متصفحك لا يدعم صوت HTML5
(أَلَمْ) الهمزة للاستفهام والتقرير ولم حرف نفي وجزم وقلب (تَرَ) مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر والجملة استئنافية (أَنَّ اللَّهَ) أن ولفظ الجلالة اسمها (أَنْزَلَ) ماض فاعله مستتر والجملة خبر (مِنَ السَّماءِ) متعلقان بأنزل وأن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي تر (ماءً) مفعول به (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) الفاء عاطفة ومضارع ناقص واسمه وخبره والجملة معطوفة (إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) إن واسمها وخبراها والجملة مستأنفة
هي الآية رقم (63) من سورة الحج تقع في الصفحة (339) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (17) ، وهي الآية رقم (2658) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
ألم ترَ- أيها النبي- أن الله أنزل من السماء مطرًا، فتصبح الأرض مخضرة بما ينبت فيها من النبات؟ إن الله لطيف بعباده باستخراج النبات من الأرض بذلك الماء، خبير بمصالحهم.
(ألم تر) تعلم (أن الله أنزل من السماء ماءً) مطرا (فتصبح الأرض مخضرة) بالنبات وهذا من أثر قدرته (إن الله لطيف) بعباده في إخراج النبات بالماء (خبير) بما في قلوبهم عند تأخير المطر.
هذا حث منه تعالى، وترغيب في النظر بآياته الدالات على وحدانيته، وكماله فقال: ( أَلَمْ تَرَ ) أي: ألم تشاهد ببصرك وبصيرتك ( أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) وهو: المطر، فينزل على أرض خاشعة مجدبة، قد أغبرت أرجاؤها، ويبس ما فيها، من شجر ونبات، فتصبح مخضرة قد اكتست من كل زوج كريم، وصار لها بذلك منظر بهيج، إن الذي أحياها بعد موتها وهمودها لمحيي الموتى بعد أن كانوا رميما.( إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) اللطيف الذي يدرك بواطن الأشياء، وخفياتها، وسرائرها، الذي يسوق إلى عبده الخير، ويدفع عنه الشر بطرق لطيفة تخفى على العباد، ومن لطفه، أنه يري عبده، عزته في انتقامه وكمال اقتداره، ثم يظهر لطفه بعد أن أشرف العبد على الهلاك، ومن لطفه، أنه يعلم مواقع القطر من الأرض، وبذور الأرض في باطنها، فيسوق ذلك الماء إلى ذلك البذر، الذي خفي على علم الخلائق فينبت منه أنواع النبات، ( خَبِيرٌ ) بسرائر الأمور، وخبايا الصدور، وخفايا الأمور.
وهذا أيضا من الدلالة على قدرته وعظيم سلطانه ، فإنه يرسل الرياح ، فتثير سحابا ، فيمطر على الأرض الجرز التي لا نبات فيها ، وهي هامدة يابسة سوداء قحلة ، ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ) ( الحج : 5 ) . وقوله : ( فتصبح الأرض مخضرة ) ، الفاء هاهنا للتعقيب ، وتعقيب كل شيء بحسبه ، كما قال : ( خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما ) ( المؤمنون : 14 ) ، وقد ثبت في الصحيحين : " أن بين كل شيئين أربعين يوما " ومع هذا هو معقب بالفاء ، وهكذا هاهنا قال : ( فتصبح الأرض مخضرة ) أي : خضراء بعد يبسها ومحولها . وقد ذكر عن بعض أهل الحجاز : أنها تصبح عقب المطر خضراء ، فالله أعلم . وقوله : ( إن الله لطيف خبير ) أي : عليم بما في أرجاء الأرض وأقطارها وأجزائها من الحب وإن صغر ، لا يخفى عليه خافية ، فيوصل إلى كل منه قسطه من الماء فينبته به ، كما قال لقمان : ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ) ( لقمان : 16 ) ، وقال : ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ) ( النمل : 25 ) ، وقال تعالى : ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) ( الأنعام : 59 ) ، وقال ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ) الآية ( يونس : 61 ) ; ولهذا قال أمية بن ( أبي ) الصلت أو : زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته : وقولا له : من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البقل يهتز رابيا؟ ويخرج منه حبه في رءوسه ففي ذاك آيات لمن كان واعيا
يقول تعالى ذكره: ( أَلَمْ تَرَ ) يا محمد ( أَنَّ اللَّهَ أَنـزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) يعني مطرا( فَتُصْبِحُ الأرْضُ مُخْضَرَّةً ) بما ينبت فيها من النبات ( إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ ) باستخراج النبات من الأرض بذلك الماء وغير ذلك من ابتداع ما شاء أن يبتدعه (خَبِيرٌ) بما يحدث عن ذلك النبت من الحبّ، وبه قال: ( فَتُصْبِحُ الأرْضُ ) فرفع, وقد تقدمه قوله: ( أَلَمْ تَرَ ) وإنما قيل ذلك كذلك لأن معنى الكلام الخبر, كأنه قيل: اعلم يا محمد أن الله ينـزل من السماء ماء فتصبح الأرض; ونظير ذلك قول الشاعر: أَلَــمْ تَسْـأَلِ الـرّبْعَ القَـدِيمَ فيَنْطِـقُ وهـلْ تُخْـبِرَنْكَ اليـوْمَ بَيْـداءُ سَمْلَقُ (1) لأن معناه: قد سألته فنطق. ------------------------ الهوامش: (1) البيت مطلع قصيدة لجميل بن معمر العذري ( خزانة الأدب الكبرى للبغدادي 3 : 602 ) وهو شاهد عند النحاة ، على أن ما بعد الفاء قد يبقى على رفعه قليلا ، وهو مستأنف . قال : وأنشد سيبويه هذا البيت وقال : لم يجعل الأول سبب الآخر ، ولكنه جعله ينطلق على كل حال ، كأنه قال : وهو مما ينطق . وقال أبو جعفر النحاس : عن أبي إسحاق ، قال : إنه تقرير ، معناه إنك سألته ، فيقبح النصب . قلت : أي لأن الاستفهام قبله ليس محضا ، وإنما هو للتقرير ، فيشبه الخبر ، وهو نحو ما قال المؤلف : معناه : قد سألته فنطق . ورواية البيت في الخزانة : " القواء " في موضع القديم ، وهو الذي خلا ممن يسكنه . ورفع الفعل ينطق نظير الفعل تصبح في قوله تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ) .
Do you not see that Allah has sent down rain from the sky and the earth becomes green? Indeed, Allah is Subtle and Acquainted
Неужели ты не видишь, как Аллах ниспосылает с неба воду, после чего земля зеленеет? Воистину, Аллах - Проницательный (или Добрый), Ведающий
کیا تم دیکھتے نہیں ہو کہ اللہ آسمان سے پانی برساتا ہے اور اس کی بدولت زمین سرسبز ہو جاتی ہے؟ حقیقت یہ ہے کہ وہ لطیف و خبیر ہے
Allah'ın gökten indirdiği su ile yerin yemyeşil olduğunu görmez misin? Doğrusu Allah Latif'dir, haberdardır
¿Acaso no ves que Dios envía agua del cielo y con ella la tierra se reverdece? Dios es Sutil, Conocedor