل قوله تعالى : ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ثم بعثنا من بعد نوح رسلا إلى قومهم، فأتوهم ببينات من الحجج والأدلّة على صدقهم، وأنهم لله رسل، وأن ما يدعونهم إليه حقّ ، (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ، يقول: فما كانوا ليصدّقوا بما جاءتهم به رسلهم بما كذب به قوم نوح ومن قبلَهم من الأمم الخالية من قبلهم ، (كذلك نطبع على قلوب المعتدين) ، يقول تعالى ذكره: كما طبعنا على قلوب أولئك فختمنا عليها، فلم يكونوا يقبَلون من أنبياء الله نصيحتَهم، ولا يستجيبون لدعائهم إيّاهم إلى ربهم ، بما اجترموا من الذنوب واكتسبوا من الآثام (27) ، كذلك نطبع على قلوب من اعتدى على ربّه فتجاوز ما أمره به من توحيده، وخالف ما دعاهم إليه رسلهم من طاعته، (28) عقوبة لهم على معصيتهم ربَّهم من هؤلاء الآخرين من بعدهم. ----------------------- الهوامش : (27) انظر تفسير " الطبع " فيما سلف 14 : 424 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك . (28) انظر تفسير " الاعتداء " فيما سلف من فهارس اللغة (عدا) .
Then We sent after him messengers to their peoples, and they came to them with clear proofs. But they were not to believe in that which they had denied before. Thus We seal over the hearts of the transgressors
После него Мы отправили посланников к их народам. Они приносили им ясные знамения, но те не желали уверовать в то, что отвергали прежде. Так Мы запечатываем сердца преступников
پھر نوحؑ کے بعد ہم نے مختلف پیغمبروں کو اُن کی قوموں کی طرف بھیجا اور وہ اُن کے پاس کھلی کھلی نشانیاں لے کر آئے، مگر جس چیز کو انہوں نے پہلے جھٹلا دیا تھا اسے پھر مان کر نہ دیا اس طرح ہم حد سے گزر جانے والوں کے دلوں پر ٹھپہ لگا دیتے ہیں
Sonra onun ardından milletlere peygamberler gönderdik, onlara belgeler getirdiler. Diğerlerinin daha önce yalan saymış olduklarına bunlar da inanmadılar. Aşırı gidenlerin kalblerini işte böylece mühürleriz
Luego envié otros Mensajeros, quienes se presentaron ante sus pueblos con las evidencias, pero al igual que sus predecesores no creyeron. Así es como sellamos los corazones de los que transgreden