(وَإِذا) الواو حرف استئناف (إِذا) ظرفية شرطية غير جازمة (أَذَقْنَا) ماض وفاعله (النَّاسَ) مفعول به أول (رَحْمَةً) مفعول به ثان والجملة في محل جر بالإضافة (فَرِحُوا) ماض وفاعله (بِها) متعلقان بالفعل والجملة جواب الشرط لا محل لها (وَ) الواو حرف عطف (وَإِنْ تُصِبْهُمْ) حرف شرط ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والهاء مفعول به (سَيِّئَةٌ) فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها (بِما) متعلقان بالفعل (قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) ماض وفاعله والجملة صلة (إِذا) الفجائية (هُمْ) مبتدأ (يَقْنَطُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر هم والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط.
هي الآية رقم (36) من سورة الرُّوم تقع في الصفحة (408) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (21) ، وهي الآية رقم (3445) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
فرحوا بها : بَطِروا و أشِروا ، هم يقنطون : ييْأسون من رحمة الله تعالى
وإذا أذقنا الناس منا نعمة مِن صحة وعافية ورخاء، فرحوا بذلك فرح بطرٍ وأَشَرٍ، لا فرح شكر، وإن يصبهم مرض وفقر وخوف وضيق بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، إذا هم يَيْئَسون من زوال ذلك، وهذا طبيعة أكثر الناس في الرخاء والشدة.
(وإذا أذقنا الناس) كفار مكة وغيرهم (رحمة) نعمةً (فرحوا بها) فرح بطر (وإن تصبهم سيئة) شدة (بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة.
يخبر تعالى عن طبيعة أكثر الناس في حالي الرخاء والشدة أنهم إذا أذاقهم اللّه منه رحمة من صحة وغنى ونصر ونحو ذلك فرحوا بذلك فرح بطر، لا فرح شكر وتبجح بنعمة اللّه.( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ) أي:: حال تسوؤهم وذلك ( بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) من المعاصي. ( إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ) ييأسون من زوال ذلك الفقر والمرض ونحوه. وهذا جهل منهم وعدم معرفة.
ثم قال : ( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) ، هذا إنكار على الإنسان من حيث هو ، إلا من عصمه الله ووفقه; فإن الإنسان إذا أصابته نعمة بطر وقال : ( ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ) ( هود : 10 ) ، أي : يفرح في نفسه ويفخر على غيره ، وإذا أصابته شدة قنط وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير بالكلية; قال الله : ( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ) ( هود : 11 ) ، أي : صبروا في الضراء ، وعملوا الصالحات في الرخاء ، كما ثبت في الصحيح : " عجبا للمؤمن ، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " .
القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) يقول تعالى ذكره: إذا أصاب الناس منا خصب ورخاء وعافية في الأبدان والأموال، فرحوا بذلك، وإن تصبهم منا شدّة من جدب وقحط وبلاء في الأموال والأبدان (بِمَا قَدَّمَتْ أيْدِيهمْ) يقول: بما أسلفوا من سيئ الأعمال بينهم وبين الله، وركبوا من المعاصي (إذَا هُمْ يَقْنطُونَ) يقول: إذا هم ييأسون من الفرج، والقنوط: هو الإياس، ومنه قول حميد الأرقط. قَدْ وَجَدُوا الحَجَّاجَ غَيرَ قَانِطِ (1) وقوله: (إذَا هُمْ يَقْنَطُونَ) هو جواب الجزاء؛ لأن " إذا " نابت عن الفعل بدلالتها عليه، فكأنه قيل: وإن تصبهم سيئة بما قدّمت أيديهم وجدتهم يقنطون، أو تجدهم، أو رأيتهم، أو تراهم. وقد كان بعض نحويي البصرة يقول: إذا كانت " إذا " جوابا لأنها متعلقة بالكلام الأوّل بمنـزلة الفاء. ------------------------ الهوامش: (1) البيت لحميد الأرقط (مجاز القرآن لأبي عبيدة، الورقة 188 - ب) قال: (إذا هو يقنطون): أي ييئسون، قال حميد الأرقط: "قد وجدوا ..." البيت. وفي (اللسان: قنط): القنوط: اليأس. وفي التهذيب: اليأس من الخير. وقيل: أشد اليأس من الشيء. وقنط يقنط ويقنط (كضرب ونصر) وقنط قنطًا كتعب فهو قنط، وقرئ: (ولا تكن من القانطين). وأما قنط يقنط (بالفتح فيهما) وقنط يقنط (بالكسر فيهما) فإنما هو على الجمع بين اللغتين. كما قاله الأخفش.
And when We let the people taste mercy, they rejoice therein, but if evil afflicts them for what their hands have put forth, immediately they despair
Когда Мы даем людям вкусить милость, они радуются ей. Когда же зло постигает их за то, что приготовили их руки, они тотчас приходят в отчаяние
جب ہم لوگوں کو رحمت کا ذائقہ چکھاتے ہیں تو وہ اس پر پھول جاتے ہیں، اور جب ان کے اپنے کیے کرتوتوں سے ان پر کوئی مصیبت آتی ہے تو یکایک وہ مایوس ہونے لگتے ہیں
İnsanlara bir rahmet tattırdığımız zaman ona sevinirler, ama yaptıklarından ötürü başlarına bir kötülük gelirse hemen ümitlerini kaybediverirler
Cuando agracio a la gente con una misericordia se alegran, pero cuando los alcanza una desgracia a causa de lo que cometieron con sus propias manos, se desesperan