تفسير الآية الثالثة والأربعين (٤٣) من سورة الأنفَال
الأستماع وقراءة وتفسير الآية الثالثة والأربعين من سورة الأنفَال ، وترجمتها باللغة الانجليزية والروسية والاوردو والأسبانية وإعراب الآية ومواضيع الآية وموضعها في القرآن الكريم
(إِذْ) بدل ثان من يوم في قوله يوم الفرقان. أو ظرف متعلق بقوله سميع أو عليم.. (يُرِيكَهُمُ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. والهاء مفعول به ثان والميم لجمع الذكور. (اللَّهُ) فاعل. (فِي مَنامِكَ) متعلقان بالفعل، والجملة في محل جر بالإضافة. (قَلِيلًا) مفعول به ثالث. (وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً) الجملة معطوفة. (لَفَشِلْتُمْ) فعل ماض والتاء فاعله والميم لجمع الذكور، واللام واقعة في جواب الشرط فالجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. وجملة (وَلَتَنازَعْتُمْ) معطوفة. (فِي الْأَمْرِ) متعلقان بالفعل (وَلكِنَّ اللَّهَ) لكن واسمها وجملة (سَلَّمَ) في محل رفع خبرها والجملة الاسمية معطوفة. (إِنَّهُ عَلِيمٌ) إن واسمها وخبرها. (بِذاتِ) متعلقان بعليم. (الصُّدُورِ) مضاف إليه والجملة مستأنفة.
موضعها في القرآن الكريم
هي الآية رقم (43) من سورة الأنفَال تقع في الصفحة (182) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (10) ، وهي الآية رقم (1203) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور ﴿٤٣﴾
تفسير الآية 43 من سورة الأنفَال
واذكر -أيها النبي- حينما أراك الله قلة عدد عدوك في منامك، فأخبرت المؤمنين بذلك، فقوِيت قلوبهم، واجترؤوا على حربهم، ولو أراك ربك كثرة عددهم لتردد أصحابك في ملاقاتهم، وجَبُنتم واختلفتم في أمر القتال، ولكن الله سلَّم من الفشل، ونجَّى من عاقبة ذلك. إنه عليم بخفايا القلوب وطبائع النفوس.
اذكر (إذ يريكهُم الله في منامك) أي نومك (قليلا) فأخبرت به أصحابك فسروا (ولو أراكهم كثيرا لفشلتم) جبنتم (ولتنازعتم) اختلفتم (في الأمر) أمر القتال (ولكن الله سلَّمـ) ـكم من الفشل والتنازع (إنه عليم بذات الصدور) بما في القلوب.
وكان اللّه قد أرى رسوله المشركين في الرؤيا عددا قليلا، فبشر بذلك أصحابه، فاطمأنت قلوبهم وتثبتت أفئدتهم
ولو أراكهم الله إياهم كَثِيرًا فأخبرت بذلك أصحابك (لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ) فمنكم من يرى الإقدام على قتالهم، ومنكم من لا يرى ذلك فوقع من الاختلاف والتنازع ما يوجب الفشل(وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ) فلطف بكم (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) أي: بما فيها من ثبات وجزع، وصدق وكذب،فعلم اللّه من قلوبكم ما صار سببا للطفه وإحسانه بكم وصدق رؤيا رسوله
قال مجاهد : أراه الله إياهم في منامه قليلا فأخبر النبي - ﷺ - أصحابه بذلك ، فكان تثبيتا لهم .
وكذا قال ابن إسحاق وغير واحد
وحكى ابن جرير عن بعضهم أنه رآهم بعينه التي ينام بها .
وقد روى ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يوسف بن موسى المدبر ، حدثنا أبو قتيبة ، عن سهل السراج ، عن الحسن في قوله : ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ) قال : بعينك .
وهذا القول غريب ، وقد صرح بالمنام هاهنا ، فلا حاجة إلى التأويل الذي لا دليل عليه .
وقوله : ( ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ) أي : لجبنتم عنهم واختلفتم فيما بينكم ، ( ولكن الله سلم ) أي : من ذلك : بأن أراكهم قليلا ( إنه عليم بذات الصدور ) أي : بما تجنه الضمائر ، وتنطوي عليه الأحشاء ، فيعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
القول في تأويل قوله : إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإن الله، يا محمد، سميع لما يقول أصحابك, عليم بما يضمرونه, إذ يريك الله عدوك وعدوهم " في منامك قليلا "، يقول: يريكهم في نومك قليلا فتخبرهم بذلك, حتى قويت قلوبهم، واجترأوا على حرب عدوهم= ولو أراك ربك عدوك وعدوهم كثيرًا، لفشل أصحابك, فجبنوا وخاموا, (62) ولم يقدروا على حرب القوم, (63) ولتنازعوا في ذلك، (64) ولكن الله سلمهم من ذلك بما أراك في منامك من الرؤيا, إنه عليم بما تُجنُّه الصدور, (65) لا يخفى عليه شيء مما تضمره القلوب. (66)
وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: " إذ يريكهم الله في منامك قليلا " ، أي: في عينك التي تنام بها= فصيّر " المنام "، هو العين, كأنه أراد: إذ يريكهم الله في عينك قليلا. (67)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16150 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: " إذ يريكهم الله في منامك قليلا "، قال: أراه الله إياهم في منامه قليلا فأخبر النبي ﷺ أصحابه بذلك, فكان تثبيتًا لهم.
16151- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, بنحوه.
16152- ....وقال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
16153 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " إذ يريكهم الله في منامك قليلا " ، الآية، فكان أول ما أراه من ذلك نعمةً من نعمه عليهم, شجعهم بها على عدوهم, وكفَّ بها ما تُخُوِّف عليهم من ضعفهم، (68) لعلمه بما فيهم. (69)
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: " ولكن الله سلم ".
فقال بعضهم: معناه: ولكن الله سلم للمؤمنين أمرهم، حتى أظهرهم على عدوهم.
* ذكر من قال ذلك:
16154 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: " ولكن الله سلم "، يقول: سلم الله لهم أمرهم حتى أظهرهم على عدوهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولكن الله سلم أمره فيهم.
* ذكر من قال ذلك:
16155 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور قال، حدثنا معمر, عن قتادة: " ولكن الله سلم "، قال: سلم أمره فيهم.
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي ما قاله ابن عباس, وهو أن الله سلم القومَ = بما أرى نبيه ﷺ في منامه = من الفشل والتنازع, حتى قويت قلوبهم، واجترأوا على حرب عدوهم. وذلك أن قوله: " ولكن الله سلم " عَقِيب قوله: " ولو أراكهم كثيرًا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر " ، فالذي هو أولى بالخبر عنه, أنه سلمهم منه جل ثناؤه، ما كان مخوفًا منه لو لم يُرِ نبيه ﷺ من قلة القوم في منامه.
---------------------
الهوامش :
(62) في المطبوعة : " فجبنوا وخافوا " ، غير ما في المخطوطة . يقال : " خام في القتال " ، إذا جبن ، فنكل ونكص وتراجع .
(63) انظر تفسير " فشل " فيما سلف 7 : 168 ، 289 .
(64) انظر تفسير " التنازع " فيما سلف 7 : 289 8 : 504 .
(65) في المطبوعة : " بما تخفيه الصدور " ، غير ما في المخطوطة بلا طائل ، وهما بمعنى .
(66) انظر تفسير " ذات الصدور " فيما سلف 7 : 155 ، 325 10 : 94 .
(67) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 : 247 .
(68) في المطبوعة : و " كفاهم بها ما تخوف ... " ، وفي المخطوطة : " وكعها عنهم ما تخوف " ، وصل الكلام ، وأثبت نص ابن هشام . وضبطه الخشني بالبناء للمجهول .
وفي السيرة ، بعد تمام الكلام ، : " قال ابن هشام : ( تخوف ) ، مبدلة من كلمة ذكرها ابن إسحاق ، ولم أذكرها " . فجاء أبو ذر الخشني في تعليقه على السيرة فقال : " يقال الكلمة : ( تخوف ) ، بفتح التاء والخاء والواو ، وقيل : كانت ( تخوفت ) وأصلح ذلك ابن هشام ، لشناعة اللفظ في حق الله عز وجل " .
وهذا لا يقال ، لأن ابن هشام يصرح بأنه نسيها ولم يذكرها ، فأبدل منها غيرها ، فهو لم يغير ذلك إلا علة النسيان .
(69) الأثر : 16153 - سيرة ابن هشام 2 : 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16149.
الآية 43 من سورة الأنفَال باللغة الإنجليزية (English) - (Sahih International) : Verse (43) - Surat Al-Anfal
[Remember, O Muhammad], when Allah showed them to you in your dream as few; and if He had shown them to you as many, you [believers] would have lost courage and would have disputed in the matter [of whether to fight], but Allah saved [you from that]. Indeed, He is Knowing of that within the breasts
الآية 43 من سورة الأنفَال باللغة الروسية (Русский) - Строфа (43) - Сура Al-Anfal
Вот Аллах показал их тебе во сне малочисленными. Если бы Он показал тебе их многочисленными, то вы пали бы духом и стали бы препираться при принятии решения. Однако Аллах уберег вас, ибо Он знает о том, что в груди
الآية 43 من سورة الأنفَال باللغة الاوردو (اردو میں) - آیت (43) - سوره الأنفَال
اور یاد کرو وہ وقت جبکہ اے نبیؐ، خدا اُن کو تمہارے خواب میں تھوڑا دکھا رہا تھا، اگر کہیں وہ تمہیں اُن کی تعداد زیادہ دکھا دیتا تو ضرور تم لوگ ہمت ہار جاتے اور لڑائی کے معاملہ میں جھگڑا شروع کر دیتے، لیکن اللہ ہی نے اِس سے تمہیں بچایا، یقیناً وہ سینوں کا حال تک جانتا ہے
الآية 43 من سورة الأنفَال باللغة التركية (Türkçe olarak) - Suresi (43) - Ayet الأنفَال
Allah onları uykunda sana az gösteriyordu. Çok göstermiş olsaydı, yılacak ve bu hususta çekişmeye başlıyacaktınız, fakat Allah sizi kurtardı; çünkü O kalblerde olanı bilir
الآية 43 من سورة الأنفَال باللغة الأسبانية (Spanish) - Sura (43) - versículo الأنفَال
Dios hizo que en un sueño vieras a los enemigos como si fueran pocos, pues si se los hubiera mostrado como un ejército numeroso se habrían acobardado, dudando sobre combatir o no. Pero Dios los protegió. Él bien sabe lo que hay en los corazones