مشاركة ونشر

تفسير الآية الثانية والخمسين (٥٢) من سورة الأنعَام

الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثانية والخمسين من سورة الأنعَام ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم

وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءٖ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٥٢

الأستماع الى الآية الثانية والخمسين من سورة الأنعَام

إعراب الآية 52 من سورة الأنعَام

(وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، واسم الموصول مفعول به والجملة مستأنفة لا محل لها (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها (بِالْغَداةِ) متعلقان بالفعل يدعون (وَالْعَشِيِّ) عطف (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) الجملة الفعلية في محل نصب حال. (ما عَلَيْكَ) ما نافية (عَلَيْكَ) متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ شيء ومثل ذلك (مِنْ حِسابِهِمْ) متعلقان بمحذوف هذا الخبر. (مِنْ شَيْءٍ) من حرف جر زائد، شيء اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ وأعرب بعضهم ما الحجازية العاملة عمل ليس وشيء اسمها وعليك خبرها المتقدم (وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ) إعرابها كسابقها (فَتَطْرُدَهُمْ) مضارع منصوب بأن المضرة بعد فاء السببية والهاء مفعوله، ومثله المضارع الناقص (فَتَكُونَ) واسمها ضمير مستتر تقديره أنت وخبره (مِنَ الظَّالِمِينَ). وجملة ما عليك من حسابهم.. مستأنفة لا محل لها وجملة ما من حسابك معطوفة، والمصدر المؤول من فاء السببية والفعل تطردهم معطوف والتقدير لا يكن منك طرد وكون من الظالمين.

موضعها في القرآن الكريم

هي الآية رقم (52) من سورة الأنعَام تقع في الصفحة (133) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (7) ، وهي الآية رقم (841) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم

مواضيع مرتبطة بالآية (7 مواضع) :

معاني الآية بعض الكلمات في الآية 52 من سورة الأنعَام

بالغداة و العشيّ : في أول النّهار و آخره ، أي دواما

الآية 52 من سورة الأنعَام بدون تشكيل

ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ﴿٥٢

تفسير الآية 52 من سورة الأنعَام

ولا تُبْعد -أيها النبي- عن مجالستك ضعفاء المسلمين الذين يعبدون ربهم أول النهار وآخره، يريدون بأعمالهم الصالحة وجه الله، ما عليك من حساب هؤلاء الفقراء من شيء، إنما حسابهم على الله، وليس عليهم شيء من حسابك، فإن أبعدتهم فإنك تكون من المتجاوزين حدود الله، الذين يضعون الشيء في غير موضعه.

(ولا تطرد الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشي يريدون) بعبادتهم (وجهه) تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا وهم الفقراء، وكان المشركون طعنوا فيهم وطلبوا أن يطردهم ليجالسوه وأراد النبي صلي الله عليه وسلم ذلك طمعا في إسلامهم (ما عليك من حسابهم من) زائدة (شيء) إن كان باطنهم غير مرضي (وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم) جواب النفي (فتكون من الظالمين) إن فعلت ذلك.

( وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) أي: لا تطرد عنك، وعن مجالستك، أهل العبادة والإخلاص، رغبة في مجالسة غيرهم، من الملازمين لدعاء ربهم، دعاء العبادة بالذكر والصلاة ونحوها، ودعاء المسألة، في أول النهار وآخره، وهم قاصدون بذلك وجه الله، ليس لهم من الأغراض سوى ذلك الغرض الجليل، فهؤلاء ليسوا مستحقين للطرد والإعراض عنهم، بل مستحقون لموالاتهم ومحبتهم، وإدنائهم، وتقريبهم، لأنهم الصفوة من الخلق وإن كانوا فقراء، والأعزاء في الحقيقة وإن كانوا عند الناس أذلاء. ( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) أي: كلٌّ له حسابه، وله عمله الحسن، وعمله القبيح. ( فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) وقد امتثل ﷺ هذا الأمر، أشد امتثال، فكان إذا جلس الفقراء من المؤمنين صبر نفسَه معهم، وأحسن معاملتهم، وألان لهم جانبه، وحسن خلقَه، وقربهم منه، بل كانوا هم أكثر أهل مجلسه رضي الله عنهم. وكان سبب نزول هذه الآيات، أن أناسا (من قريش، أو) من أجلاف العرب قالوا للنبي ﷺ: إن أردت أن نؤمن لك ونتبعك، فاطرد فلانا وفلانا، أناسا من فقراء الصحابة، فإنا نستحيي أن ترانا العرب جالسين مع هؤلاء الفقراء، فحمله حبه لإسلامهم، واتباعهم له، فحدثته نفسه بذلك. فعاتبه الله بهذه الآية ونحوها.

وقوله : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) أي : لا تبعد هؤلاء المتصفين بهذه الصفة عنك ، بل اجعلهم جلساءك وأخصاءك ، كما قال : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ( الكهف : 28 ) . وقوله ( يدعون ربهم ) أي : يعبدونه ويسألونه ( بالغداة والعشي ) قال سعيد بن المسيب ومجاهد والحسن وقتادة : المراد بذلك الصلوات المكتوبات . وهذا كقوله ( تعالى ) ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) ( غافر : 60 ) أي : أتقبل منكم . وقوله : ( يريدون وجهه ) أي : يبتغون بذلك العمل وجه الله الكريم ، فهم مخلصون فيما هم فيه من العبادات والطاعات . وقوله : ( ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء ) كما قال نوح ، - عليه السلام - ، في جواب الذين قالوا : ( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ) ( قال ) ( وما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون ) ( الشعراء : 112 ، 113 ) ، أي : إنما حسابهم على الله ، عز وجل ، وليس علي من حسابهم من شيء ، كما أنه ليس عليهم من حسابي من شيء . وقوله : ( فتطردهم فتكون من الظالمين ) أي : إن فعلت هذا والحالة هذه . قال الإمام أحمد : حدثنا أسباط - هو ابن محمد - حدثنا أشعث ، عن كردوس ، عن ابن مسعود قال : مر الملأ من قريش على رسول الله - ﷺ - ، وعنده : خباب وصهيب وبلال وعمار


فقالوا : يا محمد ، أرضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم القرآن : ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) إلى قوله : ( أليس الله بأعلم بالشاكرين ) ورواه ابن جرير ، من طريق أشعث ، عن كردوس ، عن ابن مسعود قال : مر الملأ من قريش برسول الله - ﷺ - ، وعنده : صهيب وبلال وعمار وخباب ، وغيرهم من ضعفاء المسلمين ، فقالوا : يا محمد ، أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا؟ ونحن نكون تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنك ، فلعلك إن طردتهم أن نتبعك ، فنزلت هذه الآية : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ) إلى آخر الآية وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، حدثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن أبي سعيد الأزدي - وكان قارئ الأزد - عن أبي الكنود ، عن خباب في قول الله ، عز وجل : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) قال : جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري ، فوجدوا رسول الله - ﷺ - مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حول النبي - ﷺ - حقروهم ، فأتوه فخلوا به ، وقالوا : إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا ، فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد ، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا ، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت
قال : " نعم "
قالوا : فاكتب لنا عليك كتابا ، قال : فدعا بالصحيفة ودعا عليا ليكتب ، ونحن قعود في ناحية ، فنزل جبريل فقال : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم ( بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ) ) فرمى رسول الله - ﷺ - بالصحيفة ، ثم دعانا فأتيناه . ورواه ابن جرير ، من حديث أسباط ، به . وهذا حديث غريب ، فإن هذه الآية مكية والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر . وقال سفيان الثوري ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه قال : قال سعد : نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب النبي - ﷺ - ، منهم ابن مسعود ، قال : كنا نسبق إلى النبي - ﷺ - ، وندنو منه ونسمع منه ، فقالت قريش : يدني هؤلاء دوننا ، فنزلت : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) رواه الحاكم في مستدركه من طريق سفيان ، وقال : على شرط الشيخين
وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق المقدام بن شريح ، به

القول في تأويل قوله : وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) قال أبو جعفر: ذكر أن هذه الآية نـزلت على رسول الله ﷺ، في سبب جماعة من ضعفاء المسلمين، قال المشركون له: لو طردت هؤلاء عنك لغشيناك وحضرنا مجلسك! * ذكر الرواية بذلك: 13255 - حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا أبو زبيد, عن أشعث, عن كردوس الثعلبي, عن ابن مسعود قال: مرّ الملأ من قريش بالنبيّ ﷺ، وعنده صهيب وعمار وبلال وخبّاب، ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء من قومك؟ هؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعًا لهؤلاء؟ اطردهم عنك! فلعلك إن طردتهم أن نتّبعك! فنـزلت هذه الآية : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه " = وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ، إلى آخر الآية. (33) 13256- .........حدثنا جرير, عن أشعث, عن كردوس الثعلبي, عن عبد الله قال: مرّ الملأ من قريش على رسول الله ﷺ, ثم ذكر نحوه . (34) 13257 - حدثني أبو السائب قال، حدثنا حفص بن غياث, عن أشعث, عن كردوس, عن ابن عباس قال: مرّ على رسول الله ﷺ ملأ من قريش, ثم ذكر نحوه. (35) 13258 - حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي قال، حدثنا أبي قال، حدثنا أسباط, عن السدي, عن أبي سعد الأزدي = وكان قارئ الأزد =، عن أبي الكنود, عن خبّاب, في قول الله تعالى ذكره: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه " إلى قوله: " فتكون من الظالمين "، قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاريّ, فوجدوا النبيّ ﷺ قاعدًا مع بلال وصهيب وعمار وخباب, في أناس من الضعفاء من المؤمنين. (36) فلما رأوهم حوله حَقَروهم , فأتوه فقالوا: إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسًا تعرف لنا العرب به فضلَنا, فإنّ وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبُد, فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا, فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت! قال: نعم! قالوا: فاكتب لنا عليك بذلك كتابًا. قال: فدعا بالصحيفة, ودعا عليًّا ليكتب. قال: ونحن قعود في ناحية, إذ نـزل جبريل بهذه الآية: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين " , ثم قال: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ , ثم قال: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ، فألقى رسول الله ﷺ الصحيفةَ من يده, ثم دعانا فأتيناه وهو يقول: سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ! فكنا نقعد معه, فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا, فأنـزل الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، (سورة الكهف: 28). قال: فكان رسول الله ﷺ يقعد معنا بعد, فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها، قمنا وتركناه حتى يقوم. (37) 13259- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي, عن أبي سعيد الأزدي, عن أبي الكنود, عن خباب بن الأرت = بنحو حديث الحسين بن عمرو، إلا أنه قال في حديثه: فلما رأوهم حوله نفّروهم, فأتوه فخلَوا به. وقال أيضًا: " فتكون من الظالمين ", ثم ذكر الأقرع وصاحبه فقال: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ الآية. وقال أيضًا: فدعانا فأتيناه وهو يقول: سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، فدنونا منه يومئذ حتى وَضعنا ركبنا على ركبتيه = وسائر الحديث نحوه. (38) 13260- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة = وحدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة والكلبي: أنّ ناسًا من كفار قريش قالوا للنبي ﷺ: إن سرَّك أن نتبعك، فاطرد عنا فلانًا وفلانًا، ناسًا من ضعفاء المسلمين! فقال الله تعالى ذكره: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ". 13261 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ" إلى قوله: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ الآية، قال: وقد قال قائلون من الناس لرسول الله ﷺ: يا محمد، إن سرك أن نتبعك فاطرد عنا فلانًا وفلانًا = لأناس كانوا دونهم في الدنيا، ازدراهم المشركون، فأنـزل الله تعالى ذكره هذه الآية إلى آخرها. 13262 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" ، بلال وابن أم عبد، كانا يجالسان محمدًا ﷺ, فقالت قريش محقِّرتهما: لولاهما وأمثالهما لجالسناه! فنُهي عن طردهم, حتى قوله : أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ، قال: " قل سلام عليكم "، فيما بين ذلك، في هذا. 13263 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا سفيان, عن المقدام بن شريح, عن أبيه قال، قال سعد: نـزلت هذه الآية في ستة من أصحاب النبي ﷺ, منهم ابن مسعود، قال: كنا نسبق إلى النبي ﷺ وندنو منه ونسمع منه, فقالت قريش: يدني هؤلاء دوننا! فنـزلت: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي". (39) 13264 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج, عن ابن جريج, عن عكرمة في قوله: وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ الآية، قال: جاء عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، ومطعم بن عديّ، والحارث بن نوفل، وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل، في أشراف من بني عبد مناف من الكفار، إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب، لو أن ابن أخيك يطرد عنه موالينا وحلفاءَنا, فإنما هم عبيدنا وعُسَفاؤنا, (40) كان أعظم في صدورنا، وأطوع له عندنا، وأدنى لاتّباعنا إياه، وتصديقنا له! قال: فأتى أبو طالب النبي ﷺ فحدثه بالذي كلموه به, فقال عمر بن الخطاب: لو فعلتَ ذلك، حتى تنظر ما الذي يريدون، وإلام يصيرون من قولهم؟ فأنـزل الله تعالى ذكره هذه الآية: وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ إلى قوله: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ، قال: وكانوا: بلال، وعمارُ بن ياسر، وسالم مولى أبي حذيفة، وصبيح مولى أسيد (41) = ومن الحلفاء: ابن مسعود, والمقداد بن عمرو, ومسعود بن القاريّ, وواقد بن عبد الله الحنظلي, وعمرو بن عبد عمرو ذو الشمالين, ومرثد بن أبي مرثد = وأبو مرثد، من غنيّ، حليفُ حمزة بن عبد المطلب = وأشباههم من الحلفاء. ونـزلت في أئمة الكفر من قريش والموالي والحلفاء: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا الآية. فلما نـزلت، أقبل عمر بن الخطاب فاعتذر من مَقالته, فأنـزل الله تعالى ذكره: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، الآية. (42) 13265 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، قال رجل للنبي ﷺ: إني أستحيي من الله أن يرَاني مع سلمان وبلال وذَوِيهم, (43) فاطردهم عنك، وجالس فلانًا وفلانًا! قال فنـزل القرآن: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه " فقرأ، حتى بلغ: " فتكون من الظالمين "، ما بينك وبين أن تكون من الظالمين إلا أن تطردهم . ثم قال: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ . ثم قال: وهؤلاء الذين أمروك أن تطردهم، فأبلغهم منّي السلام، وبشرهم وأخبرهم أني قد غفرت لهم! وقرأ: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ، فقرأ حتى بلغ: وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ، قال: لتعرفها.


واختلف أهل التأويل في الدعاء الذي كان هؤلاء الرَّهط، الذين نهى الله نبيَّه ﷺ عن طردهم، يدعون ربّهم به. فقال بعضهم: هي الصلوات الخمس. (44) * ذكر من قال ذلك: 13266 - حدثنا المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ"، يعني: يعبدون ربّهم =" بالغداة والعشيّ", يعني: الصلوات المكتوبة . 13267- حدثنا المثنى قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال، حدثنا حماد, عن أبي حمزة, عن إبراهيم في قوله: " يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " ، قال: هي الصلوات الخمس الفرائض. ولو كان ما يقول القُصَّاص، (45) هلك من لم يجلس إليهم. 13268 - حدثنا هناد بن السري وابن وكيع قالا حدثنا ابن فضيل, عن الأعمش, عن إبراهيم: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " ، قال: هي الصلاة . 13269 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، الصلاة المفروضة، الصبح والعصر. 13270 - حدثني محمد بن موسى بن عبد الرحمن الكندي قال، حدثنا حسين الجعفي قال، أخبرني حمزة بن المغيرة, عن حمزة بن عيسى قال: دخلت على الحسن فسألته فقلت: يا أبا سعيد, أرأيت قول الله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ (سورة الكهف: 28) ، أهم هؤلاء القُصّاص؟ قال: لا ولكنهم المحافظون على الصلوات في الجماعة. (46) 13271 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, وحدثني الحارث قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا ورقاء = جميعًا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: " الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: الصلاة المكتوبة . 13272 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: " يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: يعبدون ربّهم =" بالغداة والعشي"، يعني الصلاة المفروضة . 13273 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ (سورة الكهف: 28) ، هما الصلاتان: صلاة الصبح وصلاة العصر . 13274 - حدثني ابن البرقي قال، حدثنا ابن أبي مريم قال، حدثنا يحيى بن أيوب قال، حدثنا محمد بن عجلان , عن نافع, عن عبد الله بن عمر في هذه الآية: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ الآية, أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة. (47) 13275 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد وإبراهيم: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، قالا الصلوات الخمس. 13276-حدثنا ابن بشار قال، حدثنا يحيى, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله . 13277- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: المصلين المؤمنين، بلال وابن أم عبد = قال ابن جريج، وأخبرني عبد الله بن كثير, عن مجاهد قال: صليت الصبح مع سعيد بن المسيب, فلما سلّم الإمام ابتدر الناس القاصَّ, فقال سعيد: ما أسرعَ بهم إلى هذا المجلس! (48) قال مجاهد: فقلت يتأولون ما قال الله تعالى ذكره. قال: وما قال؟ قلت: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: وفي هذا ذَا ؟ إنما ذاك في الصلاة التي انصرفنا عنها الآن, إنما ذاك في الصلاة. 13278 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا وكيع, عن أبيه, عن منصور, عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: الصلاة المكتوبة. (49) 13279 - حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا وكيع, عن إسرائيل, عن جابر, عن عامر قال: هي الصلاة . 13280- حدثنا المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا وكيع, عن أبيه, عن إسرائيل, عن عامر قال: هي الصلاة . 13281- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "، يقول: صلاة الصبح وصلاة العصر. 13282 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن منصور, عن مجاهد قال: صلى عبد الرحمن بن أبي عمرة في مسجد الرسول, فلما صلى قامَ فاستند إلى حجرة النبي ﷺ, فانثال الناس عليه, فقال: يا أيها الناس، إليكم! فقيل: يرحمك الله, إنما جاؤوا يريدون هذه الآية : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ (سورة الكهف: 28). فقال: وهذا عُنِي بهذا! إنما هو في الصلاة. (50) وقال آخرون: هي الصلاة، ولكن القوم لم يسألوا رسولَ الله ﷺ طردَ هؤلاء الضعفاء عن مجلسه، ولا تأخيرهم عن مجلسه, وإنما سألوه تأخيرهم عن الصفّ الأول، حتى يكونوا وراءهم في الصفّ . * ذكر من قال ذلك: 13283 - حدثني محمد بن سعد, حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ الآية, فهم أناس كانوا مع النبيّ ﷺ من الفقراء, فقال أناس من أشراف الناس: نؤمن لك, وإذا صلينا فأخِّر هؤلاء الذين معك فليصلُّوا خلفنا!
وقال آخرون: بل معنى " دعائهم " كان، ذكرُهم الله تعالى ذكره . * ذكر من قال ذلك: 13284 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي = وحدثنا هناد قال، حدثنا وكيع = عن سفيان, عن منصور, عن إبراهيم قوله: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: أهل الذكر. 13285 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير, عن منصور: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: هم أهل الذكر. 13286- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير, عن منصور, عن إبراهيم: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: لا تطردهم عن الذكر.
وقال آخرون: بل كان ذلك، تعلمهم القرآن وقراءته. * ذكر من قال ذلك: 13287 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا وكيع, عن إسرائيل, عن جابر, عن أبي جعفر قوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ (سورة الكهف: 28)، قال: كان يقرئهم القرآن، من الذي يَقُصُّ على النبي ﷺ؟! (51)
وقال آخرون: بل عنى بدعائهم ربّهم، عبادتهم إياه. * ذكر من قال ذلك: 13288 - حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: " يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: يعني: يعبدون, ألا ترى أنه قال: لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (سورة غافر: 43) ، يعني: تعبدون. (52)
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى نبيه محمدًا ﷺ أن يطرُد قومًا كانوا يدعون ربّهم بالغداة والعشي، و " الدعاء لله "، يكون بذكره وتمجيده والثناء عليه قولا وكلامًا = وقد يكون بالعمل له بالجوارح الأعمالَ التي كان عليهم فرضُها، وغيرُها من النوافل التي ترضي عن العامل له عابدَه بما هو عامل له. (53) وقد يجوز أن يكون القوم كانوا جامعين هذه المعاني كلها, فوصفهم الله بذلك بأنهم يدعونه بالغداة والعشي, لأن الله قد سمى " العبادة "،" دعاء ", فقال تعالى ذكره: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ، (سورة غافر: 60). وقد يجوز أن يكون ذلك على خاصّ من الدعاء. ولا قول أولى بذلك بالصحة، من وصف القوم بما وصفهم الله به: من أنهم كانوا يدعون ربهم بالغداة والعشي، فيعمُّون بالصفة التي وصفهم بها ربهم، ولا يخصُّون منها بشيء دون شيء. فتأويل الكلام إذًا: يا محمد، أنذر القرآن الذي أنـزلته إليك, الذين يعلمون أنهم إلى ربهم محشورون = فهم من خوف ورودهم على الله الذي لا شفيع لهم من دونه ولا نصير, في العمل له دائبون (54) = إذ أعرض عن إنذارك واستماع ما أنـزل الله عليك المكذبون بالله واليوم الآخر من قومك، استكبارًا على الله = ولا تطردهم ولا تُقْصِهم, فتكون ممن وضع الإقصاء في غير موضعه، فأقصى وطرد من لم يكن له طرده وإقصاؤه, وقرّب من لم يكن له تقديمه بقربه وإدناؤه، فإن الذين نهيتُك عن طردهم هم الذين يدعون ربهم فيسألونه عفوه ومغفرته بصالح أعمالهم، وأداء ما ألزمهم من فرائضه، ونوافل تطوّعهم، وذكرهم إياه بألسنتهم بالغداة والعشي, يلتمسون بذلك القربة إلى الله، والدنوّ من رضاه =" ما عليك من حسابهم من شيء " ، يقول: ما عليك من حساب ما رزقتهم من الرزق من شيء = وما عليهم من حساب ما رزقتك من الرزق من شيء =" فتطردهم "، حذارَ محاسبتي إياك بما خوّلتهم في الدنيا من الرزق.
وقوله: " فتطردهم "، جواب لقوله: " ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء ". وقوله: " فتكون من الظالمين " جواب لقوله: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم ".
--------------- (33) الأثر: 13255 -"أبو زبيد" هو: "عبثر بن القاسم الزبيدي" ، ثقة ، مضى برقم: 12336 ، 12402 ، وكان في المطبوعة"أبو زيد" خالف المخطوطة وأخطأ. و"أشعث" ، هو"أشعث بن سوار" ، ثقة ، مضى مرارًا و"كردوس الثعلبي" ، هو"كردوس بن العباس الثعلبي" ، تابعي ثقة ، مترجم في التهذيب ، والكبير 4/1/242 ، 243 ، وابن أبي حاتم 3/2/175 ، وفيها الاختلاف في اسم أبيه ، وفي نسبته"التغلبي" بالتاء والغين ، و"الثعلبي" ، كما جاءت في رواية أبي جعفر. وهذا الخبر رواه أبو جعفر بثلاثة أسانيد ، هذا واللذان يليانه . . . وأخرجه أحمد في مسنده رقم: 3985 ، من طريق أسباط ، عن أشعث ، عن كردوس ، عن ابن مسعود ، بمثله مختصرًا وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ، وقال: "رواه أحمد والطبراني = وذكر زيادة الطبراني ، وهي موافقة لما في التفسير = ورجال أحمد رجال الصحيح ، غير كردوس ، وهو ثقة". وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 12 ، وزاد نسبته لابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، وأبي نعيم في الحلية. (34) الأثر: 13256 - وضعت نقطًا في صدر هذا الإسناد ، فإن أبا جعفر لا يدرك أن يروي عن"جرير بن عبد الحميد الضبي" ، وإنما يروى عنه شيوخه ، مثل"محمد بن حميد الرازي" ، كما في الأثر رقم: 10 ، وغيره. (35) الأثر: 13257 - في المطبوعة والمخطوطة: "عن كردس ، عن ابن عباس" وهو خطأ لا شك فيه ، فإن هذا الخبر لم يرو عن غير ابن مسعود ، وكردوس لم يذكر أنه روى عن ابن عباس ، والخبر لم ينسبه أحد في الكتب إلى غير عبد الله بن مسعود ، وكردوس ، هو"كردوس بن عباس الثعلبي" كما سلف في التعليق رقم: 13255 ، وفي المخطوطة كتب"عن" بين"كردوس بن عباس" ، من فوق ، فكأنه زيادة من الناسخ. وهذا الخبر رواه أبو جعفر ، غير مرفوع إلى عبد الله بن مسعود ، فلا أدري أوهم الناسخ وأسقط ، أم هكذا الرواية. (36) في المطبوعة: "من ضعفاء المؤمنين" ، غير ما في المخطوطة. (37) الأثر: 13258 -"الحسن بن عمرو بن محمد العنقري" ، ضعيف لين ، مضى برقم: 1625 ، 1883 ، 6139 ، 8035. وأبوه"عمرو بن محمد العنقري" ، ثقة جائز الحديث ، مضى برقم: 6139. و"أسباط" ، هو"أسباط بن نصر الهمداني" ، ضعفه أحمد ، ورجح أخي توثيقه ، كما مضى في التعليق على الأثر رقم: 168. وأما "السدي" ، فهو"إسمعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي" ، وهو ثقة ، مضى أيضًا برقم: 168. و"أبو سعيد الأزدي" ، قارئ الأزد ، فهو"أبو سعد الأرحبي" ، أو "أبو سعيد الأرحبي" ، كما سيأتي في الأثر التالي ، ذكره ابن حبان في الثقات ، مضى برقم: 8700 ، وكان في المطبوعة هنا"أبو سعيد" ، وأثبت ما في المخطوطة. و"أبو الكنود الأزدي" ، مختلف في اسمه ، قيل"عبد الله بن عامر" ، وقيل"عبد الله بن عمران" ، وغير ذلك. ذكره ابن حبان في الثقات ، ولم يرو له غير ابن ماجه من أصحاب الكتب الستة ، روى له هذا الخبر نفسه. مترجم في التهذيب. وهذا الخبر رواه ابن ماجه من هذه الطريق نفسها ، مع زيادة يسيرة في لفظه ، في سننه ص1382 ، رقم: 4127. وقال في الزوائد: "إسناده صحيح ، ورجاله ثقات ، وقد روى مسلم ، والنسائي ، والمصنف بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص و".أما ابن كثير ، فقد قال في تفسيره ، وذكر الخبر من تفسير ابن أبي حاتم من هذه الطريق نفسها (3: 315 ، 316): "وهذا حديث غريب ، فإن هذه الآية مكية ، والأقرع بن حابس ، وعيينة ، إنما أسلما بعد الهجرة بدهر". وهذا هو الحق إن شاء الله. وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 13 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وأبي يعلى ، وأبي نعيم في الحلية ، وابن المنذر ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل. (38) الأثر: 13259 -"أبو سعيد الأزدي" ، هو"أبو سعيد الأرحبي" ، وهو الذي سلف في الأثر السابق ، وهو"أبو سعد" هناك ، ولكنه هنا"أبو سعيد" ، وكلاهما صواب كما أسلفت. (39) الأثر: 13263 -"سفيان" ، هو الثوري. "المقدام بن شريح بن هانئ بن يزيد الحارثي". ثقة. مترجم في التهذيب. وأبوه"شريح بن هانئ بن يزيد الحارث" ، أدرك رسول الله ﷺ ولم يره ، وروى عن أبيه ، وعمر ، وعلي ، وبلال ، وسعد ، وأبي هريرة ، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة. مترجم في التهذيب. و"سعد" هو"سعد بن أبي وقاص" ، صاحب رسول الله ﷺ. وكان في المطبوعة والمخطوطة: "سعيد" ، وهو خطأ. وهذا الخبر رواه مسلم في صحيحه 15: 187 من طريقين ، من طريق سفيان ، عن المقدام ابن شريح = وعن طريق إسرائيل ، عن المقدام. ورواه ابن ماجه في سننه ص 1383 رقم: 4128 ، من طريق قيس بن الربيع ، عن المقدام بن شريح ، بمثله ، بغير هذا اللفظ. وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3: 13 ، وزاد نسبته لأحمد ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، والحاكم ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في الدلائل. (40) "العسفاء" جمع"عسيف" ، وهو العبد ، والأجير المستهان به. (41) في المطبوعة: "وكانوا بلالا . . . وسالما . . . وصبيحا" ، بالنصب ، كما في الدر المنثور ، وابن كثير ، ولكن الذي في المخطوطة هو الصواب الجيد. هذا إن صح أن هذه الرواية هي الصواب ، وإلا فإني وجدت في الإصابة ، في ترجمة"صبيح" هذا وفيه: "عن حجاج ، عن ابن جريج ، وفيه: كانوا ثلاثة ، عمار بن ياسر ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وصبيح". فإن صح هذا ، كان خطأ قوله"بلال" ، وإنما صوابه"ثلاثة" ، ولكنني لا أستطيع أن أرجح ذلك الآن. (42) الأثر: 13264 -"مسعود بن القاري" ، هو"مسعود بن ربيعة بن عمرو القاري" ، نسبة إلى"القارة" ، وهو حليف بني زهرة. و"واقد بن عبد الله الحنظلي التميمي" ، حليف بني عدي بن كعب. و"عمرو بن عبد عمرو بن فضلة الخزاعي" ، "ذو الشمالين" ، حليف بني زهرة. وقد روي أن عمارًا قال: "كان مع رسول الله ﷺ ثلاثة كلهم أضبط: ذو الشمالين ، وعمر بن الخطاب ، وأبو ليلى" ، و"الأضبط": الذي يعمل بيديه جميعًا. (43) قوله: "وذويهم" يعني: أصحابهم وأشباههم ، وقد أسلفت في الجزء 3: 261 ، تعليق: 2 ، أن للنحاة كلامًا كثيرًا ، ودعوى أن إضافة"ذو" إلى الضمير ، يكون في ضرورة الشعر ، وقلت إنه أتى في النثر قديمًا ، وهذا الخبر من أدلة ما قلت. (44) في المطبوعة: "الصلوات المكتوبة" ، وأثبت ما في المخطوطة. (45) كان في المطبوعة والمخطوطة: "ولو كان يقول القصاص" بإسقاط"ما" وهو خطأ. "القصاص" جمع"قاص" ، وهو الذي يتصدر في مسجد أو غيره ، ثم يأخذ يعظ الناس ، ويذكرهم بأخبار الماضين ، فربما دخل قصصه الزيادة والنقصان ، ولذلك جاء في الحديث: "القاص ينتظر المقت". وفي الحديث: "إن بني إسرائي لما قصوا هلكوا" ، يعني: لما تزيدوا في الخبر والحديث وكذبوا ، وهذا من شر الفعل ، ولكن ما دخلت فيه بنو إسرائيل فعذبهم الله وأهلكهم به ، ودخلناه نحن سعيًا ، فعاقبنا الله بشتات أمرنا ، وضعف علمائنا ، وذهاب هيبتنا من صدور أعدائنا. فاللهم اهدنا سواء سبيلك. ثم انظر الأثر التالي رقم: 13270 ، والأثر: 132277 ، 13282 (46) الأثر: 13270 -"محمد بن موسى بن عبد الرحمن الكندي" ، شيخ الطبري ، لم أجد له ذكرًا. وكان في المطبوعة هنا"موسى بن عبد الرحمن الكندي" ، غير ما في المخطوطة ، وحذف"محمد بن" ، وهذا تصرف معيب قبيح. و"حسين الجعفي" هو"حسين بن علي بن الوليد الجعفي" ، مضى مرارًا كثيرة ، وكان في المطبوعة: "حسن الجعفي" ، وهو خطأ محض. و"حمزة بن المغيرة بن نشيط المخزومي" العابد ، مضى برقم: 184. وأما "حمزة بن عيسى" ، فلم أجد في الرواة من يسمى بذلك ، وأرجح أن الناسخ أخطأ ، فأعاد كتابة"حمزة" ، فاختلط الاسم ، فلا يصححه إلا أن يوجد في مكان آخر. (47) الأثر: 13274 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 219 ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه. وهذا إسناد صحيح. (48) في المطبوعة: "ما أسرعهم إلى هذا المجلس" ، وفي المخطوطة: "ما أسرع إلى هذا المجلس" ، فرأيت أن يكون الصواب ما أثبت. (49) الأثر: 13278 -"عبد الرحمن بن أبي عمرة بن محصن بن ثعلبة الأنصاري" ، روى عن أبيه ، وعثمان بن عفان ، وعبادة بن الصامت. قال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث" مترجم في التهذيب. وسيأتي هذا الأمر مطولا برقم: 13282. (50) الأثر: 13282 هو مطول الأثر السالف رقم: 13278. وقوله: "انثال عليه الناس": تتابعوا عليه وتقاطروا من كل ناحية. وهذا الخبر ، دليل على صحة معرفة أئمتنا السالفين بحق دينهم ، وحق كتابهم المنزل عليهم من ربهم = ودليل أيضًا على فساد ما وقع فيه علماؤنا وكتابنا ، ومن تعرض منا لكتاب الله بالهوى ، حتى صار هذا المرفوض الذي رفضه الأئمة ، حجة يستدل بها الجهال من الصوفية وأهل المخرقة بالولايات وادعاء الكرامات. فاللهم باعد بيننا وبين الجهالة ، واحملنا على سواء السبيل .
هذا وهذه الأخبار التي ذكرها هنا ، وفسر فيها آية سورة الكهف: 28 ، لم يرو أكثره في تفسير"سورة الكهف" ، وهذا باب من أبواب اختصار أبي جعفر تفسيره هذا. (51) في المطبوعة: "قال كان يقرئهم القرآن النبي ﷺ" حذف من المخطوطة. ما أثبته: "من الذي يقص على" ، ثم وصل الكلام ، فأساء وخان وأفسد!! وهذا الكلام جملتان منفصلتان ، الأولى: "كان يقرئهم القرآن" والأخرى الاستفهام: "من الذي يقص على النبي ﷺ" ، وكلتاهما رد على من تأول الآية ، على أنها مراد بها القصاص وهم الوعاظ ، كما يظهر من الآثار: 13267 ، 13270 ، 13277 ، 13282 ، وأن النبي ﷺ كان يقرئ هؤلاء القرآن ، فأمر أن يصبر نفسه معهم. ولو كان مرادًا بالآية القصاص ، لكان النبي ﷺ مأمورًا أن يصبر نفسه مع من يجلس يعظه ويذكره بالله - بأبي هو وأمي ﷺ! فلذلك قال: "من الذي يقص على النبي ﷺ!" ، أي: من هذا الذي يعظ رسول الله ويذكره بالله وبأيام الله؟! وهذه حجة مبينة في فساد من تأول الآية على غير الوجه الصحيح الذي أجمعت عليه الحجة. (52) هكذا جاءت الآية في المخطوطة والمطبوعة ، وأنا أكاد أقطع بأن ذلك خطأ ، من سهو راو أو سهو من أبي جعفر نفسه ، وأرجح أنه أراد آية"سورة غافر: 66 (قُلْ إنّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدُ الذِّيِنَ تَدْعُونَ مِنْ دُون اللهِ) أما الآية التي استبدل بها ، فلا يستقيم أن يكون الدعاء فيها بمعنى العبادة. (53) في المطبوعة: والمخطوطة التي ترضى والعامل له عابده" ، وهو لا يستقيم ، وكأن الصواب ما أثبت. (54) في المطبوعة والمخطوطة: "دائمون" ، وأرجح أن الذي أثبت هو الصواب.

الآية 52 من سورة الأنعَام باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (52) - Surat Al-An'am

And do not send away those who call upon their Lord morning and afternoon, seeking His countenance. Not upon you is anything of their account and not upon them is anything of your account. So were you to send them away, you would [then] be of the wrongdoers

الآية 52 من سورة الأنعَام باللغة الروسية (Русский) - Строфа (52) - Сура Al-An'am

Не прогоняй тех, которые взывают к своему Господу утром и перед закатом, стремясь к Его Лику. Ты нисколько не в ответе за них, и они нисколько не в ответе за тебя. Если же ты прогонишь их, то окажешься одним из беззаконников

الآية 52 من سورة الأنعَام باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (52) - سوره الأنعَام

اور جو لوگ اپنے رب کو رات دن پکارتے رہتے ہیں او ر اس کی خوشنودی کی طلب میں لگے ہوئے ہیں انہیں اپنے سے دور نہ پھینکو اُن کے حساب میں سے کسی چیز کا بار تم پر نہیں ہے اور تمہارے حساب میں سے کسی چیز کا بار اُن پر نہیں اس پر بھی اگر تم انہیں دور پھینکو گے تو ظالموں میں شمار ہو گے

الآية 52 من سورة الأنعَام باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (52) - Ayet الأنعَام

Sabah akşam, Rabblerinin rızasını isteyerek O'na yalvaranları kovma. Onların hesabından sana bir sorumluluk yoktur, senin hesabından da onlara bir sorumluluk yoktur ki onları kovarak zulmedenlerden olasın

الآية 52 من سورة الأنعَام باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (52) - versículo الأنعَام

No rechaces a quienes invocan a su Señor por la mañana y por la tarde anhelando Su rostro. A ti no te corresponde pedirles cuentas de sus obras ni a ellos tampoco pedirte cuenta de las tuyas, porque serías de los injustos