(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والجملة استئنافية (وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ) الجملة معطوفة على ما قبلها (وَهُوَ مَعَهُمْ) مبتدأ والظرف متعلق بمحذوف خبره والجملة في محل نصب حال بعد واو الحال (إِذْ يُبَيِّتُونَ) إذ ظرف لما مضى من الزمن والجملة الفعلية بعده في محل جر بالإضافة (ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) ما اسم موصول في محل نصب مفعول به ولا نافية والجملة صلة الموصول والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال (وَكانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) كان ولفظ الجلالة اسمها بما متعلقان بالخبر محيطا وجملة يعملون صلة الموصول.
هي الآية رقم (108) من سورة النِّسَاء تقع في الصفحة (96) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (5) ، وهي الآية رقم (601) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
يُبيّتون : يُدبّرون بليل
يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه، مطلع عليهم حين يدبِّرون -ليلا- ما لا يرضى من القول، وكان الله -تعالى- محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه منها شيء.
(يستخفون) أي طعمة وقومه حياءً (من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم) بعلمه (إذ يبيِّتون) يضمرون (ما لا يرضى من القول) من عزمهم على الحلف على نفي السرقة ورمي اليهودي بها (وكان الله بما يعملون محيطا) علما.
ثم ذكر عن هؤلاء الخائنين أنهم ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ) وهذا من ضعف الإيمان، ونقصان اليقين، أن تكون مخافة الخلق عندهم أعظم من مخافة الله، فيحرصون بالطرق المباحة والمحرمة على عدم الفضيحة عند الناس، وهم مع ذلك قد بارزوا الله بالعظائم، ولم يبالوا بنظره واطلاعه عليهم. وهو معهم بالعلم في جميع أحوالهم، خصوصًا في حال تبييتهم ما لا يرضيه من القول، من تبرئة الجاني، ورمي البريء بالجناية، والسعي في ذلك للرسول ﷺ ليفعل ما بيتوه. فقد جمعوا بين عدة جنايات، ولم يراقبوا رب الأرض والسماوات، المطلع على سرائرهم وضمائرهم، ولهذا توعدهم تعالى بقوله: ( وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) أي: قد أحاط بذلك علما، ومع هذا لم يعاجلهم بالعقوبة بل استأنى بهم، وعرض عليهم التوبة وحذرهم من الإصرار على ذنبهم الموجب للعقوبة البليغة.
وقوله : ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ( وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) ) الآية ، هذا إنكار على المنافقين في كونهم يستخفون بقبائحهم من الناس لئلا ينكروا عليهم ، ويجاهرون الله بها لأنه مطلع على سرائرهم وعالم بما في ضمائرهم ; ولهذا قال : ( وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ) تهديد لهم ووعيد .
القول في تأويل قوله ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ( 108 ) ) قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " يستخفون من الناس " ، يستخفي هؤلاء الذين يختانون أنفسهم ما أتوا من الخيانة ، وركبوا من العار والمعصية من الناس الذين لا يقدرون لهم على شيء ، إلا ذكرهم بقبيح ما أتوا من فعلهم ، وشنيع ما ركبوا من جرمهم إذا اطلعوا عليه ، حياء منهم وحذرا من قبيح الأحدوثة " ولا يستخفون من الله " الذي هو مطلع عليهم ، لا يخفى عليه شيء من أعمالهم ، وبيده العقاب والنكال وتعجيل العذاب ، وهو أحق أن يستحى منه من غيره ، وأولى أن يعظم بأن لا يراهم حيث يكرهون أن يراهم أحد من خلقه وهو معهم يعني : والله شاهدهم " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " ، يقول : حين يسوون ليلا ما لا يرضى من القول ، فيغيرونه عن وجهه ، ويكذبون فيه . وقد بينا معنى "التبييت" في غير هذا الموضع ، وأنه كل كلام أو أمر أصلح ليلا . وقد حكي عن بعض الطائيين أن "التبييت" في لغتهم : التبديل ، وأنشد للأسود بن عامر بن جوين الطائي في معاتبة رجل : ( ص: 192 ) وبيت قولي عبد المليك قاتلك الله عبدا كنودا!! بمعنى : بدلت قولي . وروي عن أبي رزين أنه كان يقول في معنى قوله : "يبيتون" ، يؤلفون . 10419 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي رزين : " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " ، قال : يؤلفون ما لا يرضى من القول . 10420 - حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال : حدثنا أبو يحيى الحماني ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي رزين بنحوه . 10421 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي رزين ، مثله . قال أبو جعفر : وهذا القول شبيه المعنى بالذي قلناه . وذلك أن "التأليف" هو التسوية والتغيير عما هو به ، وتحويله عن معناه إلى غيره . وقد قيل : عنى بقوله : " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله " ، الرهط الذين مشوا إلى رسول الله ﷺ في مسألة المدافعة عن ابن أبيرق والجدال عنه ، على ما ذكرنا قبل فيما مضى عن ابن عباس وغيره . " وكان الله بما يعملون محيطا " يعني جل ثناؤه : وكان الله بما يعمل هؤلاء ( ص: 193 ) المستخفون من الناس ، فيما أتوا من جرمهم ، حياء منهم ، من تبييتهم ما لا يرضى من القول ، وغيره من أفعالهم محيطا محصيا لا يخفى عليه شيء منه ، حافظا لذلك عليهم ، حتى يجازيهم عليه جزاءهم .
They conceal [their evil intentions and deeds] from the people, but they cannot conceal [them] from Allah, and He is with them [in His knowledge] when they spend the night in such as He does not accept of speech. And ever is Allah, of what they do, encompassing
Они укрываются от людей, но не укрываются от Аллаха, тогда как Он находится с ними, когда они произносят по ночам слова, которыми Он не доволен. Аллах объемлет то, что они совершают
یہ لو گ انسانوں سے اپنی حرکات چھپا سکتے ہیں مگر خدا سے نہیں چھپا سکتے وہ تواُس وقت بھی اُن کے ساتھ ہوتا ہے جب یہ راتوں کو چھپ کر اُس کی مرضی کے خلاف مشورے کرتے ہیں اِن کے سارے اعمال پر اللہ محیط ہے
Allah'ın razı olmadığı sözü gece kurarlarken, onu, insanlardan gizliyorlar da kendileriyle beraber olan Allah'dan gizlemiyorlar. Allah işlediklerinin hepsini bilmektedir
[Los hipócritas] pueden engañar a la gente, pero no pueden engañar a Dios, porque Él está con ellos cuando pasan la noche tramando lo que no Le complace. Dios bien sabe cuanto hacen