(وَلَقَدْ) الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم والمقسم به محذوف (قد) حرف تحقيق (آتَيْنا) ماض وفاعله (مُوسَى) مفعول به أول (الْكِتابَ) مفعول به ثان (مِنْ بَعْدِ) متعلقان بالفعل والجملة جواب القسم المقدر لا محل لها. (ما) مصدرية (أَهْلَكْنَا) ماض وفاعله (الْقُرُونَ) مفعول به (الْأُولى) صفة القرون والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالإضافة (بَصائِرَ) حال (لِلنَّاسِ) متعلقان ببصائر (وَهُدىً) معطوف على بصائر (وَرَحْمَةً) معطوف أيضا. (لَعَلَّهُمْ) لعل واسمها (يَتَذَكَّرُونَ) مضارع وفاعله والجملة الفعلية خبر لعل والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.
هي الآية رقم (43) من سورة القَصَص تقع في الصفحة (390) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (20) ، وهي الآية رقم (3295) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
القرون الأولى : الأمم الماضية المكذبة ، بصائر للنّاس : أنوارا لقلوبهم تبْصِر بها الحقائق
ولقد آتينا موسى التوراة من بعد ما أهلكنا الأمم التي كانت من قبله -كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب "مدين"- فيها بصائر لبني إسرائيل، يبصرون بها ما ينفعهم وما يضرهم، وفيها رحمة لمن عمل بها منهم؛ لعلهم يتذكرون نِعَم الله عليهم، فيشكروه عليها، ولا يكفروه.
(ولقد آتينا موسى الكتاب) التوراة (من بعد ما أهلكنا القرون الأولى) قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم (بصائر للناس) حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب (وهدى) من الضلالة لمن عمل به (ورحمةً) لمن آمن به (لعلهم يتذكرون) يتعظون بما فيه من المواعظ.
( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ) وهو التوراة ( مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى ) الذين كان خاتمتهم في الإهلاك العام، فرعون وجنوده. وهذا دليل على أنه بعد نزول التوراة، انقطع الهلاك العام، وشرع جهاد الكفار بالسيف.( بَصَائِرَ لِلنَّاسِ ) أي: كتاب اللّه، الذي أنزله على موسى، فيه بصائر للناس، أي: أمور يبصرون بها ما ينفعهم، وما يضرهم، فتقوم الحجة على العاصي، وينتفع بها المؤمن، فتكون رحمة في حقه، وهداية له إلى الصراط المستقيم، ولهذا قال: ( وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
يخبر تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله موسى الكليم ، عليه من ربه الصلاة والتسليم ، من إنزال التوراة عليه بعدما أهلك فرعون وملأه . وقوله : ( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) يعني : أنه بعد إنزال التوراة لم يعذب أمة بعامة ، بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين ، كما قال : ( وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية ) ( الحاقة : 9 ، 10 ) . وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار ، حدثنا محمد وعبد الوهاب قالا : حدثنا عوف ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعدما أنزلت التوراة على وجه الأرض ، غير القرية التي مسخوا قردة ، ألم تر أن الله يقول : ( ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) . ورواه ابن أبي حاتم ، من حديث عوف بن أبي جميلة الأعرابي ، بنحوه
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) يقول تعالى ذكره: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ) التَّوْرَاةَ ( مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا ) الأمم التي كانت قبله, كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين ( بَصَائِرَ لِلنَّاسِ ) يقول: ضياء لبني إسرائيل فيما بهم إليه الحاجة من أمر دينهم ( وَهُدًى ) يقول: وبيانا لهم ورحمة لمن عمل به منهم ( لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) يقول: ليتذكروا نعم الله بذلك عليهم, فيشكروه عليها ولا يكفروا. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأولَى ) قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار, قال: ثنا محمد وعبد الوهاب, قالا ثنا عوف, عن أبي نضرة, عن أبي سعيد الخدريّ, قال: ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعد ما أنـزلت التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخوا قردة, ألم تر أن الله يقول: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ).
And We gave Moses the Scripture, after We had destroyed the former generations, as enlightenment for the people and guidance and mercy that they might be reminded
Погубив первые поколения, Мы даровали Мусе (Моисею) Писание в качестве наглядного наставления для людей, верного руководства и милости, чтобы они могли помянуть назидание
پچھلی نسلوں کو ہلاک کرنے کے بعد ہم نے موسیٰؑ کو کتاب عطا کی، لوگوں کے لیے بصیرتوں کا سامان بنا کر، تاکہ شاید لوگ سبق حاصل کریں
And olsun ki, Musa'ya, ilk nesilleri yok ettikten sonra, insanlar düşünsünler diye Kitap'ı, açık belgeler, doğruluk rehberi ve rahmet olarak verdik
Le he revelado a Moisés el Libro [la Tora] después de haber destruido a las anteriores generaciones [de opresores]. En él hay luz, guía y misericordia para que reflexionen