مشاركة ونشر

تفسير الآية السادسة والتسعين (٩٦) من سورة البَقَرَة

الأستماع وقراءة وتفسير الآية السادسة والتسعين من سورة البَقَرَة ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ ﴿٩٦

الأستماع الى الآية السادسة والتسعين من سورة البَقَرَة

إعراب الآية 96 من سورة البَقَرَة

(وَلَتَجِدَنَّهُمْ) الواو عاطفة، اللام واقعة في جواب القسم، تجدن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها من الإعراب والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت والهاء مفعول به أول والميم لجمع الذكور. (أَحْرَصَ) مفعول به ثان. (النَّاسِ) مضاف إليه. (عَلى حَياةٍ) الجار والمجرور متعلقان بأحرص والجملة مستأنفة لا محل لها. (وَمِنَ الَّذِينَ) الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره وأحرص من الذين أشركوا. (أَشْرَكُوا) فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول. (يَوَدُّ) فعل مضارع. (أَحَدُهُمْ) فاعل مرفوع بالضمة والجملة استئنافية أو حالية. (لَوْ) حرف مصدري. (يُعَمَّرُ) فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والحرف المصدري مع الفعل في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به والتقدير يود أحدهم التعمير. (أَلْفَ) ظرف زمان متعلق بيعمر. (سَنَةٍ) مضاف إليه. (وَما) الواو حالية، ما نافية حجازية تعمل عمل ليس. (هُوَ) ضمير رفع منفصل في محل رفع اسمها. (بِمُزَحْزِحِهِ) الباء حرف جر زائد، مزحزحه اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما. (مِنَ الْعَذابِ) متعلقان بمزحزح. (أَنْ) حرف مصدري ونصب. (يُعَمَّرُ) فعل مضارع مبني للمجهول منصوب ونائب الفاعل مستتر، وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لاسم الفاعل مزحزح. وجملة: (ما هو بمزحزحه) حالية. (وَاللَّهُ) الواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ. (بَصِيرٌ) خبر والجملة مستأنفة. (بِما) الباء حرف جر، ما موصولة أو مصدرية في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان ببصير. (يَعْمَلُونَ) فعل مضارع والواو فاعل والجملة صلة الموصول. والعائد محذوف بما يعملونه.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (96) من سورة البَقَرَة تقع في الصفحة (15) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (1)

مواضيع مرتبطة بالآية (10 مواضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 96 من سورة البَقَرَة

لو يُعمّر : لو يطول عُمُرُه

الآية 96 من سورة البَقَرَة بدون تشكيل

ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ﴿٩٦

تفسير الآية 96 من سورة البَقَرَة

ولتعلمَنَّ -أيها الرسول- أن اليهود أشد الناس رغبة في طول الحياة أيًّا كانت هذه الحياة من الذلَّة والمهانة، بل تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين. يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة، ولا يُبْعده هذا العمر الطويل إن حصل من عذاب الله. والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها بما يستحقون من العذاب.

(ولتجدنهم) لام قسم (أحرص الناس على حياة و) أحرص (من الذين أشركوا) المنكرين للبعث عليها لعلمهم بأن مصيرهم النار دون المشركين لإنكارهم له (يودُّ) يتمنى (أحدهم لو يعمر ألف سنة) لو مصدرية بمعنى أن وهي بصلتها في تأويل مصدر مفعول يود (وما هو) أي أحدهم (بمزحزحه) مبعده (من العذاب) النار (أن يعمَّر) فاعل مزحزحه أي تعميره (والله بصير بما يعملون) بالياء والتاء فيجازيهم وسأل ابن صوريا النبي أو عمر عمن يأتي بالوحي من الملائكة فقال جبريل فقال هو عدونا يأتي بالعذاب ولو كان ميكائيل لآمنا لأنه يأتي بالخصب والسلم فنزل:

وهم أحرص على الحياة من كل أحد من الناس, حتى من المشركين الذين لا يؤمنون بأحد من الرسل والكتب. ثم ذكر شدة محبتهم للدنيا فقال: ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ) وهذا أبلغ ما يكون من الحرص, تمنوا حالة هي من المحالات، والحال أنهم لو عمروا العمر المذكور, لم يغن عنهم شيئا ولا دفع عنهم من العذاب شيئا. ( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) تهديد لهم على المجازاة بأعمالهم.

"ولتجدنهم أحرص الناس على حياة": أي : ( أحرص الخلق على حياة أي ) : على طول عمر ، لما يعلمون من مآلهم السيئ وعاقبتهم عند الله الخاسرة ; لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فهم يودون لو تأخروا عن مقام الآخرة بكل ما أمكنهم


وما يحذرون واقع بهم لا محالة ، حتى وهم أحرص ( الناس ) من المشركين الذين لا كتاب لهم
وهذا من باب عطف الخاص على العام . قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( ومن الذين أشركوا ) قال : الأعاجم . ورواه الحاكم في مستدركه من حديث الثوري ، وقال : صحيح على شرطهما ، ولم يخرجاه
قال : وقد اتفقا على سند تفسير الصحابي
وقال الحسن البصري : ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) قال : المنافق أحرص الناس على حياة ، وهو أحرص على الحياة من المشرك ( يود أحدهم ) أي : أحد اليهود كما يدل عليه نظم السياق . وقال أبو العالية : ( يود أحدهم ) يعني : المجوس ، وهو يرجع إلى الأول . ( لو يعمر ألف سنة ) قال الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) قال : هو كقول الفارسي : " زه هزارسال " يقول : عشرة آلاف سنة
وكذا روي عن سعيد بن جبير نفسه أيضا . وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت أبي يقول : حدثنا أبو حمزة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) قال : هو الأعاجم : " هزارسال نوروز مهرجان " . وقال مجاهد : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) قال : حببت إليهم الخطيئة طول العمر . وقال محمد بن إسحاق ، عن محمد ، عن سعيد أو عكرمة ، عن ابن عباس : ( وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ) أي : ما هو بمنجيه من العذاب
وذلك أن المشرك لا يرجو بعثا بعد الموت ، فهو يحب طول الحياة ، وأن اليهودي قد عرف ما له في الآخرة من الخزي بما صنع بما عنده من العلم . وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ) قال : هم الذين عادوا جبريل . وقال أبو العالية وابن عمر فما ذاك بمغيثه من العذاب ولا منجيه منه . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( في هذه الآية ) يهود أحرص على ( هذه ) الحياة من هؤلاء ، وقد ود هؤلاء أن يعمر أحدهم ألف سنة ، وليس ذلك بمزحزحه من العذاب لو عمر ، كما عمر إبليس لم ينفعه إذ كان كافرا . ( والله بصير بما يعملون ) أي : خبير بما يعمل عباده من خير وشر ، وسيجازي كل عامل بعمله .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) - اليهود -. يقول: يا محمد، لتجدن أشد الناس حرصا على الحياة في الدنيا، وأشدهم كراهة للموت، اليهود كما:- 1583 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد -فيما يروي أبو جعفر- عن سعيد بن جبير، أو عكرمة, عن ابن عباس: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة)، يعني اليهود. 1584 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, حدثنا الربيع، عن أبي العالية: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة)، يعني اليهود. (12) 1585 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله. (13) 1586 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.


وإنما كراهتهم الموت، لعلمهم بما لهم في الآخرة من الخزي والهوان الطويل.
القول في تأويل قوله تعالى : وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (ومن الذين أشركوا)، وأحرص من الذين أشركوا على الحياة, كما يقال: " هو أشجع الناس ومن عنترة " بمعنى: هو أشجع من الناس ومن عنترة. فكذلك قوله: (ومن الذين أشركوا). لأن معنى الكلام: ولتجدن -يا محمد- اليهود من بني إسرائيل، أحرص (من) الناس على حياة ومن الذين أشركوا. (14) فلما أضيف " أحرص " إلى " الناس " وفيه تأويل " من "، أظهرت بعد حرف العطف، ردا - على التأويل الذي ذكرنا. وإنما وصف الله جل ثناؤه اليهود بأنهم أحرص الناس على الحياة، لعلمهم بما قد أعد لهم في الآخرة على كفرهم بما لا يقر به أهل الشرك, (15) فهم للموت أكره من أهل الشرك الذين لا يؤمنون بالبعث، لأنهم يؤمنون بالبعث, ويعلمون ما لهم هنالك من العذاب. والمشركون لا يصدقون بالبعث ولا العقاب, (16) فاليهود أحرص منهم على الحياة وأكره للموت.
وقيل: إن الذين أشركوا - الذين أخبر الله تعالى ذكره أن اليهود أحرص منهم في هذه الآية على الحياة - هم المجوس الذين لا يصدقون بالبعث . * ذكر من قال هم المجوس: 1587 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)، يعني المجوس. 1588 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع: (ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)، قال: المجوس. 1589 - حدثني يونس قال، أخبرني ابن وهب قال قال ابن زيد: (ومن الذين أشركوا)، قال: يهود، أحرص من هؤلاء على الحياة.
* ذكر من قال: هم الذين ينكرون البعث: 1590 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثنا ابن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد -فيما يروي أبو جعفر- عن سعيد بن جبير، أو عكرمة, عن ابن عباس: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا)، وذلك أن المشرك لا يرجو بعثا بعد الموت، فهو يحب طول الحياة؛ وأن اليهودي قد عرف ما له في الآخرة من الخزي، بما ضيع مما عنده من العلم. (17)
القول في تأويل قوله تعالى : يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ قال أبو جعفر: هذا خبر من الله جل ثناؤه بقوله عن الذين أشركوا (18) - الذين أخبر أن اليهود أحرص منهم على الحياة. يقول جل ثناؤه: يود أحد هؤلاء الذين أشركوا - الآيس، بفناء دنياه وانقضاء أيام حياته، (19) أن يكون له بعد ذلك نشور أو محيا أو فرح أو سرور - لو يعمر ألف سنة، حتى جعل بعضهم تحية بعض: " عشرة آلاف عام " حرصا منهم على الحياة، كما:- 1591 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال، سمعت أبي عليا, أخبرنا أبو حمزة, عن الأعمش, عن مجاهد, عن ابن عباس في قوله: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)، قال: هو قول الأعاجم: " سال زه نوروز مهرجان حر ". (20) 1592 - وحدثت عن نعيم النحوي, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)، قال: هو قول أهل الشرك بعضهم لبعض إذا عطس: " زه هزار سال ". 1593 - حدثنا إبراهيم بن سعيد ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا إسماعيل بن علية, عن ابن أبي نجيح، عن قتادة في قوله: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)، قال: حَبَّبَتْ إليهم الخطيئةُ طولَ العمر. 1594 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، حدثني علي بن معبد, عن ابن علية, عن ابن أبي نجيح في قوله: (يود أحدهم)، فذكر مثله. 1595 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) حتى بلغ: (لو يعمر ألف سنة)، يهود، أحرص من هؤلاء على الحياة. وقد ود هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة. 1596 - وحدثت عن أبي معاوية, عن الأعمش, عن سعيد, عن ابن عباس في قوله: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)، قال: هو قول أحدهم إذا عطس: " زه هزار سال ", يقول: عشرة آلاف سنة. (21)
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر)، وما التعمير - وهو طول البقاء - بمزحزحه من عذاب الله.
وقوله: ( هو) عماد لطلب " ما " الاسم أكثر من طلبها الفعل, (22) كما قال الشاعر: فهل هو مرفوع بما ههنا رأس * (23) و " أن " التي في: (أن يعمر)، رفع، بـ " مزحزحه ", و " هو " الذي مع " ما " تكرير، عماد للفعل، لاستقباح العرب النكرة قبل المعرفة.
وقد قال بعضهم: إن " هو " الذي مع " ما " كناية ذكر العمر. كأنه قال: يود أحدهم لو يعمر ألف سنة, وما ذلك العمر بمزحزحه من العذاب. وجعل " أن يعمر " مترجما عن " هو ", يريد ما هو بمزحزحه التعمير. (24)
وقال بعضهم: قوله: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر)، نظير قولك: ما زيد بمزحزحه أن يعمر.
قال أبو جعفر: وأقرب هذه الأقوال عندنا إلى الصواب ما قلنا, وهو أن يكون " هو " عمادا، نظير قولك: " ما هو قائم عمرو ".
وقد قال قوم من أهل التأويل: إن " أن " التي في قوله: " أن يعمر " بمعنى: وإن عمر, وذلك قول لمعاني كلام العرب المعروف مخالف. * ذكر من قال ذلك: 1597 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع، عن أبي العالية: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر)، يقول: وإن عمر. 1598 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله. 1599 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: " أن يعمر "- ولو عمر.
وأما تأويل قوله: (بمزحزحه)، فإنه بمبعده ومُنَحِّيه, كما قال الحطيئة: وقـالوا: تزحـزح ما بنا فضل حاجة إليـك, ومـا منــا لـوَهْيِك راقــع (25) يعني بقوله: : " تزحزح "، تباعد, يقال منه: " زحزحه يزحزحه زحزحة وزحزاحا," وهو عنك متزحزح "، أي متباعد.
فتأويل الآية - وما طول العمر بمبعده من عذاب الله، ولا مُنَحِّيه منه، لأنه لا بد للعمر من الفناء، ومصيره إلى الله، كما:- 1600 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد -فيما أروي- (26) عن سعيد بن جبير, أو عن عكرمة, عن ابن عباس: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر)، أي: ما هو بمنحيه من العذاب. 1601 - حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر)، يقول: وإن عُمِّر, فما ذاك بمغيثه من العذاب ولا منحيه. 1602 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله. 1603 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب)، فهم الذين عادوا جبريل عليه السلام. 1604 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر)، ويهود أحرص على الحياة من هؤلاء. وقد ود هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة, وليس ذلك بمزحزحه من العذاب، لو عمر كما عمر إبليس لم ينفعه ذلك, إذ كان كافرا، ولم يزحزحه ذلك عن العذاب.
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: (والله بصير بما يعملون)، والله ذو إبصار بما يعملون, لا يخفي عليه شيء من أعمالهم, بل هو بجميعها محيط، ولها حافظ ذاكر، حتى يذيقهم بها العقاب جزاءها.
وأصل " بصير "" مبصر " - من قول القائل: " أبصرت فأنا مبصر "، ولكن صرف إلى " فعيل ", كما صرف " مسمع " إلى " سميع ", و " عذاب مؤلم " إلى " أليم "," ومبدع السموات " إلى بديع, وما أشبه ذلك. (27) ------------------ الهوامش : (12) الأثر : 1584 - في المطبوعة : "حدثنا أبو جعفر عن أبي العالية" ، سقط منه"حدثنا الربيع"؛ وهو إسناد دائر ، وأقربه في رقم : 1573 . (13) الأثر : 1585 - في المطبوعة : "حدثني المثنى قال حدثنا ابن أبي جعفر" سقط منه"حدثنا إسحاق" ، وهو إسناد دائر ، وأقربه رقم : 1574 . (14) الزيادة بين القوسين ، لا بد منها ، يدل عليها سياقه . (15) في المطبوعة : "مما لا يقر به" ، والصواب ما أثبته . (16) في المطبوعة : "وإن المشركين لا يصدقون . . " ، و"إن" لا مكان لها هنا . (17) الأثر : 1590 - سيرة ابن هشام 2 : 191 . (18) في المطبوعة : "هذا خبر من الله جل ثناؤه بقوله عن الذين أشركوا" والصواب حذف"بقوله" ، والنسخة المطبوعة ومخطوطاتها مضطربة في هذا الموضع من الكتاب اضطرابا شديدا . (19) في المطبوعة : "يود أحد هؤلاء الذين أشركوا إلا ما . . بفناء دنياه وانقضاء أيام حياته" ، بياض فيها وفي الأصل . واستظهرت قراءتها كما أثبت ، فإنه هو المعنى الذي يدور عليه تفسير أبي جعفر : أن هذا المشرك قد يئس أن يكون له بعد فناء الدنيا وانقضاء الحياة نشور أو محيا أو فرح أو سرور ، فهو يود لو يعمر ألف سنة . (20) الأثر: 1591 - محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأبوه: ثقتان، ترجمنا لهما في شرح المسند: 7437. أبو حمزة: هو السكري، محمد بن ميمون، ثقة إمام. وهذا الإسناد صحيح متصل. وانظر الإسناد الآتي. في تفسير ابن كثير 1: 238، ونص الكلام الفارسي فيه:"هزار سال نوروز مهرجان". وقد سألت أحد أصحابنا ممن يعرف الفارسية فقال: إن هذا النص لا ينطبق على قواعد الفارسية، وأنه يظن أن صوابها:"زه در مهرجان نو وروز هزار سال" ومعنى"زه": عش، و"در" ظرف بمعنى"في"، ومهرجان هو عيد لهم. ونيروز: عيد آخر في أول السنة. و"هزار" ألف، و"سال": سنة. فكأن"حر" التي في آخر الكلام في نص الطبري هي:"در" مصحفة. وباقي النصوص الفارسية صحيح، ومعناه: عش ألف سنة. وفي المستدرك للحاكم 2: 264"هزار سال سرور مهرجان بخور"، وقال مصححه: يعني"تمتع ألف سنة كمثل عيد مهرجان. وهو عيد لهم"، وكأن هذا هو الصواب. (21) الخبر : 1596 - ذكره الطبري هكذا مجهول الإسناد ، بقوله : "حدثت عن أبي معاوية" ، إلخ . والعلة في ذلك - فيما أرى - أن الأعمش لم يسمعه من سعيد بن جبير ، وإن كان أدركه وروى عنه . فقد روى الحاكم هذا الخبر ، في المستدرك 2 : 263 - 264 ، من طريق إسحاق بن إبراهيم"حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس" - بنحوه . ثم قال الحاكم : "رواه قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس" . ثم رواه بإسناده إلى محمد بن يوسف ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . . " وهذا إسناد صحيح متصل ، دل على انقطاع الإسناد : "الأعمش عن سعيد بن جبير" . (22) انظر ما سلف في هذا الجزء 2 : 312 في معنى"الاسم" و"الفعل" ، و"العماد" ، تعليق رقم : 2 ، وانظر معاني الفراء 1 : 50 - 52 . (23) هذا شطر بيت مضى من أبيات ثلاثة ، في هذا الجزء 2 : 313 . (24) انظر ما سلف في هذا الجزء 2 : 340 معنى"الترجمة" . (25) البيت ليس للحطيئة ، وإنما هو لقيس بن الحدادية ، من قصيدة له نفيسة طويلة رواها أبو الفرج في أغانيه 13 : 6 . يقول قبل البيت ، يذكر مجيئه إلى صاحبته أم مالك . ومـا راعنـى إلا المنادى : ألا اظعنوا وإلا الــرواغى غــدوة والقعـاقع فجــئت كـأني مسـتضيف وسـائل لأخبرهــا كـل الـذي أنـا صـانع فقـالت : تزحـزح! ما بنا كبر حاجة إليــك, ولا منــا لفقــرك راقـع فمـا زلت تحـت السـتر حتى كأنني مـن الحر ذو طمرين في البحر كارع (26) في المطبوعة : "فيما أرى" ، خطأ ، والصواب ما أثبت . وانظر الإسناد رقم : 1590 . (27) انظر ما سلف 1 : 283 ، وهذا الجزء 2 : 140 .

الآية 96 من سورة البَقَرَة باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (96) - Surat Al-Baqarah

And you will surely find them the most greedy of people for life - [even] more than those who associate others with Allah. One of them wishes that he could be granted life a thousand years, but it would not remove him in the least from the [coming] punishment that he should be granted life. And Allah is Seeing of what they do

الآية 96 من سورة البَقَرَة باللغة الروسية (Русский) - Строфа (96) - Сура Al-Baqarah

Ты непременно убедишься, что они жаждут жизни больше всех людей, даже больше многобожников. Каждый из них желал бы прожить тысячу лет. Но даже долгая жизнь ничуть не отдалит их от мучений. Аллах видит то, что они совершают

الآية 96 من سورة البَقَرَة باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (96) - سوره البَقَرَة

تم انہیں سب سے بڑھ کر جینے کا حریص پاؤ گے حتیٰ کہ یہ اس معاملے میں مشرکوں سے بھی بڑھے ہوئے ہیں ان میں سے ایک ایک شخص یہ چاہتا ہے کہ کسی طرح ہزار برس جیے، حالانکہ لمبی عمر بہرحال اُسے عذاب سے تو دور نہیں پھینک سکتی جیسے کچھ اعمال یہ کر رہے ہیں، اللہ تو انہیں دیکھ ہی رہا ہے

الآية 96 من سورة البَقَرَة باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (96) - Ayet البَقَرَة

And olsun ki, onların hayata diğer insanlardan ve hatta Allah'a eş koşanlardan da daha düşkün olduklarını görürsün. Her biri ömrünün bin yıl olmasını ister. Oysa uzun ömürlü olması onu azabdan uzaklaştırmaz. Allah onların yaptıklarını görür

الآية 96 من سورة البَقَرَة باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (96) - versículo البَقَرَة

Encontrarás que [los judíos] son los más aferrados a la vida mundanal, más aún que los idólatras. Algunos de ellos quisieran vivir mil años, pero eso no les libraría del castigo, porque Dios sabe cuanto hacen