متصفحك لا يدعم صوت HTML5
(وَمَنْ) الواو استئنافية، من اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (يَرْغَبُ) فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (عَنْ مِلَّةِ) متعلقان بالفعل يرغب. (إِبْراهِيمَ) مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة والجملة في محل رفع خبر من. (إِلَّا) أداة حصر. (مَنْ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من الضمير المستتر في يرغب. (سَفِهَ) فعل ماض والفاعل هو يعود إلى من. (نَفْسَهُ) مفعول به وقيل منصوب بنزع الخافض أي سفه من نفسه. والجملة صلة الموصول. (وَلَقَدِ) الواو استئنافية اللام للقسم. قد حرف تحقيق. (اصْطَفَيْناهُ) فعل ماض مبني على السكون، ونا فاعله والهاء مفعوله. (فِي الدُّنْيا) متعلقان بالفعل قبلهما. والجملة واقعة جوابا للقسم. (وَإِنَّهُ) الواو حالية. إن حرف مشبه بالفعل والهاء اسمها. (فِي الْآخِرَةِ) متعلقان بالصالحين. (لَمِنَ الصَّالِحِينَ) اللام لام المزحلقة من الصالحين متعلقان بمحذوف خبر إن والتقدير إنه معدود من الصالحين في الآخرة. وجملة (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ) حالية.
هي الآية رقم (130) من سورة البَقَرَة تقع في الصفحة (20) من القرآن الكريم، في الجزء رقم (1) ، وهي الآية رقم (137) من أصل 6236 آية في القرآن الكريم
يرغب عنْ . . : يزهد و ينصرف عن . . ، سفِه نفسه : جهِلها أو امتهنها و استخفّ بها ، أو أهلكها
ولا أحد يُعرض عن دين إبراهيم -وهو الإسلام- إلا سفيه جاهل، ولقد اخترنا إبراهيم في الدنيا نبيًّا ورسولا وإنه في الآخرة لمن الصالحين الذين لهم أعلى الدرجات.
(ومن) أي لا (يرغب عن ملة إبراهيم) فيتركها (إلا من سفه نفسه) جهل أنها مخلوقة لله يجب عليها عبادته أو استخف بها وامتهنها (ولقد اصطفيناه) اخترناه (في الدنيا) بالرسالة والخلة (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) الذين لهم الدرجات العلى.
أي: ما يرغب ( عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ ) بعد ما عرف من فضله ( إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ) أي: جهلها وامتهنها, ورضي لها بالدون, وباعها بصفقة المغبون، كما أنه لا أرشد وأكمل, ممن رغب في ملة إبراهيم، ثم أخبر عن حالته في الدنيا والآخرة فقال: ( وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ) أي: اخترناه ووفقناه للأعمال, التي صار بها من المصطفين الأخيار. ( وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) الذين لهم أعلى الدرجات.
يقول تبارك وتعالى ردا على الكفار فيما ابتدعوه وأحدثوه من الشرك بالله ، المخالف لملة إبراهيم الخليل ، إمام الحنفاء ، فإنه جرد توحيد ربه تبارك وتعالى ، فلم يدع معه غيره ، ولا أشرك به طرفة عين ، وتبرأ من كل معبود سواه ، وخالف في ذلك سائر قومه ، حتى تبرأ من أبيه ، فقال : ( يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) ( الأنعام : 78 ، 79 ) ، وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ) ( الزخرف : 26 ، 27 ) ، وقال تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) ( التوبة : 114 ) وقال تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) ( النحل : 120 ، 122 ) ، ولهذا وأمثاله قال تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم ) أي : عن طريقته ومنهجه
وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : ( وَمَنْ يَرْغَب عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم ) يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : ( وَمَنْ يَرْغَب عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم ) وَأَيّ النَّاس يَزْهَد فِي مِلَّة إبْرَاهِيم وَيَتْرُكهَا رَغْبَة عَنْهَا إلَى غَيْرهَا . وَإِنَّمَا عَنَى اللَّه بِذَلِكَ الْيَهُود وَالنَّصَارَى لِاخْتِيَارِهِمْ مَا اخْتَارُوا مِنْ الْيَهُودِيَّة وَالنَّصْرَانِيَّة عَلَى الْإِسْلَام ; لِأَنَّ مِلَّة إبْرَاهِيم هِيَ الْحَنِيفِيَّة الْمُسْلِمَة , كَمَا قَالَ تَعَالَى ذِكْره : ( مَا كَانَ إبْرَاهِيم يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا ) 3 67 فَقَالَ تَعَالَى ذِكْره لَهُمْ : وَمَنْ يَزْهَد عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم الْحَنِيفِيَّة الْمُسْلِمَة إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه . كَمَا : 1719 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله : ( وَمَنْ يَرْغَب عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه ) رَغِبَ عَنْ مِلَّته الْيَهُود وَالنَّصَارَى , وَاِتَّخَذُوا الْيَهُودِيَّة وَالنَّصْرَانِيَّة بِدْعَة لَيْسَتْ مِنْ اللَّه , وَتَرَكُوا مِلَّة إبْرَاهِيم - يَعْنِي الْإِسْلَام - حَنِيفًا , كَذَلِكَ بَعَثَ اللَّه نَبِيّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِلَّةِ إبْرَاهِيم . 1720 - حُدِّثْت عَنْ عَمَّار , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع فِي قَوْله : ( وَمَنْ يَرْغَب عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه ) قَالَ : رَغِبَتْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم وَابْتَدَعُوا الْيَهُودِيَّة وَالنَّصْرَانِيَّة وَلَيْسَتْ مِنْ اللَّه , وَتَرَكُوا مِلَّة إبْرَاهِيم الْإِسْلَام . إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : ( إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه ) . يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : ( إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه ) إلَّا مَنْ سَفِهَتْ نَفْسه , وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّ مَعْنَى السَّفَه : الْجَهْل . فَمَعْنَى الْكَلَام : وَمَا يَرْغَب عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم الْحَنِيفِيَّة إلَّا سَفِيه جَاهِل بِمَوْضِعِ حَظّ نَفْسه فِيمَا يَنْفَعهَا وَيَضُرّهَا فِي مُعَادهَا . كَمَا : 1721 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله : ( إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه ) قَالَ : إلَّا مَنْ أَخْطَأَ حَظّه . وَإِنَّمَا نُصِبَ " النَّفْس " عَلَى مَعْنَى الْمُفَسَّر ; ذَلِكَ أَنَّ السَّفَه فِي الْأَصْل لِلنَّفْسِ , فَلَمَّا نُقِلَ إلَى " مَنْ " نُصِبَتْ " النَّفْس " بِمَعْنَى التَّفْسِير , كَمَا يُقَال : هُوَ أَوْسَعكُمْ دَارًا , فَتَدْخُل " الدَّار " فِي الْكَلَام عَلَى أَنَّ السِّعَة فِيهِ لَا فِي الرَّجُل . فَكَذَلِكَ النَّفْس أُدْخِلَتْ , لِأَنَّ السَّفَه لِلنَّفْسِ لَا ل " مَنْ " ; وَلِذَلِكَ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُقَال سَفِهَ أَخُوك , وَإِنَّمَا جَازَ أَنْ يُفَسَّر بِالنَّفْسِ وَهِيَ مُضَافَة إلَى مَعْرِفَة لِأَنَّهَا فِي تَأْوِيل نَكِرَة . وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : إنَّ قَوْله : ( سَفِهَ نَفْسه ) جَرَتْ مَجْرَى " سَفِهَ " إذَا كَانَ الْفِعْل غَيْر مُتَّعَد . وَإِنَّمَا عَدَّاهُ إلَى " نَفْسه " و " رَأْيه " وَأَشْبَاه ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي الْمَعْنَى نَحْو سَفِهَ , إذَا هُوَ لَمْ يَتَعَدَّ . فَأَمَّا " غَبَنَ " و " خَسِرَ " فَقَدْ يَتَعَدَّى إلَى غَيْره , يُقَال : غَبَنَ خَمْسِينَ , وَخَسِرَ خَمْسِينَ . وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : ( وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ) . يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : ( وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ) وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَا إبْرَاهِيم , وَالْهَاء الَّتِي فِي قَوْله : ( اصْطَفَيْنَاهُ ) مِنْ ذِكْر إبْرَاهِيم . وَالِاصْطِفَاء : الِافْتِعَال مِنْ الصَّفْوَة , وَكَذَلِكَ اصْطَفَيْنَا افْتَعَلْنَا مِنْهُ , صُيِّرَتْ تَاؤُهَا طَاء لِقُرْبِ مَخْرَجهَا مِنْ مَخْرَج الصَّاد . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( اصْطَفَيْنَاهُ ) اخْتَرْنَاهُ وَاجْتَبَيْنَاهُ لِلْخِلَّةِ , وَنَصِيرهُ فِي الدُّنْيَا لِمَنْ بَعْده إمَامًا . وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عَنْ أَنَّ مَنْ خَالَفَ إبْرَاهِيم فِيمَا سَنَّ لِمَنْ بَعْده فَهُوَ لِلَّهِ مُخَالِف , وَإِعْلَام مِنْهُ خَلْقه أَنَّ مَنْ خَالَفَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ لِإِبْرَاهِيم مُخَالِف ; وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره أَخْبَرَ أَنَّهُ اصْطَفَاهُ لِخِلَّتِهِ , وَجَعَلَهُ لِلنَّاسِ إمَامًا , وَأَخْبَرَ أَنَّ دِينه كَانَ الْحَنِيفِيَّة الْمُسْلِمَة . فَفِي ذَلِكَ أَوْضَح الْبَيَان مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عَنْ أَنَّ مَنْ خَالَفَهُ فَهُوَ لِلَّهِ عَدُوّ لِمُخَالَفَتِهِ الْإِمَام الَّذِي نَصَبَهُ اللَّه لِعِبَادِهِ . وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : ( وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَة لَمِنْ الصَّالِحِينَ ) . يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : ( وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَة لَمِنْ الصَّالِحِينَ ) وَإِنَّ إبْرَاهِيم فِي الدَّار الْآخِرَة لَمِنْ الصَّالِحِينَ . وَالصَّالِح مِنْ بَنِي آدَم هُوَ الْمُؤَدِّي حُقُوق اللَّه عَلَيْهِ . فَأَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْره عَنْ إبْرَاهِيم خَلِيله أَنَّهُ فِي الدُّنْيَا لَهُ صَفِيّ , وَفِي الْآخِرَة وَلِيّ , وَإِنَّهُ وَارِد مَوَارِد أَوْلِيَائِهِ الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ .
And who would be averse to the religion of Abraham except one who makes a fool of himself. And We had chosen him in this world, and indeed he, in the Hereafter, will be among the righteous
Кто же отвернется от религии Ибрахима (Авраама), кроме глупца? Мы избрали его в мирской жизни, а в Последней жизни он будет в числе праведников
اب کون ہے، جو ابراہیمؑ کے طریقے سے نفرت کرے؟ جس نے خود اپنے آپ کو حماقت و جہالت میں مبتلا کر لیا ہو، اس کے سو ا کون یہ حرکت کرسکتا ہے؟ ابراہیمؑ تو وہ شخص ہے، جس کو ہم نے دنیا میں اپنے کام کے لیے چُن لیا تھا اور آخرت میں اس کا شمار صالحین میں ہوگا
Kendini bilmezden başkası İbrahim'in dininden yüz çevirmez. And olsun ki, dünyada onu seçtik, şüphesiz o, ahirette de iyilerdendir
¿Y quién sino el de espíritu necio, puede rechazar la religión [monoteísta] de Abraham? Fue un elegido en este mundo, y en el otro se contará entre los justos