(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ) الفاء للاستئناف الباء حرف جر ما زائدة رحمة اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بالفعل لنت، لهم متعلقان بالفعل لنت من الله لفظ الجلالة في محل جر ومتعلقان برحمة والجملة مستأنفة (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ) الواو عاطفة لو شرطية غير جازمة وكان واسمها وخبراها القلب مضاف إليه (لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) اللام واقعة في جواب الشرط، وفعل ماض متعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والجملة جواب شرط غير جازم. (فَاعْفُ عَنْهُمْ) الفاء هي الفصيحة، اعف فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت عنهم متعلقان بالفعل قبلهما (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الأمر) الجملتان معطوفتان وجملة (اعف) جواب شرط غير جازم (فَإِذا) الفاء للاستئناف إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بتوكل (عَزَمْتَ) فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة وجملة (فَتَوَكَّلْ) لا محل لها جواب شرط غير جازم. (إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) إن ولفظ الجلالة اسمها وجملة يحب المتوكلين خبرها وجملة (إِنَّ الله) تعليلية.
هي الآية رقم (159) من سورة آل عِمران تقع في الصفحة (71) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (4) ، وهي الآية رقم (452) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
فبما رحمة : فبرحمة عظيمة ، لِنْتَ لهم : سهّلْتَ لهم أخلاقكَ و لم تُعنِّفهم ، فظّا : جافيا في المُعاشرة قولا و فعلا ، لانفضّوا : لتفرّقوا و نفروا
فبرحمة من الله لك ولأصحابك -أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم، ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب، لانْصَرَفَ أصحابك من حولك، فلا تؤاخذهم بما كان منهم في غزوة "أُحد"، واسأل الله -أيها النبي- أن يغفر لهم، وشاورهم في الأمور التي تحتاج إلى مشورة، فإذا عزمت على أمر من الأمور -بعد الاستشارة- فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده، إن الله يحب المتوكلين عليه.
(فبما رحمة من الله لِنْتَ) يا محمد (لهم) أي سهلت أخلاقك إذ خالفوك (ولو كنت فظا) سيء الخُلُق (غليظ القلب) جافيا فأغلظت لهم (لا نفضُّوا) تفرقوا (من حولك فاعف) تجاوز (عنهم) ما أتوه (واستغفر لهم) ذنوبهم حتى أغفر لهم (وشاورهم) استخرج آراءهم (في الأمر) أي شأنك من الحرب وغيرة تطيبيا لقلوبهم ولستن بك وكان ﷺ كثير المشاورة لهم. (فإذا عزمت) على إمضاء ما تريد بعد المشاورة (فَتوكَّلْ على الله) ثق به لا بالمشاورة (إن الله يحب المتوكلين) عليه.
أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك. ( ولو كنت فظا ) أي: سيئ الخلق ( غليظ القلب ) أي: قاسيه، ( لانفضوا من حولك ) لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ. فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين، تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص، والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره؟! أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به ﷺ، من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله. ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه ﷺ، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان. ( وشاورهم في الأمر ) أي: الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر، فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره: منها: أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله. ومنها: أن فيها تسميحا لخواطرهم، وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث، فإن من له الأمر على الناس -إذا جمع أهل الرأي: والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث- اطمأنت نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته، لعلمهم بسعيه في مصالح العموم، بخلاف من ليس كذلك، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة، ولا يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة. ومنها: أن في الاستشارة تنور الأفكار، بسبب إعمالها فيما وضعت له، فصار في ذلك زيادة للعقول. ومنها: ما تنتجه الاستشارة من الرأي: المصيب، فإن المشاور لا يكاد يخطئ في فعله، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب، فليس بملوم، فإذا كان الله يقول لرسوله -ﷺ- وهو أكمل الناس عقلا، وأغزرهم علما، وأفضلهم رأيا-: ( وشاورهم في الأمر ) فكيف بغيره؟! ثم قال تعالى: ( فإذا عزمت ) أي: على أمر من الأمور بعد الاستشارة فيه، إن كان يحتاج إلى استشارة ( فتوكل على الله ) أي: اعتمد على حول الله وقوته، متبرئا من حولك وقوتك، ( إن الله يحب المتوكلين ) عليه، اللاجئين إليه.
يقول تعالى مخاطبا رسوله ﷺ ، ممتنا عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على أمته ، المتبعين لأمره ، التاركين لزجره ، وأطاب لهم لفظه : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) أي : أي شيء جعلك لهم لينا لولا رحمة الله بك وبهم . قال قتادة : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) يقول : فبرحمة من الله لنت لهم
القول في تأويل قوله : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " فبما رحمة من الله "، فبرحمة من الله، و " ما " صلة. (3) وقد بينت وجه دخولها في الكلام في قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا (سورة البقرة: 26). (4) والعرب تجعل " ما " صلة في المعرفة والنكرة، كما قال: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ (سورة النساء: 155 سورة المائدة: 13)، والمعنى: فبنقضهم ميثاقهم. وهذا في المعرفة. وقال في النكرة: عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (سورة المؤمنون: 40)، والمعنى: عن قليل. وربما جعلت اسما وهي في مذهب صلة، فيرفع ما بعدها أحيانًا على وجه الصلة، ويخفض على إتباع الصلة ما قبلها، كما قال الشاعر: (5) فَكَـفَى بِنَـا فَضْـلا عَـلَى مَنْ غَيْرِنَا حُـــبُّ النَّبــيِّ مُحَــمَّدٍ إِيَّانَــا (6) إذا جعلت غير صلة رفعتَ بإضمار " هو "، وإن خفضت أتبعت " من "، (7) فأعربته. فذلك حكمه على ما وصفنا مع النكرات. فأما إذا كانت الصلة معرفة، كان الفصيح من الكلام الإتباع، كما قيل: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ، والرفع جائز في العربية. (8)
So by mercy from Allah, [O Muhammad], you were lenient with them. And if you had been rude [in speech] and harsh in heart, they would have disbanded from about you. So pardon them and ask forgiveness for them and consult them in the matter. And when you have decided, then rely upon Allah. Indeed, Allah loves those who rely [upon Him]
По милости Аллаха ты был мягок по отношению к ним. А ведь если бы ты был грубым и жестокосердным, то они непременно покинули бы тебя. Прости же их, попроси для них прощения и советуйся с ними о делах. Когда же ты примешь решение, то уповай на Аллаха, ведь Аллах любит уповающих
(اے پیغمبرؐ) یہ اللہ کی بڑی رحمت ہے کہ تم اِن لوگوں کے لیے بہت نرم مزاج واقع ہوئے ہو ورنہ اگر کہیں تم تند خو اور سنگ دل ہوتے تو یہ سب تمہارے گردو پیش سے چھٹ جاتے اِن کے قصور معاف کر دو، اِن کے حق میں دعا ئے مغفرت کرو، اور دین کے کام میں ان کو بھی شریک مشورہ رکھو، پھر جب تمہارا عزم کسی رائے پر مستحکم ہو جائے تو اللہ پر بھروسہ کرو، اللہ کو وہ لوگ پسند ہیں جو اُسی کے بھروسے پر کام کرتے ہیں
Allah'ın rahmetinden dolayı, sen onlara karşı yumuşak davrandın. Eğer kaba ve katı kalbli olsaydın, şüphesiz etrafından dağılır giderlerdi. Onları affet, onlara mağfiret dile, iş hakkında onlara danış, fakat karar verdin mi Allah'a güven, doğrusu Allah güvenenleri sever
[Oh, Mujámmad] Por misericordia de Dios eres compasivo con ellos. Si hubieras sido rudo y de corazón duro se habrían alejado de ti; perdónalos, pide perdón por ellos, y consulta con ellos los asuntos [de interés público]. Pero cuando hayas tomado una decisión encomiéndate a Dios, porque Dios ama a los que se encomiendan a Él