مشاركة ونشر

تفسير الآية الثانية والأربعين (٤٢) من سورة الأنفَال

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثانية والأربعين من سورة الأنفَال ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

إِذۡ أَنتُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلۡقُصۡوَىٰ وَٱلرَّكۡبُ أَسۡفَلَ مِنكُمۡۚ وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡمِيعَٰدِ وَلَٰكِن لِّيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٤٢

الأستماع الى الآية الثانية والأربعين من سورة الأنفَال

إعراب الآية 42 من سورة الأنفَال

(إِذْ) ظرف لما مضى من الزمان، بدل من الظرف يوم قبله. (أَنْتُمْ) ضمير منفصل مبتدأ. (بِالْعُدْوَةِ) متعلقان بمحذوف خبره. (الدُّنْيا) صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر، والجملة في محل جر بالإضافة. (وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى) اعرابها كسابقتها. (وَالرَّكْبُ) مبتدأ والواو حالية. (أَسْفَلَ) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبره. (مِنْكُمْ) متعلقان بمحذوف الخبر والجملة في محل نصب حال. (وَلَوْ) حرف شرط والواو للاستئناف. (تَواعَدْتُمْ) فعل ماض والتاء فاعل، والجملة مستأنفة. (لَاخْتَلَفْتُمْ) فعل ماض وفاعل. (فِي الْمِيعادِ) متعلقان بالفعل، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. (وَلكِنْ) حرف استدراك. الواو عاطفة. (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً) فعل مضارع وفاعل ومفعول به. والمصدر المؤول من الفعل وأن المضمرة بعد لام التعليل في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره قدّر اللّه.. (كانَ مَفْعُولًا) كان وخبرها واسمها ضمير مستتر والجملة في محل نصب صفة. (لِيَهْلِكَ) المصدر المؤول بدل من مصدر ليقضي أو متعلق بمفعولا. (مَنْ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل وجملة هلك صلة الموصول. (عَنْ بَيِّنَةٍ) متعلقان بالفعل. (وَيَحْيى مَنْ حَيَّ) إعرابه كسابقه. (وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) إن واسمها وخبرها واللام المزحلقة والجملة مستأنفة لا محل لها.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (42) من سورة الأنفَال تقع في الصفحة (182) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (10)

مواضيع مرتبطة بالآية (10 مواضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 42 من سورة الأنفَال

بالعدوة الدّنيا : بحافّة الوادي و ضفّته الأقرب للمدينة ، الرّكب : عير قريش فيها أموالهم

الآية 42 من سورة الأنفَال بدون تشكيل

إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ﴿٤٢

تفسير الآية 42 من سورة الأنفَال

واذكروا حينما كنتم على جانب الوادي الأقرب إلى "المدينة"، وعدوكم نازل بجانب الوادي الأقصى، وعِير التجارة في مكان أسفل منكم إلى ساحل "البحر الأحمر"، ولو حاولتم أن تضعوا موعدًا لهذا اللقاء لاختلفتم، ولكنَّ الله جمعكم على غير ميعاد؛ ليقضي أمرًا كان مفعولا بنصر أوليائه، وخِذْلان أعدائه بالقتل والأسر؛ وذلك ليهلك من هلك منهم عن حجة لله ثبتت له فعاينها وقطعت عذره، وليحيا مَن حيَّ عن حجة لله قد ثبتت وظهرت له. وإن الله لسميع لأقوال الفريقين، لا يخفى عليه شيء، عليم بنيَّاتهم.

(إذ) بدل من يوم (أنتم) كائنون (بالعُدوة الدنيا) القربى من المدينة وهى بضم العين وكسرها جانب الوادي (وهم بالعدوة القصوى) البعدى منها (والركب) العير كائنون بمكان (أسفل منكم) مما يلي البحر (ولو تواعدتم) أنتم والنفير للقتال (لاختلفتم في الميعاد ولكن) جمعكم بغير ميعاد (ليقضى الله أمرا كان مفعولا) في علمه وهو نصر الإسلام وَمَحْقُ الكفر فعل ذلك (ليهلك) يكفر (من هلك عن بينةٍ) أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير (ويحيى) يؤمن (من حيَّ عن بينة وإن الله لسميع عليم).

(‏إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا‏)‏ أي‏:‏ بعدوة الوادي القريبة من المدينة، وهم بعدوته أي‏:‏ جانبه البعيدة من المدينة، فقد جمعكم واد واحد‏


(‏وَالرَّكْبُ‏)‏ الذي خرجتم لطلبه، وأراد اللّه غيره ‏(‏أَسْفَلَ مِنْكُمْ‏)‏ مما يلي ساحل البحر‏
(‏وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ‏)‏ أنتم وإياهم على هذا الوصف وبهذه الحال ‏(‏لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ‏)‏ أي‏:‏ لا بد من تقدم أو تأخر أو اختيار منزل، أو غير ذلك، مما يعرض لكم أو لهم، يصدفكم عن ميعادكم ‏(‏وَلَكِنْ‏)‏ اللّه جمعكم على هذه الحال ‏(‏لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا‏)‏ أي‏:‏ مقدرا في الأزل، لا بد من وقوعه‏
(‏لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ‏)‏ أي‏:‏ ليكون حجة وبينة للمعاند، فيختار الكفر على بصيرة وجزم ببطلانه، فلا يبقى له عذر عند اللّه‏
(‏وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ‏)‏ أي‏:‏ يزداد المؤمن بصيرة ويقينا، بما أرى اللّه الطائفتين من أدلة الحق وبراهينه، ما هو تذكرة لأولي الألباب‏
(‏وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ‏)‏ سميع لجميع الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات، عليم بالظواهر والضمائر والسرائر، والغيب والشهادة‏.‏

يقول تعالى ( مخبرا ) عن يوم الفرقان : ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا ) أي : إذ أنتم نزول بعدوة الوادي الدنيا القريبة إلى المدينة ، ) وهم ) - أي : المشركون - نزول ( بالعدوة القصوى ) أي : البعيدة التي من ناحية مكة ، ) والركب ) أي : العير الذي فيه أبو سفيان بما معه من التجارة ( أسفل منكم ) أي : مما يلي سيف البحر ( ولو تواعدتم ) أي : أنتم والمشركون إلى مكان ( لاختلفتم في الميعاد ) قال محمد بن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه في هذه الآية قال : ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم ، ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم ، ما لقيتموهم ، ( ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) أي : ليقضي الله ما أراد بقدرته من إعزاز الإسلام وأهله ، وإذلال الشرك وأهله ، عن غير ملأ منكم ، ففعل ما أراد من ذلك بلطفه . وفي حديث كعب بن مالك قال : إنما خرج رسول الله - ﷺ - والمسلمون يريدون عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد . وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثني ابن علية ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال : أقبل أبو سفيان في الركب من الشام ، وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله - ﷺ - وأصحابه ، فالتقوا ببدر ، لا يشعر هؤلاء بهؤلاء ، ولا هؤلاء بهؤلاء ، حتى التقت السقاة ، ونهد الناس بعضهم لبعض . وقال محمد بن إسحاق في السيرة : ومضى رسول الله - ﷺ - على وجهه ذلك حتى إذا كان قريبا من " الصفراء " بعث بسبس بن عمرو ، وعدي بن أبي الزغباء الجهنيين ، يلتمسان الخبر عن أبي سفيان ، فانطلقا حتى إذا وردا بدرا فأناخا بعيريهما إلى تل من البطحاء ، فاستقيا في شن لهما من الماء ، فسمعا جاريتين تختصمان ، تقول إحداهما لصاحبتها : اقضيني حقي ، وتقول الأخرى : إنما تأتي العير غدا أو بعد غد ، فأقضيك حقك


فخلص بينهما مجدي بن عمرو ، وقال : صدقت ، فسمع ذلك بسبس وعدي ، فجلسا على بعيريهما ، حتى أتيا رسول الله - ﷺ - فأخبراه الخبر
وأقبل أبو سفيان حين وليا وقد حذر ، فتقدم أمام عيره وقال لمجدي بن عمرو : هل أحسست على هذا الماء من أحد تنكره ؟ فقال : لا والله ، إلا أني قد رأيت راكبين أناخا إلى هذا التل ، فاستقيا في شن لهما ، ثم انطلقا
فجاء أبو سفيان إلى مناخ بعيريهما ، فأخذ من أبعارهما ، ففته ، فإذا فيه النوى ، فقال : هذه والله علائف يثرب
ثم رجع سريعا فضرب وجه عيره ، فانطلق بها فساحل حتى إذا رأى أن قد أحرز عيره بعث إلى قريش فقال : إن الله قد نجى عيركم وأموالكم ورجالكم ، فارجعوا . فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نأتي بدرا - وكانت بدر سوقا من أسواق العرب - فنقيم بها ثلاثا ، فنطعم بها الطعام ، وننحر بها الجزر ونسقي بها الخمر ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبسيرنا ، فلا يزالون يهابوننا بعدها أبدا . فقال الأخنس بن شريق : يا معشر بني زهرة ، إن الله قد نجى أموالكم ، ونجى صاحبكم ، فارجعوا
فأطاعوه ، فرجعت بنو زهرة ، فلم يشهدوها ولا بنو عدي . قال محمد بن إسحاق : وحدثني يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير قال : وبعث رسول الله - ﷺ - حين دنا من بدر - علي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص ، والزبير بن العوام ، في نفر من أصحابه ، يتجسسون له الخبر فأصابوا سقاة لقريش : غلاما لبني سعيد بن العاص ، وغلاما لبني الحجاج ، فأتوا بهما رسول الله - ﷺ - فوجدوه يصلي ، فجعل أصحاب رسول الله - ﷺ - يسألونهما : لمن أنتما ؟ فيقولان : نحن سقاة لقريش ، بعثونا نسقيهم من الماء
فكره القوم خبرهما ، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان ، فضربوهما فلما ذلقوهما قالا نحن لأبي سفيان
فتركوهما ، وركع رسول الله - ﷺ - وسجد سجدتين ، ثم سلم وقال : إذا صدقاكم ضربتموهما ، وإذا كذباكم تركتموهما
صدقا ، والله إنهما لقريش ، أخبراني عن قريش "
قالا هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى - والكثيب : العقنقل - فقال لهما رسول الله - ﷺ - : كم القوم ؟ قالا كثير
قال : ما عدتهم ؟ قالا ما ندري
قال : كم ينحرون كل يوم ؟ قالا يوما تسعا ، ويوما عشرا ، قال رسول الله - ﷺ - : القوم ما بين التسعمائة إلى الألف
ثم قال لهما : فمن فيهم من أشراف قريش ؟ قالا عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو البختري بن هشام ، وحكيم بن حزام ، ونوفل بن خويلد ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وطعيمة بن عدي بن ( نوفل ، والنضر بن الحارث ، وزمعة بن الأسود ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية ) بن خلف ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وسهيل بن عمرو ، وعمرو بن عبد ود
فأقبل رسول الله - ﷺ - على الناس فقال : هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها . قال محمد بن إسحاق - رحمه الله تعالى - : وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم : أن سعد بن معاذ قال لرسول الله - ﷺ - لما التقى الناس يوم بدر : يا رسول الله ، ألا نبني لك عريشا تكون فيه ، وننيخ إليك ركائبك ، ونلقى عدونا ، فإن أظفرنا الله عليهم وأعزنا فذاك ما نحب ، وإن تكن الأخرى فتجلس على ركائبك ، وتلحق بمن وراءنا من قومنا ، فقد - والله - تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد لك حبا منهم ، لو علموا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك ، ويوادونك وينصرونك
فأثنى عليه رسول الله - ﷺ - خيرا ، ودعا له به
فبني له عريش ، فكان فيه رسول الله - ﷺ - وأبو بكر ، ما معهما غيرهما . قال ابن إسحاق : وارتحلت قريش حين أصبحت ، فلما أقبلت ورآها رسول الله - ﷺ - تصوب من العقنقل - وهو الكثيب - الذي جاءوا منه إلى الوادي قال : اللهم هذه قريش قد أقبلت بفخرها وخيلائها تحادك وتكذب رسولك ، اللهم أحنهم الغداة . وقوله : ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) قال محمد بن إسحاق : أي ليكفر من كفر بعد الحجة ، لما رأى من الآية والعبرة ، ويؤمن من آمن على مثل ذلك . وهذا تفسير جيد
وبسط ذلك أنه تعالى يقول : إنما جمعكم مع عدوكم في مكان واحد على غير ميعاد ، لينصركم عليهم ، ويرفع كلمة الحق على الباطل ، ليصير الأمر ظاهرا ، والحجة قاطعة ، والبراهين ساطعة ، ولا يبقى لأحد حجة ولا شبهة ، فحينئذ يهلك من هلك أي : يستمر في الكفر من استمر فيه على بصيرة من أمره أنه مبطل ، لقيام الحجة عليه ، ( ويحيى من حي ) أي : يؤمن من آمن ( عن بينة ) أي : حجة وبصيرة
والإيمان هو حياة القلوب ، قال الله تعالى : ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) ( الأنعام : 122 ) ، وقالت عائشة في قصة الإفك : في هلك من هلك أي : قال فيها ما قال من الكذب والبهتان والإفك . وقوله : ( وإن الله لسميع ) أي : لدعائكم وتضرعكم واستغاثتكم به ) عليم ) أي : بكم وأنكم تستحقون النصر على أعدائكم الكفرة المعاندين .

القول في تأويل قوله : إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أيقنوا، أيها المؤمنون، واعلموا أن قسم الغنيمة على ما بيَّنه لكم ربكم، إن كنتم آمنتم بالله وما أنـزل على عبده يوم بدر, إذ فرق بين الحق والباطل من نصر رسوله= " إذ أنتم "، حينئذ، " بالعدوة الدنيا "، يقول: بشفير الوادي الأدنى إلى المدينة (41) = " وهم بالعدوة القصوى " ، يقول: وعدوكم من المشركين نـزولٌ بشَفير الوادي الأقصى إلى مكة= " والركب أسفل منكم " ، يقول: والعير فيه أبو سفيان وأصحابه في موضع أسفل منكم إلى ساحل البحر.


وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 16139 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا "، قال: شفير الوادي الأدنى، وهم بشفير الوادي الأقصى= " والركب أسفل منكم " ، قال: أبو سفيان وأصحابه، أسفلَ منهم. 16140- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى "، وهما شفير الوادي. كان نبيُّ الله بأعلى الوادي، والمشركون أسفلَه = " والركب أسفل منكم " ، يعني: أبا سفيان, (انحدر بالعير على حوزته)، (42) حتى قدم بها مكة. 16141 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى "، من الوادي إلى مكة= " والركب أسفل منكم "، أي: عير أبي سفيان التي خرجتم لتأخذوها وخرجوا ليمنعوها، عن غير ميعاد منكم ولا منهم. (43) 16142 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: " والركب أسفل منكم "، قال: أبو سفيان وأصحابه، مقبلون من الشأم تجارًا, لم يشعروا بأصحاب بدر, ولم يشعر محمد ﷺ بكفار قريش، ولا كفار قريش بمحمد وأصحابه, حتى التقى على ماء بدر من يسقي لهم كلهم. (44) فاقتتلوا, (45) فغلبهم أصحاب محمد ﷺ فأسروهم. 16143- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, بنحوه. 16144- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله. 16145 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال: ذكر منازل القوم والعير فقال: " إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى "، والركب: هو أبو سفيان (46) = " أسفل منكم "، على شاطئ البحر.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: " إذ أنتم بالعدوة " . فقرأ ذلك عامة قرأة المدنيين والكوفيين: ( بِالعُدْوَةِ )، بضم العين.
وقرأه بعض المكيين والبصريين: ( بِالعِدْوَةِ)، بكسر العين.
قال أبو جعفر: وهما لغتان مشهورتان بمعنى واحد, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، يُنْشَد بيت الراعي: وَعَيْنَـــانِ حُـــمْرٌ مَآقِيهِمَـــا كَمَــا نَظَــرَ العِــدْوَةَ الجُــؤْذَرُ (47) بكسر العين من " العدوة ", وكذلك ينشد بيت أوس بن حجر: وَفَـارِس لَـوْ تَحُـلُّ الخَـيْلُ عِدْوَتَـهُ وَلَّـوْا سِـرَاعًا, وَمَـا هَمُّـوا بِإقْبَـالِ (48)
القول في تأويل قوله : وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا قال أبو جعفر: يعنى تعالى ذكره: ولو كان اجتماعكم في الموضع الذي اجتمعتم فيه، أنتم أيها المؤمنون وعدوكم من المشركين، عن ميعاد منكم ومنهم, = " لاختلفتم في الميعاد "، لكثرة عدد عدوكم، وقلة عددكم، ولكن الله جمعكم على غير ميعاد بينكم وبينهم (49) = " ليقضي الله أمرًا كان مفعولا "، وذلك القضاء من الله، (50) كان نصره أولياءه من المؤمنين بالله ورسوله, وهلاك أعدائه وأعدائهم ببدر بالقتل والأسر، كما:- 16146 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد " ، ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم، ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم، ما لقيتموهم= " ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولا " ، أي: ليقضي الله ما أراد بقدرته، من إعزاز الإسلام وأهله, وإذلال الشرك وأهله, عن غير مَلأ منكم، (51) ففعل ما أراد من ذلك بلطفه. (52) 16147 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد:،أخبرني يونس بن شهاب قال، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يقول في غزوة بدر: إنما خرج رسول الله ﷺ والمسلمون يريدون عِيَر قريش, حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. (53) 16148 - حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية, عن ابن عون, عن عمير بن إسحاق قال: أقبل أبو سفيان في الركب من الشام, وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله ﷺ وأصحابه, فالتقوا ببدر, ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء، ولا هؤلاء بهؤلاء, حتى التقت السُّقَاة. قال: ونَهَدَ الناسُ بعضهم لبعض. (54)
القول في تأويل قوله : لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولكن الله جمعهم هنالك، ليقضي أمرًا كان مفعولا= " ليهلك من هلك عن بينة " .
وهذه اللام في قوله: " ليهلك " مكررة على " اللام " في قوله: لِيَقْضِيَ ، كأنه قال: ولكن ليهلك من هلك عن بينة, جَمَعكم.
ويعني بقوله: " ليهلك من هلك عن بينة " ، ليموت من مات من خلقه، (55) عن حجة لله قد أثبتت له وقطعت عذره, وعبرة قد عاينها ورآها (56) = " ويحيا من حي عن بينة " ، يقول: وليعيش من عاش منهم عن حجة لله قد أُثبتت له وظهرت لعينه فعلمها، جمعنا بينكم وبين عدوكم هنالك.
وقال ابن إسحاق في ذلك بما:- 16149 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " ليهلك من هلك عن بينة " ، ( أي ليكفر من كفر بعد الحجة)، (57) لما رأى من الآية والعبرة, (58) ويؤمن من آمن على مثل ذلك. (59)
وأما قوله: " وإن الله لسميع عليم " ، فإن معناه: " وإن الله "، أيها المؤمنون، = " لسميع " ، لقولكم وقول غيركم، حين يُري الله نبيه في منامه ويريكم، عدوكم في أعينكم قليلا وهم كثير, ويراكم عدوكم في أعينهم قليلا= " عليم "، بما تضمره نفوسكم، وتنطوي عليه قلوبكم, حينئذ وفي كل حال. (60) يقول جل ثناؤه لهم ولعباده: فاتقوا ربكم، (61) أيها الناس، في منطقكم: أن تنطقوا بغير حق, وفي قلوبكم: أن تعتقدوا فيها غيرَ الرُّشد, فإن الله لا يخفى عليه خافية من ظاهر أو باطن. -------------------- الهوامش : (41) " شفير الوادي " : ناحية من أعلاه ، وهو حده وحرفه . (42) هكذا كتب هذه الجملة بين القوسين ناشر المطبوعة ، ولا أدري ما هو . والذي في المخطوطة : " انخدم بالعير على حورمة " هكذا ، ولم أستطع أن أجد لقراءتها وجهًا اطمئن غليه ، ولم أجد الخبر في مكان آخر . (43) الأثر : 16141 - سيرة ابن هشام 2 : 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16137. (44) ( 3 ) في المطبوعة : " حتى التقيا " ، وأثبت ما في المخطوطة . (45) " فاقتتلوا " ، مكررة في المخطوطة مرتين ، وأنا في ريب من هذه الجملة كلها . (46) في المطبوعة : " أبو سفيان وعيره " ، زاد ما ليس في المخطوطة . (47) لم أجد البيت في مكان آخر ، وللراعي أبيات كثيرة مفرقة على هذا الوزن ، كأنه منها . (48) من قصيدته في رثاء فضالة بن كلدة الأسدي ، والبيت في منتهى الطلب ، وليس في ديوانه ، يقول قبله : أمْ مَلِعَادِيَـــةٍ تـــردِي مُلَمْلَمَــةٍ كأنَّهَـا عَـارِضٌ فـي هَضْـبِ أوْعالِ لَهَـا لَمَّـا رأوك عَـلَى نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ يَسْــعَى بِـبزِّ كَـمِيٍّ غَـيْرِ مِعْـزَالِ وَفَــارِسٍ لا يَحُــلُّ القَـوْمُ عُدْوَتَـهُ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وهذه أجود من روايته " لو تحل " ، فالنفي هنا حق الكلام . (49) انظر تفسير " الميعاد " فيما سلف 6 : 222 (50) انظر تفسير " القضاء " فيما سلف 11 : 267 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك . (51) في المطبوعة : " عن غير بلاء " ، وفي سيرة ابن هشام ، في أصل المطبوعة مثله ، وهو كلام فاسد جدًا . وفي مخطوطة الطبري ، ومخطوطات ابن هشام ومطبوعة أوربا ، : " عن غير ملأ " ، كما أثبتها . يقال : " ما كان هذا الأمر عن ملأ منا " ، أي : عن تشاور واجتماع . وفي حديث عمر حين طعن : " أكان هذا عن ملأ منكم ؟ " ، أي : عن مشاورة من أشرافكم وجماعتكم . ثم غير ناشر المطبوعة الكلمة التي بعدها ، كتب " فعل " ، مكان " ففعل " . وكل هذا عبث وذهاب ورع . (52) الأثر : 16146 - سيرة ابن هشام 2 : 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16141. (53) الأثر : 16147 - " " عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري " ، ثقة ، روى عن أبيه . وروى عنه الزهري . كان أعلم قومه وأوعاهم . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 2 249 . و " عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري " ، ثقة ، كان قائد أبيه حين عمى ، روى عن أبيه . روى . روى عنه ابنه عبد الرحمن ، وروى عنه الزهري . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 2 2 142 . وكان في المخطوطة : " إنما يخرج رسول الله " ، وهو جيد عربي . ولكنه في المراجع " إنما خرج " ، فأثبته كما في المطبوعة . وهذا الخبر جزء من خبر كعب بن مالك ، الطويل في امر غزوة تبوك ، وما كان من تخلفه حتى تاب الله عليه . ورواه أحمد في مسنده 3 : 456 ، 457 ، 459 6 : 387 . ورواه البخاري في صحيحه ( الفتح 8 : 86 ) . ورواه مسلم في صحيحه من هذه الطريق 17 : 87 . (54) الأثر : 16148 - " ابن عون " ، هو " عبد الله بن عون المزني " ، مضى مرارًا . و " عمير بن إسحاق القرشي " ، لم يرو عنه غير ابن عون ، متكلم فيه . مضى برقم : 7776 . وكان في المطبوعة : " عمر بن إسحاق " ، لم يحسن قراءة المخطوطة . وقوله : " نهد الناس بعضهم لبعض " ، نهضوا إلى القتال . يقال : " نهد القوم إلى عدوهم ، ولعدوهم " ، أي : صمدوا له وشرعوا في قتاله . و " نهدوا يسألونه " ، أي : شرعوا ونهضوا . وكأن ناشر المطبوعة لم يفهمها أو لم يحسن قراءتها ، فكتب مكان " نهد " : " نظر الناس ... " ، وهذا من طول عبثه بهذا النص الجليل ، حتى ألف العبث واستمر عليه واستمرأه . (55) انظر تفسير " هلك " فيما سلف ص : 149 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك . (56) انظر تفسير " بينة " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) . (57) هذه الزيادة بين القوسين لا بد منها ، أضفتها من سيرة ابن هشام . (58) في المطبوعة : " من الآيات والعبر " ، وفي المخطوطة : " من الآيات والعبرة " ، وأثبت الصواب من سيرة ابن هشام . (59) الأثر : 16149 - سيرة ابن هشام 2 : 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16146 . (60) انظر تفسير " سميع " و " عليم " فيما سلف من فهارس اللغة ( سمع ) ، ( علم ) . (61) في المطبوعة والمخطوطة : " واتقوا " بالواو ، و " والفاء " ، هنا حق الكلام .

الآية 42 من سورة الأنفَال باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (42) - Surat Al-Anfal

[Remember] when you were on the near side of the valley, and they were on the farther side, and the caravan was lower [in position] than you. If you had made an appointment [to meet], you would have missed the appointment. But [it was] so that Allah might accomplish a matter already destined - that those who perished [through disbelief] would perish upon evidence and those who lived [in faith] would live upon evidence; and indeed, Allah is Hearing and Knowing

الآية 42 من سورة الأنفَال باللغة الروسية (Русский) - Строфа (42) - Сура Al-Anfal

Вот вы находились на ближней стороне долины, они - на дальней стороне, а караван был ниже вас. Если бы вы условились, то разошлись бы во времени и месте. Однако все произошло так, чтобы Аллах довел до конца дело, которое уже было свершившимся, дабы погиб тот, кто погиб при полной ясности, и дабы выжил тот, кто выжил при полной ясности. Воистину, Аллах - Слышащий, Знающий

الآية 42 من سورة الأنفَال باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (42) - سوره الأنفَال

یاد کرو وہ وقت جبکہ تم وادی کے اِس جانب تھے اور وہ دُوسری جانب پڑاؤ ڈالے ہوئے تھے اور قافلہ تم سے نیچے (ساحل) کی طرف تھا اگر کہیں پہلے سے تمہارے اور ان کے درمیان مقابلہ کی قرارداد ہو چکی ہوتی تو تم ضرور اس موقع پر پہلو تہی کر جاتے، لیکن جو کچھ پیش آیا وہ اس لیے تھا کہ جس بات کا فیصلہ اللہ کر چکا تھا اسے ظہُور میں لے آئے تاکہ جسے ہلاک ہونا ہے وہ دلیل روشن کے ساتھ ہلاک ہو اور جسے زندہ رہنا ہے وہ دلیل روشن کے ساتھ زندہ رہے، یقیناً خدا سُننے والا اور جاننے والا ہے

الآية 42 من سورة الأنفَال باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (42) - Ayet الأنفَال

Siz vadiye en yakın ve onlar da en uzak yamaçta idiler; kervanın süvarileri sizden daha aşağıdaydı. Savaş için buluşmak üzere sözleşmeye kalksaydınız, vaktini tayinde anlaşmazlığa düşerdiniz; fakat Allah mahvolan, apaçık belgeden ötürü mahvolsun, yaşayan da apaçık belgeden ötürü yaşasın diye olacak işi yaptı. Doğrusu Allah işitir ve bilir

الآية 42 من سورة الأنفَال باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (42) - versículo الأنفَال

[Recuerda] cuando se encontraban en el valle más cercano [a Medina] y el ejército de los idólatras en el más lejano, y la caravana de camellos más abajo [en dirección al mar]. Y si ustedes hubieran sabido que se habría de producir una batalla, se habrían negado a aceptar el desafío. Pero [la batalla fue provocada aun así] para que Dios llevara a cabo algo [que Él había dispuesto] que ocurriera, y para que quien hubiera de perecer [en ese día], pereciera ante una prueba clara de la verdad; y quien hubiera de sobrevivir, sobreviviera ante una prueba clara de la verdad. Dios todo lo oye, todo lo sabe