(إِنَّ فِرْعَوْنَ) إن واسمها (عَلا) ماض فاعله مستتر (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بالفعل والجملة خبر إن والجملة الاسمية ابتدائية لا محل لها. (وَجَعَلَ) الواو حرف عطف وماض فاعله مستتر (أَهْلَها) مفعول به أول (شِيَعاً) مفعول به ثان والجملة معطوفة على ما قبلها (يَسْتَضْعِفُ) مضارع فاعله مستتر (طائِفَةً) مفعول به والجملة حال (مِنْهُمْ) متعلقان بصفة طائفة، (يُذَبِّحُ) مضارع فاعله مستتر (أَبْناءَهُمْ) مفعول به والجملة بدل من سابقتها (وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) معطوفة على ما قبلها. (إِنَّهُ) إن واسمها (كانَ) ماض ناقص اسمه مستتر (مِنَ الْمُفْسِدِينَ) متعلقان بمحذوف خبر كان والجملة خبر إن. والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها.
هي الآية رقم (4) من سورة القَصَص تقع في الصفحة (385) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (20) ، وهي الآية رقم (3256) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
علا في الأرض : تجبّرَ و طغى في أرض مصر ، شِيَعا : أصنافا في الخدمة و التّسخير و الإذلال ، يستحيي نساءهم : يستبقي بَناتهم للخدمة
إن فرعون تكبر وطغى في الأرض، وجعل أهلها طوائف متفرقة، يستضعف طائفة منهم، وهم بنو إسرائيل، يذبِّح أبناءهم، ويستعبد نساءهم، إنه كان من المفسدين في الأرض.
(إن فرعون علا) تعظم (في الأرض) أرض مصر (وجعل أهلها شيعاً) فرقاً في خدمته (يستضعف طائفة منهم) هم بنو إسرائيل (يذِّبح أبناءهم) المولودين (ويستحيي نساءَهم) يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له: إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكك (إنه كان من المفسدين) بالقتل وغيره.
فأول هذه القصة ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ) في ملكه وسلطانه وجنوده وجبروته، فصار من أهل العلو فيها، لا من الأعلين فيها.( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) أي: طوائف متفرقة، يتصرف فيهم بشهوته، وينفذ فيهم ما أراد من قهره، وسطوته.( يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ ) وتلك الطائفة، هم بنو إسرائيل، الذين فضلهم اللّه على العالمين، الذين ينبغي له أن يكرمهم ويجلهم، ولكنه استضعفهم، بحيث إنه رأى أنهم لا منعة لهم تمنعهم مما أراده فيهم، فصار لا يبالي بهم، ولا يهتم بشأنهم، وبلغت به الحال إلى أنه ( يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ) خوفا من أن يكثروا، فيغمروه في بلاده، ويصير لهم الملك.( إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) الذين لا قصد لهم في إصلاح الدين، ولا إصلاح الدنيا، وهذا من إفساده في الأرض.
ثم قال : ( إن فرعون علا في الأرض ) أي : تكبر وتجبر وطغى
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) يقول تعالى ذكره: إن فرعون تجبر في أرض مصر وتكبر, وعلا أهلها وقهرهم, حتى أقرّوا له بالعُبُودَةِ. كما حدثنا محمد بن هارون, قال: ثنا عمرو بن حماد, قال: ثنا أسباط, عن السدي (إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ) يقول: تجبر في الأرض. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة (إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ) أي: بغى في الأرض. وقوله: ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) يعني بالشيع: الفِرَق، يقول: وجعل أهلَها فرقًا متفرّقين. كماحدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة (وَجَعَل أَهْلَهَا شِيَعًا): أي فرقًا يذبح طائفة منهم, ويستحيي طائفة, ويعذب طائفة, ويستعبد طائفة، قال الله عز وجل: ( يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ). حدثني موسى بن هارون, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي, قال: كان من شأن فرعون أنه رأى رؤيا في منامه, أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر, فأحرقت القبط, وتركت بني إسرائيل, وأحرقت بيوت مصر, فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة (2) فسألهم عن رؤياه, فقالوا له: يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه, يعنون بيت المقدس, رجل يكون على وجهه هلاك مصر, فأمر ببني إسرائيل أن لا يولد لهم غلام إلا ذبحوه, ولا تولد لهم جارية إلا تركت, وقال للقبط: انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا, فأدخلوهم, واجعلوا بني إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة, فجعل بني إسرائيل في أعمال غلمانهم, وأدخلوا غلمانهم, فذلك حين يقول: ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) يعني بني إسرائيل، حين جعلهم في الأعمال القذرة. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) قال: فرّق بينهم. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد : ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) قال: فِرَقا. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ) قال: الشيع: الفِرَق. وقوله: ( يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ ) ذكر أن استضعافه إياها كان استعباده. * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة: يستعبد طائفة منهم, ويذبح طائفة, ويقتل طائفة, ويستحي طائفة. وقوله: ( إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) يقول: إنه كان ممن يفسد في الأرض بقتله من لا يستحقّ منه القتل, واستعباده من ليس له استعباده، وتجبره في الأرض على أهلها, وتكبره على عبادة ربه. ------------------------ الهوامش: (1) يريد أن (من) ليست للتفضيل، ولذلك قدمها على خير، وإنما هي للتعليل أو نحوه. (2) لعله: الحزاة، بضم الحاء، جمع الحازي، وهو المتكهن. قال في (اللسان: حزا) التحزي: التكهن، حزى حزيًا، وتحزى: تكهن. ولم نجده في مادة (حوز) معنى التكهن. فلعل ما في الأصل خطأ الناسخ. ويؤيد ما قلناه أنه سيجيء في صفحة 8 سطر 23 صحيحًا كما قلناه.
Indeed, Pharaoh exalted himself in the land and made its people into factions, oppressing a sector among them, slaughtering their [newborn] sons and keeping their females alive. Indeed, he was of the corrupters
Фараон возгордился на земле и разделил ее жителей на группы. Одних он ослаблял, убивая их сыновей и оставляя в живых их женщин. Воистину, он был одним из тех, кто распространял нечестие
واقعہ یہ ہے کہ فرعون نے زمین میں سرکشی کی اور اس کے باشندوں کو گروہوں میں تقسیم کر دیا ان میں سے ایک گروہ کو وہ ذلیل کرتا تھا، اس کے لڑکوں کو قتل کرتا اور اس کی لڑکیوں کو جیتا رہنے دیتا تھا فی الواقع وہ مفسد لوگوں میں سے تھا
Firavun memleketin başına geçti ve halkını fırkalara ayırdı. İçlerinden bir topluluğu güçsüz bularak onların oğullarını boğazlıyor, kadınları sağ bırakıyordu; çünkü o, bozguncunun biriydi
El Faraón fue un tirano en la Tierra. Dividió a sus habitantes en clases y esclavizó a un grupo de ellos, a cuyos hijos varones degolló, dejando con vida a las mujeres [para la servidumbre]. Sembró la corrupción